نشرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية مقالا لدايفيد غاردنر بعنوان "تركيا هي الصداع الرئيسي الآخر لأوروبا".
وقال الكاتب إنه بين التحديات الأخرى لقمة بروكسل مراجعة علاقة الكتلة الأوروبية مع تركيا، والتي تقترب من الإنفجار مع عدم وجود أي مؤشر على أي شيء يحل محلها.
وذهب الكاتب في شرحه إلى القول إن الاتحاد الأوروبي "ساعد في فصل تركيا عن مراسيها الغربية".
ورأى الكاتب أن الاتحاد الأوروبي شدّد على مخاوفه بينما تجاهل مخاوف أنقرة واعتبرها تتصرف بسوء نية.
وأضاف "كانت أنقرة تتوقع على الأقل ترقية للاتحاد الجمركي الذي دخلت فيه مع الاتحاد الأوروبي في عام 1995، بالإضافة إلى إجراءات بشأن الإعفاءات من التأشيرات والحوار المنتظم. الآن لم يعد هناك حوار للصم".
واعتبر الكاتب أن السبب في ذلك هو "عمليات التطهير الواسعة التي قام بها إردوغان في أعقاب محاولة الانقلاب العنيفة في يوليو/تموز 2016.. لا يزال القمع يستخدم لخنق الانشقاق وعرقلة المعارضة".
وأوضح الكاتب أنه "بعد ثلاث فترات كرئيس للوزراء صعد إردوغان إلى منصب الرئاسة واندفع نحو حكم الرجل الواحد.. ما جعل تركيا غير مؤهلة لعضوية الاتحاد الأوروبي".
واستنتج الكاتب في هذا السياق أن إردوغان قد خلص إلى أن "نشر القوة الصلبة في الخارج يخدمه بشكل أفضل من التوافق مع القوة الناعمة الضعيفة للأوروبيين المنافقين. من سوريا إلى ليبيا، يبدو أنه عازم على الوحدوية العثمانية الجديدة. إنه يطالب ببحر إيجه وشرق البحر المتوسط وثرواته الغازية".
ويقول الكاتب "تركيا عميل صعب. وهي عضو في الناتو لكنها تشتري أنظمة دفاع جوي روسية. إنها عضو في مجموعة العشرين لكنها تستضيف حماس. هذه الصعوبة ليست فقط بسبب إردوغان".
رغم ذلك، لا يزال لدى الاتحاد الأوروبي وسائل ضغط، وفق الكاتب. فأكثر من نصف التجارة والاستثمار التركي هو أوروبي، و"تركيا بحاجة ماسة إلى اتحاد جمركي معزز، يمكن أن تساعد قواعده في تعزيز سيادة القانون المتداعية. لكن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى أن يكون أكثر يقظة تجاه الأشياء الأخرى التي قد تريدها تركيا".
ونقل الكاتب عن مسؤول تركي كبير استهانته بما يراه هدفا إماراتيا هو استبدال تركيا في عيون الغرب، عبر تطبيع علاقات أبو ظبي مع إسرائيل، ما دفع تركيا إلى التحرك لرأب الصدع المستمر منذ عقد من الزمن مع الإسرائيليين.
وخلص إلى أنه يجب على الاتحاد الأوروبي والغرب استكشاف واستغلال كل هذه العلامات.