بعد مرور نحو 3 أسابيع على الانتخابات الأميركية وحصول المرشح الديمقراطي على 306 من أصوات المجمع الانتخابي، مقابل 232 صوتا للرئيس دونالد ترامب، لم يعترف ترامب بعد بهذه النتائج ويدعي أن الانتخابات "سُرقت" منه.
ويستمر الرئيس ترامب وكبار معاونيه في الادعاء أن فوز بايدن جاء نتيجة عمليات تزوير واسعة وممنهجة قام بها الديمقراطيون. إلا أن فشل ترامب في تقديم أي براهين ملموسة على هذه الادعاءات والتي خسرت معها حملة ترامب 33 دعوة قضائية في عدة ولايات، دفعت إلى تزايد الضغوط عليه من عدد من المسئولين الجمهوريين.
كما فشلت محاولة ترامب في إقناع المشرعين المحليين في ولاية ميشيغان بتغيير نتائج الانتخابات في ولايتهم.
ومع ذلك لا يتوقع الكثير من المعلقين أن يقدم كبار قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس مثل السيناتور ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ أو زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس النواب كيفن مكارثي، على التخلي عن دعم ترامب قبل موعد انتخابات مقعدي ولاية جورجيا بمجلس الشيوخ في الخامس من يناير/كانون الثاني القادم.
وانتقدت صحيفة وول ستريت جورنال المحافظة والقريبة من الحزب الجمهوري في افتتاحية لها فريق ترامب القانوني برئاسة رودي جولياني الذي قالت إنه وفريقه يستعينون بنظريات مؤامرة لا أساس لها، دفعت القضاة الذين تم تعيينهم من قبل رؤساء جمهوريين إلى رفض ما يزيد على 30 دعوة قضائية حتى الآن، بسبب ضعف أو غياب الأدلة.
ويدعي الرئيس ترامب في تغريدات متكررة فوزه بالانتخابات الرئاسية، وهو ما استدعى منصة تويتر أن تضع علامة تشير إلى عدم صدقية محتوى هذه التغريدات.
وصدقت 11 ولاية بالفعل على نتائج الانتخابات الرئاسية فيها، في حين يتوقع تصديق باقي الولايات على النتائج خلال الساعات والأيام القادمة، على أن تنتهي عملية تقديم الطعون أمام المحاكم قبل حلول الثامن من الشهر القادم.
وفي 14 من الشهر القادم يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في كل ولاية على حدة لاختيار المرشح الفائز، ولن يستطيع ترامب تحدي هذه الخطوات أمام المحاكم عند وصول الأمر إلى تلك النقطة.
دعم جمهوري يتقلص
وفي حديث مع الجزيرة نت، اعتبر بروس فاين، مساعد وزير العادل السابق في عهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، أن هناك تراجعا كبيرا في تأييد قاعدة الحزب الجمهوري للخطوات التي يقوم بها ترامب من أجل تغيير وقلب النتائج.
وكانت النائبة الجمهورية المحافظة ليز تشيني قد انضمت لعدد متزايد من الجمهوريين ممن يدعون الرئيس للاعتراف بالهزيمة "إن كان لا يملك أدلة دامغة على التزوير".
وأضاف بروس أن الدعم الجمهوري لترامب يتآكل، وقال إن "العدد المؤيد لترامب من الجمهوريين ضئيل، وأغلب الجمهوريين صامتون في موقفهم، لكن أعدادهم تقل. يأمل المؤيدون أن يكافئهم ترامب ماليا من خلال دعم حملات إعادة ترشحهم، أو من خلال مناصب في رئاسته المستقبلية، أو عن طريق جمع الأموال لهم".
ترامب لن يقر بالهزيمة
وعبر بروس للجزيرة نت عن قناعته بأن "الرئيس ترامب لن يعترف أبدا بالهزيمة للحفاظ على قاعدته المتعصبة على حالها ولخلق مبرر قوى تستند عليه حملته الانتخابية في عام 2024".
غير أن بروس توقع أن "يغادر ترامب البيت الأبيض طوعا أو كرها عن طريق تدخل أفراد الحراسات الخاصة لإخلاء البيت الأبيض منتصف يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021".
وفي الوقت الذي يرى فيه الكثير من المعلقين أن صورة الولايات المتحدة تهتز عالميا بسبب تطورات أزمة الانتخابات الرئاسية، أعتبر بروس أن "عشرات الهزائم القانونية التي مني بها ترامب تضع سوابق قضائية شديدة الأهمية من شأنها أن تزيد من صعوبة تكرار هذه الممارسات من أي مرشحين رئاسيين في المستقبل".
من ناحية أخرى، ألقى جيفري كاباسيرفس، المؤرخ ومدير الأبحاث بمعهد نيسكمان، باللوم على المشرعين الجمهوريين الذين لا يزالون يقفون مع الرئيس ترامب، ووصفهم "بالجبناء".
وأكد كاباسيرفس أن "كل الدعاوى القضائية الهامة سيكون مصيرها الفشل، وسيكون هناك استثناء يتعلق ببعض الأحكام المتعلقة بعدد قليل من الجوانب الفنية الإجرائية البسيطة".
واعتبر كاباسيرفس أنه رغم أن ترامب سيغادر البيت الأبيض قبيل طرد أفراد الخدمة السرية له، فإنه "سيواصل محاولة نزع الشرعية عن الرئيس بايدن والديمقراطية الأميركية بشكل عام، والمأساة الحقيقية تتجلى في أن الملايين من الأميركيين سوف يصدقونه".