لم يُخف العدو الصهيوني عبر إعلامه ومُعلّقيه وتسريبات مصادره السياسية والأمنية، أن مصلحته ترتبط باحتفاظ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية، في الوقت الذي يدرك فيه أن منافسه الديمقراطي، جون بايدن، لن يعمل ضدّ المصالح الإسرائيلية، وإن كان قلق من مواقف كان قد أعلنها الأخير تجاه عدوّه الأول إيران، وتحديداً في ما يتعلّق بإمكانية عودته إلى الاتفاق النووي للعام 2015، والتداعيات السلبية التي ستنجم عن خطوة تراجعية كهذه على المستويات الاستراتيجية. إلى ذلك، يستبق العدو الصهيوني إمكان التغيير في واشنطن، عبر العودة إلى التهويل بالحرب في المنطقة ضدّ إيران. وهو تهويل مُوجّه إلى البيت الأبيض، من أجل منع أيّ تداعيات سلبية للتغيير المذكور. والمفارقة أن فوز بايدن، الذي لن يَضرّها كثيراً في معظم الاتجاهات والساحات، وتحديداً تلك التي تَولّد فيها واقع يتعذّر تغييره بعد خطوات وقرارات "تاريخية" صدرت عن ترامب، لا يلغي قلقها من احتمال عودة الولايات المتحدة من جديد إلى الاتفاق النووي، الأمر الذي يعني إضراراً باستراتيجية "الخنق" التي كانت تقودها مع إدارة دونالد ترامب، علماً بأن الموقف من إيران وامتداداتها في أكثر من اتجاه وساحة في المنطقة، هو المعيار الأساسي الذي تتّخذ تل أبيب وفقاً له موقفها من الفائز في الانتخابات الأميركية. ورغم كل هذه المخاوف إلّا ان تقديرات الخبراء والمحللين الاسرائيليين تستبعد أن هذا الاتفاق سيبصر النور.
للاطلاع على التقرير يمكن الضغط على الرابط