• اخر تحديث : 2024-10-11 16:02
news-details
ميديا

التناقض بين الفكر اليهودي والصهيونية !!!


التناقض بين الفكر اليهودي والصهيونية دليل ان الصراع بين المسلمين واليهود ليس عقائديًا.
المفكر اليهودي فرانز روزنتسفايغ( 1886- 1929) عارض الصهيونية لإعتباره في كتابه (نجمة الفداء ) أن الشعب اليهودي شعب لا تنطبق عليه مقولة الأرض، لأنه إذا إمتلكها فسيكون عرضة للإندثار نتيجة صراع الدول والقوميات . واعتبر أن بني إسرائيل غرباء في الأرض مبرزًا فكرة التيه واليهودي التائه .أما زميله النمساوي الأصل مارتن بوبر (1878- 1965) فقد رفض قيام الصهيونية ببناء دولة في فلسطين ساخرًا من وعد بلفور لأنه وضع الشعب اليهودي الذي يؤمن بفرادته، في صف الدول الإستعمارية : -إضطهاد الحركة الصهيونية للشعب الفلسطيني . -زيادة عدد اليهود في فلسطين .-شراء الحركة الصهيونية للأراضي وطرد الفلاحين منها .

أما فيلسوفة السياسة والتاريخ حنة أرندت (1906- 1975) حين كتبت مقالها : إعادة فحص الصهيونية عام 1946،أنكرت فيه كل شرعية يمكن أن يدّعيها المشروع الصهيوني رافضتًا تحويل الشعب اليهوي مثل الشعوب الأخرى بوصوله الى السلطة السياسية ،أي الدولة وبالتالي حتمية استخدامه للوسائل العنفية التي تستخدمها الدول مع ما يرافق ذلك من ظلم وتعسف .
أما الروائي عاموس عوز( 1939 – 2018 ) دافع عن وجود الدولتين جنبًا الى جنب ، ورأى ضرورة إعادة الارض الفلسطينيةالمحتلة العام 1967 ،في مقابل التخلي عن حق العودة لللاجئين وأن الطريق الى السلام مملوء بالتضحيات من الجانبين . “لقد لخّص هؤلاء فكرًا عنصريًا وإنسانويًا في آن معًا .” بتعبير الروائي اللبناني إلياس الخوري، بقولهم الشيء ونقيضه. ويضيف : الإحتلال هو المنجل الذي إبتلعته إسرائيل وصراخها يعني أنها لاتستطيع أن تعيش خارج ثنائية القمع والحروب. هذا التنوع الثقافي والديني بين اليهود نتيجة الشتات، يتناقض مع الإدعاءات الصهيونية حول وحدة اليهود وتميّزهم .فالنقد الذي وجّهه المفكرون مثل مارتن بوبر وإيلان بابي للصهيونية هو ما عكسه الواقع في الحروب والصراعات الإسرائيلية ،وتجلياته المعاصرة في حرب الإبادة في غزة . إن نهاية الدولة العنصرية وأن سقوطها الواقعي حتمي، فهي آخر القلاع الإستيطانية في العالم وطوفان الأقصى الشهيد والشاهد . دولة تتأرجح بين الفكر الديني القائم على إعتبار اليهود شعب أزلي يتمظهر في علاقة الله به .وبين الفكر الصهيوني الإلغائي الشوفيني المتعصب الذي رعاه الإستعمار وغذاه فأخذ من أساطير التلمود المشروعية لمجازره ومن المستعمرين اسس البقاء .
الصهاينة اخذوا اليهود رهينة لمشروع النفوذ الغربي ووريثهم الأميركي للسيطرة والتحكم . وكل الحكومات التي تعاقبت على الغرب رعت هذا الأمر حفاظًا على صلح وستفاليا العام 1648 الذي أنهى حرب الثلاثين عامًا في اوروبا حيث إنتقل الصراع الى صراع نفوذ إستعماري في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا والقارة الأميركية إلخ…
كذلك الصراع ليس صراعًا قوميًا
فالدول المطبِّعة مع الصهاينة هي دول عربية كذلك نجد دولًا إسلامية لها علاقات مع الكيان الغاصب مثل أذربيجان وماليزيا وبنغلادش إلخ …
أما بالنسبة للدين وما ورد أنه ترويض للآخرين ، لا أعتبر التعريف صحيحًا :
الدين يحدد القواعد السلوكية العامة والخاصة للأفعال للسير بالإنسان نحو الكمال . فالقائد هو الأقدر على ربط الناس بالله .
قال تعالى : ©وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا …©
©لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي…©
©وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ… ©
في الختام الصراع هو بين الإنسانية والطغيان .