• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
تقارير

عارضت ترامب وتدعم "إسرائيل".. ما لا تعرفه عن كامالا هاريس المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأميركي


اختار المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن السيناتور عن ولاية كاليفورنيا كامالا هاريس نائبة له في الانتخابات المقررة العام الجاري، وهي بذلك أول امرأة ليست بيضاء تُرشح لمنصب نائب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة.

لم تكن لحظة الإعلان عن هذا الاختيار محببة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد نشر على الفور مقطع فيديو مُجمعا تظهر فيه هاريس وهي تهاجم بايدن وتتهمه بالعنصرية، بالإضافة إلى حديث لها تظهر فيه تبنيها البيان الراديكالي لليسار، داعيةً لفرض تريليونات الدولارات كضرائب جديدة، في إشارة منه إلى عدم صلاحيتها لهذا المنصب.

جاء الرد مباشرة في تغريدة للرئيس السابق باراك أوباما أثنى فيها على اختيار بايدن قائلا "إن هاريس أكثر من مستعدة للوظيفة"، مشيرا إلى أنها أمضت حياتها المهنية في الدفاع عن دستور البلاد والقتال من أجل الأشخاص الذين يحتاجون إلى العدالة.

في هذا التقرير سنتعرف على حياة هاريس (55 عاما)، ونغوص في تفاصيل طفولتها وشبابها، وماذا قدّمت، وما إنجازاتها حتى يختارها بايدن نائبة له؟

طفولة مختلفة

ولدت في 20 تشرين الأول 1964 في منطقة سان فرانسيسكو لأب أسود من دولة جامايكا وأم هندية.

وكان والدها دونالد خبيرا اقتصاديا، ويُدرّس في جامعة ستانفورد العريقة، أما والدتها شيامالا فقد عملت باحثة في مجال السرطان، وحصلت على الدكتوراة من جامعة بيركلي الشهيرة.

خلال طفولتها دأبت هاريس على الذهاب إلى كنيسة لأميركيين من أصول أفريقية بصحبة والدها، كما صحبتها والدتها لمعابد هندوسية.

انفصل والداها وعمرها 7 سنوات، وانتقلت مع والدتها وأختها الوحيدة التي تصغرها بـ 3 سنوات إلى مدينة مونتريال الكندية، حيث مقر عمل والدتها الجديد في جامعة ماكجيل.

في الجامعة

كبرت هاريس في عالم معظمه أبيض من حولها، ثم ذهبت إلى جامعة يكثر بها عدد الأميركيين من أصل أفريقي.

أرادت أن تقترب من حياة الأميركيين من أصل أفريقي، وانضمت لجوهرة تاج الجامعات السوداء في هوارد، حيث تعد الجامعة بمثابة هارفارد للأميركيين من أصول أفريقية.

وعندما يتحدى أي شخص هويتها العرقية كسيدة سوداء، تشير هاريس إلى السنوات الأربع التي قضتها في جامعة هوارد، والتي تابعت بعدها دراستها للقانون في كلية هاستينغز بجامعة كاليفورنيا.

معارضة

كانت معارضة هاريس القوية لقرار ترامب حظر دخول المسلمين من عدة دول في كانون الثاني 2017 نموذجا لقدرتها على المواجهة في الصراعات السياسية، وذلك لخبرتها السابقة كمدعية عامة في ولاية كاليفورنيا.

وهي تشغل عضوية عدة لجان مهمة بمجلس الشيوخ، منها اللجنتان القضائية والمالية، وكذلك لجنتا الأمن الداخلي والاستخبارات.

كما تعرف عنها معارضتها القوية للسياسات الصينية تجاه حقوق الإنسان، خاصة ما يتعلق بمسلمي الإيغور في غرب البلاد، وتناصر حقوق سكان هونغ كونغ، وتعارض ممارسات الصين التجارية غير العادلة.

وعارضت هاريس التقارب بين واشنطن وبيونغ يانغ، إذ ترى أن ترامب غير مؤهل للتعامل مع "دكتاتور محنك" مثل الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وتعارض مواقف الرئيس المعادية للصدام مع حلف الناتو، كما تعارض تقاربه غير المبرر من روسيا وعلاقاته الجيدة برئيسها فلاديمير بوتين.

الموقف من "إسرائيل"

وبخصوص السلام في الشرق الأوسط، تعد هاريس من أقوى المؤيدين لإسرائيل، وتؤمن بحل الدولتين كمعادلة لإنهاء الصراع.

وتحدثت عامي 2017 و2018 في مؤتمر منظمة "أيباك" (أكبر مجموعة ضغط -"لوبي"- إسرائيلي في الولايات المتحدة) وعبرت عن معارضتها لاستمرار بناء مستوطنات إسرائيلية في أراضي الضفة الغربية.

وتطالب هاريس بألا يكون دعم إسرائيل الكامل قضية حزبية، وتنادي بالدعم الأميركي الكامل لإسرائيل.

ملف إيران والمنطقة

أيدت هاريس الاتفاق النووي الذي وقّعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، واعترضت على انسحاب إدارة ترامب منه لاحقا، وترى ضرورة التنسيق مع الحلفاء الأوروبيين لضمان تنفيذ إيران تعهداتها.

وبخصوص السعودية، تبنت هاريس مواقف متشددة من المملكة، خاصة بعد مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.

وهي تعارض بشدة حرب التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، ودعمت قرارات حظر تصدير السلاح للسعودية بسبب حرب اليمن وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.

مرشحة تقدمية

وصفت هاريس نفسها بأنها تقدمية خلال فترة عملها مدعية عامة في ولاية كاليفورنيا. وفي حين أنها دفعت إلى اليسار في قضايا مثل زواج المثليين وعقوبة الإعدام، كانت تُغضب الليبراليين في بعض الأحيان برفضها الذهاب إلى أبعد من ذلك.

وأثناء حملتها الرئاسية، ترى أنه يمكنها حل المشاكل بصورة عملية، وفي نواح كثيرة فإنها تمثل كيف انتقل الحزب الديمقراطي إلى اليسار على نطاق واسع، حتى لو ظلت معتدلة بصورة أكثر من نجوم التيار التقدمي بالحزب.

وتمثل هاريس صوة قريبة من صورة أميركا الديموغرافية التي تزيد فيها بصورة سريعة نسبة السكان من غير البيض إلى إجمالي السكان.

وبسبب خلفيتها القانونية، يراها البعض النقيض الطبيعي للرئيس ترامب، حيث إنها شخص يؤمن بسيادة القانون، ولا تخشى مواجهة المتنمرين، كما أنها لا تخشى التحدث بموضوعية عما يجب أن يكون.

وتبنت هاريس الكثير من التشريعات للتأكيد على حقوق الأطفال وحقوق الشواذ، وبرامج الإصلاح الجنائي، والمطالبة بوقف عقوبة الإعدام، وحماية المستهلكين، والحفاظ على الخصوصية.

حظوظ الاختيار

ترى هاريس أنها تستطيع جذب المعتدلين الديمقراطيين التقليديين، إضافة إلى جذب أنصار التيار التقدمي الذي تزيد قوته داخل أوساط الحزب.

وقد يتهم البعض هاريس بالتأرجح بين مواقف سياسية متعارضة تجاه القضية ذاتها، ومع ذلك فإن مهاراتها الحادة في النقاش وشخصيتها القوية جعلتها منافسة وخصما عنيدا خلال فترة وجودها القصيرة في مجلس الشيوخ.

ويشير شين ماكولي، خبير استطلاعات الرأي بالحزب الديمقراطي، إلى أن بايدن سيختار شخصية سياسية، ولن يختار مرشحة طبقا للون بشرتها أو خلفيتها العرقية.

يبقى أن تقنع هاريس المرشح الديمقراطي جو بايدن وكبار مساعديه أن بإمكانها جذب الناخبين السود والشباب والنساء للتصويت للديمقراطيين بنسب أكبر من تلك التي حصلت عليها خلال حملتها الرئاسية.

ويشبه الكثير من الخبراء حال إقدام بايدن على اختيار هاريس بحالات اختيار الرئيس السابق رونالد ريغان لأكبر خصومه في الانتخابات التمهيدية جورج بوش الأب، نائبا له في سباق انتخابات 1988، أو اختيار بيل كلينتون غريمه آل غور نائبا له في سباق انتخابات 1992.

وعندما سئلت هاريس عن هجومها الشديد خلال المناظرات الرئاسية الأولى ضد منافسها جو بايدن، ردت بكلمة واحدة تشير فيها إلى أنها كانت "مناظرة".

يذكر أن منصب نائب الرئيس ترشحت له امرأتان فقط، وكلتاهما بيضاء: سارة بالين عن الحزب الجمهوري في انتخابات عام 2008، وجيرالدين فيرارو عن الحزب الديمقراطي عام 1984، ولم تصل الاثنتان إلى البيت الأبيض.

ولم تشارك أي امرأة ملونة في السباق الرئاسي مع أي مرشح للمنصب، كما لم تفز أي امرأة بالرئاسة الأميركية أيضا، فما حظوظ هاريس كاميلا؟