• اخر تحديث : 2024-10-11 16:02

كان الهدف الأبرز في رد حزب الله على عملية اغتيال القائد السيد فؤاد شكر إضافة لقاعدة عين شيمر وهي قاعدة للدفاع الجوي، هو قاعدة (غليلوت) شمال تل أبيب، حيث مقر الوحدة 8200 المسؤولة إستخباراتياً عن عملية الإغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكانت معظم التقديرات قبل تنفيذ عملية الأربعين تشير إلى أن رد حزب الله سيكون ذات طابع أمني وعسكري وعقاب قاس ومباشر على الجريمة

هذا ما حصل فعلاً في قاعدة (غليلوت) من خلال الخسائر المادية والبشرية التي وقعت فيها وتمنع الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر أي معلومات حولها مع احتمال مقتل قائد الوحدة العميد يوسي سارييل إضافة لنائبه وهو برتبة عقيد، لكن لا إعتراف حتى اللحظة بالخسائر المادية والبشرية خاصة بعد أن أصدر نتنياهو أوامره إلى أجهزة الإعلام والدعاية الإسرائيلية بالعمل على إخفاء الخسائر والتمويه عليها إلى أقصى درجة واخضاع أي محتوى أخباري يتعلق برد حزب الله للرقابة العسكرية وذلك منعاً لتدهور الحالة المعنوية لدى الجنود والضباط الإسرائيليين وعائلاتهم بشكل خاص والمجتمع الإسرائيلي بشكل عام، وعدم إشعارهم بقدرات المقاومة ونجاحها في الرد وأيضاً الحد من نشوة النصر والإنجاز الذي حققته المقاومة وأبقت بعده الإسرائيليين في حالة خوف وقلق كبير.

وعلى الرغم من أن الرد قد استهدف 11 موقعاً عسكرياً إسرائيلياً فإن الأهم كما تؤكد الوقائع كان ضرب قاعدة مرغليلوت حيث مقر الوحدة 8200 التي تدير معلوماتياً عمليات الإغتيال والحرب النفسية ونشر الفتن والخداع والتضليل، وهي أكبر وحدة من ناحية العدد والإمكانيات والميزانية وتعتبر من أهم الوحدات في الجيش الإسرائيلي ولها إضافة لمقرها في شمال تل أبيب مقر في النقب يعتبر من أكبر مقرات التنصت والتجسس في العالم.
ويعمل في الوحدة آلاف الموظفين المختصين بمراقبة وسائل الإعلام والمواقع الإكترونية وصفحات ومواقع وسائل التواصل الإجتماعي بكل اللغات مع تركيز على اللغة العربية، وتمتلك الوحدة قسم سايبر مختص بالإختراق والتجسس على شبكات الإنترنت.
وكانت الوحدة 8200 قد تأسست ما قبل إحتلال فلسطين عام 1948 ورغم الحديث الإسرائيلي عن أهميتها إلا أنها فشلت في توقع حدوث حرب العام 1973 التي خاضتها مصر وسوريا، وفشلت أيضاً في توقع عملية طوفان الأقصى التي خاضتها كتائب الشهيد عز الدين القسام والكتائب المسلحة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من تشرين أول عام 2023.
والأهم أن هذه الوحدة فشلت في توقع ما حدث لها في عملية الأربعين في 25 آب عام 2024 وسوف تفشل في توقع الرد اليمني والرد الإيراني  الذي لا مفر منه.