• اخر تحديث : 2024-10-11 16:02
news-details
ميديا

هل إكتملت مُسببات الحرب الإقليمية وهُيَّئَت ظروفها


مَن هي الجهة المستعدَّة تماماً لها؟
حشودٌ عسكرية بحرية لِكُلٍ من ألولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا تقف خلفهم مجموعة من الدُوَل الأوروبية الأخرى، بينما إقتصر دور الأنظمة العربية على فتح خزائنهم لدفع تكاليف إبحار كل هذا الحشد العسكري إلى منطقة الشرق الأوسط وتكلفة الحروب وإعادة الإعمار،

فبعد عشرة أشهُر من القتال في شوارع غَزَّة وقساوة حرب الإسناد في الشمال الفلسطيني التي يخوضها حزب الله ضد إسرائيل تغيَّرَ المظهر الخارجي فقط لغزة،
وفي الجوهر لا حماس إنهزمَت ولا إسرائيل انتصرت ولا المقاومة اللبنانية تَعِبَت أو تراجعت،
لكن الأمور تطورَت بشكل دراماتيكي بعد هَول الجرائم المُرتَكَبة من إسرائيل وعمليات الإغتيال المُتعمَّدَة التي قامَ بها نتنياهو بهدف توسعة دائرة النار وإشعال حرب إقليمية كُبرَىَ تشارك فيها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا،
هنا نستطيع أن نؤكد أن الذي حصل من إندفاعه أميركية كبيرة بإتجاه الدفاع عن إسرائيل يؤكد بأن هذه القاعدة العسكرية الكبيرة والمتقدمة في المنطقة يرتبط وجودها استراتيجياً بسلامة كافة المصالح الأميركية التي تبدأ بالجغرافيا وصولاً إلى الثروة بكل أشكالها،
أميركا استماتت من أجل الدفاع عن ربيبتها إسرائيل وزير الدفاع لويس أوستن أرسل نصف قوة أميركا البحرية إلى سواحل المتوسط وقال سندافع عن إسرائيل حتى الرمق الأخير،
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورغم نعومة ملافظِهِ على وسائل الإعلام العالميه إلَّا أنه يصف دفاع الفلسطينيين عن أنفسهم بالعمل الإرهابي الغير مسموح بهِ بتاتاً، أما الرئيس الأميركي جو بايدن يكذب ثم يكذب ثم يكذب وهو يتحدث عن إيقاف شحنات الأسلحة إلى الكيان لنفاجئ بوصول عشرات طائرات الشحن التي تحمل صواريخ إرتجاجيه وسفن نقل الذخائر إلى موانئ تل أبيب،
إيران بدورها إتخذت إجراءآت دفاعية كبيرة على أراضيها وفي مياهها الإقليمية وقامت بتزويد سفنها ومدمراتها وغواصاتها بأحدث أنواع صواريخ الكروز البعيدة المدى والذكية جداً، ولم تصمت ازاء نقل الوسطاء لها تهديد صهيوني بإستخدام السلاح النووي فأبلغتهم أن يبلغو واشنطن وتل أبيب بأن طهران سترد بالمثل وبنفس المستوىَ على الكيان، 
روسيا بدورها دخلت على خط الأزمة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني الغاصب والولايات المتحدة الأمريكية وذهبت باتجاه تزويد طهران بصواريخ اسكندر المتطورة وأجهزة تشويش ألكترونية بعيدة المدى تصل إلى 8500 كلم ناهيك عن منظومات S 400 المتطورة للدفاع الجوي والتي تم نشرها على كامل أراضي البلاد، وهناك معلومات تتحدث عن تزويد روسيا لإيران بأسلحة فتاكة لم يجري الإفصاح عنها على الأغلب أنها صواريخ متطورة ضد حاملات الطائرات والسفن الحربية،
روسيا تريد تأديب أميركا نتيجة الحرب بينها وبين أوكرانيا وقررت أن تدعم طهران عسكرياً إلى أبعد حَد لكن في الحقيقة إيران لا ترغب في توسعة الحرب ولكن في حال حصل الهجوم الإيراني وقامت أميركا بالتصدي أو في حال قامت إسرائيل في الرد فإن المعركة ستصبح أمر واقع وسيشهد الخليج الفارسي والبحر المتوسط حرباً بحرية شرسَة بين الدولتين القويتين تستمر لعدة أيام تُغلَق خلالها كل المضائق وتصبح القواعد الأميركية في الخليج مكشوفة الرأس أمام الصواريخ الإيرانية الفتاكة كما ستكون حتماً المنشئات الإيرانية تحت رحمة الصواريخ الأميركية فالخطَر متبادل ولكن لإيران اليد العُليا في المنطقة،
على صعيد جبهة لبنان إذا ما فُرِضَت الحرب فإن حزب الله سيخوضها بلا هوادة ضد العدو الصهيوني وسيتخطى جنوده الحدود إلى داخل فلسطين ولكن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا سيكونان أول أرض يتم تحريرها في حرب مباشرة بين لبنان والكيان الصهيوني، وسيكون إقتصاد الكيان في مهَب الريح وخصوصاً كاريش وإخوانه، 
برأيي كمراقب أن المقاومة اللبنانية ستسبق طهران بضربتها لتل أبيب بهدف تبيان حجم هذه الضربة ولكي يتضح لقادة الكيان ومستوطنية حجم قدرات المقاومة وإمكانياتها التدميرية لردعها عن القيام بارتكاب أي حماقه ضد لبنان،
هذا سيناريو الحرب أما الواقع يقول ان واشنطن تحاول إخافة لبنان من خلال عرض عضلاتها في البحر المتوسط بدليل أن هذا الحشد أكبر من لبنان، وأيضاً حشود هائلة مقابل السواحل الإيرانية صاحبة القوة الضاربة الأكبر في المنطقة لكنهم لن يتجرأوا على إستفزازها لأن اللعب مع الأسد الفارسي مليء بالمخاطر،
ثانياً واشنطن على أبواب انتخابات رئاسية من الصعب عليها توريط نفسها في حرب طاحنة في أكبر منطقة اقتصادية تمسك مفاتيح ابوابها طهران من مضيق هرمز الى باب المندب إلى مضيق جبل طارق ورأس الرجاء الصالح،
لذلك لا يمكن لواشنطن ان تغامر بضرب كافة مصالحها في الشرق وتحديداً في دول الخليج العربي ولا بأي شكل من الأشكال، من هنا علينا أن نتوقع تبادل ضربات محدودة بين كافة الأطراف المتنازعه تنتهي بتنازل سري أميركي عن كل ما تريده المقاومة في لبنان وغزة وصولاً الى تبادل الأسرى وإعادة الإعمار وفتح الميناء والمطار وفك الحصار عن القطاع في مقابل وقف الحرب وفتح المضائق بوجه الملاحة التجارية الدولية، 
الأيام القادمة صعبة والأصعب منها آثارها وتبعاتها على الجميع في المنطقة علينا أن ننتظر وأن لا نستعجل التحليل،