• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
تقارير

دعم موقف ترامب بوجود تزوير.. هل تؤثر تصريحات مدير الاستخبارات الوطنية في نتائج الانتخابات؟


في ظهور مفاجئ على شاشة "فوكس نيوز" الاميركية رفض مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، جون راتكليف، الاعتراف بإدارة بايدن، وظهر مدافعا عن رؤية الرئيس دونالد ترامب المتعلقة بوجود انتهاكات واسعة في عملية التصويت أدت لفوز جو بايدن بالرئاسة.

وقبل أكثر من عام، استغرب الكثير من المعلقين الأميركيين ترشيح الرئيس دونالد ترامب لجون راتكليف، النائب الجمهوري بمجلس النواب عن أحد دوائر ولاية تكساس، لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية. ونبع الاستغراب من حقيقة عدم وجود أي خلفية استخباراتية لراتكليف تؤهله لهذا المنصب المهم، واعتبر البعض أن ولاءه التام لترامب منحه هذه الفرصة الكبيرة.

وبعد أشهر من توليه منصب مدير الاستخبارات الوطنية، وهو المنصب الذي يشرف من خلاله على 17 جهة استخباراتية أميركية، أصبح ينظر إلى راتكليف على نطاق واسع على أنه يستخدم الاستخبارات الوطنية لتسجيل نقاط سياسية لصالح الرئيس دونالد لترامب.

وكرر راتكليف في عدة مناسبات مخالفته لتقييمات مجتمع الاستخبارات نفسه، وكان آخرها رفضه الاعتراف بفوز بايدن في الانتخابات.

وطالب راتكليف وكالات الاستخبارات أن تحقق في مزاعم التزوير، موضحا أن الانتخابات الحالية لم تشبه أيا من سابقاتها، وأن التصويت عبر البريد كان فكرة سيئة.

وأشار راتكليف كذلك إلى أنه تمت ملاحظة إخراج بطاقات اقتراع من حقائب، وأن عمال بريد قاموا بنقل بطاقات اقتراع من نيويورك إلى بنسلفانيا.

كما أضاف أنه يجب طرح أسئلة حول كل هذه المخالفات والتزوير، وأتمنى أن تتحدث قيادة مكتب التحقيقات الفدرالي "في آي بي" (FBI) ووزارة العدل بشكل مباشر مع الأميركيين عن ذلك؛ لأن هناك ضعفا في مستوى الثقة لدى العديد من المواطنين، الذين يعتقدون أن الأصوات لم تحتسب بشكل نزيه، وأن عملية التصويت لم تتم بصورة عادلة.

وتتناقض تصريحات راتكليف مع ما قاله وزير العدل وليام بار لوكالة "أسوشيتد برس" قبل أيام بأن "السلطات الفدرالية تتابع الشكاوى بشأن قضايا الانتخابات؛ لكنها لم تجد شيئا ذا مغزى".

وكذلك لم يحقق مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كريستوفر راي، في مزاعم التزوير التي يكررها ترامب.

وحتى الآن، رفعت حملة ترامب عشرات القضايا، التي تتحدى نتائج الانتخابات في ولايات مختلفة؛ لكنها لم تفز بأي أحكام تشير إلى حدوث تزوير جماعي للناخبين كما يدعي فريق ترامب.

بلا تأثير

ويأتي تردد أكبر مسؤول استخباراتي في الولايات المتحدة بالاعتراف بإدارة بايدن مع ضيق الوقت المتاح أمام إدارة ترامب في مسعاها لقلب نتيجة الانتخابات باستخدام القضاء.

ولا يوجد أي تأثير على أرض الوقاع لتصريحات راتكليف، التي يبدو أنها تخدم خطوته السياسية القادمة بعد إنهاء مهامه مديرا للاستخبارات الوطنية في 20 من الشهر القادم، وذلك بعد أن قام جو بايدن باختيار أفريل هاينز لتكون أول امرأة ترأس الاستخبارات الوطنية الأميركية.

ووفقا لخبراء قانونيين لا تسمح القوانين الأميركية في مختلف الولايات بأجراء أجهزة الاستخبارات تحقيقات حول الانتخابات؛ لكنها تسمح فقط لمكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل بالتحقيق في أي مخالفات واسعة أو في عرقلة التصويت لأي فئات خلافا للقوانيين الفدرالية.

وينتهي الجدل القانوني حول الانتخابات بحلول موعد إكمال تصديق الولايات على نتائج انتخاباتها في 8 الشهر الجاري، ويعقب ذلك في 14 هذا الشهر اجتماع أعضاء المجمع الانتخابي، الذين يمثلون أصوات كل ولاية للإدلاء باختيارهم رسميا للرئاسة.

تزايد قبول الجمهوريين

وعلى العكس من تردد مدير الاستخبارات الوطنية في قبول حقيقة فوز بايدن، تزايد عدد مسؤولي الحزب الجمهوري ممن يعلنون عن مواقفهم الداعية للقبول بهزيمة الرئيس ترامب في الانتخابات.

وقال السيناتور جون كورنين الجمهوري من ولاية تكساس خلال لقاء تلفزيون مع شبكة "سي إن إن" (CNN) إن اجتماع الكونغرس في يناير/كانون الثاني هو "إجراء شكلي حقا" بعد تصويت المجمع الانتخابي في منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو التاريخ الذي أشار إليه العديد من الجمهوريين تاريخا لإعلانهم الاعتراف الرسمي بفوز بايدن.

وقال كورنين "لا أحد يحب الخسارة؛ لكن علينا احترام حكم الشعب الأميركي والناخبين".

كما دعم السيناتور الجمهوري بيل كاسيدي من ولاية لويزيانا نظرية أن ترامب قام بالفعل بالاعتراف بهزيمته في الانتخابات عبر إصداره أمرا لإدارة الخدمات العامة ببدء المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن الوكالة التي انتظرت أسابيع حتى بعد إعلان كبرى وسائل الإعلام حسم السباق الانتخابي لصالح بايدن قبل أن تصدر أخيرا رسالة تسمح بالانتقال إلى الأمام.

وقال كاسيدي لشبكة "سي إن إن" إنه يأمل في أن تتمكن الأمة من المضي قدما، مشيرا إلى دور القضاة في إصدار نتائج حول مزاعم الاحتيال، التي يضغط بها فريق ترامب القانوني منذ أسابيع، حتى في الوقت الذي حكمت فيه عشرات المحاكم ضده.

وقال كاسيدي "إذا كان هناك احتيال فيجب الكشف عنه؛ لكن بطريقة يوافق عليها القاضي".