• اخر تحديث : 2024-04-19 13:37
news-details
المقترحات الاعلامية

عمليات "الأسود المنفردة" في الداخل الفلسطيني


بناءً على التطور الهام الذي يشهده الداخل الفلسطيني والعمليات البطولية التي جرت خلال الأيام الفائتة، ونظراً لتأثير تلك العمليات المعنوي والسياسي الكبير، بما تمثله من عودة الزخم للشعب الفلسطيني باتجاه انتفاضة جديدة، وقلق الكيان الصهيوني المتزايد حيال هذا التطور، أعدت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين مجموعة من المقترحات الإعلامية للتعامل مع القضية في الخطاب الاعلامي: 

أولًا. التركيز على أن العمليات الفدائية التي يقوم بها فلسطينيو الداخل رد فعل على الارتكابات والتنكيل الصهيوني بالشعب الفلسطيني الأعزل، وتشجيع المستوطنين على إطلاق سلسلة اعمال الاجرام الإرهابية، وتنفيذ جرائم القتل وتوفير الحماية لهم ومنحهم التصاريح اللازمة لمواصلة عدوانهم واعتداءاتهم المتكررة على المسجد الاقصى المبارك الذي اقتحمه عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير صباح أمس الخميس بحراسة مشددة من أفراد الشرطة، وبموافقة شرطة منطقة القدس وفق ما قالت قناة "كان" الرسمية. هذا فضلًا عن انتشار المستوطنين على مفترقات الطرق الرئيسة، وممارسة الاعتداءات والاستفزازات للمواطنين في عموم الضفة الغربية المحتلة، والاعتداء الجسدي العنيف على المواطنين، ومصادرة المزيد من الأرض الفلسطينية.

وهو ما أكدته صحيفة "هآرتس" في مقال كتبته هاجر شيزاف، وفيه: وقعت سلسلة جرائم كراهية ضد الفلسطينيين والعرب مواطني إسرائيل أمس في الضفة الغربية وداخل إسرائيل. في منطقة قرية جنبا جنوبي الخليل نشر فلسطينيون بأن شاباً عمره 17 سنة أصيب بجسم ألقاه عليه 5 مستوطنين. وقالت والدة الشاب للصحيفة بأنها كانت معه قرب القرية عندما وصل 5 مستوطنين وألقوا جسماً مشبوهاً على ابنها زكريا جبارين الذي انفجر قربه. لقد احترقت يداه ووجهه. لم نكن في منطقة يهودية بل في منطقة عربية. لم أدرك طبيعة هذا الجسم”، قالت. نقل جبارين لتلقي العلاج في مستشفى في الخليل، وكان يعاني من حروق في وجهه ويديه. وحسب أقوال الأم أيضاً، هاجمه مستوطنون في المنطقة نفسها قبل يومين.
وفي قرية طوبا جنوبي الخليل، نشر فلسطينيون عن 8 مستوطنين قاموا بتحطيم زجاج سيارتين. وحسب قولهم، اعتقل الجيش بعد ذلك أحد الفلسطينيين. في قرية مردا المجاورة لمستوطنة “أريئيل”، تم رشق 4 سيارات بالحجارة. وفي قرية عصيرة القبلية قرب نابلس، تم إحراق سيارة وكتبوا شعارات مثل "أيها اليهود، استيقظوا" و "دم اليهود ليس مشاعاً". وقال أحمد حمدان، أحد سكان القرية، الذي أحرقت سيارته، إنه في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل سمع ضجة خارج البيت في الجهة الغربية للقرية. في مكان قريب من مستوطنة "يتسهار". حسب قوله، عندما خرج من البيت اصطدم بشخصين قال إنهما مستوطنان، قاما بإحراق سيارته واقتربا من البيت. "بدأت أصرخ"، قال. "أسكن في منطقة منعزلة نسبياً، وليس قربي سوى ثلاثة بيوت".
قال حمدان: "خفت من أن يحرقوا البيت وأنا وزوجتي وأولادي الثلاثة فيه. جاء الجيران ونجحوا في السيطرة على النار. أنا شخص فقير ليس عندي سور وكاميرات. لحسن حظي أن الكلب نبح عندما شخص وجود المستوطنين. رأيت اثنين، وربما كان هناك أكثر. كل تفكيري الآن يتركز على ماذا كان سيحدث لو لم أستيقظ".
جاء من الشرطة أن شرطة لواء "شاي" اعتقلت أمس ثلاثة مشبوهين بهذه الأعمال من بينهم قصّر، بعد أن تم العثور في سيارتهم على أدلة تربطهم بهذه الأعمال. تم تمديد اعتقال المشبوهين إلى يوم الجمعة، وتم تمديد اعتقال الثالث حتى أمس.
إضافة إلى ذلك، تم اقتلاع نحو 170 شجرة زيتون ليلة أمس قرب قرية اللبن الشرقية الفلسطينية. يعقوب عويس، رئيس مجلس القرية وصاحب الأرض، قال للصحيفة بأن الأشجار كان عمرها 12 سنة تقريباً. وحسب قوله، "قبل 6 سنوات اقتلعوا 100 شجرة. هذا مشهد غير طبيعي، صعب جداً، الضرر الأكبر لنا هو الضرر النفسي"، قال عويس. "قوات من الشرطة وموظفين في وزارة الزراعة الفلسطينية وصلوا إلى المكان بعد نشر الحادثة".
في الوقت نفسه، خمسة من سكان صفد، بينهم أربعة قاصرين، تم اعتقالهم أمس للاشتباه بإحراق سيارات عربية في المدينة. حسب تحقيقات الشرطة، تم إحراق خمس سيارات تابعة لـ “كراج مزيد” الذي يقع في حي عكبرة في المدينة عند الساعة الثانية فجراً. وقدرت الشرطة أنهم فعلوا ذلك رداً على موجة العمليات.
تمير حليحل، ابن صاحب الكراج، قال للصحيفة بأن صديقه أبلغه عن الحريق. "كان هذا في المنطقة المجاورة للكراج الذي نضع فيه السيارات المعدة للتفكيك"، قال حليحل، "اتصل بي صديقي وقال استيقظ، هناك حريق في الكراج. ذهبت وأخي إلى هناك وحاولنا إطفاء السيارات المشتعلة، ولكننا لم ننجح. اتصلنا بالشرطة التي بدورها طلبت سيارات الإطفاء".
قال حليحل إن معظم زبائن الكراج يهود من صفد، وأن ثمة علاقات جيدة بين العرب واليهود في المدينة. "هذا مؤلم جداً ولا يناسب مدينة صفد وعكبرة؛ لأننا نعيش هنا معاً كعائلة واحدة منذ سنوات"، قال. "معظم زبائني من اليهود، ولنا علاقات ممتازة، لكن للأسف، يأتي أولاد صغار ويحرقون. نحن مع القانون، نحب السلام ونتفاخر بدولتنا. ولكن للأسف، هؤلاء الأشخاص يخربون ذلك".

ثانيًا. اعتماد تسمية "الأسود المنفردة" بدلاً من (الذئاب المنفردة) التي يعود استخدامها إلى القاموس الإجرامي المتعلق بالقاتل المتسلسل في الثقافة الغربية.  وهو ما أشارت اليه دراسة أعدها علاء عادل ونشرها العهد المصري للدراسات بعنوان: "الذئاب المنفردة: العمليات واستراتيجيات المواجهة"؛ إذ ورد فيها: منذ عام 1914 فصاعدا، اكتسب المصطلح شهرة أوسع بفضل سلسلة روايات الجريمة الأكثر مبيعا والأفلام التي تركزت على الرجل الجيد الذي تحوّل إلى مجرم ويطلق عليه لقب "الذئب المنفرد". وعلى عكس عالمي الجريمة والحيوان أصبح هذا “الذئب المنفرد” محبوبًا في الأعمال الخيالية.

في ذلك الوقت، بدأ المصطلح يظهر أيضًا في دوائر إنفاذ القانون والصحف الأمريكية؛ ففي أبريل 1925، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية تقريرا عن ذئب منفرد أرعب النساء داخل مبنى سكني في بوسطن.. لكن عقودًا كثيرة ستمر قبل أن يقترن هذا المصطلح بـ الإرهاب.

وفي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ضربت موجات من الإرهاب اليميني واليساري الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. وكان من الصعب في كثير من الأحيان معرفة من هو المسؤول: المجموعات الهرمية أم الشبكات المتشظية أم الأفراد الذين يعملون وحدهم بفعالية. كانت غالبية المنفذين ينتمون إلى منظمات، على غرار الجماعات العسكرية أو الثورية القائمة بالفعل، لكن الفاعلين المنفردين كان يُنظَر إليهم باعتبارهم شذوذًا غريبًا، ولا يشكلون التهديد الرئيسي. هكذا بدأت الحكاية في أروقة الوكالات الحكومية لكنها أضحت اليوم أكثر اختلافًا بكثير 4.

تطوَّر المفهوم الحديث لعمليات الذئب المنفرد بفضل المتطرفين اليمينيين في الولايات المتحدة: في عام 1983، بينما كانت المنظمات اليمينية المتطرفة تتعرض لضغوط هائلة من مكتب التحقيقات الفيدرالي نشر العنصري الأبيض لويس بيم 5 بيانًا دعا إلى مقاومة بلا قيادة ضد الحكومة الأمريكية. لم يكن بيم، الذي كان عضوا في كل من كو كلوكس كلان وآريان نايشنز اليمينية أول متطرف يطور هذه الاستراتيجية، لكنه أحد أشهر الناشطين في هذا السياق. وكان قد أخبر أتباعه بأن الحركة القائمة على خلايا مقاومة صغيرة جدا أو حتى فردية… وحدها يمكنها أن تقاوم أقوى حكومة على وجه الأرض.

أحد الشخصيات اليمينية المتطرفة التي استخدمت صراحةً مصطلح الذئب المنفرد كان توم ميتزجر، زعيم المقاومة الآرية البيضاء، وهي مجموعة تتخذ من ولاية إنديانا مقرًا لها. ويُعتقد أن ميتزجر أطلق، أو على الأقل نشر على موقعه الإلكتروني، دعوة لحمل السلاح بعنوان “قوانين الذئب المنفرد”، تقرأ فيها: "أنا مستعد للحرب القادمة. أنا متأهب للحظة اجتياز الخط… أنا المقاتل المستقل المتمرد تحت الأرض. أنا موجود في أحيائكم ومدارسكم وأقسام شرطتكم وحاناتكم ومقاهيكم ومراكز تسوقكم وغيرها. أنا الذئب المنفرد". ومنذ أواسط التسعينات فصاعدًا، ومع انتشار أفكار ميتزجر ارتفع عدد جرائم الكراهية التي ارتكبها متطرفون يمينيون "بلا قيادة" على النمط الفردي.

في عام 1999، قال أليكس كيرتس، وهو متطرف يميني ومؤثر في حزب متزجر لمئات من أتباعه في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "الذئاب المنفردة الذكية والملتزمة بالعمل بطريقة باردة يمكنها أن تنجز أي مهمة تقريبًا أمامها… نحن بالفعل بعيدون جدا عن محاولة تثقيف الجماهير البيضاء، ولا يمكننا أن نقلق من رد فعلهم على ضربات الذئاب المنفردة/الخلايا الصغيرة".

في العام ذاته، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالًا مطولًا حول التهديد الجديد بعنوان "الوجه الجديد لجرائم الإرهاب: الذئب المنفرد الذي تغذى على الكراهية". ويبدو أن هذه هي اللحظة التي بدأت فيها فكرة الذئاب المنفردة الإرهابية في الانتقال من الدوائر اليمينية المتطرفة، وأوساط المسؤولين عن إنفاذ القانون الذين يراقبونهم إلى التيار الرئيس. حيث وصف المدعون كيرتس في المحكمة عام 2000 بأنه "مدافع عن إرهاب الذئب المنفرد".

بعد هجمات 11 سبتمبر، بدأ "إرهاب الذئب المنفرد" فجأة يستحوذ على كل الانتباه بعيدًا عن التهديدات الأخرى الأكثر خطورة. ومع اقتراب نهاية الألفية، بدأ عدد الهجمات التي يرتكبها أشخاص يبدو أنهم يعملون بمفردهم يفوق عدد الهجمات الأخرى. في غضون عقد من الزمان، أصبح المصطلح جزءًا من المفردات اليومية لملايين البشر، لكن هذه المرة في سياق مختلف تمامًا.

ثالثًا. اعتماد تسمية "السيل الهادر" لتوصيف عمليات المقاومين الفلسطينيين مقابل تسمية "كاسر الأمواج" التي اعتمدها الكيان المؤقت في مواجهة العمليات الفردية؛ فقد ربطت وسائل اهلام العدو هذه التسمية بالتحضير لحالة التأهب الأمني الحالية لمنع تنفيذ عمليات أخرى.

إذ قالت قناة "كان" الرسمية ": "إن الجيش الإسرائيلي أعلن عن عملية عسكرية موسعة في مناطق فلسطينية متفرقة تحت اسم "كاسر الأمواج"؛ وذلك استعدادًا لمواجهة التصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية. إذ إن الكيان الصهيوني يخشى من موجة تصعيد قوية خلال شهر رمضان المبارك في القدس المحتلة والضفة الغربية في ظل الإجراءات الإسرائيلية التعسفية بحق الفلسطينيين في جميع المناطق المحتلة.

وفي هذا المجال أشارت صحيفة يديعوت احرونوت إلى أن موجة العمليات الفردية سوف تستمر بشكل أوسع خلال شهر رمضان؛ وقالت: "تواجه المؤسسة الأمنية صعوبة في تقدير المدة التي ستستمر فيها موجة العمليات، بسبب خصائص تنفيذ العمليات التي لا تحتوي على بنية تنظيمية ولا اتصالات".

 كما وقع وزير حرب الاحتلال بيني غانتس صباح اليوم الجمعة أمرا استثنائيا لاستدعاء 300 جندي احتياط لتعزيز قوات الشرطة. وهو ما وصفه موقع ماكور ريشون الصهيوني بالأمر الاستثنائي لخدمة الاحتياط على أساس تطوعي لـ 300 جندي حرس حدود (3 سرايا) لغرض تعزيز القوات بناء على طلب الشرطة.

رابعًا. اعتماد تسمية "القدس مقابل الكيان" لتوصيف المعادلة التي أطلقها محور المقاومة بالتهديد بحرب إقليمية مقابل القدس.

خامسًا. اعتماد تسمية "فلسطينيي الداخل" بدلاً من "فلسطينيي 48" أو "عرب 48".

سادسًا. توضيح تطور العامل النوعي في العمليات الأخيرة التي بينت أن بعض الإجراءات التكتيكية القتالية للمقاوم الفلسطيني يمكن أن تحدث فارقاً نوعياً في الأثر الميداني والسياسي.

سابعًأ. الإلفات إلى ضعف الأجهزة الأمنية التابعة للكيان الصهيوني المؤقت، خصوصاً جهاز الشاباك، على الرغم من كل التكنولوجيا والموارد المسخرة لهذا الجهاز، وقدرة المقاوم الفلسطيني على اختراق الإجراءات المشددة وتنفيذ عمليات مؤثرة ونوعية في الداخل.  

فالعدو نفسه أشار إلى "فشل الاستخبارات المخيب للآمال ونتائجه القاسية" كما عبّر عاموس هرئيل في تقرير نشرته صحيفة هآرتس (30\3\2022).

بدوره كتب يوسي يهوشع في صحيفة يديعوت أحرونوت (30\3\2022): رفعنا هنا الى السطح القصور الاستخباري للشاباك الذي فوت قنبلة موقوتة اخرى، هذه المرة في الخضيرة. هذا قصور عميق وواسع، وكلما مر الوقت وتبين كم شخصا شارك في هذه العملية، والكمية الهائلة للوسائل القتالية، يفهم المرء كم كان ممكنا لهذا الحدث، الذي كلف غاليا، أن ينتهي بمذبحة جماعية كانت ستؤدي ايضا الى اقصاءات في الشاباك.
في الجهاز يفهمون ويعترفون بالفشل ولكن يدعون بان اياديهم مقيدة بالنسبة لعرب إسرائيل مقارنة بمعالجة إرهاب المخربين من يهودا والسامرة. ...القصور الاستخباري المدوي الذي له نتيجة مأساوية فورية هو تعبير عن قصور وإهمال الأمن الداخلي الذي نتائجه قد تكون فتاكة أكثر بكثير. والسبب واضح: لا تفعل هذه الحكومة منذ حملة حارس الأسوار ما يفعل ولا تستخلص الدروس... الاستخبارات يمكنها أن ترى فقط مناطق تقرر فحصها. وفي هذه الحالة يتضخم القصور العظيم الى حجوم خطيرة، إذ ان الشاباك ليس فقط لم يضع عرب اسرائيل على بؤرة الاستهداف وبالتالي فشل استخباريًا، بل والمنظومة كلها فضلت فور شغب حارس الأسوار النظر الى اتجاه آخر والتجاهل".
وفي تقرير نشرته الصحيفة بتاريخ  الإثنين 28 \3\ 2022  تحدث يوسي يهوشوع الإخفاق الذي مني به جهاز الأمن العام- الشاباك., وأن " عمليتي بئر السبع والخضيرة تؤكدان أن الشاباك لم يتوفق في إعطاء إشعار مسبق بالأحداث، أو أثناء الاضطرابات، ما يعني أن استخلاصه للدروس المستفادة من العملية الأخيرة ظهرت محدودة، ليس فقط في مجال المراقبة، بل في غياب اليقظة المطلوبة منه". 

من جهتها، أكدت صحيفة "هآرتس" في مقال للخبير العسكري عاموس هرئيل، أن نجاح عملية "الخضيرة"، كشف "الفشل الاستخباري" الإسرائيلي. وطالبت هآرتس تحقيقات "الشاباك" والشرطة بالإجابة عن تساؤل: لماذا للمرة الثانية على التوالي لم يكن هناك إنذار مسبق، وفي هذه المرة الحديث لا يدور عن عمل شخص منفرد، لأن المنفذين كانا يحملان مسدسا على الأقل، وربما هناك من باعه لهما".

ثامنًا. الإضاءة على ضعف القيادة الصهيونية الحالية وحالة الإرباك والتشاحن التي وقعت فيها نتيجة للعمليات التي حصلت. وفي هذا المجال تحدث مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهوشوع (31\3\2022) عن أن "العمليات الفلسطينية الأخيرة كشفت عن ثغر حقيقية في منظومة أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تزيد من أعداد ضباطها الذين يجلسون في المكاتب، وعدد أقل ينتشرون في الميدان، لا سيما ونحن نعيش ظروفا أشبه بحالة الطوارئ، مما جعل رئيس الحكومة يتحدث عما أسماه لواءً تكتيكياً جديداً في حرس الحدود لهذه المهمات، وسيكون الاختبار في التنفيذ السريع لمواجهة أي عمليات قادمة في الطريق، وليس في التصريحات الإعلامية".

تاسعًا. تبيين هشاشة الحالة النفسية للمجتمع الصهيوني وإبراز جوانب الاضطراب التي عكستها ردود الفعل تجاه العمليات الجارية. لاسيما تركيز الاعلام الصهيوني على جرأة المقاومين الفلسطينيين التي تخيفهم، فقد كتب مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" العسكري أليشع بن كيمون: "مضى وقت طويل جدا منذ أن شهدنا هجمات فدائية في قلب المدن الإسرائيلية، وأثبت الأسبوع الماضي فقدان الخوف لدى المهاجمين الفلسطينيين، ويبقى من الصعب على إسرائيل أن تجبي ثمنًا من العدو عندما لا تعرف كيف تحدده، وربما حان الوقت لفرد بطانية على النار المشتعلة، وعدم صب الوقود عليها... الهجمات الأخيرة تميزت بفقدان الخوف من جانب المنفذين، وتقليد الهجمات السابقة، والجرأة على العمل في قلب المدن، واستخدام الأسلحة النارية، بعيدا عن أن لديهم خلفية مرتبطة بالمقاومة، أو أنهم ينطلقون من وجود بنية تحتية مادية أو قيادية، أو أنهم حتى متأثرون بما تبثه شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن يكفي ما يستمعون إليه من احتفال بمنفذي الهجمات في غزة وأم الفحم وبلدة يعبد في جنين".

عاشرًا. الإشارة إلى الآثار الاقتصادية للعمليات الفردية في حال استمرارها وتراكمها، خصوصاً في ظل التوتر والقلق الكبير لدى القيادات والنخب وجيش الاحتلال.

حادي عشر. تأكيد أن الفلسطينيين من أبناء المناطق المحتلة عام 1948 يمتلكون إرادة قتالية وهوية راسخة وكذلك القدرة التكتيكية على تنفيذ العمليات النوعية، والتذكير بحراك أهل تلك المناطق إبان عملية سيف القدس.

ثاني عشر. دحض رواية الكيان المؤقت حول نسب منفذي العمليات بتنظيم داعش الإرهابي، خصوصاً وأن اعلان الأجهزة الأمنية الصهيونية لهذا الارتباط بداعش كان يتم قبل التحقيقات وقبل توفر المعلومات الكافية، مع الإشارة إلى أن تلك الأجهزة عمدت خلال السنوات الماضية إلى توجيه تهم بالانتساب لداعش لمقاومين فلسطينيين بغية تشويه صورة المقاومة، ومع التذكير بأن تنظيم داعش لم يقم بعمليات ضد الكيان المؤقت خلال ذروة فعاليته وانتشاره في المنطقة. 

ثالث عشر. تأكيد أن هذه العمليات أعادت رسم ملامح الصراع مع الكيان المؤقت على الأرض الفلسطينية في المرحلة المقبلة، والتي سيكون أبرز ملامحها ترابط وتلاحم الساحات وتعدد جبهات المواجهة مع العدو.

رابع عشر. التركيز على أن هذه العمليات أكّدت فشل الكيان المؤقت في أسرلة وتذويب هوية الفلسطينيين رغم مرور ما يقارب 74 عامًا على نكبة فلسطين، وأن الجيل الجديد الذي راهن عليه الكيان في نسيان القضية يثبت جدارته في حمل الراية.