• اخر تحديث : 2024-04-25 13:23
news-details
ندوات وحلقات نقاش

اللقاء الأول لأعضاء الرابطة في فلسطين: "اتفاقات التتبيع مع الكيان الصهيوني وتداعياتها على فلسطين والمنطقة"..


أولاً: معطيات أولية حول اللقاء:

الزمان

الخميس 3 شباط/ فبراير2022

المكان

منصّة Zoom Cloud Meeting

مدة اللقاء

من الساعة 09:30 صباحًا لغاية الواحدة ظهرًا

 

ثانياً: وقائع الجلسة:

نظمت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين اللقاء الأول لأعضائها في فلسطين تحت عنوان: "اتفاقات التتبيع مع الكيان الصهيوني وتداعياتها على فلسطين والمنطقة".

بداية، تم عرض تقرير بأبرز أنشطة الرابطة خلال العام 2021، ثمّ افتتح رئيس الرّابطة د. محسن صالح بتقديم موجز عن أهمية انعقاد اللقاء في هذه المرحلة التي تتطلّب حشد الطّاقات، وتكاملها في ظلّ تعقيدات المشهد السياسي محليًا وإقليميًا ودوليًا.

وقد توزّع اللقاء على جلستين ناقش المشاركون في الجلسة الأولى تشكيل مجموعات بحثية متخصصة متفاعلة (سياسي ـ استراتيجي ـ أمني ـ قانوني ـ اقتصادي ـ اعلامي ـ اجتماعي ـ ثقافي).

أمّا الجلسة الثانية برئاسة عضو الهيئة الإدارية في فلسطين د. مصطفى اللداوي، جرى نقاش سياسي حول تداعيات "تطبيع" بعض الانظمة الخليجية على فلسطين والمنطقة، كما جرى نقاش حول سبل تفعيل عمل الرابطة ودورها وحضورها.

أبرز ما جاء في مداخلة د. محسن صالح

يجب أن نشير الى أن الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين التي بدأ الحديث عنها منذ عام 2012 كانت من اجل فلسطين، ومن اجل المقاومة لتحرير فلسطين، نتيجة للظلم والاحتلال والعدوان والتفريغ والتشويه وكي الوعي، وكل هذه الامور التي كانت في ذهن العدو الصهيوني ومن وراءه، وقد انتمى الى ذلك بعض العرب.

الهوية الفلسطينية لن تضيع وفلسطين قضيتي وستبقى قضيتي وقضية كل العرب والمسلمين والاحرار في العالم، ولذلك هذه الرابطة ستكرس كل أدبياتها ووعيها وثقافتها وتاريخها لأجل فلسطين، لأنها هي بداية الحرية والتحرر في امة عجزت لفترة طويلة عن أن تداوي جروحها؛ وبالتالي فلسطين هي العنوان والقيم والأخلاق والسياسة والدين والعدالة والحق، وهي كل ما فيه هذا العقل من مخزون في التاريخ والجغرافيا والإنسانية، لذلك القضية الفلسطينية هي المعيار الأساسي باتجاه قضايا الحق والعدالة في هذا العالم.

من هنا الرابطة عليها واجب وهو مقدس ولا يقل عن واجب البندقية وعن واجب المقاومين في كل هذا الوطن الممتد من الخليج الى المحيط، من هنا يجب التركيز على فضح كل من يطبع مع الكيان الصهيوني الغاصب، فضح بدايات التطبيع من خلال اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بالكيان الصهيوني الغاصب، منظمة التحرير تعترف بوجود كيان غاصب (بوجود العدو) فإذا ماذا تحرر إذا كانت هي منظمة تحرير، ولكن تحرير ماذا إذا كانت تعترف بهذا المحتل؟!! وأيضا فضح كل صفقات الامن المتبادل ما بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني الغاصب.

الأعداء في النزع الأخير عربًا كانوا أم صهاينة، ولا أحد يستطيع التخلص من القضية الفلسطينية وستتحرر فلسطين على ايدي الرجال الابطال المقاومين في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وفي كل هذه البلدان الممتدة التي تستطيع إذا ما نهضت ان تزيل الجبال فكيف بعدو فارغ عنكبوتي ليس لديه حق ولا فكر وايديلوجية.

لدينا عدو مشترك ويجب توحيد البندقية والكلمة من اجل فلسطين التي ستبقى ابد الدهر الى ان تتحرر هي العنوان والراية.

النظام الصهيوني هو نظام معتدٍ غازٍ يقوم بالمجازر، ويقوم بأبشع أنواع التعديات الثقافية تحديدًا، ولديه بعض الالسنة العربية التي يجب ان تخرس وان تقطع، ولا بد من عودة هذه الوحدة من اجل فلسطين، وان كنا نحب فلسطين يجب ان نحب الوحدة ونكره كل من يصافح هذا العدو الصهيوني.

ونجد أن الأنظمة العربية تأمرت على لبنان وعلى المقاومة لأن المقاومة الإسلامية في لبنان لم تعتمد على هذه الأنظمة وقد فشلت، ومعركة سيف القدس لم تعتمد أيضًا لا على السعودية ولا على الامارات وقد نجحت، وهي اعتمدت على التراث المقاوم في لبنان وفلسطين، والشعب الفلسطيني ينتصر من دون هذه الأنظمة، فهؤلاء يتشاركون السياسات والعقلية التي تحارب هذه الشعوب الواقعة تحت ظلم الصهيونية والوهابية وهذا العقل العربي المتخلف الذي ينتمي الى القبلية وليس الى الإسلام.

يجب ان يعود المجتمع العربي الى مقاومته وثقافته، والتطبيع هو ليس إنجازًا، فهذه الأنظمة كانت ولاتزال منذ نشأتها هي متبعة للإنكليزي والأميركي والصهيوني.

أبرز ما جاء في مداخلة د. مصطفى اللداوي

يجب أن نقتنع بأننا نعيش مرحلة القوة والانتصار، وأننا في مرحلة مختلفة عن المراحل السابقة، ومراحل الضعف التي كانت تعيشها الامة العربية والإسلامية سابقًا لم نعد نعيشها الان، وأصبحنا نمتلك عوامل قوة كثيرة.

العدو الصهيوني يشهد بأن محور المقاومة قد نمى وترعرع واشتد ساعده وأصبح يؤذي الكيان الصهيوني، ونؤمن بأن درجة القوة والانسجام بين محور المقاومة أصبح كبيرًا، ولم تعد هناك جبهة مقاومة واحدة لا في غزة، ولا في جنوب لبنان، ولا في سوريا ولا في أي مكان، بل هناك جبهات مقاومة مشتركة.

المقاومة أصبح لديها حالة من الجهوزية والاعداد المتميز، لم نعد نقاتل على جبهاتنا المختلفة ببندقية ومسدس ولا حتى بصاروخ، وأصبحنا نقاتل اليوم بمسيرات وصواريخ بعيدة المدى دقيقة الإصابة شديدة الأثر.

هناك حالة من الجهوزية الكبيرة لدى قوى المقاومة وحالة تنسيق وقرار موحد لدى هذه القوى، وغالبًا القوى الأخرى "الدولتية" تحديدًا تفتقر الى القرار المستقل، وقوى المقاومة اليوم لديها القدرة على اتخاذ القرار الحر المستقل الذي تنفذه وتطلقه بإرادتها دون مشورة من أحد، وبالتالي هذه كلها عوامل قوة والإسرائيليون أصبحوا يعانون من باب المندب وصولًا الى شمال لبنان، هذه المنطقة كلها أصبحت قوة مقاومة، وهذا يجب ان ينغرس في نفوسنا اننا لم نعد ضعفاء وأصبحت شوكتنا قوية ومؤذية تستطيع ان تنغرز في عين هذا العدو.

في الجانب الاخر، يجب ان ندرك اننا نواجه مرحلة صعبة وغير مسبوقة، وليست مرحلة شعبية والأمة على مستوى الشعوب لاتزال صادقة مؤمنة واثقة ولا تعترف بالعدو الصهيوني ولا تهادنه ولا تسالمه ولا تطبع معه، ولكننا أصبحنا نعيش واقعًا فيه نوع من التحدي.

اتفاقية كامب ديفيد واتفاقية وادي عربة على الرغم من سوئهما وأسستا الى انهيار عربي كبير، الا انهما لم تحدثا تغييرًا جوهريًا في المنطقة العربية، فمنذ توقيعهما وحتى السنوات الأخيرة لم ينشأ هناك تغيير في المزاج العربي كبير، وكانت الامة العربية في كل مكان حتى الأنظمة والحكام يضطرون الى مسايرة شعوبهم في العداء لإسرائيل، ولكن الحقيقية اننا منذ اتفاقية ابراهام أصبحنا نعيش واقعًا مختلفًا. ومواجهة هذه الأنظمة مهمة الشعوب العربية والإسلامية أولا، حتى تتمكن من ارغامها على التراجع.

نعاني من مشكلة الانقسام ويضر بنا، ولهذا لا يمكن لمقاومتنا وقضيتنا أن تعود الى الصدارة والواجهة من جديد الا إذا أنهينا هذا الانقسام، هناك برنامجان متناقضان لا يلتقيان: برنامج أوسلو وبرنامج المقاومة، ولهذا علينا كمحللين سياسيين ان نتوقف عند موضوع الانقسام، والبحث عن القواسم المشتركة التي تريدها الامة.

اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني في 6 من شباط الحالي، والكل يدرك ان مهمة هذا المجلس الذي يأخذ الدور الأصيل للمجلس الوطني الفلسطيني يريد ان يمهد للمرحلة القادمة، وقطع الطريق على المصالحة الفلسطينية، فعلينا ان نسلط الضوء على هذا المجلس الذي لا يعبر عن الشعب الفلسطيني ولا ينطق باسمه.

حوار الجزائر، الجزائر صادقة في توجهها نحو القضية الفلسطينية، والجزائريون قبل دعوة الفصائل الفلسطينية التقت أغلب القوى الفلسطينية في بيروت واستمعت إليهم ولوجهات نظرهم. هذا الحوار نريد له النجاح ولكن المشكلة هناك أطراف فلسطينية تريد قطع الطريق على هذا الحوار، وأن تسبقه بقرارات منفردة، ومع ذلك الحكومة الجزائرية على مواصلة هذه الخطوة.

أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ حمزة البشتاوي

البعد الثقافي الفلسطيني العربي الاسلامي أساسي في مواجهة عمليات التطبيع، هذه كلها عوامل مواجهة وعناصر مواجهة لعمليات التطبيع المنتشرة. ومقبولية الأنظمة في موضوع التطبيع وركوبها في قطار التطبيع السريع مرتبط بأنها تريد من هذا التطبيع ان يؤمن لها البقاء والحماية، اما العناصر الأخرى وردود الفعل السياسية على المستوى الشعبي والنخب الثقافية في العالم العربي والإسلامي والعالم، فهذه مسائل تحتاج الى رصد ومتابعة ويتم الإضاءة عليها بشكل كبير.

منذ منتصف الستينات ونحن نقول عن الأنظمة الرسمية العربية بأنها أنظمة رجعية وتابعة وعميلة، وجاءت بمفردات ومصطلحات الانجراف نحو التطبيع من السلام العادل والشامل الى الأرض مقابل السلام والسلام مقابل السلام، والآن السلام مقابل الازدهار الاقتصادي وبعض المساعدات والاتفاقيات الامنية.

إن إحدى وسائل المواجهة تأمين قاعدة بيانات ومعلومات ودراسات حول الحالة النضالية الفلسطينية خاصة في مناطق 48، فعندما نتحدث عن معركة سيف القدس والانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني نتحدث عن وحدة الأرض والشعب، ونتحدث عن انتفاضة فلسطينية ومواجهة فلسطينية في الضفة الغربية و48 والقدس وقطاع غزة، بالإضافة الى العوامل والعناصر الداعمة لمسيرة نضال الشعب الفلسطيني.

الكيان الصهيوني لم يغير الأدوات بل تغيرت بعض المسميات والأشخاص، والصراع لايزال في البدايات، ولكن في التطبيقات العملية لاتزال المهمات والادوار نفسها.

وما خص الدور الجزائري فهو دور مقدر ووافقت عليه كل الفصائل الفلسطينية ورحبت به، ولكن غير مقبول الحيادية تجاه القضية الفلسطينية وتجاه عناوين الصراع. صحيح أن الهدف من المبادرة الجزائرية تحقيق لقاء جامع للفصائل الفلسطينية ويمهد الى القمة العربية، ولكن في مندرجات المبادرة الجزائرية هناك حديث عن المبادرة العربية، وهذا يمس بالحقوق المشروعة والعادلة للشعب الفلسطيني.

فلسطين من النهر الى البحر، وبالتالي لا أستطيع أن أتقبل أي مبادرة أو أي فكرة تسمي نصف فلسطين أو ربع فلسطين، والكيان الصهيوني يشكل خطرًا داهمًا على شعوب امتنا وعلى كل دول المنطقة.

أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ حسن عبدو

 إسرائيل اليوم كظاهرة احتلال ولدت من منطق العنف والقتل والإرهاب ولها نزعة عدوانية توسعية متجددة ومتعالية وبالتالي لا يمكن التعايش معها لأسباب تعود للظاهرة نفسها وبالتالي التتبيع او التطبيع هو بالتأكيد في الاتجاه الخاطئ.

الاتفاقات الابراهيمية هي شكل من اشكال التتبيع للدول العربية وخاصة ان النظام العربي اليوم يعيش حالة من الانهيار المتواصل والغير متوقف، وهذه الفكرة تقوم بالأساس على تحويل الدين من عنصر نشط لمحاربة الظلم وجبروت الاحتلال الى عنصر فاعل وصانع لواقع مزيف يخدم التعايش مع الصهيونية، وهي فكرة تهدف الى التلاعب بالأديان واستخدامها لأغراض سياسية تهدد المنطقة العربية والإسلامية.

لا شك ان الحديث عن مسار إبراهيم ليرسم دولة إسرائيل الكبرى من العراق مرورا بسوريا ولبنان والأردن الى الجزيرة العربية، هو فكرة تقوم بالأساس للقول بأن إبراهيم باعتراف المسلمين هو اب الجميع وبالتالي لا يجوز ان يكون العرب انانيين وعليهم القبول بعالمية هذا المكان كمدخل لتدويل ارض هذه المنطقة والتدخل بها بشكل واسع، بمعنى انها تحمل في طياتها مخاطر ليس فقط على القضية الفلسطينية بل على الإقليم برمته.

نرى بناء امة إسلامية مقاتلة على هذا المحور في منطقة ارض البداية كمؤشر لصعود هذه الامة في مواجهة المركزية الاستعمارية الغربية ورأس حربتها إسرائيل في المنطقة.

أبرز ما جاء في مداخلة د. عبد الجواد العطار

 التطبيع على مدار الصراع العربي الاسرائيلي لم ينجح على الرغم من جذوره التاريخية في كامب ديفيد ووادي عربة الذي فتح الباب على مصراعيه للتطبيع اتفاقية أوسلو، وهذا لربما شكل نقطة فارقة في الصراع العربي الإسرائيلي.

العنوان الكبير للتطبيع هو إزالة الحاجز النفسي وشرعنة الاحتلال الإسرائيلي داخل المنطقة، ولكن في الآونة الأخيرة، خاصة بعد الرئيس ترامب وجدنا أن هناك تهافت كبير جدًا على التطبيع مع العدو الإسرائيلي، والهرولة الى التطبيع ناتجة عن الضعف العربي والإسلامي والموقف المهترئ من القضية الفلسطينية، إضافة الى ذلك الوضع الفلسطيني الضعيف وخاصة الانقسام الفلسطيني.

السؤال الذي يطرح نفسه، ما هي الأدوات التي نمتلكها لمواجهة التطبيع؟، كفلسطينيين نمتلك أدوات كبيرة جدًا خاصة السلطة الفلسطينية، التي ممكن ان تضع حد للتطبيع العربي والتراجع عن اتفاق أوسلو.

محور المقاومة وفصائل المقاومة الفلسطينية يقع على عاتقها حمل كبير جدًا في الوقوف سدًا منيعًا في مواجهة التطبيع، خاصة ما رأيناه في الحرب الأخيرة ومعركة سيف القدس التي أحيت ثقافة جديدة للمواطن العربي، أي ثقافة الانتصار التي كانت مغيبة عن العقلية العربية والإسلامية، ويجب التفكير بالاهتمام بالوحدة الفلسطينية ووحدة الموقف الفلسطيني ومراجعة للموقف الفلسطيني حتى نستطيع مواجهة أدوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ حسن لافي

امامنا عنوانين لمواجهة التطبيع: الخطاب، والفئة المستهدفة من هذا الخطاب. ونحن لم نصل بعد الى الخطاب الحقيقي لمواجهة التطبيع، فخطابنا مليء بالشعارات والايديولوجيا أكثر من انه يتكلم عن اخطار ملموسة للتطبيع، بمعنى دائما نذهب ونخاطب المجتمعات العربية بأشياء لا يهتم بها الشاب العربي.

إسرائيل تتراجع عسكريًا، ولكن تتقدم على المستوى الاقتصادي والسياسي للأسف، وباتت تفكر بأنواع جديدة من الحروب التي لها علاقة بالاقتصاد والاختراقات الاجتماعية والثقافية أكثر من اختراقات "F35" والطائرات والغواصات.

إسرائيل مشروع كامل، وعندما أقدمت على خطوة التطبيع هي تفكر بمشروع اقتصادي هائل وضخم تتحول به إسرائيل الى دولة المركز في منطقة الشرق الأوسط وتسيطر على اقتصاداته.

اتفاقيات التطبيع ليست مجرد اتفاقيات سياسية، بل يريدون منها أن تتحول الى حلف عسكري، فإسرائيل تريد أن تتحول في المنطقة الى قائدة حلف عسكري فيه العربي والإسرائيلي في مواجهة ضد الإيراني.

اليوم الهجمة موجهة باتجاه الشباب العربي ويريدون بناء جيل جديد يصبح بعد 15 عامًا ليس لديه مشكلة من التطبيع مع إسرائيل، ومطلوب منا ان نركز خطاباتنا باتجاه الشباب والتكلم بلغة نخفف فيها المصطلحات الثقيلة.

التنسيق مهم وليس فقط التنسيق السياسي والعسكري بين مكونات محور المقاومة والمطلوب التنسيق اقتصاديًا وثقافيًا وأكاديميًا واجتماعيًا، نحن نريد أيضًا خلق جيل جديد في محور المقاومة يتفاهم بعضه البعض ويفهم ادواته ومصطلحاته ومكوناته ومدرك للخطورة الجمعية التي تحيط به، وهذا لا يأتي من خلال السياسة والعسكر فقط، فلا بد من النزول الى الثقافة والاقتصاد والأكاديمية.

 أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ اسعد جودة

 انتهت القضية الفلسطينية من قضية الأمة، الى قضية الصراع العربي الإسرائيلي، الى قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الى الصراع الفلسطيني - الفلسطيني، الى التصفية، وهذا التدحرج ليس عبثًا.

وقع الفلسطينيون في الفخ حينما استخدموا كقرار وطني فلسطيني مستقل وانشأت لهم منظمة؛ وبالتالي هذه المنظمة ظلت عاجزة الى ان أصبحت حرب 1967، وبعد هذه الحرب صار الحديث عن فلسطين وكأن فلسطين هي ما نتج عن 242 و338، وأصبحت كل فلسطين موجودة في التسوية السياسية.

إذا أردنا أن نعيد الحسابات من جديد فيجب أن لا نجامل بعضنا البعض في المنطق السياسي، والخطورة اليوم تكمن في أن السلطة الفلسطينية لا تنسق لا لشؤون مدنية ولا لشؤون اغاثية، بل اعترفت بإسرائيل، وذهبت أبعد مما نتخيل في العلاقة مع إسرائيل.

الشعب الفلسطيني بقواه السياسية بلا استثناء عاجز عن وضع الأمور في نصابها، وقول إن المشروع الفلسطيني لم يعد قائما على التحرير، المشروع الفلسطيني اليوم يتكلم عن انتخابات وتسويات وترقيعات وهذا منافٍ للحقيقة، ويجب على الوضع الفلسطيني أن يعيد لملمة جراحه، والتخلص من أوسلو، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، وعندها ستجد المنطقة سترتجف وتعيد حساباتها.

يجب ان يقلب الفلسطينيون الطاولة على الجميع بالتخلص من اتفاق أوسلو، وبناء وحدة مقاومة حقيقية على ارض فلسطين، ستشتعل المنطقة والمئة عام التي مضت ستعاد من جديد إذا أراد الفلسطينيين هذا التغيير.

الشعب الفلسطيني لا يملك الأدوات، ولكنه هو الذي في المكان الصعب والزمان الصعب وعليه أن يواجه الحقيقة، هذا قدرنا وهذا مستقبلنا.

أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ سعيد بشارات

 لم تخرج اتفاقيات التطبيع الى العلن عبثًا، فهي اتفاقيات أُريد لها في هذه المرحلة بالذات أن تعبر عن المنطقة وعن هدف ورغبة من توجه الى عقد هذه الاتفاقيات التي دفع اليها أولًا بنيامين نتنياهو الذي كان له صوت وكلمة وتأثير على قيادة الإدارة الأميركية ومن ضمنهم دونالد ترامب، وبالتالي تم التوقيع على هذه الاتفاقية في ظرف تعيش فيه دولة الاحتلال وضعًا صعبًا على المستوى الداخلي، فهناك أزمة سياسية عميقة جدًا: حرب على هوية الدولة، وعمل على تغيير الأسس التي بنيت عليها طبيعة الكيان الذي أسسها بن غوريون، وأيضًا في المحيط الإقليمي كانت المنطقة محبطة تقريبًا، وتم استغلال هذا الإحباط لرسم حالة يرغبون بها هم وتمريرها على الشعوب، وجاءت معركة سيف القدس ورفعت معنويات شعوب المنطقة بشكل كبير.

 يريدون تمرير دولة الاحتلال التي تعاني من المحيط حيث زادت قوة اعدائها، وأن يسوقوا للمنطقة هذا الكيان المغتصب في هذه المنطقة واعطائه شرعية وفتح مجال سياسي واقتصادي وأمني واسع للكيان مطل على المنطقة بشكل عام وعلى إيران التي تعتبرها الساحة الاستراتيجية التي تقاتلها في مناطق عديدة.

هي أسست لهذا الامر لوأد القضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية امر ثانوي في تفكير القيادة العربية في المنطقة والاهتمام الان بالسلام مقابل السلام وتصدير هذا الامر. وتريد أن تستجلب دولة كبيرة كالسعودية وهي كسبت دولة كبيرة كمصر.

في إطار الصراع الذي وصل الى مراحل متقدمة فسواء الفلسطيني وقوى المقاومة يريدون انهاء الاحتلال والأخير يريد انهاؤهم. والمقاومة في قطاع غزة وضعت معادلتها ووحدت كل الساحات مع بعضها وهذا التوحد يعكس من انتصر.

أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ شرحبيل الغريب

 لا بد من التركيز على أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي تطبيع مرفوض على الصعيد الشعبي العربي، ومن يقوم بهذه الاتفاقيات هو بعض الأنظمة التي ارتضت أن ترتمي في أحضان العدو الصهيوني على الرغم من ادعاء الاحتلال الإسرائيلي أن التطبيع هو خيار الشعوب وخيار السلام في المنطقة.

ينحصر التبجح الإسرائيلي خلف الجدران والجدار الذي أقامه الاحتلال على حدود قطاع غزة هو في الحقيقية انحسار للاحتلال خلف الجدر، ولم يعد الاحتلال يتحدث عن إسرائيل الكبرى، وهذا انجاز كبير وواضح للمقاومة التي قطعت أوصال هذا الاحتلال، وجعلته يقيم الجدر حتى يواجهها. 

والصورة الإسرائيلية لم تعد بعنفوانها المعروف والقائم، وهذا كان واضحًا إبان معركة سيف القدس الأخيرة وتداعياتها الكبيرة على المشهد. وبالتالي فالمعادلات العسكرية التي فرضها العدو الإسرائيلي في المنطقة لم تعد قائمة، وانتقلت المواجهة مع الاحتلال الى قلب الكيان الصهيوني. ولم تعد الرواية الإسرائيلية وحيدة، بل أصبح هناك مزاحمة كبيرة من قبل الرواية الفلسطينية.

من الذي قال بأن الانتصارات تأتي في ظل قوة كبرى، فالانتصارات الكبرى على مدار التاريخ جاءت في ظل مراحل ضعف ولدينا شواهد معركة بدر والخندق، فما بالنا في ظل تنامي قوة المقاومة، وهذا يعطي املًا كبيرًا بأن المشروع الإسرائيلي بالفعل في انحسار.

لا بد من مرور الاحتلال بمرحلة العلو، والتطبيع يعتبره الاحتلال من مظاهر العلو الذي يتشدق فيه تحت سطوته الأمنية على الأنظمة، وعلينا ان نستحضر تغريدة لوزير الخارجية الإسرائيلي عندما قال: "أكثر ما يؤرق إسرائيل ويقوض مضاجعها ويحرمها من النوم هو حالة تفكك النسيج الاجتماعي للمجتمع الإسرائيلي"، وبالتالي هذا التفكك تحت عنوان حالة التهديد الذي يواجهه هذا الكيان الصهيوني سواء من المقاومة الفلسطينية او إيران وحزب الله.

هذا الكيان الذي يجمع هويات من شتات العالم من اليهود بدأت تطفو على السطح اعراض التفكك الاجتماعي والانشطار الداخلي، بعد 73 عامًا من إقامة هذا الكيان.

أبرز ما جاء في مداخلة د. اسعد ابو شرخ

إن القائد ذو الرؤية احمد الشقيري حينما أسس منظمة التحرير الفلسطينية أسسها على ثلاثة شعارات: وحدة وطنية، تعبئة قومية، تحرير. لا بد لكي ننطلق الى التحرير من وحدة وطنية لان من خلالها نعبئ الشعب ثم ننطلق الى التحرير.

وقبل أن نلوم أي شعب من شعوب العرب واي دولة من الدول، نحن كفلسطينيين في مأزق وفشلنا وحتى كل التنظيمات الفلسطينية دون استثناء لم تتمكن، وصحيح ان منظمة التحرير مخطوفة من ثلة ولكن كل التنظيمات الفلسطينية ساعدت في ذلك. وقبل الانطلاق الى أي عمل في الاتجاه لا بد من تصحيح البوصلة وهو الوحدة الوطنية لأنه من دونها سيبقى عملنا ضعيفًا على المستوى الدولي والمحلي والإقليمي.

تغيرت الصورة تماما بعد معركة سيف القدس، فالشعب الأيرلندي خرج الى الشوارع يهتف من اجل فلسطين، ما قامت به المقاومة من بطولة وتضحيات واستشهاد حقق ما لم تحققه كل المفاوضات واوسلو، لان المفاوضات تفرق والمقاومة توحد، بالإضافة الى حركة المقاطعة العالمية تعمل عملًا متميزًا وحركات التضامن التي تقف مع الشعب الفلسطيني، إذًا نحن كشعب فلسطيني لا بد من تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية بوسيلة أو بأخرى حتى نتمكن من تصحيح البوصلة، وننطلق لتحرير فلسطين، وجمع الشمل العربي والعالمي معنا.

أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ وسام عفيفة

بناءًا على المعطيات الخطيرة التي تشير الى أن مشروع التطبيع هو الأخطر الذي نواجه والتحدي الأكبر خلال المرحلة الراهنة، اعتقد أن هذا المشروع تعدى توصيف التطبيع، واليوم من خلال المسار الذي يسير به من خلال سلوك الإسرائيلي وهذه الأنظمة وصل الى مرحلة الشراكة.

هذه الشراكة في ابعادها الاقتصادية والعسكرية والأمنية تحقق حلم عبر عنه شيمون بيريز في كتابه (الشرق الأوسط الكبير)، ومن يعيد قراءة الكتاب وتفاصيل هذا المشروع يرى انه يتم تطبيقه اليوم بشكل لافت بالبعد الاقتصادي والعسكري، فإسرائيل أصبحت عضو في منتدى الشرق الأوسط الكبير وليس عضو عادي بل فاعل وقائد.

المطلوب الحرص على أن نعزز وندعم ونساند في البعد الإعلامي وكمحللين ومتابعين، وكل مواطن أو ناشط أو رياضي أن ندعم ونعزز الصورة المقابلة حتى لا يشعر المواطن العربي بأن هؤلاء نجحوا بالفعل في أن يسقطوا الحالة العربية كلها، وبالتالي هناك حراك لمعارضي التطبيع في هذه الدول من المهم جدًا أن نعزز حضورهم.

يعاني المشهد الداخلي الفلسطيني من أزمات وأخطرها أزمة الانقسام، واليوم هناك متغير تشهده الساحة الفلسطينية يتمثل في إعادة ترتيب وتموضع فريق السلطة بتهيئة وتجهيز لمرحلة ما بعد محمود عباس، ويبدو هذا الفريق سيحوز على الرضى والقبول الإسرائيلي، وبالتالي يجب ان نتهيأ لمرحلة ما بعد محمود عباس التي تؤثر على الحالة الفلسطينية.

في المقابل لدينا عامل إيجابي وفرصة امام هذه التحديات، وهي التداعيات التي افرزتها معركة سيف القدس وستستمر على البعد المتوسط، وأبرز ما يمكن ان تؤثر فيه هذه التداعيات انها اعادت تجنيد الحالة الفلسطينية وتجنيد الحالة العربية باعتبار اننا جميعا لا نزال في معركة ومواجهة، وهذا هو مسار المواجهة الحقيقي مع الاحتلال، وهذا يقودنا الى ان هناك ساحة جديدة أضيفت للمعركة وهي ساحة فلسطين 48.

يجب ان نهتم في هذه الساحة التي ستشكل جبهة مهمة في حالة الصراع مع الاحتلال، وستفشل مسار التطبيع حيث وصل الكيان الى الامارات والبحرين والمغرب، ولكنه لن يستطيع تحقيق مشروع "الاسرلة" والتعايش والمواطنة للمواطن الذي يعيش في 48.

أبرز ما جاء في مداخلة د. وليد القططي

 يجب التفريق بين مرحلة ما قبل اتفاقيات ابراهام ومرحلة ما بعد اتفاقيات ابراهام في موضوع التطبيع، وربما التطبيع الذي كان يثار منذ كامب ديفيد والى وقت قريب هو إقامة علاقات طبيعية اقتصادية وسياسية وغيرها مع الكيان الصهيوني، وبعد اتفاقيات ابراهام بدأت الأمور تتضح أكثر، والمطروح هو سلام إسرائيلي وإسلام أميركي، فهو لم يعد موضوع سلام فقط بل الدخول في جوهر الإسلام.

السلام الإسرائيلي القائم السلام مقابل السلام والاقتصاد مقابل السلام الذي ينتهي في النهاية في ترسيخ إسرائيل الكبرى، وان تكون إسرائيل قائدة للمنطقة العربية والإسلامية، والتطبيع القائم على التحالف تكون إسرائيل في مركزه او يصب في مصلحتها في جميع النواحي، او ادخال إسرائيل الى كل العواصم العربية والى نفوس العرب وكسر الحاجز النفسي الذي يؤدي في النهاية الى قبول الشعوب العربية بإسرائيل.

أما موضوع الإسلام الأميركي، فمن مفهوم ابراهام هو العودة الى دين إبراهيم عليه السلام بالمفهوم الأميركي والصهيوني والإسرائيلي الذي يؤدي الى أن يقبل المسلمون الهيمنة الأميركية على المنطقة، ويقبلوا الاحتلال ووجود الكيان الصهيوني في المنطقة العربية، وأن يتعايش الإسلام مع الاحتلال والاستعمار وتقديم صورة مشوهة للإسلام المهادن والخاضع للاستعمار.

لمواجهة هذه الاتفاقيات، العمود الفقري لمواجهة التطبيع هي المقاومة المسلحة سواء في فلسطين أو في كل مواقع مواجهة الهيمنة الأميركية في المنطقة العربية، ولا بد من وجود اعلام مقاوم وثقافة مقاومة ومناهج مقاومة.

من يقوم بعملية التطبيع هي الأنظمة الحاكمة والنخب المرتبطة بها، ولمقاومة التطبيع لا بد من الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولكن الوحدة الوطنية في الفكر السياسي للمنظمة الموجودة حاليا لن يتحقق، والوحدة الوطنية الفلسطينية تتحقق بالمؤمنين بمشروع التحرير الكامل لفلسطين، وإذا انتظرنا أن تضم الوحدة الوطنية الفلسطينية كل الطيف الفلسطيني بمن فيهم أنصار التنسيق الأمني وأنصار التعايش مع الاحتلال فهذا لن يتحقق، يكفي المؤمنين بمشروع التحرير ومعهم كل المؤمنين بالأمة بإمكانية زوال إسرائيل وحتمية تحقيق النصر عليها.

أبرز ما جاء في مداخلة الأستاذ خالد صادق

تعتبر إسرائيل أن التطبيع من أهم الإنجازات التي حققتها مؤخرًا، ولكن يجب التفريق بين شيئين: التطبيع الرسمي والتطبيع الشعبي، فإسرائيل فشلت في تسويق التطبيع الشعبي على الإسرائيليين أنفسهم.

والحالة الشعبية رافضة للتطبيع مع الاحتلال، وهناك السلطة التي تعتبر أن التطبيع يجب أن يكون بثمن، وهذا خطأ سياسي ترتكبه السلطة.

تحاول إسرائيل أن تتعايش مع الشعوب العربية في المنطقة، وهذا هو الأخطر الذي يجب أن نتنبه اليه، فإسرائيل تريد أن تفك عزلتها في المنطقة من خلال التطبيع مع الشعوب العربية.

يأتي التطبيع في الوقت الذي تنتصر فيه المقاومة الفلسطينية سواء في معركة سيف القدس، أو في المعارك التي سبقتها، والغريب أن هذه الإنجازات التي حققتها المقاومة الفلسطينية لم تنعكس على الدول العربية، انما كان انعكاسها سلبيًا، وكأن الرسميين العرب أرادوا توجيه ضربة الى المقاومة الفلسطينية من خلال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلال محاولة توجيه رسالة الى الفلسطينيين بأن حتى الانتصارات التي تحققت عسكريًا لن تغير وجهة نظرنا في القضية الفلسطينية، وهذا هو الأخطر بحسب اعتقادي.