• اخر تحديث : 2024-10-11 16:02
news-details
ميديا

قصص جديدة عن أربع ساعات من الغارات و152 شهيدًا لإنقاذ ثلاثة أسرى صهاينة في النصيرات


يوماً بعد يوم، تتكشف للعالم المتحضر حقيقة الكيان الإسرائيلي الدموية والوحشية، وتعطّش جيشه وحتّى مجتمعه للدماء. والأدهى من ذلك أن المجتمع الدولي يقف صامتًا وأحياناً داعماً، وهو يتفرج على المشاهد الحية التي تبث لعمليات الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، دون أن يحرك ساكناً. وما يزيد الطين بلة أن العدالة الجنائية الدولية ما زالت تبحث عن الجزارين الصهاينة (وهم معروفون بالأسماء والأماكن) رغم اعترافاتهم العلنية بارتكابهم للمذابح عمداً، كما حدث في مخيم النصيرات عقب العملية التي قام بها الجيش الفاشي لتحرير ثلاثة أسرى كانوا محتجزين لدى حركة حماس.

وبناءً على ذلك، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تفاصيل مثيرة ومؤلمة عن العملية التي نفذتها وحدة كوماندوس إسرائيلية في 8 يوليو الماضي، بعد أن أعادت تحقيقات الفيديو الذي نشرته الصحيفة صور تنفيذ العملية.

تفاصيل العملية

أظهرت المشاهد كيف استخدمت القوات العسكرية الإسرائيلية ضربات جوية مكثفة لمدة تقارب أربع ساعات، مما أسفر عن سقوط نساء وأطفال بين القتلى. 

 

وحددت الصحيفة ما لا يقل عن 13 ضربة جوية في مخيم النصيرات للاجئين في وسط غزة، وما لا يقل عن 17 مبنى مدمرًا في محيط العملية.

راجعت الصحيفة ورسمت خرائط لأكثر من 100 مقطع فيديو وصورًا للغارة وتداعياتها لإجراء هذا التحقيق - تم نشر معظمها على الإنترنت من قبل الفلسطينيين والصحفيين، وتمت مشاركة بعضها مباشرة مع الصحيفة، بينما نشر البعض الآخر جيش الاحتلال الإسرائيلي على موقعه الإلكتروني وقنوات التواصل الاجتماعي.

ونقلت الصحيفة عن أحد الضباط الإسرائيليين قوله إن الجيش طلب الضربات الجوية لتوفير ممر لإجلاء الرهائن ومنقذيهم.

ماذا عن التوقيت؟

بدأ التحضير للغارة قبل أسابيع من تاريخ العملية، عندما حددت المخابرات الإسرائيلية، بمساعدة أمريكية، أن الرهائن نواع أرجاماني، شلومى زيف، ألموج مئير جان، وأندريه كوزلوف، كانوا محتجزين في النصيرات.

 

اختارت القوات العسكرية الإسرائيلية تنفيذ الغارة في منتصف النهار، عندما اعتقدوا أن التوقيت سيكون غير متوقع، مع معرفتهم مسبقًا بأن الشوارع كانت مليئة بالناس.

بدأت الغارة في الساعة 11 صباحًا، عندما هاجم كوماندوس إسرائيليون المبنى السكني الذي كانت أرجاماني محتجزة فيه وحرروها بسرعة. لكن على بعد حوالي 240 مترًا، في الشقة التي كانت تحتجز فيها الرجال الثلاثة، أصيب أحد عناصر الكوماندوس الصهاينة بجروح قاتلة من قبل حراس "حماس"، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات نارية عنيفة استمرت لبعض الوقت.

أكثر من ذلك، وجدت التحقيقات، أن فرق الإنقاذ استخدمت شاحنة مدنية من نوع مرسيدس — واحدة من عدة سيارات مغطاة استخدمت خلال الغارة — للتخفيف من اقترابهم نحو المبنى، ثم تسلقوا سلالم لدخول الشقة التي كان يتم احتجاز الأسرى فيها. كما وجدت التحقيقات أن الضربات الجوية الإسرائيلية بدأت بعد حوالي عشر دقائق من قيام قوات الكوماندوز بإخراج الرهائن الثلاثة، مما أدى إلى تدمير سوق ومنطقة سكنية كاملة حول المبنى.

وعند الظهر، تعطلت القافلة التي أجلت الأسرى الثلاثة في طريقها للخروج من النصيرات.

إلى أين نقل الأسرى الصهاينة؟

توجه الرهائن والكوماندوس إلى مأوى مؤقت، إلى أن وصلت مجموعة من المظليين لإنقاذهم.

 

أظهرت مقاطع الفيديو المظليين وهم يقتحمون منزلاً مدنياً، حيث صرخ الجنود على الناس ليتّجهوا نحو الجدار وسط أصوات إطلاق النار. بعد لحظات، أطلق الجنود الإسرائيليون النار على طفلين داخل المنزل، أحدهما يدعى يامن مقداد، ويبلغ من العمر 12 عامًا، وقد توفي لاحقًا متأثراً بجروحه.

المثير أن آخر ضربة جوية إسرائيلية تم تحديدها، حدثت في حوالي الساعة 3:15 بعد الظهر، بعد أكثر من ساعة من إجلاء جميع الرهائن من غزة.

في المحصلة، كشف مدير مستشفى قريب من موقع العملية أن الضربات أسفرت عن استشهاد حوالي 152 شخصًا وإصابة 450 في ذلك اليوم. كما تظهر ورقة بيانات تتبع إصابات المرضى في مستشفى آخر قريب، شاركها مع الصحيفة جراح يعمل مع أطباء بلا حدود، أن المرضى تراوحت أعمارهم بين 8 أشهر و59 عامًا. وكانت معظم إصاباتهم عبارة عن جروح ناتجة عن الانفجارات والضغط.