• اخر تحديث : 2024-05-02 20:55
news-details
ندوات وحلقات نقاش

حلقة نقاش: "أي لبنان قبل انتخابات العام 2022 وبعدها"..


أولاً: معطيات أولية حول اللقاء:

الزمان

الجمعة 10 كانون الأول 2021

المكان

الغبيري ـ المركز الصحي الاجتماعي

مدة اللقاء

من الساعة 09:30 صباحًا لغاية الثانية ظهرًا

 

المشاركون:

أعضاء الرابطة في لبنان

 

ثانياً: مجريات اللقاء:

نظّمت الرَّابطة الدُّوليَّة للخبراء والمُحلِّلين السِّياسيِّين الّلقاء الثّاني لأعضائها في لبنان تحت عنوان: "أي لبنان قبل انتخابات العام 2022 وبعدها"؛ وذلك في اطار تفعيل التواصل، ومواكبةً  الانتخابات التشريعية المرتقبة.

وقد توزّع برنامج اللقاء على جلستين ناقش المشاركون في  الجلسة الأولى تشكيل مجموعات بحثية متخصصة متفاعلة (سياسي ـ استراتيجي ـ أمني ـ قانوني ـ اقتصادي ـ اعلامي ـ اجتماعي ـ ثقافي...)، وسبل تفعيل عمل الرابطة. أما الجلسة الثانية فقد خُصّصت لمناقشة الوضع السياسي في لبنان،  واختتم بمؤتمر صحفي.

ثالثاً: وقائع اللقاء:

افتتحت أمينة سرّ الرّابطة د. وفاء حطيط اللقاء بالترحيب بالأعضاء الحاضرين، وقدّمت برنامج العمل؛ تلا ذلك كلمة رئيس الرّابطة د. محسن صالح الذي حيّا الحضور، وبارك اللقاء؛ مشيرًا إلى "دورة استعمارية جديدة خاصة بعد الانسحاب الأميركي من العراق ومن أفغانستان"، وقال: هناك تخطيط لبديل يراد منه المزيد من التفتيت والتهميش والاستغلال. وقد دخلت بريطانيا وفرنسا ـ الاستعمار القديم ـ على الخط من الخليج الى لبنان الى العراق، وهناك تخطيط جدي بالحلول مكان الولايات المتحدة ثقافيًا وأمنيًا. هناك استقلال يمكن ان ينظر اليه كإشراف استعماري او غربي أميركي ترك الأنظمة والنخب السياسية والمالية بيديه، دور المقاومة انها قامت بمحاولة خلخلت الأسس التي قام عليها هذا الاستعمار من زرع لكيانات وتحديدا في الخليج تخدم مصالح اميركا والغرب وخاصة بريطانيا.

بعد الحرب العالمية الثانية سلمت هذه الدول الولايات المتحدة الأميركية التي عبثت بكل شيء، والان يستعاد التعاون ولكن إعطاء دور أوروبي. ما حصل في اليمن يعيد الأمور الى بداية القرن العشرين حيث شكلت الدولة الخليجية وبعد ذلك شكلت الثكنة العسكرية الصهيونية في فلسطين. الغرب يريد مجتمعات فارغة من الذاتية الثقافية والسياسية ليسهل عليه استعمار هذه الدول او هذه الشعوب، وانا اخالف الفكرة التي تقول بأنه يريد استتباع المنطقة من حيث انه يريدها مثيلة له، هو لا يريدها لا نامية ولا مستقلة ولا لديها حرية ولا ديمقراطية وهذا ما صرح به كلينتون بعد احتلال العراق.

إن طرح فكرة انتخابات 2022 ما قبلها وما بعدها مرتبط بما تحتمله هذه الانتخابات من فرضيات، المسألة ليست مسألة أكثرية ولا مسألة اقلية؛ بل مسألة توجه: إما أن يخرج لبنان من العباءة الفرنسية الأميركية السعودية ويتجه شرقًا، أو أن يبقى في الحضن الغربي، ويدفع إلى انتخابات مبكرة، وعندما لم يستطع هو يعد مجددا، المطلوب في لبنان كما في العراق رأس المقاومة، وهذا هو موضوع الانتخابات وتطويق القوى التي يمكن أن تتجه شرقًا. كيف نرى توجه لبنان في المستقبل.

هذه الانتخابات ربما تكون الأخطر من حيث التوجهات الاستراتيجية منذ قرن، فاذا اتى خط المقاومة بالأكثرية معنى ذلك أن لبنان لن يبقى فرنسيا سعوديًا اميركيًا، إنما شرقيًا.

لقد التأمت الهيئة العامة للرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين في لقائها الثاني في بيروت بحضور أغلبية الأعضاء، وناقشت بندين أساسيين، الأول نقاش سياسي حول أي لبنان قبل وبعد الانتخابات 2022، الامر الاخر كيفية تفعيل الرابطة بما يؤدي الى مزيد من التعمق في المسائل السياسية والاجتماعية وما يمر به لبنان هذا الوطن الذي يسعى الغرب والولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الإقليمية لوضع يدها عليه، وهو حاول بقواه الحية واستطاع ان ينتصر على اعتى قوة في هذه المنطقة وهو العدو الصهيوني.

هناك قوى تحاول من خلال اعلامها وثقافتها وتمييزها وتطييفها وطبعًا الحصار الاقتصادي والغلاء والى ما هنالك من قضايا تعمد اليها هذه الدوائر الاستكبارية من اجل تركيع القوى الحية في هذه المنطقة، ولكن هذه القوى لن تستطيع جعل لبنان مسرحًا للهيمنة الأميركية ولا للفتنة. كلنا حريصون على بقاء لبنان سيدًا حرًا مستقلًا بفعل ثلاثيته (المقاومة والجيش والشعب) وحريصون على أن تكون هذه الانتخابات انتخابات من أجل تعميق خط الاستقلال والسيادة وتحرير ما تبقى من ارض وحماية الثروات الاقتصادية ومنع العدوان الإسرائيلي من الدخول اليها، فالذهاب الى الطائفيات والمذهبيات لن يفيد لبنان ولن يجر المقاومة الى فتنة وهناك تحصين ذاتي، خاصة ان اللبنانيين الذين ذاقوا شر الفتن والحروب والعدوان م يأنفون عن أن يكونوا أداة طيعة في يد الولايات المتحدة وما يخططون له من هذه الانتخابات...

إن الخبراء والمحللين السياسيين في لبنان حريصون على إقامة كل أنواع الحوار السياسي والاقتصادي والإعلامي وما يحمي لبنان مع القوى الحية الأخرى في كل المناطق ومن دون استثناء ومن كل الطوائف والمذاهب، وحريصون على بقاء هذه الرابطة منبرًا حرًا لكل القوى ضمن ما يسمح به الوطن من ان يكون محافظا على سيادته وعدم التدخل الخارجي (تدخل السفراء تحديدًا) وتدخل القوى التي تسعى إلى أخذ لبنان الى مكان اخر ضد حركته الداخلية، فالمقاومة حركة داخلية قاومت الغزو الصهيوني وحررت الأرض. يمكن أن تكون هذه الحلقات مستدامة، خاصة أننا سنشهد المزيد من التأثيرات على وضعية الانتخابات مالية او سياسية او ضغطًا من بعض الدول الإقليمية وبعض الدول الخارجية، ولكن الأمور لن تسير لصالحهم.

مداخلة عضو الهيئة الادارية في لبنان الاستاذ غالب قنديل

أنا من العاملين على شعار التوجه شرقًا، وهذا الموضوع قضية نضالية تستحق العمل المثابر وتعديل توازن القوى بما يناسب لفرض خيارات تنسجم معها، والارتباط بالغرب ليس قدرًا، كما أن التوجه شرقًا لا يعني إدارة الظهر للغرب، لكنه يعني الاستثمار لبناء على عناصر القوة في علاقات وتحالفات وشراكات ندية تحترم السيادة والخيارات الوطنية في كل المجالات الاقتصادية والسياسية المختلفة.

إن التوجه شرقًا يجب أن يتحول الى منهجية في إدارة الصراع ، وأن نحدث نقلة في الأداء في هذا الاتجاه من خلال تكوين شراكات في محور المقاومة ترتقي الى مستوى المنظومة الإقليمية المتكاملة اقتصاديًا وانتاجيًا والقادرة حضاريًا على التطور والتقدم الى الامام، وخيار المستقبل هو الشرق وهذا منطق تاريخي. يعني التوجه الى الشرق خيار المستقبل، وعلينا أن نكيف البنى السياسية والثقافية في بلداننا بما يتسق مع هذا الخيار، لان هذا الخيار هو خيار التقدم والتحرر من الهيمنة ومن النمط الغربي الاستعبادي اللصوصي الذي اغرق منطقتنا، وبالتحديد لبنان والعراق.

مداخلة عضو الرابطة الأستاذ ناصر قنديل

بالنسبة إلى الانتخابات النيابية في لبنان هناك حديث عن الأغلبية وانتقالها، وهذا نوع من الخداع البصري، إذ لم يكن في لبنان أغلبية لا مع 14 اذار ولا مع المقاومة وحلفائها، والدليل بسيط، فأول حكومة بعد العهد كانت حكومة الرئيس سعد الحريري، الأغلبية تسمي رئيس الحكومة فهل كانت هذه الأغلبية قادرة حتى لو رغبت على تسمية رئيس حكومة من دون تعريض البلد الى اهتزاز كبير؟، غير ان التفاهم بالتسوية الرئاسية كان على مقايضة رئاسة الجمهورية برئاسة الحكومة، والحكومة التي تلت استقالة سعد الحريري شكلها حسان دياب بدعم الأغلبية النيابية فماذا كانت حصيلة أدائها؟، في لبنان لا إمكانية للحديث عن اغلبية بل هناك اغلبيات.

المعركة في الانتخابات ليست معركة مع من الأغلبية، وتختلف عن العراق، في العراق ليست الأغلبية التي تغير ، بل المعركة ان الاغلبية الشيعية اصبحت في مكان اخر، فالانتقال السياسي للسيد مقتدى الصدر هو الذي فعل التبدل، أما في لبنان فان التماسك داخل البيت الشيعي اكيد وحقيقي وحتمي.

المعركة في الانتخابات هي على شكل مختلف، هي على بعد اعلامي فعندما يقال ان الأغلبية النيابية مناقضة لسلاح المقاومة لا تستطيع ان تفعل شيئا مع السلاح، لكن هذا له تأثير سياسي داخلي وخارجي في الاستخدام في تضليل الراي العام الخارجي وخلق مناخات ضاغطة لكنه لا يقدم ولا يؤخر في الموازين.

نحن امام تحول اسمه اخراج سعد الحريري من الانتخابات وهو تحول كبير وغير عادي، وبحسب المعلومات حتى الان بأن هناك قرار في هذا الإطار، وبحسب معلومات اكيدة (عن لسان سعد الحريري) فإن الحريري بُلغ من محمد بن زايد رسالة سعودية إذا اردت ان تبقي ليوم ما فرصة ان نلتقي اخرج من العمل السياسي، ورسالة إماراتية مضمونها إذا اردت العمل في السياسة اخرج من الامارات.  إن الذهاب الى الكتلة المتراصة في العداء للمقاومة يعني فقدان 10 مقاعد على الأقل، وبالتالي الإصرار على الكتلة المتراصة يفقد العدد، والرهان على حساب العدد يفقد القدرة على خوض المعركة.

المعضلة الثانية لدينا، حيث بلغت حالة الانقسام بين الكتلتين الاساسيتين المحيطتين بحزب الله كحلفاء (حركة امل والتيار الوطني الحر) مدى متقدم وصعب، ولا بد من وضع رؤى وتصورات في السياسة والبعد الانتخابي.

أصبحت المعركة هي أوًلا في الإجابة عن سؤال:  هل إنها معركة اغلبية ام لا، والثاني هو كيف يتم تصليب الجبهة السياسية الانتخابية التي تشكل امتدادات لتحالفات المقاومة لتخوض الانتخابات بصورة تتيح الاستفادة من كل "بنس" في التصويت لصالح إمكانية تثميره في الحواصل أو في الأصوات التفضيلية؟.

مداخلة عضو الرابطة د. عباس دبوق

لا يمكن ان نقارن وضع لبنان بوضع العراق والقواعد الدستورية في العراق تعطي للأكثرية بأن تشكل حكومة. ففي لبنان عند الحديث عن الانتخابات النيابية نتحدث عن النظام الانتخابي والقوانين الانتخابية، والنظام السياسي في لبنان هو نظام برلماني ديمقراطي، يعني ان الانتخابات البرلمانية تنتج أكثرية وهذه الأكثرية تشكل حكومة، ولكن في لبنان منذ نشأته في العام 1926 ولغاية اليوم اقدمت أكثرية نيابية على تشكيل حكومة.

تشكيل الحكومة في لبنان من خلال أكثرية نيابية يعني ان هذه الحكومة ستخضع للمسألة والرقابة من هذه الأكثرية، وفي لبنان النظام السياسي الديمقراطي البرلماني هو في الدستور، اما في الجانب المباشر هناك نظام طائفي الذي يعطي للطوائف حصصها ويعطيها المشاركة في تشكيل الحكومة على الصيغة التوافقية. لن تكون هناك أكثرية نيابية وان كان هناك أكثرية لا تصرف في السياسة لان الواقع السياسي مختلف عن الواقع القانوني.

  مداخلة عضو الرابطة د. حسن سلمان  

بالنسبة إلى العراق ليست الأغلبية هي التي تشكل الحكومة، فالأميركي كان يسمى الحكومة ويوافق عليها الإيراني. الكتلة الأكبر هي التي تسمي رئيس الحكومة اما كيف تشكل الحكومة لا يوجد شيء في الدستور حول هذا الامر، وهذا الموقع عرفا أصبح للشيعة وبالتالي فان الكتلة الأكبر التي تسمى في البرلمان هي التي تسمي رئيس الحكومة. هناك معادلة اما نصف نصف  أو  مائلة الى الجانب الأميركي، ومقتدى الصدر لا يمكن ان يشكل الحكومة على الرغم من حصوله على الأغلبية. بعد فترة أصبح الإيراني هو الذي يسمي رئيس الحكومة لدورتين والأميركي يقبل ولذلك عادت "داعش" الى العراق، واليوم في تقديري هناك معادلة اما (50/50) او مائلة الى الجانب الأميركي. مقتدى الصدر لن يستطيع ان يشكل الحكومة حتى لو حصل على الأغلبية وهو قد حصل، وهناك اسم مطروح ممكن ان يكون توافقي ليشكل حكومة.

إذا اخذ الفريق المناوئ للمقاومة الأغلبية في لبنان سيكون هناك تأثير واضح ليس على رئاسة الحكومة ، بل على رئاسة الجمهورية، واعتقد إذا حصل على الأكثرية سنكون في مشكلة.

مداخلة عضو الرابطة د. أحلام بيضون

لا أرى ان العراق مختلف عن وضع لبنان، فالنظام العراقي صمم ليكون مثل النظام في لبنان، ودائما الأمور تختم بشكل توافقي. والتوافقية هذا الابتكار اللبناني الذي يعطل كل شيء في لبنان لن يتغير شيء خاصة مع نظام انتخابي طائفي، السؤال ما هو مشروع محور المقاومة في الداخل، وفي الانتخابات نريد ان نعرف ما هو المشروع الداخلي لمحور المقاومة في الداخل.

مداخلة عضو الرابطة د. جهاد سعد

السؤال هو عن رصيد خيار المقاومة في المجتمع اللبناني سواء في الوسط الشيعي او السنة او المسيحيين، هناك شبه اجماع ان التيار الوطني الحر بالوسط المسيحي ضعف، وداخل التيار هناك انقسام، والقوات اللبنانية تستغل هذا الضعف وتأخذ مساعدات من اميركا بشكل مباشر وتوزع على جماعتها، ونحن نشعر بنوع من الطمأنينة ولا اعلم ان كانت دقيقة، وهذه الطمأنينة ناتجة عن جهود حزب الله في المحافظة على الوسط الموالي ولكن في ما يتعدى هذه الجهود الموضوع خطر جدا، فعند الاخوة السنة كيف يمكن ان نفهم منع سعد الحريري من الترشح او انسحابه من الانتخابات، وليس لدي الا تفسير واحد وهو أن الساحة السنية يجب ان يبقى فيها من جهة خصوم المقاومة فقط من لديه استعداد للصدام.

على المستوى الاستراتيجي فالأميركي متخلٍ عن ثوابت كان يلتزم بها في السابق، واليوم مستعد ان يفرط البلد، ومستعد ان يفعل فيدراليات داخل السنة وداخل الشيعة، وتفتيت البلد هدف أميركي واقعي وليس شيء خيالي، ما هو واضح انه من يجب ان يبقى بعد الانتخابات النيابية هو من لديه الاستعداد ان يكسر مع حزب الله ولا يساير.

مداخلة عضو الرابطة د. حكم امهز

بعد التحرير وتحديدًا بعد العدوان عام 2006 أصبحنا بحاجة الى تجديد الخطاب بموضوع المقاومة خصوصًا بعد انطلاق الثورات العربية في العام 2011. السعودية لن تتخلى عن لبنان بسهولة، وحصل اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيكون له مفاعيل في المرحل اللاحقة، أولا ستعود السعودية الى لبنان، وستدعم الميليشيات ومنظمات المجتمع المدني وتمويلهم بهدف الفوز في الانتخابات النيابية وتحقيق اغلبية. كأنه في مرحلة تشكيل ميليشيات عسكرية في المرحلة اللاحقة، قادرة على مواجهة حزب الله، الانتخابات على المستوى الشكلي لن تغير شيء في المعادلة اللبنانية بل ستتغير وجوه ولكن هناك نظام موجود في لبنان هو سبب الازمة الأساسية لأنه نظام طوائفي يحتاج الى تعديل.   الخوف ان نصل الى مرحلة ان الأغلبية تحاول ان تخلق فوضى وارباك في مواجهة حزب الله.

مداخلة عضو الرابطة د. نبيل سرور

الناس من كل الطوائف منهكة موضوع أمام تدني سعر صرف العملة والغلاء الكبير الحاصل، وكله يأتي في سياق الضغط الاقتصادي الذي يمارس على القواعد الشعبية كي تغير من مزاجها الانتخابي وتنفض حول خيار محور المقاومة. فإلى أي مدى ممكن ان يساهم هذا الوضع الصعب على الناس لدعم خيار المقاومة؟، وهل وزارة الداخلية قادرة على اجراء الانتخابات، وما مدى تدخل المنظمات الدولية ونزاهة الانتخابات؟، هل سنكون امام نموذج عراقي جديد في موضوع نزاهة الانتخابات؟، والى أي مدى قادرة بيئة المقاومة وانصارها ان يعبروا بالمزاج الشعبي المتراجع الى حد كبير؟، وما هي الحوافز التي ممكن ان تقدمها المقاومة لتعديل اراء الناس في هذا الخيار؟.

مداخلة عضو الرابطة الأستاذ فيصل عبد الساتر

 قد نكون امام تحد كبير وأكبر مما يظنه البعض في موضوع الانتخابات، فهناك حالة تململ واضحة وصريحة، ويحتاج الامر الى جهد كبير في إعادة اقناع هذه البيئة عمومًا بالخيار على المستوى السياسي؛ وهذا يحتاج الى ثلاث عناصر بينها اقناعها بالوجوه التي ستقدم في الانتخابات، وهذا يحتاج أيضًا الى الرؤى التي سيحملها مشروعهم الانتخابي، لأنه لم يعد بإمكاننا الاتكاء على عنصر واحد الذي هو شد العصب باتجاه المقاومة، فربما هذا الامر أصبح بحاجة الى إعادة نظر إذا كان وحيدًا، والمسألة ليست مسألة أكثرية والمعركة هي في اختراقك في الداخل. المعركة قد تكون على الأكثرية من ناحيتين، من ناحية عددية من جهة، ومساهمة في اتكاء عناصر دولية.

أما المقاربة مع العراق فهي مختلفة تمامًا، والقانون الانتخابي الذي جرت على أساسه الانتخابات في العراق أقرب الى الدوائر الفردية، والسيد مقتدى الصدر عرف كيف يلعب اللعبة الانتخابية بشكل صحيح، في حين ان الاخرين الذين يتكئون فقط على جهد وجهاد الحشد الشعبي وفصائل المقاومة لم يلتفتوا الى مخاطبة الجمهور، لذلك استطاع الصدر ان يكسح في الدوائر بشكل كبير. هناك مشكلة حقيقة في البلد لا يجب ان نقاربها فقط بعملية استرخاء كما كانت الأمور سابقًا.

مداخلة عضو الرابطة د. علي مطر

عندما نشأ النظام في لبنان لم ينشأ في سياقه الطبيعي، بل نشأ نتيجة انتداب فرنسي ومن ثم وصلنا الى حروب أهلية وكان هناك نشأة أخرى مع اتفاق الطائف. والمقاومة لم تدخل في العمل السياسي الا بعد التسعينات، ولم تأخذ العمل الاقتصادي على محمل الجد نتيجة وجود الاحتلال ووصولا الى التحرير الذي بعده بدأ ما نعرفه بخلق الازمات امام المقاومة. والمقاومة في بالها وهمها هذا العمل على المستوى السياسي والاقتصادي.

 منذ 5 أشهر تقريبًا عقد معهد سياسات الشرق الأدنى مؤتمر هام جدا، شارك فيه شخصيات مهمة وكانت الخيارات امامهم خيارين في النهاية، انهم لم يستطيعوا هزم حزب الله في الحصار الاقتصادي، ولم يستطيعوا هزم حزب الله في الخيار العسكري بقي امامهم خيار اخر هو الذهاب الى هزيمته من خلال الانتخابات النيابية، ركزوا في هذه النقطة على حلفاء حزب الله أكثر من تركيزهم على الحزب مباشرة، لأنهم يدركون ان حزب الله في حال حصول الانتخابات سوف يحصد المقاعد التي له بشكلها الطبيعي انما الخوف على الحلفاء لكي يصلوا الى نقطة سحب الأكثرية من حزب الله نتيجة ضرب الحلفاء، فبدأوا العمل بمسارين، المسار السعودي الذي يدعم بعض القوى السياسية، ومسار ثانٍ خطير جدًا هو مسار المنظمات المدنية التي تعمل في لبنان بشكل ضخم جدًا وهناك دعم كبير جدا لهذه المجموعات من قبل الولايات المتحدة.

مداخلة عضو الرابطة د. علي شعيب

 هل هناك مصلحة من احداث مخاض في الساحة اللبنانية في الوقت الذي باتت تشكل فيه  المقاومة تهديدًا وجوديًا، وتتحضر لمعركة كبرى؟، لاسيما بعد اشراف محور المقاومة على الانتصار وتشكل منطقة ومخاض شرق أوسط يتشكل، وهل هناك مصلحة ان يتغير وجه لبنان بما يخدم تلك المعركة الكبرى ام الإبقاء على الواقع السابق الذي من خلاله حققت المقاومة إنجازات بهذه الطريقة؟.، وإذا اخذنا الأغلبية النيابية هل من مصلحتنا التوجه شرقًا؟، وهل من السهولة التوجه شرقًا بشكل جذري؟، وحتى الفريق الاخر إذا اخذ الأغلبية هل ممكن اخراج لبنان من الازمة؟.

إن الأمور محكومة بالتسوية وواجبنا ان نعمل في ساحاتنا على الرغم من اننا نعاني من أزمات ليست وليدة اليوم بل وليدة الامس.

مداخلة عضو الرابطة الأستاذ عدنان علامة

إن الهدف الأساس هو القضاء على حزب الله، وبدأت المؤامرات تتحضر بعد التحرير عام 2000، وكانت المواجهة الأولى في عدوان تموز 2006 وحصل انتصار إلهي، وهنا انتقل العدو الصهيوني والأميركي الى إيجاد خطط بديلة، ومنها مواجهة حزب الله بطرق غير عسكرية مع التحضير للمواجهة العسكرية المستقبلية. والحرب ضد حزب الله حرب إعلامية اقتصادية، والاقتصادية يرأسها الحاكم بأمره.

مداخلة عضو الرابطة د. حسن جوني

 ليس بالسهولة التوجه شرقًا، فالانقسام العمودي في البلد كبير جدًا، وأزمة البلد ازمة بنيوية، ومشاريع التغيير في البلد كانت تؤدي الى حرب أهلية. كما أن العوامل الخارجية في البلد أكبر بكثير من العوامل الداخلية. ما يعني وجود مشكلة كبيرة في لبنان تحتاج الى معالجة عميقة جدًا.