• اخر تحديث : 2024-04-26 02:51
news-details
المقترحات الاعلامية

مقترحات للتعامل مع التداعيات السياسية للانتخابات اللبنانية في الخطاب الإعلامي


قبل انتهاء الانتخابات النيابية اللبنانية صباح الأحد 15 مايو/أيار 2022 وقبل صدور النتائج سارعت وسائل الإعلام اللبنانية والغربية والعربية إلى إعطاء نتائج وتحليلات وإسقاطات سياسية استمرت بها حتى بعد صدور النتائج التي كشفت هذه الانتخابات عن إنجازات ومؤشرات مهمة أسفرت عن نشوء مشهد سياسي جديد في الساحة اللبنانية على الرغم من الدعاية الإعلامية داخلياً وخارجياً. 

في هذا السياق أعدت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين مجموعة من المقترحات للتعامل مع التداعيات السياسية للانتخابات اللبنانية في الخطاب الإعلامي، ضمن النقاط التالية:

أولًاـ تسليط الضوء على أهم الإنجازات التي افرزتها الانتخابات النيابية اللبنانية، مع قراءة دقيقة للنتائج والاصوات وحجم الكتل وعرضها للرأي العام، والالتفات إلى وجود روايات غير واقعية أو مبالغ فيها يعمد بعض الإعلام اللبناني والإقليمي والدولي إلى ترويجها لغايات سياسية..

في هذا السياق تشير قراءة الدكتور امين حطيط الى خريطة مجلس النواب القائم حاليًا وفق الآتي: كتلة تؤيد المقاومة تصل الى 61 -62 وأخرى تعارض المقاومة تصل الى 37-39 وكتلة جديدة من عنوانين المستقلين والمجتمع المدني، فهؤلاء في الحد الأدنى عند الخيار الاستراتيجي هناك من 8 الى 10 يؤيدون المقاومة، وبالتالي عند الخيار الاستراتيجي لا يمكن لهذا المجلس ان يتخذ قرارا ضد المقاومة، لان الذين يحتضنون المقاومة كليا او استراتيجيا يصل عددهم الى 70-72، وبالنسبة للفريق الاخر لا يستطيع ان يملك أكثرية نيابية عادية تتجاوز الأربعين، لذا فإن قدراته على التحرك الدستوري معدومة.

ثانيًاـ تأكيد أنّ هذه الانتخابات أفشلت المخطط الأمريكي-السعودي-الصهيوني الذي سعى جاهدا لاختراق البيئة الحاضنة بهدف جرّها للانقلاب على المقاومة..

ثالثًاـ تظهير فشل حرب الوعي التي استهدفت بيئة المقاومة لتحويل النظرة إلى المقاومة من كونها مصدر قوة لحماية الوطن ومستقبله الى عبء ومصدر لمشكلاته وازماته.. فقد تمّ التمهيد لهذه الحرب بأزمة اقتصادية خانقة جداً لتأليب الرأي العام وفق اعتراف مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأدنى ومدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن سياسات الشرق الأدنى ديفيد شينكر.

وهو ما يشير اليه تحليل نشره معهد واشنطن بعنوان "الانتخابات النيابية اللبنانية ودينامية العلاقة بين حزب الله والشيعة: التحديات والفرص والتداعيات السياسية"، ومما ورد فيه: في 12 أيار/ مايو عقد معهد واشنطن منتدى سياسي افتراضي عشية الانتخابات اللبنانية لمناقشة احتمالات ازدياد حدة التصدع في صفوف القاعدة الشيعية لـ حزب الله، وانضم خبيران لبنانيان حنين غدار وبشار حيدر إلى مسؤول أمريكي سابق ديفيد شينكر ".

قال شينكر في هذا المنتدى: اتخذت الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب عدة خطوات ضد حزب الله، مثل حرمانه من التمويل من خلال ممارسة سياسة الضغط الأقصى على إيران، وفرض عقوبات على مؤسساته المالية، وإدراج مسؤولين لبنانيين فاسدين بعضهم متحالفين مع حزب الله على قائمة الإرهاب، ودعم المجتمع المدني الشيعي عموماً، والعمل مع رجال الأعمال الشيعة لتعزيز الفرص الاقتصادية وتقليل الاعتماد على الميليشيات... فرضت عقوبات على مؤسّسات حزب الله الماليّة، وعلى بنك الجمّال، وعمدت إلى مزامنة ذلك مباشرةً بعد قيام وكالة موديز للتصنيف الائتمانيّ بخفض تصنيف لبنان... كنّا نحن من يقف خلف قرار خفض تصنيف لبنان الائتماني، وإدارة ترامب كانت حريصة على مزامنة إعلان خفض التصنيف مع فرضها عقوبات على بنك الجمّال، إذ فرضتها حينها في اليوم التالي فوراً... وواشنطن لم تكتفِ بهذا الحدّ، بل فرضت أيضاً عقوبات على حليف حزب الله، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل... يتطلب التأثير بشكل جدي في مسار البلاد أن تتصدى الحكومة الأمريكية لـحزب الله بجهود أكثر تنسيقاً، سواء داخل لبنان أو من خلال ممارسة الضغط الاقتصادي على راعيه الإيراني. ومن غير المرجح أن تُحدث الانتخابات المرتقبة في 15 أيار/مايو تغييراً جذرياً. كما أن الانقسامات داخل المعارضة شديدة، مما يحد من قدرتها على الفوز بعدد أكبر من المقاعد داخل مجلس النواب... أضف إلى ذلك أن اعتزال سعد الحريري الحياة السياسية خلّف فجوةً في القيادة السنية. وفي حين تقوم السياسة اللبنانية على الشخصيات الكبيرة، إلّا أن الطائفة السنية تفتقر حالياً إلى بديل عن الحريري. وفي نهاية المطاف، لا يزال النظام السياسي في البلاد معطلاً..."

وفي مقابلةٍ مع قناة الـ LBCأكد شينكر التدخل في الانتخابات بالقول: "إن دعمي للمعارضة في الانتخابات اللبنانية ليس تدخّلًا في الشؤون الداخليّة، فأنّا شخصيّة عامّة هنا، ولست مسؤولاً في حكومة الولايات المتحدة... من اللافت للنظر أنّ كلّ هؤلاء المرشّحين المؤيّدين لسوريا، والموالين للأسد، مثل أرسلان ووهّاب وفيصل كرامي وفرزلي وأسعد حردان لم يتمّ التصويت لهم".  

رابعًا. تأكيد فشل الرهان الأمريكي-السعودي-الصهيوني على اضعاف التصويت لصالح المقاومة في محاولة للإيحاء بأنها بدأت تفقد مشروعيتها الشعبية ضمن بيئتها الخاصة، والإضاءة على ارتفاع مستوى التصويت لصالح المقاومة. فالنائب محمد رعد ا الأول على صعيد لبنان بعدد الأصوات التفضيلية على الرغم من حجم الهجمة والأدوات الإقليميَّة الدَّولية على المقاومة. فقد نال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد الرقم الأعلى من الأصوات التفضيليّة في كل لبنان (48 ألفاً و543 صوتاً)، يليه النائب حسن فضل الله (43 ألفاً و234 صوتاً)، وفي دائرة بيروت الثانية حصل النائب أمين شري على 26363 صوت تفضيلي. وفي دائرة الجنوب الثانية (قرى صيدا - صور) فاز المرشحون السبعة عل لائحة "الأمل والوفاء" وكانت اللائحة الوحيدة التي لم تشهد أي خرق، ولم تتمكن أي لائحة أُخرى من بلوغ الحاصل بخلاف دائرتي بيروت الثانية والشمال الثانية حيث وصلت 6 لوائح إلى الحاصل المطلوب.

خامسًا. الإشارة الى فشل اضعاف حلفاء المقاومة بشكل عام، وتحديدا الذين يساهم التحالف معهم في توسيع دائرة مشروعيتها الوطنية..

سادسًا ـ تبيين الفشل السعودي في الهيمنة على الساحة السنيّة وتجييرها لمصلحة القوات اللبنانية بالمستوى الذي كانت تطمح اليه..

سابعًا ـ الإضاءة على النجاح الذي حققته قيادة المقاومة في ترسيخ الوعي لدى جمهورها وعلى نطاق واسع إزاء خلفية الحرب السياسية والاقتصادية التي تتعرض لها المقاومة، وإدراك خطورة العزوف عن المشاركة الكثيفة في الانتخابات..

ثامنًا ـ التأكيد على فشل المراهنين داخليا وخارجيا على اسقاط المقاومة، على انتاج اغلبية معادية لها داخل قبة البرلمان قادرة على ان تسيطر على السلطتين التشريعية والتنفيذية. فالولايات المتحدة عولت على هذه الانتخابات، ولكن لم تأت بما يريدون ولذلك نستطيع ان نقول من ناحية النتائج ان هذه الانتخابات لم تعط الفريق الاخر المناهض للمقاومة السلطة والقدرة على تحقيق ما يريد على الرغم من التمويل العربي والدولي إعلامياً ودعائياً..

تاسعًاـ تسليط الضوء على الفشل الأمريكي في تحقيق ما سعى إليه طوال السنوات الأربعة الماضية، من خلال الحملات الإعلامية والحرب الاقتصادية الشاملة، واعتراف مسؤولين أمريكيين سابقين بهذا الفشل، والوقع في الخطأ باستبعاد سعد الحريري وفي الاعتماد على التيار المدني، وهو ما اعترف به شينكر بتذمره من انقسام المعارضة وعدم وحدة صفوفها.

عاشرًاـ تسليط الضوء على التحديات المقبلة وما تقتضيه من تضافر قوى وجهود سياسية وأمنية واقتصادية ضمن إطار الشراكة والتوافق وحتمية العيش المشترك وعدم إمكانية إلغاء او إقصاء اي طرف دون آخر..

حادي عشرـ الإشارة إلى المتابعة الإسرائيلية الدقيقة لنتائج الانتخابات، والتدخل بالتشكيك بنزاهتها لصالح القوات بعدما انقلبت النتائج لغير صالحها..

ثاني عشر.  الإضاءة على نجاح التيار الوطني الحر في الاحتفاظ بالأغلبية المسيحية وفي زيادة عدد النواب في كتلته بالمقارنة مع الانتخابات السابقة، فعلى الرغم من الحرب الإعلامية والسياسية والاقتصادية الشاملة التي أدارتها السفارة الأمريكية لإحباطه وإخراجه من التحالف مع المقاومة عبر حملات شيطنته على مدى السنوات الثلاث الأخيرة.

ثالث عشر ـ عرض وتبيين النتائج الواقعية للانتخابات على الشكل التالي: بقايا 14 آذار خسروا إحدى عشر مقعداً، كان بحوزتهم 47 وأصبح عددهم 36، حزب الله وحلفاؤه كانوا 70 نائباً وبقي بيدهم 62 مقعداً، المستقلون الفائزون عددهم 16 نائباً، من ضمنهم ثمانية شخصيات معتدلة مؤيدة للمقاومة، نواب المنظمات المدنية عددهم 14، من ضمنهم سبعة نواب معتدلين مؤيدين للمقاومة. النتيجة: 77 نائباً مؤيداً للمقاومة، مقابل 51 نائباً للفريق المعارض للمقاومة.

رابع عشر ـ الإلفات إلى أن الحالة اللبنانية بعد الانتخابات يشوبها الغموض نتيجة تراكم الاستحقاقات السياسية والاقتصادية، وعدم وجود توافق على كيفية حل أي منها، وعجز الدولة عن اتخاذ قرار حاسم فيما يتعلق بالاستفادة من الموارد النفطية البحرية.

خامس عشر ـ توضيح تأثيرات العامل المدني الجديد على الحركة السياسية في لبنان، حيث يلعب التيار المدني دوراً في زيادة الغموض والتشابك والتعقيدات السياسية، كما يشكل هامش مناورة لكل الأطراف السياسية التقليدية التي استثمرت في هذا التيار بشكل أو بآخر.

سادس عشر ـ التأكيد على أن لبنان يتعرض للحصار الاقتصادي الأمريكي/الخليجي بشكل متواصل وتصاعدي، وتمنع الولايات المتحدة بشكل مباشر أي محاولة لتخفيف الأزمة في أي اتجاه، قبل تحقيق الأمن للكيان الصهيوني المؤقت. وقد وصلت الأزمة بعد الانتخابات إلى مستويات غير مسبوقة، وهي تنذر بالوصول إلى مرحلة الخيارات الحاسمة والضرورية.

سابع عشر ـ الإشارة إلى وجود معركة معقدة حول انتخاب رئيس الجمهورية، بدأت معالمها تظهر، وهناك عدة أسماء مرشحة عملياً لهذا المنصب.