أسقط طوفان الأقصى وحرب الجبهات العالمية، العسكرية والسياسية، المحاولات المتجددة لإغلاق ملف فلسطين. فتح ملف وجود الكيان على نطاق العالم. الجبهات العسكرية لم تتوقف، والعقل والضمير العالميين يعيدان فلسطين إلى الواجهة.
وعلى الرغم من التأييد الأميركي والغربي وبعض الأنظمة الأخرى للعدوان الصهيوني على غزة، الا ان شعوب العالم وحركاته الاجتماعية، وحتى بعض الحكومات، أصبحت ترى ان هذا الكيان خطر على الأمن العالمي لما ارتكبه من تطهير عرقي ومجازر ضد اهل غزة.
الطوفان احرق سبعون عاما واكثر من الترويج لهذا النظام العنصري الغاصب. وعلى مدى سنتين من العدوان كشف العالم زيف الادعاءات الصهيو غربية.
في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى تأتي خطة ترامب لوقف الحرب في غزة. أسئلة كثيرة تطرح حول المسار الذي ستأخذه هذه الخطة:
-مصير المقاومة؟
-مصير الإنسان والأرض في غزة؟
-هل ستنسحب القوات الصهيونية المحتلة؟
ما حقيقة الإعتراف بدولة فلسطينية؟
جميع هذه التساؤلات وغيرها كانت محاور حلقة نقاش نظمتها الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين.
أولاً: معطيات أولية حول اللقاء:
الزمان |
نهار الثلاثاء الموافق 7 تشرين الأول 2025 |
المكان |
تطبيق Zoom Meeting |
المشاركون |
|
1 |
د. محسن صالح |
2 |
د. سفيان التل (الأردن) |
3 |
أ.رضوان قاسم (ألمانيا) |
4 |
د.حيدر الموسوي (العراق) |
5 |
د.مصطفى اللداوي (فلسطين) |
6 |
د.عبد الملك عيسى (اليمن) |
7 |
أمينة السر د. وفاء حطيط |
بدايةً رحّب رئيس الرابطة د. محسن صالح بالسادة الأعضاء المشاركين، ثم بدأ ادارة الحلقة بمداخلة قال فيها:
يوم 7 اكتوبر يوم مجيد ونتذكر هذا اليوم بكثير من الايجابية المفرحة، وصحيح ان ما حصل في اعقاب طوفان الاقصى حيث اجتمعت كل القوى العالمية المستكبرة الولايات المتحدة الاميركية والغرب لكي يعود الى مخططاته المجرمة من قتل وسفك للدماء وضرب كل الجبهات الميدانية في غزة وفي جنوب لبنان ولاحقا في اليمن، والاعلام قام بدور مشوه لكل الحقائق حول القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة تحديدا، وكل هذه الامور لم تستطيع ان تجعل القضية الفلسطينية امراً ثانوياً في تلك الفترة على العكس من ذلك طوفان الاقصى حقق في ما حققه عودة فلسطين الى الصفحة الاولى في كل كتب العالم وعودة فلسطين الى الشاشات كأبرز حدث في العالم وأبشع قضية بالنسبة للضمير العالمي (من حيث المجازر التي ارتكبت وشوهت القوى التي قامت بالتعاون والحرب المفتوحة مع هذا العدو اكانت على الصعيد الميداني او الاعلامي) وهذا السرطان الذي يستمر الان في كل مجازره وشيطنته وفي ذروة هذه الامور خطة ترامب الشيطانية التي تريد ان تقضي على الامل في ان يكون هناك دولة فلسطينية وان يكون هناك للشعب الفلسطيني مكانا في هذا العالم عدا عن كل القوى التي تقاوم وتساند وهنا لا اقول مساندة بل حرب مفتوحة مع هذه القوى التي تعتقد بنفس الضمير ونفس العقل وبنفس الادراك تعتقد ان القضية الفلسطينية هي لب القضايا وبالتالي تاتي هذه التجربة المستدامة صحيح 7 اكتوبر وما قبل 7 اكتوبر وما بعد 7 اكتوبر وستبقى القضية الفلسطينية قضية الانسان الحي في هذا العالم وستبقى قضية الضمير والوجدان والوعي والادراك لكل المقولات والمفاهيم التي نتحدث عنها من وحدة وحرية وتحرير ومن حتى تقدم او تنمية تبقى القضية الفلسطينية هي ام القضايا وبالتالي مصدر لكل تفكير يمكن ان يكون واعيا من لا مفكر فيه والمفكر فيه من اجل الانتقال الى ما يسمونه الان سيادة واستقلال وشعوب.
ما هو مصير المقاومة بعد هذه الهجمة غير المسبوقة من قبل الولايات المتحدة الاميركية والغرب وطبعا الكيان الصهيوني الغاصب هو اداة ويتحدث عنها بكل صلافة عن ان اسرائيل تقوم بالدور الوسخ في هذا العالم من اجل الهيمنة الاميركية واستدامة هذه الهيمنة وسحب الثروات وبالتالي كانت هذه الفترة عضيبة علينا جميعا لاستنباط الافكار والتقدم بالمقولات الاساسية وخاصة مسالة التحرير والعودة الى السير الطبيعي في عالمنا، ولغاية الان طالما هناك احتلال فهناك مسار غير طبيعي لان الحرب هي استثناء والسلم كان يجب ان يكون هو القاعدة بين شعوب الارض وشعوب المنطقة والواضح انهم استطاعوا ان يصلوا الى مسألة الفتنة، الفتنة العقلية والفتنة السياسية وحتى الفتنة السياسية لما وصلت اليه الامور في فلسطين، في العراق، في لبنان، في سوريا، في اليمن، في كل هذه المناطق، ولكن طوفان الاقصى كانت بداية من ضمن البدايات ولكن بداية ذات اهمية عالية وبالغة من اجل التفتيش عن نقاط التقاطع واوحدة بدل نقاط الاختلاف والتصادم.
ما هو دور المقاومة، ما هو مصير المقاومة؟، ما هو مصير غزة الارض والانسان؟، ما حقيقة ما اعترف به بالجمعية العامة بالدولة الفلسطينية؟ واين هي الدولة الفلسطينية؟
لا شك ان هذه الخطة هي محاولة جادة لفصل فلسطين عن كل عقل يقاوم وبالتالي جعل فلسطين في السوق سوق العقارات ترامب.
واحدة من ايجابيات 7 اكتوبر انها كشفت من الناحية المعرفية ومن ناحية المقولات الصهيونية عن جوهر هذه الكينونة المخترعة المستخدمة اداة للاستعمار الغربي والهيمنة الاميركية والرأسمالية وكل هذه النخب الظالمة والشريرة وخاصة في الولايات المتحدة الاميركية والغرب، وعلى كل بدأ الوعي معكوسا في الاول كانوا في القرن العشرين وبداياته من بنرمن وصولا الى بلفور وسايكس بيكو كانت القضية اليهودية وخاصة بعد ما يسمى الهولوكوست، والان اصبحت القضية معكوسة وفلسطين ستتحرر انشاءلله.
اهم ما في طوفان الاقصى هو ان اليمن هذا البلد النابض بالحياة والتراث والحضارة اصبح جزءا كبيرا قويا من هذه المعركة ضد العدو الصهيوني ضد الاجتياح وضد الهيمنة، وهذا الطوفان وحركات المقاومة فعليا صنعت شيئا كبيرا، والان بشكل افقي كيف سيتحول الى فعل عامودي بانقلاب الاوضاع رأس على عقب هذا ما سنراه انشالله.
طوفان الاقصى فتح باباً للوعي من جديد ليس فقط بالقضية الفلسطينية وانما القضية الفلسطينية كباب من ابواب الوعي الجمعي العربي والاسلامي والعالمي للقضايا المحقة والعادلة في العالم، وبالتالي هذا يمكن ان يشكل باباً لعولمة جديدة.
مداخلة د. مصطفى اللداوي:
يبقى هذا اليوم يوم السابع من اكتوبر رغم ما اصاب الشعب الفلسطيني من مأسي وألام ومحن وإبتلاءات كبيرة، يبقى هذا اليوم يوماً مجيداً سيذكره التاريخ وسيذكره الفلسطينيون وسيحفظه العالم وسيبقى علامة بارزة في تاريخ الامم.
الشعب الفلسطيني رغم كل المعاناة والمذابح والمجازر خلال عامين كاملين من العدوان الصهيو اميركي الغاشم،اثبت انه شعب حي يستطيع ان يقاوم وان يقاتل هذا العدو، وانه شعب لا يمكن ان يقبل في والذل والهوان ويسعى نحو التحرر والحرية.
السؤال الذي يطرحه الكثير من الناس اليوم في السابع من اكتوبر عام 2025 بالنظر الى الوراء سنتين الى السابع من اكتوبر 2023، هل يندم الشعب الفلسطيني على ما قدم واعطى على هذه التجربة؟، هل يندم الفلسطينيون على هذا اليوم؟ هل لو عاد التاريخ الى الوراء سيكررون هذه التجربة من جديد؟ هذا سؤال ربما يتوارد على كثير من الالسنة في فلسطين وفي خارج فلسطين بعد هذه النتائج المهولة التي تعرض لها الفلسطينيون في فلسطين المحتلة ليس فقط في قطاع غزة وانما ايضا في الضفة الغربية وفي القدس وما تعرضت له محاور المقاومة الاسلامية والعربية في سوريا ولبنان واليمن وايران والعراق، هل يندم الشعب الفلسطيني على ذلك؟، لعل الاجابة على هذا السؤال يحققها هذا الصمود الاسطوري الذي نراه في فلسطين المحتلة، سنتان مرتان صعبتان قاسيتان مرتا على الشعب الفلسطيني استشهد فيها اكثر من 100 الف فلسطيني واكثر من 150 الف جريح وعشرات الاف المعتقلين الان في السجون الاسرائيلية، هل سمعنا صوتا الان بعد سنتين وخلال السنتين من الشعب الفلسطيني يقول لا، لقد تعبنا، لقد مملنا، او يقول للمقاومة كفي عن المقاومة، مازال هذا الشعب الفلسطيني حتى هذه اللحظة صابراً معطاءاً ثابتاً على الارض، ما من بيت في قطاع غزة الا وقدم عشرات الشهداء، هناك عائلات فلسطينية ابيدت وشطبت من السجل المدني، ومع ذلك الفلسطينيون اكاد اجزم وانا ابن غزة وابن مخيم جباليا واهلي قدموا عشرات الشهداء، حال الفلسطينيين يقول لا ندم على ما قدمنا نحن نعيش حالة تحرر ونحن نعيش حالة مقاومة، وهذا هو الوضع الطبيعي بين شعب يتطلع نحو الحرية والاستقلال وتحرير ارضه واستعاد مقدساته وممتلكاته وحقوقه وبين عدو غاشم معتد ظالم جاء الينا من اقاصي الدنيا من خلف البحار ليحتل ارضنا، لهذا اقول نعم الجرح كبير والخسارة كبيرة ومع ذلك لا ندم، هل حققنا شيئا؟، نعم نحن حققنا الكثير، هذا هو قدرنا ان نقدم الضحايا، والتاريخ شاهد على شعوب قد سبقتنا وقدمت الاف الشهداء ولكن النتيجة كانت مبهرة وعظيمة، الجزائر، فيتنام، فنزويلا، دول اسلامية وعربية ودولية قدمت الاف الشهداء لكنها في النهاية انتصرت، حتى الولايات المتحدة الاميركية التي ترفض نضالنا وتقف ضد مقاومتنا قاومت الوجود البريطاني وقدمت الاف القتلى والضحايا من اجل ان تستقل عن دولة هي صنعتها ومع ذلك كان هناك ثورة ضد الانكليز وضحى الاميركان من اجل حريتهم، ولهذا اقول نحن كفلسطنيين نشعر بأننا خضنا تجربة حقيقية ولا نندم عليها لاننا نتطلع نحو الحرية ونتطلع نحو الاجيال القادمة، ونحمل امانة ونحمل مهمة ومسؤولية، هذة المهمة والمسؤولية لا تسقط عنا بكثرة الاعباء وكثرة التضحيات، نعم الفلسطينيون لا يندمون على ما قدموا، نحن الان استطعنا ولاول مرة ان نعيد الصدارة للقضية الفلسطينية والتي اريد لها عربيا ودوليا اميركيا واسرائيليا ان تطمس وان تشطب وان لا تكون في الواجهة وان لا تكون على جدول الأعمال، اوروبا والولايات المتحدة الاميركية تمادوا في دعم الكيان الصهيوني وغضوا ابصارهم عن القضية الفلسطينية وعن معاناة الشعب الفلسطيني، اليوم القضية الفلسطينية مفروضة بقوة وبصخب عال في كل الشوارع الاوروبية وحتى في الولايات المتحدة الاميركية، فالقضية الفلسطينية عادت الى الصدارة بقوة، من كان يتوقع ان الشعب الفلسطيني او ان القضية الفلسطينية ستصبح حاضرة في كل العواصم الدولية، الاسرائيليين يقولون اليوم لا يوجد شارع من شوارع اوروبا من العواصم الاوروبية التي كانت تدعمنا على الدوام منذ الاستقلال وحتى الان الا ويرفع فيها العلم الفلسطيني،وبالتالي نحن استطعنا ان نعيد الالقة الى القضية الفلسطينية وان نعيدها الى واجهة الاحداث وان نقول للعالم كله ان هذه المشكلة التي صنعتموها في منطقتنا العربية بزراعة هذا الكيان الصهيوني انتم مسؤولون عن هذه الجريمة وانتم مسؤولون عن اعادة الحقوق الى اصحابها، الفلسطينيون خسروا كثيرا لكنهم استطاعوا ان يفرضوا قضيتهم الأن في كل مكان، واسرائيل هذه الدولة التي كانت تدعي الديمقراطية وتدعي ان صورتها متألقة وانها النموذج الامثل في المنطقة، اليوم ما هي صورة هذا الكيان الصهيوني في كل مكان ليس فقط في الدول الاوروبية حتى في الولايات المتحدة الاميركية وفي دول اميركا اللاتينية والمكسيك والبرازيل وكندا واستراليا وفي كل مكان، الدول التي كانت تدعم الكيان الصهيوني اليوم تراجعت في مواقفها لانها اصبحت تدرك تماما ان هذا العدو ظالم، باغي، معتدي، قاتل يقتل الاطفال، وكبار الاعلاميين الاميركيين الذين كانوا يدعمون الكيان الصهيوني في الايام القليلة الماضية خرجوا الى العلن بأعلى صوت قالوا جريمة كبيرة ان ندعي ان هذا هو شعب الله المختار وشعب الله المختار لا يقتل الاطفال ولا يقتل النساء ولا يدمر البيوت ولا يدمر الحياة، فهذه الصورة الاسرائيلية قد تراجعت تماما لدى العالم، ولا يمكن لهذه الصورة ان تعود الى الوراء كما كان يحلم الاسرائيليون، ليس ما بعد 7 من اكتوبر كما ما قبل 7 من اكتوبر، وربما نحن دفعنا الكثير في هذه المرحلة لكننا لن نتوقف ولن نتراجع واعتقد ان هذه مرحلة من مراحل النضال والشعب الفلسطيني سوف يواصل المعارك، نحن خضنا نضالا بالحجارة والسكاكين والمعاول والفؤوس والقنابل والمتفجرات ثم بالصواريخ حتى وصلنا الى هذه المرحلة، فهذه المرحلة نضالية متقدمة والتاريخ يشهد بأن الدم دائما اقوى من السيف، وان العين اقوى من المخرز، لكن هذا الامر يحتاج الى صمود والى ثبات.
اخاطب الامة العربية والاسلامية، عليكم ان تنظروا الى هذا الشعب الفلسطيني وترفعوا رؤوسكم عاليا شامخة وان تعتزوا بهذا الشعب المعطاء الذي استطاع ان يعطيكم نموذجا للكرامة والعزة وللشموخ وان يقول للعالم اجمع ان هؤلاء هم العرب وهؤلاء هم المسلمون وهؤلاء الذين يستطيعون ان يضحوا بكل شيء من اجل قضيتهم، وكان ينبغي على الدول العربية للأسف ان لا تتركنا وحدنا، فنحن لم نخذل من الفلسطينيين ولا من محور المقاومة الذي قدم ما عليه واكثر وضحى في سبيلنا بأكثر ما كنا نتوقع، محور المقاومة قدم خيرة قادته وخيرة رجاله، محور المقاومة قدم في لبنان وايران وفي اليمن اكثر مما كنا نتوقع وبالتالي نحن لم نخذل من هذا المحور ومازال حتى هذه اللحظة رغم الجراحات ورغم الغارات ورغم العدوان ورغم التهديد مازال محور المقاومة يتقدم الصفوف، نحن خذلنا للأسف اولا من انظمتنا العربية التي وقفت على مدى عامين كاملين تتفرج علينا ونحن نقتل ونذبح، ونحن يجمعنا مع الدول العربية ليس فقط الرابطة الانسانية يجمعنا معهم اللغة والدين والتاريخ والارض وكل المشتركات، ومع ذلك ماذا فعلوا لنا وقفوا يتفرجون علينا ويا ليتهم فقط اكتفوا بالمشاهدة والرؤية والصمت، بل ان بعضهم كان يدعم الكيان الصهيوني وكان يضحك له ويفتح بلاده وعواصمه للمسؤولين الاسرائيليين وكان العلم الاسرائيلي يرفع في سماء بلادنا العربية، ولهذا كان هناك نوع من الخذلان الكبير الذي قامت به الكثير من الدول العربية ومازالت تمارس هذا الخذلان، وفي الجانب الاخر وان كنا نتطلع اكثر نحن لم نخذل من شعوبنا العربية والاسلامية ولا حتى من الشعوب العالمية والانسانية، نحن تلقينا دعما جماهيريا شعبيا واسعا ولكن للأسف قدرات الشعوب محدودة وقراراتهم مصادرة وحريتهم مكبوتة، لا يستطيعون التعبير عن ارادتهم كما يريدون ومع ذلك نحن قد شهدنا في كل العواصم العالمية الاوروبية والاميركية والعربية والاسلامية شهدنا دعما كبيرا لقضيتنا الفلسطينية.
مرة أخرى لا نندم على ما قدمنا، ما هو موقف الفلسطينيين اليوم بعد هذه السنتين المرتين، اولا مما سمعنا عنه قبل ايام قليلة من مؤتمر على مرحلتين في نيويورك حول حل الدولتين، نحن نبحث عن كل وسيلة ممكنة من شأنها إعلاء الحق الفلسطيني، وعن كل وسيلة ممكنة من شأنها فضح هذا العدو الاسرائيلي، هذا المؤتمر بغض النظر عن انه يتساوق مع مصلح العدو الاسرائيلي ويتساوق مع مصالح بعض الدول العربية ومصالح الولايات المتحدة الاميركية التي هبت بقوة الان عبر خطة ترامب الاخيرة من اجل انقاذ العدو الاسرائيلي من مأزقه، فنحن إذاً مع كل حدث وفعل وقول واي كان من شأنه ان يرفع من شأن القضية الفلسطينية، نحن لا نقلل من اعتراف اكثر من 148 دولة عالميا بالدولة الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني، والاعتراف بالدولة انا ربما لا يعنيني الاعتراف السياسي بدولة قد لا تتحقق، انا يعنيني الاعتراف بالحقوق، وهذه الدول جميعها اعترفت بحق الشعب الفلسطيني في الوجود، واعترفت بأن هذا العدو الصهيوني اغتصب الحقوق الفلسطينية، وان هذا اعدو الصهيوني يقتل الشعب الفلسطيني، والمنابر الدولية في نيويورك على مدى عدة ايام متوالية سواء في الذكرى الثمانين لتأسيس الامم المتحدة او قبل ذلك وهي ترفع الصوت عاليا في دعم القضية الفلسطينية وفي تبيان الحقوق الفلسطينية في تبيان المخاذي الاسرائيلية، ولهذا نحن بغض النظر عن النوايا فإننا نثمن هذه الجهود ونشكر الدول التي اعترفت بحقنا في الوجود وفي حقنا بالمقاومة ولعل هناك مفارقة نقف عندها بريطانيا التي اسست هذا الكيان الصهيوني والتي اعطت الوعد وعد بلفور بإنشاء هذا الكيان اخيرا اعترفت بحق الشعب الفلسطيني في ان يكون له دولة ووطن، وانا لا اتحدث عن حدود الجغرافيا وانما اتحدث عن معاني الاعتراف، هؤلاء اعترفوا جميعا بحق الشعب الفلسطيني.
خطة ترامب مقسمة الى ثلاثة اقسام، وهي خطة خبيثة وماكرة، وهي خطة اسرائيلية ويكذب ترامب وتكذب الادارة الاميركية عندما تقول اننا اجبرنا الحكومة الاسرائيلية على قبولها او اجبرنا نتنياهو على ان يخضع لها، هي خطة ضيغت في ليل في تل ابيب وفي واشنطن بعلم ورغبة الحكومة الاسرائيلية، وهي مقسمة الى ثلاثة اقسام: المربع الاول هو سم قاتل في الدسم هو المربع الشعبي وهذه الخطة تقوم على وقف الحرب وهو حلم الشعب الفلسطيني وحلم كل العرب والمسلمين في كل مكان وقف الحرب وانتهاء القتال وانسحاب جيش العدو الاسرائيلي ولو على مراحل من قطاع غزة الى الحدود التي يتم الاتفاق عليها، وادخال المؤن والمساعدات الى القطاع، ومنع الهجرة والطرد، والسماح للسكان بالعودة الى مناطقهم شمالا وجنوبا، والسماح بنقل الجرحى والمصابين من قطاع غزة الى كل انحاء الدنيا لتلقي العلاج، واخيرا الافراج عن الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية سواء المؤبدة او الذين اعتقلوا بعد السابع من اكتوبر، هذا هو السم الزعاف الذي قدموه لنا صورة ناصعة لا يمكن لفلسطيني ان يرفضها، ولكن في المربع الثاني هناك المقاومة فهناك تجريد للمقاومة من سلاحها، تأثيم للمقاومة، عزل حركة حماس عن المجتمع الفلسطيني، اقصائها عن السلطة والحكم، نزع سلاحها وتعهدها بعدم العودة الى القتال وهذا نوعا ما مرفوض كليا لا يمكن لفصيل مقاوم ان يقبل بإقصاء نفسه وعزل نفسه من الحكم، والمسألة الثالثة هي القضية الفلسطينية كان يراد فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وجعل قطاع غزة كياناً مستقلا وجعل حاكمه حاكما اجنبيا لا ينتخب فلسطينيا ولا يعين فلسطينيا ولهذا هناك الان مفاوضات تجري في شرم الشيخ لافراغ المربعين الاخرين من سلبياتهما قدر المستطاع والبحث عن نقاط ايجابية لتكون هذه اخطة في النهاية خطة فلسطينية عربية لانقاذ الشعب الفلسطيني واخراجه من مأزقه ووقف الحرب واعادة السكان الى مناطقهم مرة اخرى.
محور المقاومة قدم الكثير لفلسطين ولولا محور المقاومة والجمهورية الاسلامية وما قدمت لفلسطين سابقا من عتاد وسلاح وخبرة وتمويل ورعاية ومتابعة لما وصلنا الى ما وصلنا اليه، وحتى في موضوع طوفان الاقصى الاعترافات الاسرائيلية كلها تؤكد بأن ايران كان لها دور كبير في اذكاء روح المقاومة وتعزيز قدرات الشعب الفلسطيني كمقاومة، ولا شك ان الوعد الصادق الاول والثاني كان له دور كبير معنويا لدى الشعب الفلسطيني، وايران دفعت ثمنا كبيرا نتيجة لمواقفها ولولا ان ايران تقف الى جانب القضية الفلسطينية والى جانب الشعب الفلسطيني لما اعتدت عليها الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، ولهذا نحن نعتقد ان محور المقاومة بكل اطرافه لبنان اولا وسماحة السيد حسن نصرالله ثم ايران وكبار قادتها الذين استشهدوا وعلى رأسهم بالنسبة لنا نحن في محور المقاومة الحاج رمضان الذي اولى المقاومة رعايته واهتمامه الكبير قد قدم الكثير من اجل فلسطين، واعتقد انهم مازالوا يقفون على اقدامهم ويمتلكون الارادة والعزم للتغيير ولمواصلة المعركة.
هذه الحرب لم تنتهي ونحن لم نخسر الحرب ولم نخسر المعركة، نحن خسرنا جولة ونستطيع بإذن الله ان نعود ونقف على اقدامنا بجهود كل اطراف المحور، ولا استثني اليمن العزيز الذي قدم لنا ومازال رغم جراحه وحصاره ومعاناته قدم لنا الكثير.
مداخلة د. سفيان التل:
لقد تعلمنا من التاريخ منذ اليونان والرومان والتتر والمغول والصلبيين انهم عندما يأتوا الى اجتياح هذه المناطق يأتوا ومعهم خطط مدروسة، خطط عسكرية، خطط سياسية، خطط اقتصادية، للسيطرة.
الان السؤال، انت كمستهدف ومحتل هل لديك خطط للمقاومة ام لا؟
بعض الناس يدعون الى نزع السلاح والاستسلام، والحقيقة انه اذا انت لم يكن لديك خطة لتقاوم يعني انك تسهل على المحتل تنفيذ خططه بالكامل دون مقاومة، اما اذا كنت مقاوما ولديك مقاومة والمقاومة تضع خطط لها فيعني انك تستطيع تعطيل تنفيذ خطط المحتل.
يجب ان تكون لدينا مسلمات، في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا لا يمكن قبولهم لا كشركاء ولا كوسطاء ولكنهم منذ ان بدأوا على المسرح العالمي وهم اعداء للامتين العربية والاسلامية، وبكل صراحة ووضوح يناصبون العداء ويستعملون كل الوسائل ويضعون خطط مئوية والان خطة برنارد لويس والتي سموها بسايكس بيكو الجديد وهي خطة عمليا لمئة سنة ونفذوا جزء كبير منها، وجاء الصهاينة والاسرائليين تبنوا هذه الخطة وغيروا اسمها فسموها الشرق الاوسط الجديد ومن ثم جاء نتنياهو ليقول "اسرائيل من الفرات الى النيل"، انما هي خطط اوروبية اميركية واحدة يعمل على تنفيذها حتى الان.
منذ قيام اسرائيل وحتى اليوم علينا ان نتذكر دائما ان العالم الغربي اوروبا واميركا وبكل ادواتهم السياسية والعسكرية وقرارات الامم المتحدة كانوا دائما يأتونا بمؤتمرات او محادثات او على شكل وسطاء، في الحقيقة لانقاذ اسرائيل من مطب كانت تقع فيه، يريدون ان يقدموا لها مساعدة بوقف اطلاق النار او هدنة او ما شابه ذلك، وكل المؤتمرات التي عشناها ونعرفها سواء كانت اوسلو او مدريد او كامب دايفيد او حتى خطة ترامب الحالية ليست الا خطط لانقاذ اسرائيل من مطب كبير وقعت فيه واعطائها فرص للنجاة وهضم ما حصلت عليه والاستعداد الى مرحلة ثانية.
الوعود والقرارات الاوروبية والاميركية والاسرائيلية والصهيونية العالمية لا يمكن قبولها لأنهم لا يلتزمون بها، هم يقدمون وعود واتفاقيات ومؤتمرات ولكن لا يلتزمون بشيء من هذا وانما تستعمل هذه المؤتمرات دائما لعبور مرحلة.
ترامب حاول في خطته ان يستعمل المطالب التي كانت حماس تطالب بها او تدعو لها او توافق عليها كطعم للإيقاع بالمقاومة في الفخ، فمثلا وقف الحرب كان مطلبا من مطالب حماس، تبادل الاسرى ايضا، ادخال المساعدات، ورفض الاحتلال والتهجير، وتسليم القطاع الى هيئة فلسطينية، كل هذه كانت موافق عليها من المقاومة ومن حماس، ولكن لم يتم القبول بها سابقا وجاء ترامب ليظهر كوسيط وكشريك وبطرح هذه القضايا، وانا اخشى بالكامل ولانني كما قلت لا نثق بوعود اميركا والدول الاوروبية انه اذا قامت حماس بتسليم الاسرى حسب الخطة مع انسحاب شكلي او جزئي للقوات الاسرائيلية بعدها ان ترفض اسرائيل تسليم الاسرى الفلسطينيين لديها والذين الحديث عنهم 250، ولم تعجز اسرائيل عن اختراع ذرائع والحجج لعدم تسليم الاسرى، وعلى سبيل المثال تقول ان حماس لم تعلن عن انها على استعداد لنزع سلاحها والخروج من قطاع غزة، وهذا احد الاعذار الذي يمكن ان نتوقع ان نسمعها من الجانب الاسرائيلي، ولذلك علينا ان نكون محطاطين بإستمرار لمثل هذه القضايا، لانه حتى لو قدمت اميركا ضمانات اميركية فنحن بحاجة الى من يضمن الضمانات الاميركية، نحن نتعامل مع اعداء وليس مع شركاء.
قيام الدولة الفلسطينية بالرغم من ان معظم دول العالم قد وافقت على هذا وان المقاومة فرضت نفسها على المسرح العالمي والسياسي فرضا كاملا وفرضا يحترم لدرجة ان كل الدول بما فيها الاوروبية وغيرها اعلنت موافقتها واعترافها بالدولة الفلسطينية، لكن اذا ما تذكرنا ان القرارات الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي التي في النهاية يحكمها فيتو من دولة واحدة كأميركا مثلا يمكن ان تعطل هذا المسار، يضاف الى ذلك احتمال اختطاف فكرة الدولة الفلسطينية، فحاليا مر علينا سنوات وهناك عملاء لاسرائيل والدول الغربية في داخل فلسطين، ومثلا على ذلك قوات دايتون التي تم تدريبها لتلقي القبض على المقاومين وتسلمهم الى اسرائيل، مع الملاحظة ان قوات دايتون كانت تدرب في الاردن، يعني هذا الوضع الحالي يمكن في قيام دولة فلسطينية ان تقول اميركا وانجلترا واسرائيل ان يبحثوا عن من هم اسوء من هذه الشرائح التي كانت تتعامل معها، فإذا جاءت شرائح جديدة غارقة في العمالة والخيانة وقالوا اننا نريد تسليم هذه الشرائح الدولة الفلسطينية فيعني انهم اصبحوا علينا اكثر خطرا من اسرائيل نفسها.
كيف يمكن الاستفادة من النصر الاعلامي الكبير الذي حدث على كامل مسطح الكرة الارضية واصبح هناك تطور اعلامي كبير، اريد ان استفيد واقول ان العالم الان اكتشف المقولة المشهورة "لا يمكن ان تخدع كل الناس كل الوقت"، الان بدا العالم يصحوا للخداع الاسرائيلي ومع صحوتهم هذه آن الاوان لنا ان نستفيد من هذه الصحوة وان ندخل فوراً في موجة اعلامية كبيرة تدخل في صلب العقيدة اليهودية، لان هناك نصوص تلمودية تواراتية تحاول اسرائيل ان تخفيها وعلينا الان ان نبعثها في كل اللغات (العربية، الانكليزية، الفرنسية، الاسبانية) ونعيد توزيعها في دول العالم ونشير الاى مواقعها، هذه النصوص التلمودية او التواراتية التي تناقضت 100% مع الوصايا العشرة التي كان من المفروغ ان تكون هي صلب العقيدة اليهودية (لا تكذب، لا تسرق، لا تقتل...)، فعندما تجد نصوصا تقول ما معناه ان الله قد خلق الامميين حميرا ليركبها شعب اسرائيل وكل ما نفق حمارا ركبنا حمارا اخر، وهناك نص يقول ان دم الامميين مباح وهو ليس كدم بني اسرائيل، اموال الامميين اذا حصلتم عليها فأنتم غير ملامين يعني مسموح سرقتها، هذه النصوص وكثير منها يجب ان تلخص الان في كتيبات صغيرة وتوزع في كل العالم ليعرف العالم لماذا كان بنو اسرائيل على مدى التاريخ ملاحقون، فمنذ ان أخرجوا من مصر لحقوا في الفترة المسيحية، ولحقوا في الفترة الاسلامية، ولحقوا في اوروبا في روسيا القيصرية، ولحقوا في انكلترا، ولحقوا في اسبانيا، وآن الاوان ان يعرف العالم لماذا يلاحق هؤلاء وفرصتنا الان الذهبية ان نقدم ذلك.
مداخلة أستاذ رضوان قاسم:
استغرب كل الغرابة ان نصفق للباطل ونظن انفسنا اننا نحقق انتصارات رغم انه الباطل باطل وسيبقى مهما كان ومهما طال الزمن، ونعتبر انفسنا اننا انجزنا، فعندما نتحدث عن اقامة دولة فلسطينية هذا شيئ حقيقة الاعلام والتكريس لهذه اقضية وتغيير العقول والمفاهيم للبشر خاصة للأمة العربية والاسلامية نجحوا فيها الى حد لا يتصوره عقل ان قلبوا الموازين ليصبح الحق باطلا والباطل حق.
لدي خريطة رسمية كانت تدرس من خلالها في جامعات المانيا وهي من سنة 1914 الى سنة 1918 يعني الحرب العالمية الاولى والثانية كانت من خلال هذه الخريطة، موجود عليها فلسطين وليس هنالك شيء اسمه اسرائيل، ونحن الان نتحدث اننا موافقون على ان يكون هناك دولة او الاعتراف بدولة فلسطين، رغم انه يجب علينا ان يكون الصوت حتى لو كان خافتا ومنخفضا الى ابعد الحدود الصوت، ان يكون الصوت علينا ان نعترف بدولة اسرائيل هذه الدولة الغاصبة التي وجدت منذ سنوات قليلة هي من يجب على الدول والعالم ان يعترف بها وليس دولة فلسطين.
لو لاحظنا ان ما حصل اليوم في غزة هذا ليس وليد الصدفة ولا وليد السابع من اكتوبر او طوفان الاقصى او اي حرب كانت بين الفلسطينيين وبين الاسرائيليين خلال الفترة الماضية القصيرة، الامور ابعد من ذلك بكثير حقيقة، لان هناك الكثير من المؤشرات تؤكد لنا بأن المشروع كان مدروس ومخطط له قبل ذلك بكثير، وخاصة اننا في ذكرى حرب تشرين في 1973، هذه الحرب التي تؤكد اليوم انها كانت محقة الى ابعد الحدود وانه كان من المفروض ان يكون لها اساسيات في مفاهيم اجيالنا واطفالنا وشعوبنا على ان هذه المعركة كانت ربما ناجحة لحد ما ولكن هذا ليس نهاية المطاف، كان يجب على انشاء مفاهيم جديدة لاعادة تفكير والرؤى لهذه المعركة في 1973 كيف يمكن ان تكون الحرب القادمة حرب تحرير، وهذا هو الذي لم نتعاطاه للأسف الشديد، وبالمناسبة منذ حرب تشرين 1973 بدأ العالم الغربي يفكر انه في الموقع الخطر وان اسرائيل في الخطر، لانه خلال الفترة القادمة سيكون للعالم العربي والاسلامي توجهات اخرى ورؤية اخرى ممكن ان تكون حرب قادمة بعد 1973 لازالة اسرائيل من هذه المنطقة وينتهي الامر، لهذا بدأوا التفكير بمنطق مختلف تماما، كيف يمكن لهم ان يدمروا عقولنا وان يغيروا مفاهيمنا وان يبددوا كل امالنا بإنشاء دولة فلسطين التي اصلا هي موجودة لكن ان نعترف ان دولة اسرائيل هي المحقة وهي الموجودة وهي الاساس بدل الدولة الفلسطينية، ونبدأ والبحث عن دولة فلسطين وعن دولة للشعب الفلسطيني، ولقلب هذه الموازين لن يجدوا بابا مطلقا لا من باب القومية لا باب اي تفسير اخر حتى من باب المقاومات ومن باب الشعوب المنفردة، فنظروا الى مسألة مهم جدا وهي اخطر ما في الموضوع ومازالوا يعملون عليه وبانسبة لي هي الاهم من الاحتلال الاسرائيلي ومن ما يحدث في غزة ومن ما سيحدث في الضفة، وهم بدأوا في التفكير بأنه لا يمكن لهم ان يغيروا مفاهيم وعقول الشعوب العربية والاسلامية الا من خلال الدين وهذه المسالة كانت الاخطر في الموضوع، اتوا بموضوع الشرق الاوسط الجديد، واتوا بموضوع مفاهيم اخرى حول الديكتاتوريات حتى بدأوا يسقطوا الانظمة، ومن خلال حرب العراق التي اسقطوا فيها صدام حسين، ومن خلال الحروب الاخرى التي اثاروها بين ايران والعراق وغير ذلك، ظنا منهم ان كل هذا يمكن ان يستطيعوا من خلاله تغيير مفاهيم شعوبنا حول وجود اسرائيل على انها هي صاحبة الشأن وهي صاحبة الارض وهي صاحبة الوطن، وان الشعب الفلسطيني ربما نجد له وطنا نعترف به في يوم من الايام، هذه المسالة لم تنجح معهم كثيرا فبدأوا بالنزعة الطائفية والمذهبية والدينية الى ان وصلت الامور ان بدأوا بإخراج رجال دين من جامعاتهم ومؤسساتهم ان يتحدثواعن الشيعة والسنة، وبدأوا يفصلون الاديان على مقاساتهم حتى يدخلوا الى العقول، لاننا كلنا نعرف انه احيانا كثيرة يشتم الاب والام يتغاضى البعض ويشتم الوطن يتغاضى البعض لكن ان يشتم الدين او العقيدة تثور ثورة الشعوب من خلال هذه المفاهيم الدينية لانها متعمقة ومتجذرة، نحن شعوب مؤمنة بالله ومؤمنة بالعقيدة ومؤمنة بديننا كمسلمين او مسيحيين او حتى اي نوع من الاديان الموجودة في منطقتنا، لهذا دخلوا على هذه المسألة بشكل خطير جدا وانتجوا علماء دين بمفاهيمهم حتى بدا هؤلاء العلماء الدين ينشرون مفاهيم دينية ليس لها من الوجود والاساسيات العقائدية والدينية اساس الا ان تصبح اسرائيل هي اولاد عم وان هؤلاء اليهود هم اصحاب ارض وانه يجب علينا ان نلتزم بأوامر الحاكم حتى لو رأيناه يشرب الخمر او يزني على شاشات التلفزة يجب علينا ان نطيعه، هذه المفاهيم كانت لتدمير العقول وتدمير التفكير انه لا يجب علينا ان نتحدث طالما الحاكم لدينا عاقل ويفكر عنا ويتخذ القرارات عنا ويجب علينا ان نلتزم بهذا القرار، هذه المفاهيم انتشرت بشكل كبير وسريع جدا ورغم ذلك تبين ان لدى الغرب بأنه في حرب تموز 2006 عندما انتصرت المقاومة على الكيان الاسرائيلي وقبلها ايضا عام 2000 عندما خرج الاسرائيلي مهزوما، ان صور السيد حسن نصرالله رفعت في كل ارجاء المعمورة اكانت دول عربية ام اسلامية ام اجنبية، فتبين لهم ان هذه القضية يجب ان تعاد قراتها من جديد ويجب علينا ان ندمر هذه العقول من جديد لان كل ما فعلناه لم يؤتي اكله ولم يؤتي بنتيجة فاعلة وهذا ما تبين في العام 2006 ان انتصار المقاومة في لبنان جعلت الشعوب تتحرك من جديد، فلهذا علينا ان نفكر بطريقة لتدمير افكارهم وعقولهم اكثر فأكثر ذهبوا الى المنحى الطائفي، المذهبي، الديني بل اكثر من ذلك اخرجوا لنا هذه السلفية المتطرفة ما سمي بالدواعش حتى الذين كانوا يعتقد انهم يمين متطرف مثل الوهابية وغيرها اصبحوا مرفضون لدى الدين الجديد الذي اظهروه وهو هؤلاء الدواعش الذين حملوا افكار غير مسبوقة ولم تمر على الامة الاسلامية منذ وجود الرسول محمد (ص) برسالته حتى يومنا هذا، وانتجوا هؤلاء وذهبوا بهم الى تدمير الاساس والقاعدة الاساسية في الاديان اكان في المملكة العربية السعودية حيث كفروا الوهابية واعتبروها خارجة عن الدين، ومن ذهبوا الى العراق ووجدوا انفسهم انه لا يمكن لتدمير هذه المنطقة والسيطرة عليها الا من خلال نقاط اساسية يجب ان يسيطروا عليها وهي: العراق، سوريا، لبنان، ومن ثم ينتقلوا الى المناطق الاخرى.
ذهبوا بهذه الدواعش الى العراق وكلنا يعلم ماذا حصل، وخرج بعض القادة العرب الذين ساندوهم في هذه الرؤية حيث بدأ الحديث عن هلال شيعي وعن فكر ايراني وفكر فارسي... تكرست هذه الفكرة انه يجب مقاومة الفكر وهذا الهلال الشيعي بطريقة او بأخرى، اتوا بهؤلاء الدواعش من كافة ارجاء المعمورة الى العراق، وهنا اعود الى الرؤية الدينية التي كانوا قاصدين تغييرها وتدميرها وضرب العقيدة الا ان الفتوى التي اتت من السيد السيستاني بالجهاد الكفاحي قلبت الموازين وغيرت الرأي من اليمين الى اليسار بشكل كامل، حيث انه تبين ان هؤلاء الدواعش هم ادوات بيد الخارج، واتت هذه الفتوى لتعيد الامور الى نصابها والا لكنا في منحى اخر لو سيطر هؤلاء على العراق، وكل هذه الدائرة تدور من اجل فلسطين واثبات هذا الكيان في فلسطين وانهاء ما يسمى القضية الفلسطينية، فعندما فشلوا في العراق ذهبوا الى منحى اخر، وللاسف وجد من ساعدهم من أممنا العربية والاسلامية على ذلك وذهبوا الى سوريا، وكلنا يعرف ان سوريا هي كانت الصمود والقلعة الاساسية في مواجهة اي توسع لهذا الكيان الاسرائيلي، ولا يمكن له ان تكون هذه "اسرائيل الكبرى" اتي يتبجح بها نتنياهو في الامم المتحدة ويرفع خريطتها اليوم ويتحدث بها انها اصبحت امر واقع وينفذها طالما ان سوريا موجودة في وجه هذا المشروع فذهبوا الى سوريا، ومن اعانهم في سوريا بعض القادة للاسف الشديد دول عربية، ولهذا قلت انهم اخرجوا في البداية رجال دين تأمر شعوبهم على انه من باب الدين يجب اطاعة ولي امر مهما فعل حتى لو زنى على شاشات التلفزة، فسكتت الشعوب تحت مسمى ان هذا ولي امر وقبلو بما قبلو به واتت هذه الدول مساندة لهؤلاء الجماعات وايضا على رأسها تركيا لقلب النظام في سوريا، والذي حصل انه ازيل النظام في سوريا واتوا هؤلاء الدواعش الذين كانوا يحاربون في العراق ليستلموا السلطة، وهذا دليل ايضا على ان هؤلاء مسيرين من قبل الغرب لتنفيذ المشروع الاسرائيلي بغطاء ديني مطلق وان هذا هو الدين الحق وان هذا الدين القويم وكل الاديان الاخرى والمذاهب الاخرى هي كافرة ويجب علينا محاسبتها وذبحها من الخلف.
استلم السلطة في سوريا واول القرارات التي اتخذها والتي يندى لها الجبين ان يلغى عيدتشرين الذي كان مفخرة للامة العربية والاسلامية وهي الحرب الوحيدة التي اعادت موازين واعادت الثقة لدى هذه الشعوب انها انتصرت بهذه الحرب، والغاها لان هذا يعتبر من مفاهيم غير دينية وعلمانية وبالتالي بدأ الحديث عن السلام لهذا الاسرائيلي استطاع ان يتحدث عن "اسرائيل الكبرى" لان الصخرة الاساسية والحجر الاساس الذي كان في وجه هذا المشروع قد سقط واصبح بين ايديهم، ونحن اليوم رأينا ثلاث محافظات تحت يد الكيان الاسرائيلي في الجنوب ويضا الشمال بيد اردوغان، لهذا عندما نتحدث عن فلسطين يجب علينا ان نقول انه هل يمكن لنا ان نعترف بإسرائيل وليس بدولة فلسطينية التي هي اساسا موجودة قبل ان يوجد هذا الكيان.
من الخطأ القاتل لحركة حماس والمقاومة في غزة انها وافقت على ورقة ترامب في هذا التوقيت بالذات، وعند القضية الفلسطينية وعند المقدسات ارى انه مازال مبكر كثيرا حتى نقول انهم قدموا لان اتضحيات لمثل هذه القيمة المقدسة اكبر بكثير ويجب علينا ليس فقط الفلسطينيين بل كل الشعوب العربية والاسلامية والانسانية ان تضحي وتقدم من اجل هذه القضية، لانها ليست قضية ارض وليست قضية بيوت وليست قضية شعب، بل قضية عقائد ومبادئ انسانية ودينية واخلاقية...
لهذا عندما نتحدث عن ورقة ترامب والموافقة عليها كان اخطر ما في الموضوع الموافقة في هذا التوقيت، حيث ان بدأت شعوب الارض كلها تخرج لنصرة فلسطين وتتبنى ان اسرائيل هي غير منطقية وغير واقعية وليس لها الحق في ان تعيش على هذه الارض وبينما فلسطين الحقيقية للفلسطينيين، عندما بدات هذه المفاهيم عند الشعوب التي كانت مغطى على اعينها بدات تستفيق، قام ترامب ليرمي هذه الورقة ليخرج الكيان من ورطته والمستنقع الذي وقع فيه بأنها ورقة للسلام، وللاسف الشديد وقعت حماس في هذا الفخ وهذا ما تبين في ما بعد لسبب بسيط جدا لان اول بند في ورقة ترامب اخراج الاسرى والجثث، يعني اذا ما فعلت ذلك حركة حماس والمقاومة ستتهم هي الاولى انها هي تعطل هذه الورقة وسيسمج لنتنياهو بإرتكاب المزيد والمزيد من المجازر، والنقطة الاخرى ان ورقة ترامب والبند 18 فيها حيث تحدث عن السلام مذذ 3000 سنة وهذا كلام خطير ومهم، وهذا البند يدعو الى حوار الاديان السلام، يعني اي دين لا يعترف بإسرائيل كدولة سلام ودولة هي صاحبة الشعوب الافضل في العالم فهو دين غير سلام وغير ديني وغير محق، لهذا ذهب في هذه الفقرة من قلب الورقة التي تبناها ان يكون حوار الدين الذي يجب على هذه الاديان ان تعترف بأن اسرائيل هي الدين الحق وهي الدين المختار، لهذا انا ارى ان اخطر ما في الموضوع هو ورقة ترامب وتبني المقاومة التي لا اعرف اذا وقعت في خطأ او ربما خدعت في هذا الموضوع تبني ورقة ترام لانها اخطر من الاحتلال نفسه ويجب علينا اعادة النظر بقراءة الاحداث بدقة لاننا امام حرب قادمة ليس فقط بالشرق الاوسط بل على الصعيد الدولي حروب رباعية في كل انحاء المعمورة.
مداخلة د. عبد الملك عيسى:
طوفان الاقصى ليس عملية هجوم عسكري مباغت وانتهى هنا والمسألة اكبر من ذلك، المسالة كانت حدثا كاشفا اعاد تعريف طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني واعاد صياغة معدالات القوة على المستوى الاقليمي والدولي، واسقط طوفان الاقصى الكثير من الاوهام التي روج لها الغرب الذي دائما ما كان يطرح الكيان الاسرائيلي على انه الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وهذه الاكذوبة الكبرى ثبتت في عملية طوفان الاقصى وبما لا يدع مجالا للشك انه وهم كبير، وكشف للعالم ان هذا الكيان ما هو الا كيان استعماري عنصري يمارس ابشع اشكال الابادة الجماعية والتطهير العرقي بحق شعب اعزل ومحاصر، ونحن نعلم ان قطاع غزة محاصر منذ انسحاب الكيان الصهيوني وحتى قيام عملية طوفان الاقصى، فهذه المسألة هي مسالة جوهرية ومسألة مهمة قامت بها طوفان الاقصى.
هنا يأتي اذا نظرنا الى الاحداث الجديدة التي شكلها طوفان الاقصى مثل اسناد اليمن الذي عندما تدخل في اسناد غزة استطاع ان يسقط نظرية الوطن البديل وليس فقط اليمن وانما حزب الله في لبنان، وهذا المفهوم الذي قام عليه الكيان الصهيوني قام على وعد جوهري لشذاذ الافاق الذي أتوا من مختلف بلدان العالم، وقالوا لهم انه سيوفر لهم وطن امن لليهود بعد قرون من الاضطهاد وبعد ما يسمى الهولوكوست (الاكذوبة الكبرى)، فأتى طوفان الاقصى وجبهات الاسناد من حزب الله في لبنان الذي جعل شمال الكيان الاسرائيلي منطقة غير امنة وتدخل اليمن وجعل ايلات وبئر السبع ومنطقة يافا مسألة بعيدة كل البعد عن مسألة الوطن الامن الاكذوبة التي حاولوا ان يعملوها في فلسطين المحتلة، فإذا نظرنا ان هناك نزح اكثر من 3000 مستوطن من شمال فلسطين المحتلة نتيجة عمليات حزب الله، وهذا رقم غير بسيط، كذلك الجنوب لم يعد امن نتيجة عمليات صواريخ ومسيرات من قبل اليمن او من قبل المقاومة الاسلامية في العراق كتائب حزب الله او العراق بشكل عام، هذه مسألة كانت جوهرية وكشفت الكيان الصهيوني على مدى عالي.
الكيان الصهيوني استطاع ان يكيف نفسه وان يكون مرنا وان يعيد الكرة وان يحاول مقاومة العملية الكبرى والتي كشفته على المستوى العالمي، ولكن مع ملاحظة عامة لا نعتقد ان هذا الكيان الصهيوني استطاع ان يقلب المعادلة والموازنة او ان يحارب في لبنان او في فلسطين او في الجمهورية الاسلامية في ايران او في اليمن منفردا، يجب ان ننظر الى المسألة بأنها حرب وجودية دخلت فيها الولايات امتحدة الاميركية ودخل فيها الغرب الكافر بأكمله ودخلت فيها كل الدول الاوروبية، لا نعتقد فقط ان من يحاربنا هو الكيان الصهيوني وان نركز عليه، من يحاربنا هو اللوبي الصهيوني العالمي الذي يمتد من اوروبا الى العرب الى اميركا، ولا ننسى ايضا ان من يدفع تكاليف العمليات التي يقوم بها الجيش الصهيوني هي الدول العربية قطر والسعودية والامارات، يجب ان لا ننسى وهذه المسالة يجب ان لا تغييب عن اذهاننا، ونعتقد ان من يحاربنا وان من يدافع سواء في فلسطين او في لبنان او في اليمن او في الجمهورية الاسلامية في ايران انه الكيان الصهيوني، لا يمكن على الاطلاق ان يستمر الكيان الصهيوني في معركة على مدى عامين كاملين وهو بقواه الذاتية وهذا من سابع المستحيلات، لا يوجد جيش في العالم حتى الولايات المتحدة الاميركية وهي ذات الاقتصاد الكبير يستطيع ان يستمر في معركة على مدى عامين كاملين ان لم يكن هناك تحالف دولي يمتد من الدول الغنية ومن الدول الاقتصادية الكبرى والجيش الصهيوني، فهذه المسائل يجب ان لا تغييب عن اذهاننا وان نتناساها وان لا نلقي نظرة عليها وهذه مسألة جوهرية.
عملية طوفان الاقصى حزب الله فرض معادلات ردع يومية، واليمن عمل حصار بحري واصبح مؤثر بشكل عالي جدا على الكيان الصهيوني، رفع كلفة الغذاء والدواء لدى شذاذ الافاق من المستوطنين الصهاينة الذين اتوا للسكن في فلسطين المحتلة وهي مسألة جوهرية، الجمهورية الاسلامية في ايران وجمهورية العراق كان لديها عمق استراتيجي وبعد في هذه المساندة، وايضا لا ننسى مسألة جوهرية في هذا الموضوع انه اذا نظرنا الى الدورة الـ 80 للامم المتحدة كانت القضية الفلسطينية هي القضية الاولى والوحيدة التي تم مناقشتها في هذه الدورة، وهذا دليل على جدوائية تيار المقاومة وجدوائية طوفان الاقصى وجدوائية الصمود، وفي هذه الدورة كل رئيس جمهورية من الرئيس الاميركي الى الاوروبي الكل كان يتحدث عن القضية الفلسطينية بعد ان كانت غير موجودة في الساحة وكانت معرضة للانقراض وكان هناك اتفاقيات ابراهام وكان الكل متجه نحو التطبيع دون ان يكون هناك اي عنصر اخر نستطيع القول به ان القضية الفلسطينية لازالت موجودة وهي مسألة هامة جدا وجوهرية.
لا ننسى ان هذه المعركة استخدمت فيها الشركات الكبرى العالمية، وعندما ذهب المجرم الارهابي بنيامين نتنياهو الى الولايات المتحدة الاميركية التقى بمؤسس شركة ستارلينك ايلون ماسك وقلب الموازين منذ ذلك اللقاء واستطاع عندها ان يغتال الكثير من القيادات من ضمنهم الشهيد القائد اسماعيل هنية والشهيد القائد السيد حسن نصرالله وجميع القادة العظماء من فؤاد شكر الى محمد الضيف الى يحي السنوار والكثير الكثير من القيادات الكبرى في تيار المقاومة استطاع ان يقضي عليهم المجرم الارهابي بنيامين نتنياهو ليس بقواه الذاتية، واشكاليتنا اننا نفكر ان من يحاربنا هو الكيان الصهيوني وليس هذا الكيان من كان يحاربنا، ومن كان يحاربنا تجمع عالمي من كبريات الشركات العالمية والدول الكبرى.
هناك تحول جذري في الوعي العالمي وهذا لم يكن ليكون لولا عملية طوفان الاقصى، فمن كلن يستطيع ان يقنع الغرب والجامعات في اميركا وفي اوروبا والمواطنين في هذه الدول بأن الكيان الصهيوني كيان مجرم لولا عملية طوفان الاقصى والمشاهدة رأي العين انه يقوم بغرتكاب عمليات ابادة جماعية على الشاشات وليست هذه مسألة عادية، بل اخطر من ذلك ان محكمة الجنايات الدولية اصدرت مذكرة توقيف بحق المجرم بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه، هل كان يتوقع احد منا قبل عملية طوفان الاقصى ان تقوم محكمة الجنايات الدولية بعمل مذكرة توقيف ضد الصهاينة؟، هذا لم يكن متخيل لان العالم بأكمله كان مركب لمصلحة الكيان الاسرائيلي ولمصلحة اميركا واوروبا وغيرها، واليوم الوضع العالمي والتفكير العالمي والرؤية العالمية تغيرت وهذا ما كان ليتم لولا عملية طوفان الاقصى.
ولا ننسى ان هناك ابعاد اجتماعية لهذا الموضوع، المجتمع الاسرائيلي يعيش اليوم ازمة حقيقية، لديه الامن غائب بشكل كامل، واذا نظرنا الى عمليات كتائب عزالدين القسام هناك عمليات تتم داخل تل ابيب وداخل القدس، هذه العمليات افقدت المجتمع الاسرائيلي الامن واصبح يشك في اي فلسطيني او اي عربي يدخل الى واقعه.
الاقتصاد الصهيوني يعاني معاناة شديدة لولا الدول العربية الامارات والسعودية وقطر هي من تدفع للكيان الاسرائيلي الاموال للبقاء في هذه المعركة، ومسألة الجيش الذي لا يقهر اصبحت من الماضي ولم يعد هناك شيء اسمه الجيش الذي لا يقهر.
كل هذه المسائل حاول المجرم الارهابي دونالد ترامب بعمل خطة وهي بأكملها هي محاولة التفاف لكن لا يوجد اي ورقة تستطيع ان تسلب المقاومة كينونتها ولا تستطيع اي ورقة ان تصنع شيء، واذا عدنا الى عام 1995 لنظرنا ان المقاومة سواء حماس او حزب الله كانت في اضعف مراحلها، وعمل مؤتمر شرم الشيخ الذي حضره كل الدول العربية والعالمية ولم يستطيعوا على الاطلاق ان يقضوا على تيار المقاومة والتي كانت في اضعف مراحلها، اما اليوم وانصار الله والجيش في اليمن والجمهورية الاسلامية في ايران وحزب الله وحرك حماس وحركة الجهاد الاسلامي الذين اصبحوا يصنعون اسلحتهم بانفسهم، وهذه المؤامرة لا خطة ترامب ولا غيرها تستطيع القضاء على تيار المقاومة مهما حاولوا حتى لو اغتالوا جميع القيادات، ولدينا قناعة ويقين مطلق ان الكيان الصهيوني الى زوال مهما استمر.
لدينا قناعة مطلقة ويقين مطلق ان الارض يرثها عباده الصالحون وان النصر سيكون لتيار المقاومة ومحور المقاومة ولحركات المقاومة مهما حاولوا ومهما كانت هناك خطط إلتفافية سواء ورقة ترامب او ورقة بايدن او ورقة جورج بوش سابقا.
عندما ننظر الى طوفان الاقصى يجب ان ننظر اليه كمنعطف حضاري مهم جدا لانه اولا صحى العرب الذين لم يكونوا بوارد القضية الفلسطينية، اصبح هناك لبنان اولا واليمن اولا والجزائر اولا والمغرب اولا وليبيا اولا وسوريا اولا وكانت هذه اللافتة مرفوعة، هذه حركة اميركية كانت تريد منها اميركا ان تشغل العرب في قضاياهم الداخلية، لكن طوفان الاقصى غير هذه المعادلة في اذهان الشعوب العربية، ولذلك نقول ان عملية طوفان الاقصى هي قضية حضارية ومنعطف حضاري مهم لانه اعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية للامة بأجمعها الامة العربية والامة الاسلامية والامة الانسانية، ونحن لا نتكلن عن الامة باعتبارها امة مجزأة، نحن نتكلم عن مفهوم الانسانية الاسمى والاكبر الذي يناصرك من اميركا اللاتينية من كولومبيا وقد شهدنا ما الذي تحدث عنه الرئيس الكولومبي في الامم المتحدة وطالب لانشاء جيش لتحرير فلسطين، وكل هذه القضايا هي قضايا هامة جدا ويجب ان ننظر الى هذه المسألة كنظرة واقعية وبتفاؤل شديد جدا، ويجب ان لا نيأس، وكما قال الشهيد القائد السيد حسن نصرالله: "عندما يستشهد قائد من قادتنا فيجب ان نحمل دمه وان نحمل رايته وان نكمل"، لا ان نتراجع وان نلوم بعضنا البعض وان لا ندخل في اشكالات بين حركات المقاومة وان نلوم هذه الحركة...، كل فعل تقوم به حركات المقاومة هو فعل حسن شئنا او ابينا.
مداخلة د. حيدر الموسوي:
لماذا 7 اكتوبر؟، لماذا المقترح السعودي الفرنسي؟، لماذا مقترح ترامب؟
لماذا 7 اكتوبر؟، انا اعتقد ان التوقيت كان توقيتا سليما ودقيقا في اختيار هذا الوقت تحديدا للقيام بهكذا مهمة كبيرة استطاعت ان تعيد الى الواجهة القضية الفلسطينية التي بدأت وبفعل بعض البلدان العربية والاسلامية تتراجع وكادت ان تختفي، وبالتالي كانت الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني يعملون على انهاء القضية الفلسطينية من خلال السياسة الناعمة باعتبار ان كان هنالك الكثير من العمل لدفع الكثير من البلدان العربية والاسلامية وهم نجحوا في هذا الطريق بالذهاب الى التطبيع، وايضا من خلال هذا التطبيع ارادوا ان يقدموا تجربة جديدة لإلغاء باعتبار القضية الفلسطينية ومقدساتنا الموجودة في فلسطين، ان يميعوا هذه القضية القدسية في فلسطين من خلال اتنباط الديانة الابراهيمية ودعوة الكثير من البلدان العربية والاسلامية، وهناك بعض البلدان التي اقامت معابدا لهذه الديانة.
هذا العمل الذي بدأ يسعى له الكيان الصهيوني من خلال سحب العرب والمسلمين الى مربع بعيد عن القضية الفلسطينية وبسياسة ناعمة تدفع بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وتذهب الى هذا الدين، وبالتالي التفريط بالقضية والارض والمقدسات، وهذا اصبح واضح وعلينا ان نعترف بهذه القضية، حتى ان بعض البلدان وتحديدا الخليجية بدأ فيها بعض المواطنين والمحللين السياسيين وبعض المفكرين يتحدثون ويقولون لماذا هذه القضية الفلسطينية، وهذه الارض يهودية ويعودون الى ما يتحدث به اليهود من تاريخ على انها ارض يهودية، ما من الممكن ان نحصر دين في بقعة جغرافية معينة ونعتبر هذا الدين قومية وننشئ لها دولة مختصة في هذا الموضوع، حاول الصهاينة سحب العرب الى هذا المربع ونجحوا، وفي هذه القضية ارادوا حل الدولتين ليس بالعنوان بغقامة دولة فلسطينية وبموازاتها دولة اسرائيلية، لكن ارادوا ان ينهوا القضية الفلسطينية من خلال سحب العرب الى مربعهم والاعتراف بهذا الكيان اللقيط والتسليم بالمقدسات الموجودة داخل فلسطين، وصولا الى انهاء الروح الحقيقية التي تقوم عليها القضية الفلسطينية، فإما اندماجهم داخل هذا الكيان وانهاء شيء اسمه فلسطين، او تهجير هؤلاء وهذا ما خرجت به بعض البلدان، حيث كانت هناك ورشة البحرين التي كان من ادبياتها نقل الفلسطينيين الموجودين في الضفة وغزة وهناك ثلاث مناطق تم اقتراحها وهي سيناء، والاردن، والانبار في العراق، وبالتالي هذه القضية بإنهاء ما موجود من فلسطينيين على الاراضي الفلسطينية وارسالهم الى الشتات مرة اخرى لانهاء القضية الفلسطينية، كاد الصهاينة والاميركان ان ينجحوا في هذه القضية لولا هذا التوقيت الدقيق لعملية طوفان الاقصى والتي قلبت الطاولة على الصهاينة، وهذا ما ازعج الاميركان والصهاينة، ولذلك استمرت الحرب لمدة عامين وهي ليست فقط حرب بل ابادة جماعية للفلسطينيين في غزة، وبالتالي انا اعتقد هم ارادوا الانتقام من الشعب الفلسطيني لتعطيله وتخريبه هذا المسار الذي كانوا يرمون من خلاله انهاء القضية الفلسطينية وان تكون اسرائيل على كامل التراب الفلسطيني بالخارطة الجغرافية المعلومة.
طوفان الاقصى استطاع ان يقلب الموازين وان يغير المعادلة واستطاع ان يعيد مرة اخرى من الغياب لربما للقضية الفلسطينية ان تكون مرة اخرة هذه القضية في الواجهة وفي صدارة القضايا ليس فقط العربية والاسلامية بل اصبحت هي القضية الانسانية الاولى في العالم، ورأينا كيف تفاعل العالم بأجمعه مع القضية الفلسطينية وكيف انتشرت اعلام فلسطين في جميع اصقاع العالم، وهذه دلالة واضحة على ان الفلسطينيين استطاعوا ان يحققوا نصرا كبيرا ضد الصهاينة، وهذا ما ازعج الاميركان والصهاينة في هذه القضية.
هذا الاصرار الواضح والكبير جدا على استمرار هذه الحرب على الرغم ان هذه ليست عقيدة الصهاينة، وقد شاهدنا الصهاينة دخلوا في الكثير من الحروب لم تستمر هذه الحروب الا ايام ومن ثم يذهبون الى الهدنة وانهاء الحرب، ولماذا هذه المرة قد طالت هذه الحرب ووصلنا الى عامين من هذه الحرب، واعتقد هو الانتصار الذي تحقق في طوفان الاقصى والذي قلب الموازين بشكل كبير جدا، وهم يحاولون الان الانتقام من حماس ومن محور المقاومة، وهذه الاستهدافات الاخيرة للكثير من قيادت المقاومة الغاية منها اضعاف خط المقاومة عندما شعروا ان هذا الخط خطاً قويا واستطاع ان يبني نفسه بشكل كبير بناءا عسكريا سياسيا اقتصاديا، وبالتالي الرد الذي قام به محور المقاومة كان ردا كبيرا ومؤثرا، اولا رد الجمهورية الاسلامية في الوعد الصادق 1 و2 و3 كان ردا مزلزلا على الكيان الصهيوني استطاع ان يؤذي بشكل كبير جدا هذا الكيان ويشعره بحجمه الحقيقي الذي لن يستطيع من خلاله ان يحقق ما يتحدث به دائما ان تكون هنالك "اسرائيل الكبرى"، كذلك المواقف من بقية الساحات التي استطاعت ان تفرض طوقا وحصارا اقتصاديا وطوق نار قوي على الكيان الصهيوني اشعر هذا الكيان والولايات المتحدة الاميركية ان القضية الفلسطينية هي قضية ليست وحدها وهناك محورا قويا وبلدان قوية ومقاومين شجعان واقوياء يستطيعون ان يلقنوا الكيان الصهيوني الكثير من الدروس.
جميع الاحداث خلال فترة العامين من المواجهة ما بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الاميركية مع المقاومين اثبت قوة محور المقاومة وقوة حماس، لذلك ننظر على ان 7 اكتوبر هي ليست معركة وانما هي حدث تاريخي استطاع ان يعيد الموازين الى نصابها وهي ليست خطأ عسكري بل هي عملية مدروسة ذات ابعاد سياسية وعسكرية، وهي التي استطاعت ان تعرف الكيان الصهيوني بحجمه وان لا يتمادى بشكل كبير جدا، وهي استطاعت ان تعيد موازين القوى العالمية بشكل كامل، والان الولايات المتحدة الاميركية لا تستطيع ان تتحدث وتقول ان القطب الاوحد باعتبار انها لم تستطيع ان تنهي معركة بسيطة على ارض بسيطة لا تتجاوز 365 كلم، وبالتالي كان هناك ارادة محور المقاومة الذي اعاد موازين القوى في منطقة الشرق الاوسط الذي عطل خطط التقسيم وسايكس بيكو الجديد والشرق الاوسط الجديد.
جميع ما نشهده الان من موازين في العالم تعود بجمعيها ببركة السابع من اكتوبر وكذلك من خلال مقاومة محور المقاومة وبالرد الحقيقي على هؤلاء.
اهم نقطة استطاعنا الوصول لها من خلال 7 اكتوبر، ان السلاح والارادة القوية هي من تعيد الحقوق الى نصابها وهي من تعيد المعادلات السياسية والاقتصادية الى نصابها، والجري وراء الولايات المتحدة الاميركية بهذا الشكل من هذا التطبيع ومن خلال تقبيل الايادي لا يخدم بشيء.
النقطة الثانية حاولت البلدان العربية بعد ان شاهدت انها قد خسرت هذه القضية وبدات تخسر قينتها واحترامها امام شعوبها من خلال تفرجها على القضية الفلسطينية وعلى القتل الذي يحدث في فلسطين وان محور المقاومة بدأ يعطي دلالة حقيقية على ان هذا المحور وهذه البلدن هي صاحبة الاحقية.
عندما نعترف ان هنالك دولة فلسطينية على اراضي 68 اذا اعترفنا ايضا بالكيان الصهيوني، وبالتالي هذه دعوة مرة اخرى لجميع العالم للتطبيع وللاعتراف بالكيان الصهيوني وهي ليست اعتراف بالدولة الفلسطينية، هذا المفهوم الخاطئ الذي بدأ ينتشر في الاراضي وكأنه نصرا كبيرا ان هنالك 150 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية، والتاريخ يتحدث من هو الموجود اولا، والدولة الفلسطينية كانت موجودة.