بتصويت 306 من أعضاء المجمع الانتخابي لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن، يسدل الستار على إحدى المراحل النهائية والحاسمة في الانتخابات الرئاسية 2020، والتي يرفض الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الاعتراف بنتائجها.
ومثّل تصويت أعضاء المجمع الانتخابي مساء أمس الاثنين أقوى ضربة سياسية لترامب، الذي عانت حملته الانتخابية من خسارة كل الدعاوى القانونية التي تم رفعها منذ الثالث من الشهر الماضي.
وتخطى عدد تلك الدعاوى 50 دعوى تزعم تزوير الانتخابات لإلحاق الهزيمة بترامب.
استمرار ترامب بالتحدي
لم يَبدُ أن تصويت أغلبية المجمع الانتخابي لصالح بايدن كان كافيا لدفع ترامب وكبار مساعديه كي يعترفوا بالهزيمة.
وقد أشارت حملة المرشح الجمهوري بالفعل إلى أنها تخطط لمواصلة مساعيها لإلغاء نتائج الانتخابات. وقال محامي ترامب، رودي جولياني، في بيان إن "اليوم الوحيد المحدد في الدستور الأميركي هو تنصيب الرئيس في 20 يناير/كانون الثاني ظهرا".
وقبل انتهاء تصويت أعضاء المجمع الانتخابي، ظهر ستيف ميلر، كبير مستشاري ترامب على شاشة شبكة فوكس نيوز (Fox News)، ليعبر عن استمرار تحدي نتائج الانتخابات.
وقال ميلر "إن تصويت المجمع الانتخابي لا يمثل نهاية تحدي نتائج الانتخابات المزورة. التاريخ الوحيد المهم في الدستور هو 20 يناير/كانون الثاني موعد تنصيب المرشح الفائز، أمامنا ما يكفي من الوقت لتصحيح الخطأ في نتيجة الانتخابات المزورة والتصديق على دونالد ترامب كفائز في الانتخابات".
وعلى الرغم من انغلاق أي أفق لتغيير النتيجة قضائيا برفض المحكمة العليا يوم الجمعة الماضي دعوى لإبطال نتائج الانتخابات، وما تبعها من تصويت 306 من أعضاء المجمع الانتخابي لصالح فوز بايدن مقابل 232 صوتا لخصمه، يعتزم ترامب وفريقه الاستمرار في رفض نتائج الانتخابات.
وعبّر ترامب عن ذلك بوضوح الأحد أثناء مشاهدته مباراة لكرة القدم الأميركية حين أشار إلى أن "جو بايدن سيكون رئيسا غير شرعي".
ويناقض ترامب نفسه، إذ قال أواخر الشهر الماضي إنه سيترك منصبه إذا تم انتخاب بايدن من قبل الهيئة الانتخابية.
ففي أثناء كلمة له للقوات الأميركية في الخارج عشية عيد الشكر يوم 26 من الشهر الماضي، قال الرئيس المنتهية ولايته إنه سيغادر البيت الأبيض إذا صوّت المجمع الانتخابي لصالح الرئيس المنتخب، وهو ما اعتبره المراقبون التصريح الأقرب إلى إقراره بالهزيمة.
وقال ترامب "إنه إذا صوّت المجمع الانتخابي لبايدن فسيكون ذلك خطأ، لكن سأترك حينها البيت الأبيض".
شرخ في المعسكر الجمهوري
عبّر بعض زعماء الحزب الجمهوري عن ضرورة اعتراف ترامب بالنتائج وطي صفحة انتخابات 2020. وفي حديث مع شبكة "سي إن إن" (CNN) ذكر السيناتور الجمهوري من ولاية أوهايو روب بورتمان أن "سلاسة نقل السلطة هي السمة المميزة لديمقراطيتنا، وعلى الرغم من أنني دعمت الرئيس ترامب، فإن تصويت المجمع الانتخابي اليوم يوضح أن جو بايدن هو الآن الرئيس المنتخب".
كذلك عبّر السيناتور الجمهوري من ولاية وايومنغ، جون باروزو، عن قبوله فوز بايدن، وقال في لقاء تلفزيوني "قمتُ بالتصويت لترامب، لكنني أحترم نتيجة المجمع الانتخابي اليوم".
في حين انسحب بول ميتشيل، العضو (الجمهوري) من ولاية ميشيغان، وطالب في رسالة اطلعت عليها الجزيرة نت تغيير هويته الحزبية ليصبح مستقلا بسبب "الضرر الذي تسبب فيه الحزب الجمهوري على المدى الطويل للديمقراطية الأميركية بدعمه ادعاءات ومواقف الرئيس ترامب الأخيرة".
وفشلت محاولات ترامب السابقة لتشجيع المشرعين الجمهوريين المحليين لتغيير نتيجة الانتخابات في عدة ولايات حاسمة، وقوبلت جهوده بالرفض في ولايات ويسكونسن وميشيغان وجورجيا.
كل الأنظار على مايك بنس
يتجه الاهتمام الآن إلى يوم 6 يناير/كانون الثاني المقبل، وتتركز الأنظار على دور نائب الرئيس مايك بنس بصفته رئيسا لمجلس الشيوخ.
ويتم فتح مظاريف الولايات الـ50 والعاصمة واشنطن، ويبدأ عد الأصوات في اجتماع مشترك لمجلسي الكونغرس، وهو ما كان يعتبر في الماضي عملا مراسميا روتينيا غير مهم.
وسيكتسب عد الأصوات هذا العام أهمية دستورية بالغة، حيث تعهد بعض أعضاء مجلس النواب من الجمهوريين بعرقلة عملية العد.
ويمكن لأي عضوين من مجلس النواب والشيوخ تقديم اعتراضات، إلا أن تمتع مجلس النواب بأغلبية ديمقراطية سيفشل أي خطط من هذا القبيل.
وسيمثل هذا الإجراء لحظة محورية خاصة في تاريخ نائب الرئيس مايك بنس، الذي يتفاخر بولائه المطلق لترامب على مدى السنوات الأربع الماضية، وبين طموحاته الشخصية في الوصول لمنصب الرئاسة.
ولأن نائب الرئيس هو رئيس مجلس الشيوخ، فإن الأمر سيقع على عاتق بنس ليعلن رسميا أن جو بايدن وكامالا هاريس انتصرا في الانتخابات التي يزعم ترامب أنها سرقت.