• اخر تحديث : 2024-03-29 11:41
news-details
دراسات

معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني: "الحرب المقبلة في الشمال ستكون مدمرة وصعبة"


تحت هذا العنوان أشار  موقع N12 الصهيوني إلى أن معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني أنهى مؤخرًا مشروعًا بحثيًا سيتم من خلاله دراسة التحدي المتوقع لإسرائيل في الحرب المقبلة في الشمال. وفي المقال: يحذر مدير المعهد العميد عودي ديكل من أنه "في الحرب المقبلة ستتعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية للهجوم بآلاف الصواريخ والصواريخ الدقيقة منها، وكذلك مهاجمة طائرات بدون طيار من عدة ساحات في الوقت نفسه: لبنان وسوريا وغرب العراق وربما غزة".

مؤلفو الدراسة هم: مدير معهد دراسات الأمن القومي العميد عودي ديكل، والباحثة في المعهد ونائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق أورنا مزراحي، والعميد يوفال بيزك. ووفقًا لمسؤولين كبار، فإن الهدف من الدراسة هو التأثير على تفكير وتنظيم المستوى السياسي ومؤسسة الدفاع. تحلل الدراسة العوامل التي قد تؤدي إلى الحرب المقبلة في الشمال، وتصف كيف يتجسد التهديد، وتعرض المعضلات والبدائل المحتملة للسياسة الإسرائيلية، وتوصي بتوجيهات الاستعداد والتدابير اللازمة.

الخلاصة الرئيسية في الدراسة هي أن المواجهة المقبلة ستكون ضد المحور الإيراني الشيعي. بالنظر إلى تبلور المحور، تم إنشاء سلسلة قارية متصلة من طهران إلى بيروت تشمل بناء قدرات متنوعة لمهاجمة إسرائيل على نطاق واسع من الصواريخ والطائرات من دون طيار، وكذلك حرب العصابات التي تتسلل إلى إسرائيل للاستيلاء على المستوطنات والمواقع الحيوية بالقرب من الحدود مع لبنان ومرتفعات الجولان. بالإضافة إلى ذلك، خلصوا إلى أن الحرب المقبلة ستكون متعددة الساحات - لبنان وسوريا وغرب العراق، مع احتمال انضمام حماس والجهاد الإسلامي إلى قطاع غزة.

إن إيران ببناء قدراتها الهجومية ونشر صواريخها بالقرب من حدود إسرائيل في هضبة الجولان وحزب الله في لبنان تزيد من مساحة الاحتكاك بين المحور الشيعي وإسرائيل. وشدد معدو الدراسة على أن تغييرًا كبيرًا في التهديد يتمثل في تكثيف حزب الله، خاصة جهوده لتجهيز صواريخ دقيقة بمساعدة إيران.

بسبب الانقسام في المجتمع: "قلق كبير على نتائج الحرب"

وقالت الباحثة أورنا مزراحي "الحرب المقبلة في الشمال ستكون مدمرة وصعبة، ويبدو أن أيا من الجانبين لا يريدها أن تندلع". على الرغم من أن الأطراف ليست أهدافًا للحرب، لكن هناك خطر كبير من التدهور والتصعيد الخارج عن السيطرة الذي سيؤدي إلى حرب واسعة. وذلك لأسباب عديدة: عدم الاستقرار في المنطقة بعد اغتيال العالم الإيراني، وإصرار إيران على مواصلة تعزيز استعدادها للحرب في الشمال. أشار المؤلفون إلى أن الحرب المقبلة ستكون مختلفة في نطاقها وشدتها عن الحروب السابقة: من المتوقع حدوث الكثير من الدمار في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بما في ذلك الأضرار التي قد تلحق بالأهداف الاستراتيجية في إسرائيل، لكن الدمار الأكبر سيكون في لبنان وسوريا.

أشارت الدراسة إلى أن سيناريو الهجوم المفاجئ عندما تكون أنظمة الدفاع الإسرائيلية غير مستعدة يمكن أن يضعف قدرة الجيش على العمل ويعطلها. وسينعكس ذلك في الرد الهجومي الفوري، وفي جاهزية قوات الدفاع الجوي، وفي تعبئة قوات الاحتياط. في أي سيناريو، سيركز العدو على إلحاق أضرار جسيمة بالجبهة الداخلية المدنية لدولة إسرائيل، وشلّ الاقتصاد، وتقويض الصمود الوطني الذي أظهر تصدعات طوال أزمة كورونا.

وأوضح مدير المعهد أودي ديكل أن وضع المجتمع الإسرائيلي المقلق كما ظهر في أزمة كورونا في ظل غياب روح المصير المشترك ووحدة الهدف والتضامن والاستعداد لتحمل الأعباء، الأمر الذي يثير قلقًا كبيرًا بشأن نتائج الحرب".

تحلل الدراسة ثلاثة أغراض لحرب عسكرية ضد إيران ووكلائها:

 الأول: هجوم موجه لإزالة خطر الصواريخ الدقيقة وإلحاق الضرر بنظام تجميعها وإطلاقها كجزء من تحرك إسرائيلي مبادر ومفاجئ، أو استغلال الفرصة عند تصعيد الأحداث. تم تخصيص فصل خاص لموضوع الصواريخ الدقيقة التي تم تسليمها لقوات الأمن، ولم يتم نشرها بشكل علني.

الثاني: حملة تركز على تفكيك المحور الشيعي الإيراني وإضعافه. يمكن أن يحدث ذلك نتيجة للتصعيد بمبادرة من العدو أو نتيجة هجوم إسرائيلي على منظومة الصواريخ الدقيقة. ويشمل الوضع النهائي المنشود فصل سوريا ولبنان عن إيران.

الثالث: حملة واسعة لإزالة التهديد العسكري وإحداث تغيير استراتيجي أساسي، مثل تجريد حزب الله من سلاحه الاستراتيجي، ونقل احتكار السلطة إلى الجيش اللبناني.

اسرائيل لن تكون قادرة على منع الحرب من أن تفرض عليها. ومع ذلك الحرب ليست قدرًا وإسرائيل لديها أيضًا الأدوات اللازمة لمنع التصعيد إلى درجة الحرب. ولهذه الغاية، يوصى الباحثون بدراسة عواقب الهجوم من جانب إسرائيل الذي يمكن أن يؤدي إلى التدهور في حرب واسعة النطاق. وتضمنت الدراسة توصيات للجاهزية المطلوبة عشية الحرب، والخطوات المتخذة خلالها، لضمان ختامها بانتصار واضح وسريع من دون أن تتمدد مع مرور الوقت عبر العديد من ساحات القتال.

كيف يتم تحديد النصر في البحث في الحملة المقبلة؟

"إلحاق ضرر جسيم بكل عناصر العدو الأعداء وإيصالهم إلى وضعية يوافقون فيها على وقف إطلاق النار وفقًا للشروط الإسرائيلية. وفي سيناريو الحرب الذي تجد فيه إسرائيل صعوبة في إنهاء الحرب بسرعة، أو في الوقت والظروف المناسبة، قد يؤدي ذلك إلى خسائر فادحة في لبنان وسوريا". ومن المرجح أيضًا أن تؤدي مثل هذه الهجمات إلى ضغوط دولية لإنهاء القتال بسرعة ".

وفي لسياق نفسه، ترجمت مؤسسة الدراسات الفلسطينية الفصل الثاني من مذكرة جديدة نشرها معهد دراسات الأمن القومي على موقعه الإلكتروني بعنوان: "الحرب المقبلة في الشمال"، وفيه:

نطاق السيناريوهات المحتملة:

• في إطار المشروع جرى فحص مجموعة واسعة من السيناريوهات، وفي الأساس نوقشت السيناريوهات الثلاثة الأساسية التالية:

• حرب لبنان الثالثة - ستكون شبيهة في خصائصها بالحربين السابقتين اللتين خاضتهما إسرائيل في مواجهة جبهة واحدة - الجبهة اللبنانية (1982؛ 2006).

• حرب الشمال، ستكون مختلفة عن سابقاتها في بعدين في الأساس: العدو - حزب الله هو العدو الأساسي، لكن مكونات المحور الشيعي - الذي تمركز جيداً في المنطقة الشمالية - ستكون شريكاً كاملاً في القتال (الميليشيات الشيعية في سورية والعراق؛ الجيش السوري الذي رمم قدراته العسكرية وقدرات عسكرية إيرانية في سورية وغربي العراق؛ البعد الثاني مدى الجبهات وعمقها - لبنان، وسورية والعراق. في هذا السيناريو تشغّل إيران وكلاءها في المنطقة وثمة احتمال لإطلاق نار من غرب العراق، لكن قواتها لا تتدخل في القتال من أراضي إيران.

ج- حرب ضد إيران - تدخّل مباشر، وليس فقط عبر تشغيل وكلائها: تطلق صواريخ (باليستية وصواريخ بحرية) من أراضيها في اتجاه أهداف في إسرائيل؛ ويشارك الجيش الإيراني والحرس الثوري في القتال ضد إسرائيل.

• في إطار هذا المشروع تقرر التركيز على تحليل السيناريو الثاني لحرب الشمال، في ضوء التقدير أن هذا هو السيناريو الأكثر معقولية ومن المناسب معالجته.

مسببات الحرب: تدهور أم حرب استباقية

• ما هي الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى نشوب حرب الشمال؟

• الحرب يمكن أن تنشب في ظروف تدهور في إثر مواجهة محدودة و/أو بسبب خطأ في الحسابات من قبل الطرفين. سيناريو التدهور ممكن في كل من الساحات التالية:

• المجال اللبناني - يوجد بين حزب الله وإسرائيل احتمال كبير لحدوث تصعيد يمكن أن يشعل بسرعة حرباً واسعة. وذلك في الأساس في ضوء حساسية حزب الله للمحافظة على "قواعد اللعبة" القائمة، كما يتجلى ذلك في ردوده على عمليات الجيش الإسرائيلي في المجالين اللبناني والسوري. من المهم لحزب الله المحافظة على "الردع المتبادل" القائم منذ سنة 2006، وهو يحرص على الرد على كل عملية إسرائيلية تُعتبر في نظره خرقاً لـ "معادلة الردع" القائمة. طريقة العمل هذه يمكن أن تؤدي إلى دينامية تصعيد بعدة طرق، بدءاً من احتكاك على طول الحدود، مروراً بحادث يتطور جرّاء عملية عسكرية محدودة للجيش الإسرائيلي ضمن إطار المعركة بين الحروب، وانتهاءً بمواجهة عسكرية محدودة وموضعية يبادر إليها أحد الطرفين. نموذج عن هذا التدهور يمكن أن تشكله الأحداث التي وقعت في آب/أغسطس 2019: أطلق حزب الله صاروخ كورنيت على آلية عسكرية للجيش الإسرائيلي فيما اعتبره الحزب رداً على هجوم مسيّرة إسرائيلية على موقع تابع لحزب الله في بيروت وإصابة عناصر من الحزب في هجوم إسرائيلي في سورية. اختارت إسرائيل أن تحتوي إطلاق النار هذا الذي لم يوقع إصابات بالأرواح، واكتفت برد صغير، لكن الحادث كان يمكن أن ينتهي بصورة مختلفة. في أيلول/سبتمبر حاول حزب الله توسيع "معادلة الردع" إلى الساحة السورية؛ كما تجلى ذلك عبر محاولاته الرد بعملية ضد الجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية (في 27 تموز/يوليو 2020)، في أعقاب مقتل أحد عناصر الحزب في هجوم نُسب إلى إسرائيل بالقرب من دمشق (في 20 تموز/يوليو 2020)، وتصريحات نصر الله بعد فشل هذه المحاولات بأن الرد بالتأكيد آت. أيضاً بعد التفجير في مرفأ بيروت، واصل الحزب التمسك بهذه الاستراتيجيا التي تجلت في محاولة الحزب إطلاق نيران قناصة على قوة من الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود اللبنانية (25 آب/أغسطس)، والتي فشلت أيضاً. هذه الاستراتيجيا تزيد من حيز الاحتكاك بين الطرفين، ومن مخاطر التدهور إلى مواجهة.

• سورية – هذه ساحة صراع بين إسرائيل وأطراف في المحور الشيعي، وخصوصاً منذ سمح نظام الأسد بالتمركز العسكري لإيران ووكلائها - الميليشيات الشيعية، بينها حزب الله - الذين جاؤوا لمساعدته في حربه ضد المتمردين. هذا الواقع أنشأ احتكاكاً عسكرياً دائماً بإسرائيل التي تعمل روتينياً لتقليص التهديدات الموجهة ضدها من هذه الساحة، ضمن إطار المعركة بين الحروب. التصعيد لحرب واسعة يمكن أن ينجم عن مواجهة عسكرية في الساحة السورية في إثر عمليات - حتى لو محدودة- لأي طرف من أطراف المحور الشيعي المعارض لإسرائيل (مثل عملية إرهابية على طول الحدود؛ وإطلاق صواريخ على أراضي إسرائيل؛ وإطلاق مسيّرات)؛ أو في أعقاب عملية إسرائيلية في إطار المعركة بين الحروب للمس ببنية تحتية لإيران أو وكلائها، بما في ذلك المسّ بجيش الأسد (مشروع الصواريخ الدقيقة؛ سلاح غير تقليدي؛ ودفاع جوي)؛ لوقف شحنات سلاح متطور إلى حزب الله؛ أو لإحباط محاولات إطلاق نار وعمليات إرهاب ضد إسرائيل.

• تدهور يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران - مسبّب التصعيد سيكون في هذه الحالة عملية عسكرية إسرائيلية ضد إيران أو عملية إيرانية ضد إسرائيل، أو قرار إيران استخدام حزب الله وباقي عناصر المحور الشيعي ضد إسرائيل، من دون حدوث تدخل مباشر في هذا التصعيد من داخل إيران. عناصر أُخرى يمكن أن تتسبب بذلك، من ناحية هجوم أميركي على منشآت/بنى تحتية في إيران (بما في ذلك احتمال أقصى مهاجمة منشآت نووية)؛ ومن جهة ثانية عملية عسكرية محدودة لإيران ضد إسرائيل جرّاء ضائقة إيران الاستراتيجية الناشئة نتيجة الضغط المتصاعد من الولايات المتحدة (الذي يهدف إلى إعادة إيران إلى طاولة النقاشات لصوغ اتفاق نووي جديد)، والغليان الاجتماعي - السياسي في الساحة الداخلية، أو كردّ على استمرار أو تصعيد عمليات الجيش الإسرائيلي ضد مواقع إيرانية في سورية.

• إلى جانب سيناريوهات التدهور، من المحتمل في السنوات المقبلة أيضاً حدوث حرب استباقية من طرف أحد المتورطين:

• مبادرة إسرائيلية انطلاقاً من إدراك خطورة التهديد الذي يتطور في مواجهتها، في الأساس مراكمة وسائل قتال متطورة لدى حزب الله، وخصوصاً صواريخ دقيقة، و/أو بالاستناد إلى تقدير أن الوقت حان لعملية عسكرية، بينما حزب الله وإيران في ضائقة استراتيجية. الطرفان يخضعان اليوم لضغوط داخلية وخارجية، ومن المتوقع أن تستمر وتزداد. التهديد الأمني الذي سينشأ إلى جانب الفرصة يمكن أن يؤدي إلى حرب استباقية قد تكون ذات نطاق متفاوت: من هجوم استباقي محدود لتقليص التهديد، وصولاً إلى حرب واسعة النطاق لتوجيه ضربة عميقة وكبيرة الحجم لحزب الله سعياً لإحداث تغيير استراتيجي في الساحة الشمالية.

• حرب بمبادرة من حزب الله بالتنسيق مع إيران يمكن أن تنشب في حالتين متعارضتين ظاهرياً: الأولى، في ظروف ضائقة يعانيها الحزب بعد الضغوط التي تمارَس عليه كما ذكرنا أعلاه، وخصوصاً منذ كارثة مرفأ بيروت (4 آب/أغسطس)، أو في طموح لديه لتحويل الانتباه إلى صراع ضد إسرائيل، وتحقيق مهمته كـ "درع لبنان"؛ الحالة الثانية، عندما يشعر حزب الله بأن تعاظُم قوته العسكرية وصل إلى درجة تسمح له بتوجيه ضربة كبيرة إلى الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية الإسرائيلية، وإضعاف إسرائيل وتغيير قواعد اللعبة إزاءها.

• إيران من جهتها قد تبادر إلى شنّ معركة واسعة في الساحة الشمالية بواسطة تحريك حزب الله ووكلائها الآخرين ضد إسرائيل، إذا وصلت إلى استنتاج أن هذه الحرب التي لن تتدخل فيها إيران مباشرة ستخدم مصالحها في مواجهة المعركة الداخلية والمعركة الإقليمية، وفي مواجهة الضغط الدولي الذي يمارَس عليها فيما يتعلق بالموضوع النووي.

ملامح السيناريو الخطر

سيناريو خطر لحرب الشمال يستند إلى الافتراضات التالية:

• نشوب حرب متعددة الجبهات بينما يتركز القتال الأساسي على جبهتين: لبنان وسورية.

• العدو الأساسي في مواجهة إسرائيل هو المحور الشيعي بقيادة إيران، ويشمل القوات التالية (بمشاركة مباشرة أو غير مباشرة): حزب الله في المجال اللبناني؛ حزب الله في المنطقة الواقعة ما بين هضبة الجولان ودمشق؛ الميليشيات الشيعية في سورية؛ قوات الجيش السوري أيضاً في المنطقة الواقعة بين هضبة الجولان ودمشق؛ بالإضافة إلى إطلاق صواريخ من عمق سورية، إطلاق صواريخ من قبل الميليشيات الشيعية في العراق.

• الحرب ستنشب خلال فترة إنذار قصيرة، أو فجأة عندما لا يكون الجيش الإسرائيلي في حالة جهوزية كاملة.

• ثمة معقولية كبيرة أنه في إطار معركة واسعة في الشمال، سيُطلب من الجيش الإسرائيلي مواجهة المنظومة الفلسطينية أيضاً: قذائف وصواريخ من قطاع غزة واضطرابات و/أو ازدياد عمليات الإرهاب في الضفة الغربية.

• الحكومة والجيش سيحظيان بتأييد السكان في إسرائيل في كل قراراتهما وعملياتهما، على الأقل في المراحل الأولى للحرب.

• في مراحل القتال الأولى ستلاقي عمليات الجيش تفهماً من المجتمع الدولي، ولن تقوم أطراف دولية بعرقلة عملياته.

خطوط ملامح التهديد المتوقع خلال الحرب:

• من لبنان سيُطلق وابل من آلاف الصواريخ الذاتية الدفع يومياً إلى جانب عشرات حتى مئات من الصواريخ الدقيقة. هذا الرقم لا يعتمد على استخبارات، بل هو حصيلة تحليل ملامح إطلاق الصواريخ من قبل حزب الله في أثناء حرب لبنان الثانية. في هذه الحرب أطلق الحزب ما مجموعه نحو 14 ألف قذيفة وصاروخ، شكلوا نحو ثلث المخزون الذي لديه (نحو 40 ألف صاروخ). في الحرب المقبلة من المتوقع أن يطلق حزب الله نحو 50 ألف قذيفة وصاروخ، وهو ما يشكل نحو ثلث مخزونه الحالي المؤلف من نحو 150 ألف صاروخ ذاتي الدفع.

• إلى جانب ذلك يجب الأخذ في الحسبان إطلاق صواريخ بعيدة المدى من سورية أيضاً، وربما أيضاً من العراق.

• الصواريخ الدقيقة ستوجَّه إلى أهداف استراتيجية ذات قيمة: مطارات؛ بنى تحتية حيوية: الطاقة (محطات الطاقة، بنى تحتية للغاز، محطات التكرير في حيفا)، ومياه؛ وضد رموز الحكم (مقر وزارة الدفاع في الكرياه والحكومة والكنيست)؛ مبنى رئاسة الأركان للجيش الإسرائيلي؛ بطاريات الدفاع الجوي؛ قواعد عسكرية وقيادات.

• السلاح غير الدقيق سيوجَّه إلى المراكز السكانية وسيترافق برشقات من الصواريخ الدقيقة، كي يكون من الصعب على قوات الدفاع الجوي للجيش الإسرائيلي رصد أهداف الاعتراض. وسيكون الغرض من إطلاق الصواريخ الذاتية الدفع أيضاً التشويش على نجاعة منظومة الدفاع في إسرائيل.

• سيستمر سقوط وابل الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية أيضاً خلال مناورة برية إسرائيلية في عمق أراضي لبنان.

• في موازاة إطلاق الصواريخ ستُطلق أيضاً مسيّرات تُشغّل كأسراب وتوجَّه نحو أهداف قيّمة وحساسة.

• ستنفَّذ عمليات برية لاحتلال أراضٍ داخل إسرائيل بواسطة قوات كوماندوس تابعة لحزب الله (قوات الرضوان)، من جنوب لبنان، وبواسطة ميليشيات شيعية من هضبة الجولان. في هذه الأثناء من المتوقع أيضاً وقوع هجمات على أرصدة عسكرية وعلى مناطق آهلة بالسكان المدنيين.

• ستنفَّذ هجمات سيبرانية على بنى تحتية حساسة في إسرائيل، مع التشديد على منظومة القيادة والتحكم، وعلى بنى تحتية حيوية، بهدف عرقلة عمل الاقتصاد والمنظومات الأمنية.

• ستجري عمليات تستهدف الوعي بواسطة وسائل إعلامية، وبواسطة شبكات التواصل الاجتماعي، بهدف التأثير في وعي الجمهور الإسرائيلي والمسّ بالمعنويات.

• الاقتصاد الإسرائيلي سينتقل إلى حالة طوارئ؛ ومن المتوقع حدوث عرقلة في عموم نشاطاته، ونتيجة ذلك ستتضرر الخدمات الحيوية للمواطنين - وخصوصاً التزويد بالكهرباء والمياه.

• من المتوقع حدوث اضطراب كبير في نشاط المرافئ البحرية والجوية، وسيتقلص استخدام المسارات الجوية والبحرية. وبمقدار ما يستمر هذا الوضع فإنه سيؤثر في طول النفَس العسكري والمدني.

دلالات عملانية للسيناريو الخطر

من صورة الوضع الخطِر هذا يمكن استخلاص الدلالات التالية للجيش الإسرائيلي:

• سيكون مطلوباً من الجيش تعبئة عامة للاحتياطيين، وهذه العملية كلها - تعبئة الاحتياطيين، جمع قوات ونشرها، قتال جبهوي - ستجري تحت إطلاق النار. إلى أن تستكمل الاستعدادات سيكون مطلوباً ما بين 48-96 ساعة للدفاع عن الجبهتين: لبنان وسورية، قبل الانتقال إلى الهجوم.

• الدفاع عن الجبهة الداخلية - في المرحلة الأولى سيُطلب من الجيش التركيز على منظومات الصواريخ المتطورة، وعدم التوجه لمعالجة القذائف والصواريخ الذاتية الدفع، ومن المتوقع أن يكون هناك تأثير محدود نسبياً لنشاط سلاح الجو، في حجم الإطلاق على الجبهة الداخلية. بناء على ذلك، في إمكان السكان المدنيين الاعتماد على منظومة اعتراض الصواريخ لدى الجيش الإسرائيلي فقط في المرحلة الثانية، لكن من المتوقع تأمين اعتراض متوسط للدفاع الفعال في مواجهة الإطلاق الكثيف والحاجة إلى التركيز على الدفاع عن الأرصدة الحيوية طوال الحرب.

• في الجبهة - القوات الإسرائيلية ستعمل تحت النار في منطقة الاحتكاك، ومن المتوقع عرقلة تعبئة الاحتياطيين وتجميع القوات في منطقة القتال. وهناك احتمال حدوث عرقلة في عمل القيادات ومنظومات القيادة والتحكم.

• في المجال الجوي - سيعمل سلاح الجو في عدد من الساحات في وقت واحد، في مواجهة منظومات الدفاع الجوي للعدو. الجهد الأساسي لسلاح الجو في بداية الحرب سيوجَّه نحو تحقيق التفوق الجوي في ساحات القتال؛ وإحباط تهديدات من الجو للجبهة الداخلية الإسرائيلية؛ وتحييد منظومات الإطلاق الاستراتيجية لحزب الله في لبنان وتلك التابعة لسورية وإيران في سورية. سيضطر سلاح الجو إلى مواجهة تهديدات لقواعده ومنظومات القيادة والتحكم.

• جرّاء تعدّد المهمات، من المتوقع أن يكون هناك قيود على تخصيص مساعدة جوية للقوات البرية في المرحلة الدفاعية، ولسلاح البحر - في عمليات مطلوبة ضد صواريخ بر - بحر.

• في المجال البحري - سلاح البحر سيعمل هو أيضاً في بيئة تشكل تحدياً. الجهد الأساسي سيوجَّه إلى الدفاع عن الأرصدة الاستراتيجية في البحر؛ والدفاع عن الموانئ؛ والمحافظة على حرية الملاحة؛ ومنع استغلال المجال البحري للقيام بعمليات معادية وتحقيق تفوق بحري من خلال ضرب قدرات العدو.