بعد العدوان الصهيوني على لبنان والمقاومة في تموز عام ٢٠٠٦ وانتصار المقاومة على قوات العدو، عقدت اجتماعات بين مسؤولي الكيان الصهيوني ومسؤولين أميركيين لتقويم نتائج عدوان تموز ومخاطره، والبحث في ايجاد بدائل للمواجهة.
توصل الطرفين على وضع خطط أمنية وعسكرية وسياسية واعلامية لمواجهة حزب الله في الداخل اللبناني.
بدء المخطط بتنفيذ حملة سياسية واعلامية لتحريض اللبنانيين على حزب الله، وتشويه صورة المقاومة ودورها، وفرض عقوبات اقتصادية على حزب الله ووضعه على اللائحة الأميركية للإرهاب.
لقد كشف سفير اميركا في لبنان دايفيد فيلتمن في جلسة لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي قائلا: "لقد انفقنا ٥٠٠ مليون دولار في حملة ضد حزب الله في لبنان".
في الأسبوع الأول من ايار عام ٢٠٠٨ بدء تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع مواجهة حزب الله عبر قوى سياسية في الداخل اللبناني.
في ٥ أيار ٢٠٠٨ اتفق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع وليد جنبلاط على اصدار قرار عن مجلس الوزراء اللبناني بكشف خطوط الاتصالات الهاتفية الخاصة بالمقاومة ووضع اليد عليها، وتكليف القوى الامنية والقضاء بتنفيذ القرار. الأمر الذي يكشف المقاومة واتصالاتها امام المخابرات الصهيونية "الموساد " مما يسهل اغتيال قادة المقاومة ومعرفة عملياتها السرية وحركتها العسكرية. فكانت احداث ٧ ايار ٢٠٠٨ كرد فعل حزب الله على تنفيذ القرارات وتعطيلها.
بعد فشل مشروع المواجهة الاول "قرار كشف الاتصالات الخاصة" قرر التحالف الاميركي الصهيوني بأشراك تنظيم "داعش" وجبهة النصرة بمواجهات عسكرية وارهابية ضد حزب الله في لبنان.
قدم الاميركي بدعم سعودي المساعدات العسكرية والمالية "أسلحة وذخائر" والمعلومات لتنظيمي داعش والنصرة وساعدوا انتقال مسلحي التنظيميين الى لبنان.
بضغط اميركي وسعودي على رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أتخذ الطرفين قرار النأي بالنفس الذي ساهم بتعطيل دور الجيش اللبناني بحفظ الامن، وسمح بانتقال اعداد كبيرة من المسلحين وتمركزهم في مناطق عرسال وبلدات بقاعية وعكار وطرابلس واحياء من بيروت وبعض مخيمات النازحين السوريين. كما فتحت حرب مذهبية بين احياء التبانة وجبل محسن في طرابلس.
كان خيار تنظيم داعش لشن حربه على حزب الله على اراضي لبنان خيارا ذو أهمية للتحالف الاميركي الصهيوني السعودي لان تنظيم داعش الوهابي يملك القدرة القتالية والأعمال الإرهابية، وعبره يتم رفع وتيرة الفتنة السنية الشيعية.
بعد اسابيع توترت الاجواء وتصاعد العنف بتنظيم عمليات ارهابية وارسال سيارات مفخخة الى الضاحية وبعلبك والهرمل والسفارة الايرانية وطرابلس وبيروت.
لقد نفذوا عشرات العمليات الارهابية والعسكرية، لكن التنسيق الامني والعسكري بين قيادة الجيش اللبناني ومقاومة حزب الله أجهض الكثير من الأعمال الإرهابية ذات الطابع المذهبي. كما خاض الجيش والمقاومة حربآ استمرت أشهرا في عرسال وجرودها وبعض المناطق البقاعية والشمالية أسفرت عن قتل اعداد كبيرة من المسلحين ونقل ما تبقى منهم الى شمال سوريا.