• اخر تحديث : 2024-04-26 21:42
news-details
ندوات وحلقات نقاش

عودة الاهتمام الدولي بلبنان مقدمة لتسويات، أم تصعيد للصراع؟


بعد انفجار مرفأ بيروت، وما رافقه من تدافع الوفود الإقليمية والدولية، لاسيما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ووكيل الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى ديفيد هيل، فضلًا عن الوفود العربية المصرية والتركية بدأت تُطرَح الأسئلة حول الدعوات إلى ميثاق سياسي جديد، واصلاحات داخلية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية؛ بالإضافة إلى أبعاد هذا الحضور الإقليمي والدولي.

لمتابعة التطورات، نظّمت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين حلقة نقاش مصغرة ناقشت الأسئلة الآتية:

-هل يمكن لميثاق سياسي جديد أن يبصر النور في لبنان؟.

-هل تستطيع الارادات الداخلية أن تُنتج مثل هذا الميثاق من دون توافقات إقليمية ودولية؟.

-هل سيؤدي الحضور الإقليمي والدولي إلى تسويات، أم إلى مزيد من التدويل والتضييق على المقاومة وحلفائها؟.

أولًا ـ معطيات أولية

 

الزمان

الخميس 13-8-2020

المكان

تطبيق Zoom Cloud Meeting

 

 

المشاركون الأساتذة السادة:

1

رئيس الرابطة د. طلال عتريسي

2

أستاذ التاريخ والعلاقات الدوليّة في الجامعة اللبنانيّة د. جمال واكيم.

3

أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية د. ليلى نقولا

4

الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ سركيس أبو زيد

5

الباحث في الشؤون السياسية الدولية د. وليد شرارة

6

أمينة سر الرابطة د. وفاء حطيط

 

 

ثانيًا ـ وقائع الجلسة

 

بدايةً رحّب د. طلال عتريسي بالسادة المشاركين، ومهّد للنقاش بطرح الأسئلة الآتية:

  •  ما هي إمكانية عقد المؤتمر التأسيسي الذي جرى طرحه؟
  • هل تستطيع القوى الداخلية عقد هذا المؤتمر، أم أنه نتيجة توافقات دولية وإقليمية؟
  • ما الذي يمكن أن يتناوله هذا المؤتمر؟
  • هل نحن أمام تسوية في المنطقة؟

أبرز النقاط التي وردت في مداخلة د. جمال وكيم

بدأ د. جمال وكيم مداخلته بتمهيد عن دور الحربين العالميتين الأولى والثانية في صنع التطورات السياسية، والطائفية السياسية التي أرساها الغرب من أجل السيطرة والهيمنة على المنطقة.

وقال: الطائفية السياسية في جزء منها هي صنيعة غربية من أجل الهيمنة، بمعنى أن تكون واسطة للتدخل، فكيف يريد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الغاء النظام الطائفي؟، وفي الوقت نفسه مكافحة الفساد الذي هو الزبائنية والريعية التي يقوم عليها الاقتصاد الزبائني والريعي الذي يضرب القطاعات الإنتاجية، وأتاح للنخب المالية السيطرة على البلد.

من هنا هل يقوم المؤتمر التأسيسي بالقوى القائمة نفسها؟، لا اعرف الى أي مدى سيغير النتيجة، فهذه القوى شريكة في ائتلاف السلطة. وهذا مرتبط بطبيعة النظام اللبناني وهذه القوى هي نوع من واسطة، أو وكيل بين الدولة والناس. ما هو الخطاب الأيديولوجي الذي قدمته هذه القوى السياسية الطائفية الأساسية، أو قوى السلطة في الـ 40 او 50 سنة الماضية، نرى انها لم تقدم شيئًا. كما أن قطاع المصارف هو فعليًا الدولة داخل الدولة، ولا يمكن بقاء قوى السلطة الحالية إذا تغير طبيعة النظام، وينتهي دورها.

ورأى د. واكيم أن المؤتمر التأسيسي هو إعادة صياغة التوازنات الداخلية بناءًا على معادلة إقليمية، وقال: هذه المعادلة ستكون انعكاسًا للمنظومة الدولية التي يعتريها الصراع، لأن النظام الدولي لم يستقر حتى الان، ولم تكتمل بعد صورة الانتقال من نظام الأحادية القطبية الى نظام متعدد الأقطاب. من هنا فإن التصعيد الأميركي في المنطقة هو للحصول على تنازلات من الخصوم، وليس هناك من تنازلات، أو تسوية قبل الانتخابات الأميركية.

وقال: في تقديري أن ماكرون أتى إلى لبنان ضمن فترة سماح لنتمكن من إبقاء البلد في الإنعاش، لكن لا حل قبل الانتخابات الأميركية، وزيادة الضغوط ستكون عبر هذا التدخل الإنساني الذي رأيناه بعد فاجعة مرفأ بيروت، والأساطيل التي حملت السلاح في العام 1983 تحمل اليوم الكراتين، وهناك الكثير من السياسات التي نصح بها لبنانيون، فهناك لوبي قوي جدًا للقوات اللبنانية في اميركا، ولوبي اليسار الليبرالي الذي يبحث عن دور تاريخي. أما نزول القوات الفرنسية والبريطانية والبريطانيين الذين أرسلوا باخرة لمسح المرفأ، فهو شبيه بمرحلة القوات المتعددة الجنسيات في العام 1982؛ وقد تم عمليًا تدويل منطقة المرفأ، وهذا مطلب فريق 14 آذار المواجه لحزب الله وعون، وقد تحقق عمليًا، كما حقق مطلب بيروت منزوعة السلاح، والقصد منزوعة من سلاح المقاومة. وهناك أيضًا انتشار المستشفيات الميدانية يعني التدخل تحت الذريعة الإنسانية، ما يعني أن هناك إعادة تعليب لنموذج 1983 وهذا لا يجعلهم يرسخون وجودهم، فالحضور لايزال هشًا، لكن هذا يلبي مطلب التدويل.

وشرح د. واكيم حقيقة الموقف الأميركي، وقبوله بأن يجرّب ماكرون في لبنان، فقال: بالنسبة إلى الأميركي، ترامب بحاجة الى نوع من انجاز يقدمه إلى الناخب الاميركي، وهو غير قادر على أن يقدم أي شيء يصنف تحت خانة التنازل في المنطقة. وكل ما يهم ترامب ما يخص منطقتنا وصفقة القرن والصراع العربي الإسرائيلي هو كسب تأييد اللوبي الصهيوني في أميركا أولًا.

ثانيًا يحاول الأميركي التعويض عن خسارته للميدان السوري بالتعويض في الميدان العراقي واللبناني.

الأمر الثالث مرتبط بالاستراتيجية الأميركية الكبرى المتعلقة بمحاصرة أوراسيا، ومنعها من الوصول إلى طرق الملاحة البحرية وهذا يفسر الأزمة السورية بدرجة كبيرة، فهو كان قد استكمل هذا الحصار إن كان في البلطيق أو البحر الأسود إلى حد كبير وجنوب بحر الصين، حتى إنه قلب الهند ضد الصين، فالهند كانت تتقارب في فترة من الفترات من الصين في مجموعة البريكس؛ وبالتالي أصبحت منافذ أوراسيا البحرية قاصرة على بعض النقاط، ومنها سوريا. فمسألة لبنان، والتخريب الذي حدث لمرفأ بيروت ومن ثم التدويل، بتقديري يخدم هدف تضييق منفذ أوراسيا البحري على البحر المتوسط. من هنا عندما دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالتوجه الى الشرق، وهو صادق فيها بخلاف النخب اللبنانية لأنها مرتبطة مصلحيًا وبنيويًا بالرأسمال الغربي منذ قرون، بما فيها الوجوه الرأسمالية في التيار الوطني الحر وحركة أمل، والسيد هو الوحيد الذي له مصلحة، لكن لا قدرة لديه مع بعض المتحمسين للتوجه شرقًا.

من هنا أتى تخريب مرفأ بيروت، ولا استبعد العمل المتعمد كي يصبح مرفأ حيفا هو الذي يخدم الخليج.. مع قصة صفقة القرن يصبح الطريق أقصر من حيفا الى الخليج. والتدمير لمرفأ بيروت قد يكون مخطط أميركي متعمد، ولا يجب أن نخرج هذه الفرضية. سيكون هناك تأزيم في الأشهر الثلاثة المقبلة التي ستكون صعبة جدًا، وشبيهة بالأيام الثلاثة التي تلت الاجتياح الإسرائيلي، ودخول القوات المتعددة الجنسيات إلى حين حصول أول انتفاضة حصلت ضد نظام أمين الجميل. وعلينا انتظار الانتخابات الأميركية وتشكيل الإدارة الجديدة، ويمكن أن يقوم ترامب باختراقات كبيرة في حال فوزه، وهو يستفيد من الصوت المحافظ، الصوت المتعصب العنصري، والتظاهرات التي حصلت في أميركا تعزز عصبية الأميركيين العنصريين ـ  90 في المئة من البيض ـ والمحافظين المتدينين للتصويت له؛ لذا يحاول ترامب الحصول على مكاسب اقتصادية من الصين لإرضاء الطبقة الوسطى وكسب تعاطفهم من ناحية، ومن ناحية أخرى يحاول إرضاء اللوبي الصهيوني بكل ما يحصل في المنطقة، وهناك لوبي القوات اللبنانية في أميركا والأكثر تطرفًا من ترامب في ما يتعلق بالوضع في لبنان، فهو يعتبر أنها فرصته التاريخية لتنفيذ ما يريد في البلد فهذه الذهنية المتعصبة لم تتغير، وهي التي أدت بنا إلى حرب العام 1975 بذريعة الوجود الفلسطيني، فالمشروع هو إقامة وطن قومي مسيحي وتهجير كل من هو غير مسيحي.   

أبرز النقاط التي وردت في مداخلة د. ليلى نقولا

انطلقت د. ليلى نقولا كلامها بالإشارة إلى أن مراجعة تاريخ لبنان تُظهر أن كل فترة أنتجنا فيها صيغة، أو تسوية كانت مرتبطة بتغيّر ما، وقالت: إن ما سمي الميثاق الوطني كنا خارجين من حرب عالمية ثانية، وما رافقها من تغييرات في المنطقة. المقاربة الثانية التي أنتجنا فيها مؤتمر تأسيسي، أو تغيير نظام كان الطائف، حيث كان قد سقط الاتحاد السوفياتي، وتم تصوير أن الحرب اسفرت عن غالب ومغلوب، وبالتالي الغالب فرض شروطه على المغلوب، واعتبر المسيحي هو المهزوم في النظام، وفرضت السعودية النظام الذي يعطي الغلبة، فتم إعطاء رئيس الوزراء الصلاحيات الكبرى، وأُعطي مجلس الوزراء والمؤسسات والصناديق لطبقة رئيس مجلس الوزراء.

اليوم لم يتبلور هذا النظام الدولي، والتسوية في المنطقة لن تكون قبل الانتخابات الأميركية حتى لو كان ترامب بحاجة لتسوية في الشرق الأوسط ليسوق له في الانتخابات الأميركية المقبلة، وعندما نتحدث عن الانتخابات فإننا  لا نقصد فقط اللوبي اليهودي في اميركا، الانتخابات تعني أيضًا الانجيليين والكنائس الانجيلية التي تشكل  قاعدة ترامب الانتخابية التي يتكل عليها، وهي تقرأ في نفس الكتاب الذي يقرأ فيه اليهودي أي العهد القديم،  وهؤلاء يؤمنون أن تأسيس إسرائيل الكبرى سيدفع بمجيء المسيح مرة ثانية، حتى عند حصول حادثة اغتيال سليماني كان ترامب يجتمع بهؤلاء في النهار نفسه، واستعار مفردات دينية ضد الأعداء الذين يحيطون بإسرائيل والذين سيهزمهم، اذن ترامب بحاجة إلى تسوية ما في المنطقة يقدر أن يبيعه في انتخاباته، لكن الايراني لن يعطيه هذا الشيء.

لا شك ان ترامب في المسار الذي يسير فيه هو رئيس راحل، وبالتالي لا مصلحة لأحد اليوم لعقد تسوية معه مهما عرض، وما سيجعل ترامب يخسر في انتخاباته هو الاقتصاد والجمهوريون، لأن هناك انقسام كبير في قاعدة الحزب الجمهوري، وهناك حركة كبيرة قد تبدو للمراقب للانتخابات الأميركية بأن القاعدة الجمهورية هي الأشرس ضد ترامب من خطاب الديموقراطيين. لذا لن تأت التسوية.

وما خص المؤتمر التأسيسي على مستوى الداخل اللبناني، قالت د. نقولا: إن موازين القوى على الأرض هي التي تفرض نفسها في أي مفاوضات أو تسوية كبيرة، لأن المنتصر لا يكتب التاريخ فقط بل يسن القوانين. أولًا لم يتبلور المنتصر اليوم في لبنان، وفي هذا الظرف بالذات قد يعتقد البعض أن الشيعة هم الأقوى في النظام اللبناني، وسيقولون أن حزب الله سيفرض شروطه على هذا المؤتمر التأسيسي كونه الأقوى في الداخل اللبناني، والسنة منذ مقتل الرئيس رفيق الحريري ولغاية اليوم يجري اللعب على موضوع المظلومية السنية والتهميش السني، وهو ما غذّاه الخليجيون من خلال تصويبهم على سعد الحريري بأنه ضعيف أمام حزب الله، ويتنازل أمامه؛ بالإضافة إلى الوضع المسيحي، فالمسيحي الذي راهن على مجيء رئيس جمهورية قوي يمكنه فرض معادلات جديدة، ويعيد الدور للمسيحي في النظام اللبناني والإدارة اللبنانية، لكنه اليوم محبط، ولا يحمّل التيار الوطني الحر، أو التسوية الرئاسية، أو مهادنة الوطني الحر لتيار المستقبل والابراء المستحيل، بل هذا جزء.

بشعور التهميش السني، والإحباط المسيحي الذي يشبه احباط 18 تشرين اليوم وان عهد عون يتعرض للضغوط وخذله حلفاؤه وحفروا له أكثر من غيرهم، أعتقد أن أي طرح لمؤتمر تأسيسيي لتغيير القواعد في النظام ستشعر الطوائف بأنها مهددة، والتجييش الإعلامي لن يرحم، والخليجيون لن يرحموا سعد وجماعة السنة، وسيكون التركيز على أن المؤتمر يأتي في ظرف الشيعة هم الأقوياء، والشيعة يريدون الاستئثار بالنظام لصالحهم، ويريدون تعديل قواعد النظام للسيطرة على البلد بفائق القوة التي يمتلكونها.

لذلك أدعو الى دولة مدنية، وأرى أن طرح تغيير النظام هو طرح مفخخ، في الوقت الذي يبدو فيه الجميع خائف من بعضه البعض والمجموعات الطائفية خائفة على وجودها ومصيرها.

وأضافت د. نقولا: هناك تعبير الأمننة بمعنى تحويل كثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية إلى تهديد أمني أو تهديد وجودي، مثلًا الإسلام في أوروبا، كم يشكل المسلمون من نسبة المسيحيين في أوروبا؟، نسبة قليلة جدًا، ومع ذلك تحول إلى اعتباره إلى قضية أمنية قد تهدد الثقافة المسيحية في أوروبا، وهو ما غذّاه الاعلام والمسؤولون السياسيون.

لذا أعتقد أننا أمام تسوية موضعية كما حصل في العراق حيث أعطوا الاميركيين تسمية مصطفى الكاظمي، ولن نخرج عن إطار التسوية الموضعية إلى أن يحين وقت التسوية الشاملة في المنطقة مع فوز جو بايدن في الانتخابات الأميركية المقبلة؛ فإذا فاز بايدن سنجد أننا أمام مرحلة الرئيس أوباما، أي عودة إلى الاتفاق النووي. وفي حال أعيد انتخاب ترامب فإن التطورات الداخلية في اميركا والمشاكل التي ستحصل بعودته ستجعل أميركا أضعف من قبل، وبالتالي سنتعامل مع إيقاع المشاكل الأميركية.

ماكرون اليوم ومن قبل، ولأنه غير قادر على اتخاذ سياسة استقلالية للاتحاد الأوروبي بمفرده، فهو كان قد دعا انجيلا ميركل أكثر من مرة الى حوار استراتيجي حول استقلالية الاتحاد الأوروبي. ولكن ميركل مترددة ومتريثة، ولكن جوابها كان: إذا اراد الأميركيون من تلقاء أنفسهم التخلي عن قيادة العالم عندها نفكر. وماكرون يعيش أوهام أنه قادر في هذا الخلط الدولي، وهذه اللحظة الدولية التي لم يتمكن فيها الأميركي من تحقيق شيء في الشرق الأوسط، ولديه الكثير من المشاكل، وهو يعتقد أن طرح المؤتمر التأسيسي في هذا الظرف يجعله يضع ركيزة للفرنسي في لبنان يمكنه الانطلاق منه إلى دور دولي أكبر من حجم فرنسا اليوم.

وأشارت د. نقولا إلى أن تحرك ماكرون شأنه شأن كل دولة تحلم بتجديد نفوذها التاريخي إذا فتح الباب أو نافذة أمامها، سواء أكانت دولة استعمارية أم اقليمية، وقالت: اليوم نرى دولًا اقليمية كتركيا مثلًا وغيرها تحلم بمدّ نفوذها في مناطق في الشرق الأوسط. فكيف فرنسا التي كان لها نفوذ تاريخي. ولكن ليس من الضروري أن تترجم، وذلك تبعًا لموازين القوى على الأرض. التركي اليوم يحلم بإزاحة النفوذ الخليجي في لبنان، ويجعل من عكار وصيدا مناطق نفوذ.

وقالت: لم يحن بعد أوان مؤتمر تأسيسي كبير لظروف مرتبطة بالإقليم والصراع الدولي الذي لم ينته، والصراع الإقليمي الذي سيرتبط بالصراع الدولي، لا أحد سيسلم سلاحه بسهولة ويذهب إلى التسوية، والجميع لايزال يعتبر أن في إمكانه قلب موازين القوى لصالحه بغض النظر عمن يملك القوة؛ فالخليجي مثلًا لايزال يعتقد أن المفاتيح تسمح له بقلب موازين القوى في لبنان. وفي رأيي أن آوان تسوية نهائية في لبنان لم يئن بعد، لأنها مرتبطة بالتسوية في المنطقة، وقد نلجأ الى تسوية موضعية، لأنه ليس من مصلحة أحد من الأطراف الذين لديهم نفوذ في لبنان أن ينهار البلد كليًا ويدخل لبنان في الفوضى، لا الأوروبي لاعتبارات عديدة ولا الأميركي الذي يعتمد دائمًا حتى مع حلفائه استراتيجية نصف البئر، أي لا يجعله يسقط كليًا، ولا يضعه على أرض صلبة حتى لا يتمرد عليه.

لذا أتصور تسوية موضعية تجعل لبنان صامدًا إلى أن يحين آوان التسويات الكبيرة في المنطقة. وبالنسبة إلى  انفجار لبنان أعتقد أن بعض الافرقاء في لبنان يحاولون إعادة سيناريو 2005، لكن التاريخ لا يكرر نفسه، خاصة أن الظروف الدولية ليست في مصلحة من يريد تكرار تجربة العام 2005، وظروف مجلس الامن الذي كان يجتمع غب الطلب في العام 2005 لإصدار قرار بشأن لبنان غير متوافرة لهؤلاء الاطراف، ومن يراهن على أنهم يستطيعون إعادة تجربة 2005، واستخدام المحكمة الدولية وجلب التحقيق الدولي لاتهام حزب الله في تفجير مرفأ بيروت وهذا القتل الجماعي سيخيبون لأسباب: أولًا ميشال عون في قصر بعبدا مختلف عن الظروف التي حاصرت الرئيس اميل لحود، وتخلى عنه أقرب المقربين مثل شارل رزق وغيره، ولم يصمد المحيطون به.  وثانيًا اختلاف ظروف مجلس الأمن، والظروف الدولية والإقليمية، وظروف المقاومة اليوم، خاصة بعد العام 2006 و7 آيار 2008 هي أقوى مما كانت عليه. وأنا أؤمن كما قال السيد حسن نصر الله: السابع من آيار كان يومًا عظيمًا، يومًا مجيدًا، لأنه لو لم يحصل كانت هناك أحلام لدى الكثير من اللبنانيين بالعودة إلى الحرب الأهلية، والاستعانة باللاجئين السوريين، والإرهابيين من سوريا في محاولة لإغراق المقاومة بالحرب الأهلية. ونتيجة ميزان القوى غير المتكافئ لن تحصل حرب في لبنان، وإن كنت أتوقع فترة صعبة جدّا سيتجاوزها لبنان.

أبرز النقاط التي وردت في مداخلة د. وليد شرارة

بدأ د. وليد شرارة مداخلته بالإشارة إلى دور فرنسا، وأداء ماكرون وفريقه بالقول: أعتقد أنه يجب التعاطي بكثير من الهدوء، وبمسافة نقدية كبيرة مع أطروحات ماكرون، وأطروحات الفرنسيين بشكل عام، هذه القوى التي تصل إلى السلطة في بلادها على قاعدة وعود لا يمكن أن تنفذ في أحسن الأحوال 20 أو 25 في المئة منها، ماذا يمكن أن تحقق على المستوى الدولي آخذين في الاعتبار أن فرنسا قوة آفلة ومتراجعة على المستوى الدولي، ونفوذها يضمر. كما أن ماكرون وفريقه لا يملك رؤية استراتيجية استقلالية، فهم من النخب الفرنسية الأطلسية الهوى، صحيح أن ترامب بعد وصوله إلى خيّب آمالهم، وأخذ جملة من السياسات التي أضعفت الثقة بالولايات المتحدة كحليف وراع وحامٍ للأوروبيين، لكن رهان هذه الاطراف على أن ترامب سيتغير في الانتخابات المقبلة، فالجميع شبه مقتنع ان ترامب فرصته في إعادة الانتخاب ضئيلة نتيجة عوامل عديدة من التداعيات الاقتصادية والداخلية إلى إدارته فيروس الكورونا.

كما أن ماكرون وفريقه ليس لديهم رؤى استراتيجية، ولا يجب أن نتصور أبدًا أن هذا الفريق يمثل استمرارية ما لسياسة ديغولية، أو حتى لسياسات ميتران وشيراك في عهده الأول. يعتقد ماكرون أنه في ظل التحولات الدولية المطلوب الحفاظ على التحالف الغربي؛ بل يعتمدون دائمًا سياسات قصيرة الامد، قد يرفعون شعارات كبرى يتطلب تنفيذها والوصول إليها زمنًا أطول، وأكلافًا، والتزامًا، وتحمّل ضغوط هم ليسوا في صددها.

وما خص الكلام الفرنسي عن المؤتمر التأسيسي قال د. شرارة: كلامهم عن المؤتمر التأسيسي شعار من الشعارات التي رفعها ماكرون، وفي نظره هذا هو المدخل لإعادة بناء نظام سياسي في لبنان، لأنه في التقييمات الفرنسية في السنوات الأخيرة أن النظام السياسي في لبنان دخل في طور الاحتضار، وأن الدولة تتحول بشكل سريع إلى دولة متداعية، والمطلوب إصلاحات للحؤول دون ذلك وإعادة بناء مؤسسات الدولة، والهدف من طرح هذا الشعار هو أن يعيدوا اكتساب قدر معين من النفوذ عبر ادخال مجموعة من النخب التي تعلمت ودرست في فرنسا أو لديهم معها صلات الى مواقع السلطة والقرار؛ لكن هذه ليست أولوية على جدول الاعمال، وقد يتراجعون عنه، لأنه لديهم أولويات أخرى.

السياسة في نظر فريق ماكرون وترامب والغرب عمومًا هي الإبحار بالنظر من دون بوصلة، يعني أنت في عالم مليء بالعواصف، ودخلنا في تحول كبير في النظام الدولي، والمطلوب هو سياسات على المدى القصير. وما خص فريق ماكرون فهو مشكل في قسم كبير من أشخاص لم يأتوا من عالم السياسة، بل هم أتوا من أجهزة الاستخبارات والقوات الخاصة وعالم الأعمال كماكرون نفسه. وهذا الفريق يذهب الى المغامرة، لكن سرعان ما يتراجع إذا وجد انه لا يوجد نتائج إيجابية، لذلك لا يجب ان نؤخذ بالشعارات التي يطلقونها على أساس أنها جزء من رؤية طويلة الأمد، وأنها قد تؤسس لدور فرنسي متمايز، فهؤلاء ليس لديهم نظرة لدور فرنسي متمايز.

وأضاف د. شرارة: عندما تحدث ماكرون عن موت سريري للناتو فهو كان يرد على مواقف وتصريحات ترامب الاستفزازية، لأن دخول الناتو السريري ومن ثم توفي يشكل كارثة كبرى بالنسبة إلى ماكرون، وكذلك للألمان، لأنهم يعتبرون اليوم أن ضعف التحالف في ظل التحولات الدولية سيعزز نفوذ وقدرات المنافسين غير الغربيين، وهذا يعني أن نفذهم سيضمر. ففي افريقيا هناك تحدٍ كبير أمام النفوذ الفرنسي من قبل الصين وروسيا، حتى في مناطق النفوذ الفرنسي التقليدي كجمهورية افريقيا الوسطى حيث يحل النفوذ الروس محل الفرنسي، وبالنسبة لماكرون بقاء التحالف الغربي هو شرط للحفاظ على قدر معين من النفوذ الفرنسي، وهو يقبل بأن يكون شريكًا ثانويًا.

وبالنسبة إلى فكرة المؤتمر التأسيسي قال شرارة: فكرة طرحها ماكرون، وليست شرطًا أن تكون أساسًا لسياسات كبرى، لكنها مدخل لتأكيد أولًا وجود رؤية لدى فرنسا للبنان، وتوثيق صلات مع الأطراف المختلفة، وإعطاء فرنسا دورًا أكبر قد يترافق مع نفوذ معين في عملية إعادة بناء النظام السياسي اذا حصل؛ وهناك حسابات على المدى القصير، حيث يرفعون شعارات كبرى وعينهم على مرفأ بيروت وعملية اعادة الاعمار!!.

قام ماكرون بخطوة إيجابية بالمجيء الى لبنان، بينما كان الجناح المتشدد في ادرة ترامب يريد خنق لبنان لخنق حزب الله، وتمايز عن السياسة الاميركية التي كانت معتمدة حيال لبنان من قبل الجناح المتشدد في إدارة ترامب، ونتيجة صلة ماكرون الشخصية مع ترامب التي تراجعت وبردت، ولكن لم ينقطع التواصل وترامب يعتبره من الزعماء الأوروبيين القريبين منه، استطاع أن يقنع ترامب بان يجرب في لبنان أنه بمزيج من الضغوط والمساعدات يمكن أن نحصل على تنازلات من قبل حزب الله في ظل الازمة الضاغطة التي يعيشها لبنان، وأن نقضم نفوذه تدريجيًا ونعزز نفوذنا، فهذه الرؤية التي تحكم مقاربة ماكرون، ومن الممكن أن تتغير بسرعة، وكذلك موقف ترامب الذي تحدث عن مزيد من العقوبات على شخصيات لبنانية.

إذًا، نحن اليوم أمام مقاربة فيها مزيد من الضغوط ومساعدات معينة، وهنا أود الإشارة إلى مسألتين: الاصرار في مؤتمر المانحين على ضرورة تسليم المساعدات مباشرة الى المجتمع اللبناني من دون المرور بالمؤسسات والخ، وبمعنى معين هي خطوة نحو التدويل، المسألة الثانية تعمد ماكرون خلال كلمته أن يقول إن إسرائيل عرضت مساعدة لبنان على الرغم من التعقيدات الجيوسياسية. هذه مسائل يجب أن نأخذها في عين الاعتبار. مرة أخرى، من يتابع السياسات الفرنسية وكيفية ترجمتها الفعلية في أكثر من منطقة في العالم يلاحظ أنه تُطرح شعارات وإعلان نوايا لكن القدرة على التنفيذ والمتابعة ضعيفة جدًا، فنفوذ فرنسا وقدرتها على التأثير تضعف وتضمر. كما أن مجيئه إلى لبنان وما طرحه من شعارات أثارت اعتراضات في فرنسا، ولا يجب أن ننسى أن جزءًا أساسيًا من حساباته هو داخلي، بأن يظهر في مظهر الرئيس الذي يحمل رؤية دولية، ويعيد الاعتبار لفرنسا دورها في العالم.

لذلك، المؤتمر التأسيسي كما يطرحه الفرنسيون شعار كبير مضمونه الدفع في اتجاه أن تؤدي القوى والنخب المرتبطة بفرنسا دور في لبنان ومن كل الطوائف، ففي فريقه لبنانيون، وحوله مجموعة من رجال الأعمال والمستشارين اللبنانيين.  لذا فهو يراهن على ان تساهم فرنسا من خلال هؤلاء في عملية إعادة بناء ما للنظام السياسي في لبنان، وبالتفاهم مع الولايات المتحدة.

وشدد د. شرارة على ضرورة لتشكيل جبهة وطنية، وربط قضية الإصلاح بقضية مواجهة التحديات الخارجية وسياسات الهيمنة واسرائيل، وقال: لا يمكن في ظل الازمة البنيوية التي يعيشها النظام اللبناني والكيان اللبناني الفصل بين قضية المقاومة وضرورة القيام بإصلاح جذري داخلي. بعد التطور الذي حصل وجدت أطراف كثيرة فيه فرصة للتدخل، فالتركي مثلًا أولويته الأولى ان يحل مكان السعودي والاماراتي على مستوى الجمهور السني أكثر من الدخول في مواجهة مع المقاومة، والفرنسي دخل ضمن رؤية مركبة: خوف من الانهيار وفرصة للاستغلال، ولابد من النظر بجدية لما يحصل ووضع سياسات دقيقة للتعاطي مع هذه التطورات من دون الذهاب بعيداً بالتهويل، وبرأيي ليس هناك قوة أوروبية في صدد ان تدخل بمشروع تدويل قسري ضد المقاومة في لبنان، فهم لا يحتملون نتيجة هذا الامر؛ ففي العام 1982-1983 أتوا مع الولايات المتحدة يومها، وإدارة ريغان، وفي ظل وضع دولي، واجتاح 120 ألف جندي إسرائيلي لبنان ، أتوا كدور مكمل للاجتياح ونتائجه شيء مختلف عن اليوم، وأن يأتوا  في ظل تحول كبير في موازين القوى في العقدين الأخيرين في المنطقة ولبنان شيء آخر. فالفرنسي رأى التموضع بالتفاهم مع حزب الله وهو حريص جدًا على التواصل مع حزب الله وتطوير صلاته معه، وهو قادر أن يقدم عروض قد يقبل حزب الله بجزء منها ويصل معه الى تفاهمات. أما خارج التفاهمات مع الحزب حتى ولو كان يتصور إمكانية حصول تطورات لاحقًا تسمح بالضغط على الحزب بالنسبة إلى سلاحه ودوره الإقليمي، فإن حزب الله شريك أساسي في هذه المرحلة الأولى لذلك صار اللقاء مع الحاج محمد رعد، والحديث عن إمكانية لقاء آخر مباشر ثنائي بين الحزب والفرنسيين. نحن أمام وضع شديد الهشاشة، إذا غيّر ترامب رأيه بمسعى الفرنسي، فالفرنسي لن يستمر، لأنه يشترط الموافقة الأميركية، وكما أن الغرب ليست واحدة، فالإدارة الأميركية ليست كتلة واحدة، فهناك تناقضات وآراء، فالجناح الأيديولوجي المتشدد الذي يمثله بومبيو وبينز وأبرامز مع خنق لبنان، وانهياره، والقضاء على حزب الله .

أبرز النقاط التي وردت في مداخلة الأستاذ سركيس أبو زيد

ركّز الأستاذ سركيس أبو زيد في بداية مداخلته على أننا أمام أزمات وجودية ومصيرية داخلية لا يمكن حلها إلا بمؤتمر ما، وإحدى المشاكل الأساسية هو وجود أكثرية نيابية لا تمتلك رؤية أصلًا، وطالما أنها لا تمتلك الجواب يصبح المطروح: إما مؤتمر تأسيسي، أو تسوية سياسية من هذه الشبكة الحاكمة. وعندها ستكون في رأيي مساومة مرتبطة بظروف إقليمية ودولية وتدخل خارجي.

وقال الأستاذ أبو زيد: السؤال: من يطرح المؤتمر التأسيسي؟، فاذا كانت فرنسا تطرحه فلها أغراض معينة، وإذا كانت الأكثرية، أو حزب الله، أو قوى وطنية تطرحه فهذا أمر آخر.

المطلوب هو مؤتمر تأسيسي شعبي وطني لفريق 8 آذار لتشكيل رؤية مشتركة تتعاطى مع هذه المسألة، فعلى حزب الله، أو الأكثرية، أو فريق 8 آذار المبادرة إلى دعوة إلى مؤتمر وطني شعبي لتشكيل رؤية للمستقبل، لا يجب ان يبقى يعيش على رد الفعل: ماذا يفعله الفرنسيون وما يقوله الأميركي، وماذا تريد السعودية كما حصل في ما خص الموقف من الحكومة مؤخرًا.

ولفت الأستاذ سركيس إلى وجود أزمة ثقة بين الجمهور المسيحي وحزب الله في ظل وجود خطاب للقوات اللبنانية يعبئ الجمهور المسيحي والآخرون ساكتون: المردة والتيار والحزب، والجمهور المسيحي يجد نفسه تائهًا أمام أزمة يراها مصيرية من وجهة نظره؛ فالمطلوب من الأكثرية الاخذ بعين الاعتبار فهم أزمة هذا الجمهور، وكيفية التعاطي معه وألا نتركه أسيرًا للأجواء الأخرى. وهو المطلوب من المردة والتيار والحزب.

وقال الأستاذ سركيس: المؤتمر السياسي ضروري، لان هناك أمور تستوجب المؤتمر التأسيسي، منها دعوة البطريرك الماروني إلى الحياد، فهل يستطيع الحياد من دون أن يجتمع الجميع في مؤتمر تأسيسي؟، أيضًا طرح ماكرون العقد الاجتماعي، والعقد الاجتماعي يعني مؤتمر تأسيسي. بالإضافة إلى الحديث عن الأمن الذاتي والفيدرالية واللامركزية وغير ذلك. وهذه لا يمكن حلها من دون مؤتمر تأسيسي أو وطني. لكن علينا أن نحدد أي مؤتمر نريد، ونحن ككتل مقاومة ماذا نريد من هذا المؤتمر، وما هي وجهة نظرنا. والمطلوب من فريق الاكثرية قبل الذهاب إلى الحسم توحيد صفوفه ضمن رؤية مشتركة حتى يحاكي جمهوره، ويستعيد وحدته وتماسكه، وإلا يكون ذاهب إلى مزيد من الخسارة، ويتلقى الضربات من الداخل والخارج.

أعتقد أننا نمر في مرحلة لا حرب مواجهة شاملة فيها ولا تسوية تاريخية دائمًا.  بل هناك صراع دول على المنطقة، وعلينا أن نحدد مصلحتنا بالتعاطي مع هذه الصراعات، وعلينا التفتيش عن دورنا ؛ والمطلوب أن نقرر ماذا نريد، وأن يكون هناك جبهة للمقاومة وللإصلاح في مواجهة هذه التحديات والمشاريع الدولية، والسعي الى مؤتمر وطني شعبي غير رسمي للقوى الشعبية التي تؤيد المقاومة والإصلاح، وتريد تقديم رؤية جديدة للبلد وتشكيل قوة لأن الآخرين مربكين ومترددين ما بين مشروع انعزالي جديد يسعى إليه سمير جعجع، وتسوية يسعى إليها سعد الحريري ووليد جنبلاط، بين هذين المشروعين يجب توحيد جبهتنا، ثانيًا  لا بد من معالجة الازمات الشعبية ان كانت مذهبية او طبقية، لأنه لابد من أن تمتلك هذه الجبهة من إجابات، وعلاج لأزمة الجمهور المسيحي، والمذاهب الأخرى، ومعالجة الأزمات الاقتصادية الاجتماعية، وعدم إدارة الظهر لمؤسسات المجتمع المدني، لأن جزءًا من هذه القوى المدنية مرتبط بالغرب وعملاء للغرب، وهناك قسم منها من شعبنا وبيئتنا، وجمهورنا ويجب التعاطي مع هذه الشريحة من المجتمع المدني، وما لم نهتم بالأزمات الاجتماعية الاقتصادية سيأتي من يستغلها.

 

ثالثًا ـ توصيات

 

 

ـ تشكيل جبهة وطنية للمقاومة وللإصلاح في مواجهة التحديات والمشاريع الدولية.

ـ ربط قضية الإصلاح بقضية مواجهة التحديات الخارجية وسياسات الهيمنة وإسرائيل.

ـ عقد مؤتمر تأسيسي شعبي وطني لفريق 8 آذار لتشكيل رؤية مشتركة للمستقبل.

ـ عقد مؤتمر وطني شعبي غير رسمي للقوى الشعبية التي تؤيد المقاومة والإصلاح، وتريد تقديم رؤية جديدة للبلد.

ـ معالجة أزمة الثقة بين الجمهور اللبناني بمختلف أطيافه والقوى السياسية الوطنية.

ـ معالجة الأزمات الاقتصادية الاجتماعية.

ـ عدم إدارة الظهر لمؤسسات المجتمع المدني.