• اخر تحديث : 2024-04-18 04:21
news-details
ندوات وحلقات نقاش

حلقة نقاش: تطورات الوضع في لبنان


      طرحت استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري مجموعة تساؤلات حول السيناريوهات المحتملة لمرحلة ما بعد الاستقالة، سواء على مستوى الاحتجاجات، أو مآل الوضع في لبنان سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا.

وفي سياق متابعة الموضوع، نظّمت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين حلقة نقاش مصغرة تمحورت حول الأسئلة الآتية:

ـ ما هي السيناريوهات المحتملة للمرحلة المقبلة؟.

  • اعادة انتاج التسوية الحكومية.
  • حكومة مواجهة تعكس التبدل في موازين القوى الاقليمية لمصلحة المقاومة.
  • فراغ سياسي، ومخاطر أمنية.

المشاركون الأساتذة السادة:

رئيس الرابطة د.طلال عتريسي

 

العميد الركن المتقاعد، والباحث في الشؤون الإستراتيجية د.أمين حطيط

 

الأكاديمي والباحث المتخصص في علم الاجتماع السياسي د.زكي جمعة

 

الباحث أنيس النقاش

 

الباحث هادي قبيسي

 

أستاذ القانون الدولي د.حسن جوني

 

المحلل السياسي الأستاذ سركيس أبو زيد

 

أمينة السر د.وفاء حطيط

 

 

وقائع الجلسة:

  بدايةً رحّب د.طلال عتريسي بالحضور، ومهّد للنقاش بمقدمة طرح فيها مجموعة من التساؤلات، بينها:

             ـ هل هناك احتمال لتسوية بعودة سعد الحريري إلى الحكومة؟ خاصة انه بدأ يتكلم عن العودة، وهو الاقوى وليس الأضعف، إذ يبدو أنه استعاد الشارع والحالة السنية؟.

           ـ  ماذا يعني عودته مع كل الحساسيات السياسية المتعلقة بذلك؟.

           ـ في حال ذهبنا الى تسمية شخصية أخرى تعكس التقدم في الإقليم، هل يمكن ترجمة هذا التقدم في الحكومة التي ستشكل؟.

         ـ هل ذاهبون الى الفراغ والفوضى؟

         ـ لماذا رمى الحريري استقالته في وجهنا؟ هل هو عاجز؟ أم أن هذه الاستقالة للابتزاز؟ أو ينفذ مشروعًا اقليميًا خارجيًا؟.

         ـ أذا كان كذلك، فما هو المشروع الخارجي: سلاح المقاومة كهدف؟ أم الفوضى؟ أم تغيير موازين القوى؟.

وقال عتريسي: مع أن استقالة الحريري لا تعفيه من مسؤوليته بالفساد و"السمسرات"، ورجاله جميعهم فاسدون، ومن الخطأ أن يصبح بطلًا، فهو أكبر الفاسدين في البلد. وقد حول استقالته الى قضية سنية. واعادة تسميته تعني أننا متمسكون به وخائفون من المشكلة السنية، لذلك يجب العمل على الأمور التي نحن أقوياء فيها، وعدم تسميته؛ وهذا يعني في الوقت نفسه أن نتحمل كل المسؤوليات المترتبة عليها.

أبرز النقاط التي وردت في مداخلة د.أمين حطيط:

         ـ  حزب الله هو الفريق المستهدف ومعه ملحقًا وليس متكاملًا التيار الوطني الحر وكل من تبقى ولا أستثني أحدًا هو ضده في سقوف متفاوتة.هذه العبارة قرأ فيها د.زكي جمعة اتهامًا مباشرًا لتورط نبيه بري في ما يجري، وبالتالي تحريض حزب الله ضده لغايات انتخابية بعد استقرار الاوضاع في مرحلة لاحقة.

          ـ إن صيغة الطائف هي المستهدفة، والمواجهة تستهدف التسوية وإعادة انتاجها بعد تغيير القوى؛ وإذا كانت التسوية في صيغتها الاولى اتت بالحريري ضعيفًا، فالمتفق عليه داخليًا وخارجيًا برعاية بري هو إعادة انتاج تسوية من الأطراف نفسها، لكن بإعادة تغيير موازين القوى بما يؤدي إلى التخلص من المقاومة في مرحلة لاحقة.

خلال توصيفه الواقع قال حطيط : المقاومة في يدها السلاح، وكتلة شعبية معطلة، واعلام فاشل، في المقابل لدى الطرف الآخر اعلام، وغوغاء، ومال، والجيش وقوى الأمن الداخلي، في المواجهة منطقيا هم سيغلبون للأسف ان لم نحسن اعادة ترتيب فريقنا الذي يستلزم 4 أمور رئيسة:

  1. ضرورة أن لا يكون القائد (يعني الأمين العام للحزب السيد نصرالله) في المواجهة الاعلامية؛ فكلام السيد مع إسرائيل يفعل بينم الكلام في ازمة داخلية يفتك. وفي هذه المرحلة يجب ان يكون القائد قوة خفية كما يفعلون هم، فقائدهم  لا يسمع صوته، والأهم اليوم هو اعتماد سياسة الغموض حيال ماذا نريد، والوقوف على ما يريدون لتعقيلهم.
  2. ضبط الجمهور، فجمهورنا ضائع.
  3. الايمان المطلق بانه مهما اعطيت لن تأخذ شيء. عبارة الأمريكان دائما: هذا لا يكفي.
  4. ان نثق ونؤمن بأن المؤامرة طويلة ليست ليوم، ولا اسبوع ولا لشهر؛ بل مفتوحة على سنوات.

وتابع حطيط القول: إن أخطر ما في المضوع ان السيد أخذ موضوع الحكومة على عاتقه. فيما كان الحريري يستقبل موظفًا من السفارة الاميركية ليبدأ التسريب بانه سيستقيل. واستقالته كانت موجهة ضد شخصين السيد نصرالله وعون واي كلام اخر هو هروب من الحقيقة، وبالتالي المناورات التي عملها الحريري لجهة الورقة الاولى القاضية بترميم الحكومة عبر تعديلها لتصبح من 22 وزيرًا لا يوجد فيها باسيل. والورقة الثانية ان يستقيل ويتفق على تشكيلة من 14 وزير وتشكيل حكومة تكنوقراط، والثالثة الاستقالة. ذلك أن الحريري يعتقد انه شخص لا يمكن الاستغناء عنه، والكون معلق به، واليوم أكبر خطأ استراتيجي يرتكب من قبل فريقنا أن نؤكد له صحة ظنونه بعدم امكانية الاستغناء عنه لأنه في حال أكدنا له ذلك، فهو سيعود امبراطور الدولة اللبنانية.

في موضوع الحلول يعتقد حطيط الآتي:

       ـ النقطة الأولى: لا يمكن ان نقبل بالحريري. وهناك العديد من الشخصيات السنية التي تريد هذا الموقع. وخطأ استراتيجي بان يعود الحريري. ينبغي ان تسقط ورقته لانه غدر وخان.

      ـ النقطة الثانية: هو التماسك وشد العصب والتخلي عن الاخطاء الفادحة، الخطأ الذي ارتكب في النبطية وصور وساحة الشهداء يجب ان لا يتكرر.

وبالتالي يجب أن تقوم استراتيجيتنا على امرين:

ـ رفض الحريري مهما كانت الضغوط، خاصة أنه عندما يصبح رئيس مجلس النواب مؤيدًا للحريري فإنه لم يعد هناك فرصة للمناورة.

ـ اليوم هناك شارع يجب ان تملأه بالاكثرية وبالسلم.

ـ حل لموضوع الطرقات من خلال قيادة الجيش وقوى الامن الذين يعملو لغير صالحنا.

 

أبرز النقاط التي وردت في مداخلة انيس نقاش:

بدأ انيس نقاش كلامه بالقول: إن مسألة القائد في الواجهة او ليس في الواجهة أصبحت خلفنا لان السيد نصرالله ظهر على الاعلام، ولديه موعد يوم الجمعة ولا نستطيع ان نلغيه، ويتورط بانه هو صاحب الحملة الإعلامية.

واعتبر أنه لابد من مواكبة تصحيح مسار ثم قطف النتيجة، بمعنى هناك مواكبة للحراك وسبر أهدافه واحتياجاته، ووضع كتلة بشرية شرط ان تكون منظمة، وليس بمعنى الصدام.

وقال: الخطاب المطلوب هو الاعلان أننا من الان سنبدأ الضغط ولدينا ساحات في لبنان لحماية الوطن ونشله من نفاياته وسارقيه، ونتبنى الفقراء المسيحيين والمسلمين بعنوان وطني عام. أنا أخذت آراءكم ومواقفكم وسنتبناها وسنضغط معكم.

في الموضوع الحكومي، قال: هناك من يريد تاليف الحكومة على الطريقة القديمة (حصة السنة وحصة الشيعة..) لكننا يجب الضغط والعمل على  شيء جوهري يتم تنفيذه في مجلس النواب، يعني المجلس النيابي سيد نفسه وعليه أن ينزل إلى البرلمان ويصوت على القوانين التي تريدونها ونتبناها ونضغط من اجلها. وفي مقدمتها موضوع الغاء السرية المصرفية، وقانون انتخابي جديد خارج القيد الطائفي على كل مساحة لبنان. وتفاصيل القانون موجودة لدى حزب الله الذي يمتلك أكثرية في المجلس النيابي ونذهب للتصويت عليه؛ عندها من سيقول أريد سحب سلاح المقاومة؟... سننزل الى الساحات بشكل مهذب، ونضغط من اجل أن يجتمع مجلس النواب ويصوت عليها وإذا تأخروا بالتصويت عندها نعمل شيء اخر، وبعد ذلك عند تصويت مجلس النواب يزحف لبنان الى بيروت مهرجان للاحتفال بالنصر للبنان الجديد.

يستطيع السيد نصرالله ان يقول تماما اننا كنا نعتقد على حق على ان حكومة الوحدة الوطنية هي اكبر ضمانة للبنان ليكون الجميع فيها الا من رفض، وهذا الكلام لا يستطيع احد ان يقول له بانه مخطئ فيه، وعندما قرر طرف ان يكون خارج عندها اصبح لدينا خيار اخر ان نبادر وننقذ الوضع. انت يا حريري لا تريد الوحدة الوطنية، وهنا يصبح اخر هم من يشكل الحكومة ويكون رئيس، وهكذا تكون قد حسمت نتائج المعركة بالقوانين وبحشدك في الشارع عندها يمكن ان تفاوض من يكون رئيس لحكومة وأفضل شيء فعل انه تم تأجيل الاستشارات. عندما تمسك هذه المبادرة يصبح الطرف الاخر هو الذي يجري خلفك. ليس ضروريا ان يخرج السيد نصرالله غدا ويقول انه ضد الحريري بل يقول بان الحريري انسحب من حكومة الوحدة الوطنية وليكن، واليوم وصلنا الى معادلة جديدة هو الاستماع للشعب لبناء لبنان جديد.

 

 

 

 

أبرز النقاط التي وردت في مداخلة د.حسن سلمان:

       من جهته أكد د.حسن سلمان أن المؤامرة التي يعيشها لبنان مخطط لها، وكان من علاماتها يوم ذهب الرؤساء الثلاثة السنيورة وميقاتي وسلام الى السعودية. وكان تصريح ملفت للسنيورة بوجوب يتغير التسوية الحكومية.

وقال سلمان: إن الحريري استقال بطلب مباشر من محمد بن سلمان،  وقد أعلم حزب الله بالأمر من دون اعلام بري وعون. وهناك ثلاثي في السلطة لعب دورًا كبيرًا في موضوع الحراك والحريري جزء كبير منه، وقائد الجيش ورياض سلامة. ولذلك كان يصر على عدم عقد مجلس الوزراء للحيلولة دون مناقشة ورقة الاصلاحات ودون اعطاء الجيش الأمر لفتح الطرقات. وهم جزء من أخذ البلد إلى الفوضى، وكل واحد يستطيع من موقعه أن يؤثر في اثارة الشارع والذهاب به إلى الفوضى، هذا من الجانب الاقتصادي(سلامة)، وذاك من الجانب الأمني والعسكري(جوزف عون)، وهذا من الجانب السياسي(الحريري)، وهؤلاء نجحوا في أداء أدوارهم حتى الآن.

عندي تصور ان الموضوع له علاقة في العراق وسوريا، خصوصًا توقيته في هذه اللحظة واشغال محور المقاومة في هذه الأحداث. وأعتقد أن جماعتنا سواء كانوا في العراق أم في لبنان لم يكونوا مهيئين لما حصل.

ولفت د.سلمان إلى قضيتين، هما: أن الحريري،  حتى ولو تمت تسميته لرئاسة الحكومة فهو سينفذ ما يُطلب منه؛ وفي المقابل سيصطدم بشروط المقاومة والتيار العوني، وعندما يرفض سنذهب إلى مرحلة تقطيع الوقت؛ وهذا سيأخذ مساحة معينة يستغلها كل من رياض سلامة وقائد الجيش؛ لذلك أعتقد أنه لا حكومة قريبة في لبنان. وإن أُجبر محور المقاومة على تسمية أحد سنذهب أيضًا إلى سيناريوهات أخرى جديدة في المواجهة؛ وهذا يتطلب تحشيد الشارع ومسكه أمنيًا وعسكريًا وسياسيًا. والقضية الأخرى لها علاقة بالجيش، حيث يتم التخطيط والترويج إلى مواجهة مباشرة بين الجيش والمقاومة. يعني القضية طويلة والقضية إدخال البلد في الفراغ.

وفي سياق الحلول، قال: ما هي الخطوة التي يجب ان تخطيها المقاومة في لبنان: كلام السيد خامنئي كان مهمًا ولم يتم تسليط عليه الضوء حيث اعتبر ان ما يجري في لبنان والعراق هو مؤامرة. والحل هو ضرب الحريري الكف في هذه اللحظة، فالأولى أن لا يُكلف لأنه ما الجديد الذي سيأتي به، وهذا أفضل من الوصول إلى 7 ايار بعد شهر أو شهرين. بمعنى أننا لا يجب أن نكون دائمًا في حالة الدفاع عن النفس؛ بل يجب أن نذهب إلى الهجوم، والهجوم يعني أن تبعث رسائل قوة في مكان اخر وأعتقد أن العراق مؤهل لاستقبال هذه الرسائل في السفارة والقواعد الأميركية.

 

 

 

أبرز النقاط التي وردت في مداخلة الأستاذ سركيس ابو زيد:

       بدوره  أكد الأستاذ سركيس ابو زيد ضرورة أن يكلف حزب الله جهة موضوعية تعمل استقصاء حول حجم ما خسر من شعبيته خلال هذه الفترة. مؤكدًا أيضًا أنه لا يوجد لدينا سني واحد يرضى بتسلم رئاسة الحكومة وقال: اليوم مجرد الذهاب إلى تسمية شخصية غير الحريري سيخرج المفتي ويقول هذا خرق للميثاقية وهنا نصبح في مأزق آخر؛ وعندما "تغنج" رئيس الجمهورية بأنه لا يريد اجراء استشارات تم تحريك الشارع السني وأحدث بلبلة. ونحن لم نحضّر أحدًا لرئاسة الوزراء ونجعل الشارع السني تقبله.

وتساءل أبو زيد: كيف يمكن أن نواجه المؤمراة الأميركية المتمثلة في الحراك؟، هل لدينا غرفة عمليات اعلامية؟، هل لدينا غرفة عمليات سياسية؟.وقال: لا أرى أن الخطر كبير والمقاومة قوية، لكن الأخطاء الذاتية التي نرتكبها هي التي تضعنا في المؤامرة. فالسيد بخطابه ترك ثغرة مهمة جدًا اعطت فرصة للترويكا السياسية عدم عمل شيء للناس؛ يجب أن نفكر كيف نتصالح مع الناس، ويجب أن تعود المقاومة إلى جمع كل حلفائها من أجل خلق جبهة المقاومة والتغيير التي تضم حزب الله وحركة أمل وكل القوى الوطنية الملتفة حول هذا المشروع وتحمل مشروعًا اصلاحيًا جديًا، خاصة أن السيد نصرالله هو أول من طرح المؤتمر التأسيسي. فلماذا اليوم جماعة حزب الله يقولون بأنهم لا يستطيعون الغاء الطائفية؟ وحزب الله هو من وقع على وثيقة مع التيار الوطني الحر ويريد دولة مدنية؛ ذلك أن الطائفية والفساد أكبر خطر على المقاومة وهذا الفخ الجديد ان وقعت فيه تكون كارثة. لذا على المقاومة إعادة شبكة علاقاتها مع كل حلفائها بخطها العريض، وانشاء غرفة عمليات تجمع الجميع ليستطيعوا الوقوف أمام المؤامرة الآتية، يجب الذهاب الى مصالحة مع الحركة العفوية ونشدّها باتجاهنا.

وعبر عن خوفه من تصادم بين القوات والعونية ؛ فالجو متوتر، وقال أنا مع الفراغ لكن أان نذهب اليه كجبهة وطنية، لأننا إذا ذهبنا الى الفراغ بوجه شيعي سوف تتحول الى طائفية.

أبرز النقاط التي وردت في مداخلة الأستاذ هادي قبيسي:

    وصف الأستاذ هادي قبيسي الحراك بأنه لم يعد بالصورة التي بدأ بها، بل المد سني والسلفي والصورة قد اختلت. تم احتواء الحراك من جهة سياسات اعلامية. وقال: نحن اليوم أمام معركة حاسمة التصلب في قطع الطرقات يؤشر إلى أن معركتنا مستمرة تحت عنوان كسر عظم، والذهاب إلى حكومة تكنوقراط برئاسة الحريري. لدينا خلل في التحشيد يحتاج إلى مبرر، ولا يوجد رمز لاستهدافه، خصوصا أن الحريري أصبح خارج السلطة، والاختراق داخل بيئة المقاومة ظهر في الأيام الاولى من الحراك، لكن ليس لدى الناس ان تقوم بحفز كافي سواء لدى حزب الله وحلفائه. يجب البحث عن مبرر التحشيد.

 

 

أبرز النقاط التي وردت في مداخلة د.زكي جمعة:

من جهته أكد د. زكي جمعة أن ما يجري على الأرض هو أدوات هذه الازمة التي كانت تُحضّر منذ أكثر من عام، وكان هذا واضحا في محطات متعددة كانت تحصل ويوجه فيها رسائل لمجموعة من اللبنانيين بطرق مختلفة الى ما وصلنا اليه اليوم، وساهم فيها أخطاء فريقنا التي تراكمت على مدى سنوات، وتركت أثرها في جمهورنا بالتحديد الذي رفع الصوت تحت عنوان الفقر والفساد وكان يصرخ، ويعبر عن مشاكله.

وقال د. جمعة: قبل 4 أيام بهية الحريري تؤكد أنه سيستقيل إلى أن أتى توقيت الاستقالة. وما نحن فيه الآن هو المرحلة الثانية بحرفية كبيرة، وعملوا على تحشيد الناس بطريقة كانو يعملون عليها من قبل. والحريري استقال في لحظة فيها طلب خارجي وفيها ضرورة داخلية بالنسبة له، وحسب معلوماتي قبل 4 ايام كان يطلب منه الاستقالة وهو يؤخر، لكن بعد شعوره بسحب الشارع السني منه ذهب في اتجاه الاستقالة. وقد قُدّم للحريري اقتراح بأن استقالته تعيد لم الشارع؛ يمكن القول إن الحريري رضخ لقرار خارجي من جهة، وأراد ان يلم شارعه من جهة ثانية، وقد نجح في لحظة ما بلم جزء كبير من شارعه. لقد أصبح لدينا صورة الحراك وصورة الشارع السني، ولم نعد أمام صورة حراك واحد واسع؛ بل بات أمامنا الشارع السني والحراك الذي يلم مجموعات متعددة ومتنوعة.

وطرح في جمعة مجموعة أسئلة: هل يفيد الدخول إلى الحراك من قلبه، والشارع السني ماذا نفعل به؟،

هل نحن أمام أمكانية اتخاذ قرار مواجهة سنية شيعية في البلد؟

من هنا اعتبر جمعة أنه ليس بهذه اللحظة نقول للحريري انت خارج الحكومة في الوقت الذي كان بإمكاننا أن نقولها له في وقت اخر. وقال: ما يحصل في العراق مرتبط بشكل كبير بما يجري في لبنان. ويجب قراءة خطاب السيد خامنئي بالأمس بعناية واهمية كبيرة. وهذه اللعبة ستستمر إلى بداية العام المقبل حتى الاستحقاق الانتخابي في اميركا؛ وأمام من يعمل للأجندة الأميركية في لبنان أمرين: إما الوصول إلى انجاز الآن خلال الشهرين المتبقين، أو سيسلمهم كما سلم قسد. وإذا لم يستطيعوا من الآن ولغاية بداية العام تحقيق انجاز ما فسيذهبون الى المرحلة الثالثة، أي مرحلة الفراغ.

وحذر جمعة من الانفلات الأمني، وقال: لا يجوز الريبة والشك بين الحلفاء؛ فإما أن نكون يدًا واحدة كالجسد الواحد وإذا كان هناك مشكلة في مكان ما نذهب لحلها، لأن ترك الشك والريبة تتسع فستنزل على جمهورنا وستذهب كل انجازاتنا. وقال: الحذر من الانكشاف الأمني، حيث هناك عمل عمره أكثر من سنة بدءًا من المخيمات الفلسطينية وصولًا الى مخيمات النازحين السوريين؛ والسؤال ما هي مهمة مخابرات السلطة الفلسطينية في لبنان الموجودة في المخيمات؟

 اليوم نحن امام فتنة، وأصبح هناك شارع سني لا بد من رؤيته وعدم غض النظر عنه. أما فكرة اعادة مسك الحراك فقد أصبحت خلفنا، ويجب الذهاب إلى فكرة أخرى، وهي مسك الشارع. وهذا الأمر يحتاج إلى دراسة متى يجب أن ينزل جمهورنا إلى الشارع. وبعد نزول جمهورنا إلى الشارع نبدا بطرح ما فوق الطائف.

وما خص الحكومة قال: إن الاسماء التي نمتلكها كبدائل لرئاسة الحكومة ليس لها دور في الشارع السني الان. وفي حال تشكلت الحكومة هل سينتهي الحراك؟ بتقديري لن ينتهي الحراك، أولا لم يكن الهدف اسقاط الحكومة ونحن يجب أن يكون لدينا الوعي التام بأن الهدف الأساس من كل ما يجري هو المقاومة وبيئة المقاومة. لذلك أي خطوة الآن لن توقف الحراك: لا تشكيل الحكومة ولا عدم تشكيلها. لكن نحن اليوم في سباق مع الوقت، فإذا استطعنا أن نشكل حكومة نكون عملنا خطوة محدودة يجب البناء عليها؛ وإذا لم نتمكن ماذا يجب أن نفعل بغض النظر عن من رئيس الحكومة اذ سيكون، علمًا أن تسمية رئيس غير سعد الحريري غير متوفرة، والكلام أنه لدينا اشخاص مستعدون لذلك غير صحيح، وإذا سمينا أحدًا لا يمثل شيئا سنثير فوضى في الشارع المقابل. كما أن أشرف ريفي لن يقبل بسعد الحريري، وهذا سيخلق ازمة في الشارع السني أيضًا.

لدينا مجموعة أوراق ممكن اللعب عليها، ومنها:

      ـ إعادة الصدام بين القوى السنية بين قطر والسعودية وتركيا.

      ـ أن نبني على بيان المطارنة الموارنة والموقف المؤيد لرئيس الجمهورية في تزخيم الصراع داخل الساحة المسيحية حتى لا ينعكس على الساحة الاسلامية. وهذه نقطة يجب العمل عليها.

       ـ إعادة النظر بما يحصل داخل الأحزاب اليسارية والعلمانية التي تنقسم اليوم على بعضها، فهل نستطيع أن نخاطبهم جميعًا، ومن يمكن استمالته. ومن نستطيع أن نجمعه مع بعضه.

        ـ الأمر الأكثر أهمية هو التركيز على وحدة الصف الداخلي وانتفاء الشك والريبة الذي يثيره الكثير من الشباب؛ عند الانقسام على بعضنا سنذهب الى المجهول. يجب أن نبقى كتلة موحدة وتقسيم الأدوار في ما بيننا، ويجب أن يكون بيننا ثقة للنجاح فالحملة علينا كلنا وليس طرف دون اخر بمواجهة الهجمة. والانتباه الى الانكشاف الامني.

         ـ أول أمر يجب أن نعتقد به هو أننا الأقوى في لبنان والمنطقة، وانطلاقًا من هنا نحن الذين يجب أن نتبصر أكثر كيف يمكن أن نُخرج لبنان والمنطقة من هذا المأزق.

أبرز النقاط في مداخلة د. حسن جوني:

أشار د. حسن جوني إلى أنه لا يوجد حدث سياسي صغير أو كبير في لبنان إلا وله علاقة بما يحدث في المنطقة. وقال: منذ أن بدأت الحرب في اليمن تميل لصالح محور المقاومة بدا الخوف لدى السعوديين من هز الطائف، والشعور بأن الأميركي سيدخل في تسوية مع إيران، وهذا كان واضحا بترك الأميركيين للكرد من قبل. وبالتالي على ما يبدو بأن الاجتماعات التي حدثت مع الرؤساء الثلاثة في السعودية (السنيورة، سلام، ميقاتي) كانت في هذا الإطار. وقال جوني: لقد ضعف السعودي في لبنان لذللك استثمار الحراك. وقدم الحريري لرئاسة الجمهورية 3 مشاريع آخرها الاستقالة. والأكيد أن قرار الاستقالة خارجي. وقد أصبحنا امام صراع مرتبط بالصراع الإيراني الأميركي ولم يعد الحل لدى رئيس الجمهورية.

وطرح مجموعة أسئلة: هل الحراك غير الطائفي لا يزال موجودًا؟، أين اشرف ريفي وحراكه؟، الحرب الاهلية ستكون بين من ومن؟، ما المقصود بالفوضى؟، هناك صراع واضح سني سني فمن يضبطه؟، هل نستطيع ان نلعب على النتناقض السني السني؟.

وقال: الوحيد الذي يستطيع أن يضعف حزب الله هو الخلاف الشيعي الشيعي. لذا يجب توحيد شارعنا وعدم الانجرار عسكريا. وهو ما سعى إليه المطارنة ببيانهم فهم يريدون حماية موقع رئاسة الجمهورية، ويعلمون أن اسقاط رئيسه في الشارع سيصبح امرًا دائمًا، وبالتالي حماية الكرسي ليست مسألة شخص، بل معادلات جديدة في البلد يُعمل عليها.

   تجدر الإشارة إلى اتفاق جميع المشاركين إلى ارتباط الأحداث التي تجري في لبنان والعراق كجزء من ما يجري في المنطقة بشكل مباشر وغير مباشر.