• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
تقارير

"فوكس نيوز": القوات الأميركية تتأهب "لهجمات معقدة" من إيران عشية ذكرى سليماني


ذكرت قناة "فوكس نيوز" الأميركية في تقرير موسع لها أن قاذفتين أميركيتين من طراز B-52 قد حلقتا في مهمة ذهاب وإياب لمدة تزيد عن 30 ساعة من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط لإرسال تحذير جديد إلى إيران.

وقال مسؤول عسكري أميركي كبير إنه تم الكشف عن تحذيرات جديدة حيث تختمر "الهجمات المعقدة" المحتملة ضد الأميركيين مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لقتل الولايات المتحدة لأقوى جنرال إيراني، في إشارة إلى اغتيال قائد "قوة القدس" في حرس الثورة الإيراني الفريق قاسم سليماني.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن القاذفتين انطلقتا من قاعدة مينوت الجوية في نورث داكوتا صباح الثلاثاء، للمرة الثالثة خلال الـ45 يوماً الماضية

وتقوم قاذفات القوات الجوية الأميركية بمهام ردع فوق الخليج تحت حراسة مقاتلة. وقد طارت القاذفتان من دون وقوع حوادث.

وقال الجنرال فرانك ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأميركية "إن الولايات المتحدة تواصل نشر قدرات جاهزة للقتال في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية لردع أي عدو محتمل، وتوضيح أننا مستعدون وقادرون على الرد على أي عدوان موجه ضد الأميركيين أو مصالحنا". وأضاف: "نحن لا نسعى إلى الصراع، لكن لا ينبغي لأحد أن يقلل من قدرتنا على الدفاع عن قواتنا أو التصرف بشكل حاسم رداً على أي هجوم".

وقالت القناة إن الثالث من كانون الثاني / يناير المقبل يصادف الذكرى السنوية الأولى لقتل قوات العمليات الخاصة الأميركية الفريق الإيراني قاسم سليماني في غارة بطائرة مسيّرة في بغداد.

وقال تقرير استخباراتي أميركي أخير إن إيران تريد "الانتقام لهذا القتل"، وفقاً لمسؤول عسكري أميركي كبير تحدث إلى شبكة "فوكس نيوز" ومجموعة صغيرة من المراسلين قبل رحلة القاذفتين. وطلب المسؤول عدم الكشف عن هويته لمناقشة المعلومات الحساسة. وأضاف أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة حول إيران هي المعلومات "الأكثر إثارة للقلق" التي وردت منذ مقتل سليماني العام الماضي. ففي أيار / مايو 2019، اكتشف المسؤولون الأميركيون تدفق الأسلحة إلى العراق، مما دفع القيادة المركزية الأميركية إلى طلب إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" إلى المنطقة.

وتأتي رحلة القاذفتين الجديدتين بعد أسبوع من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرد على إيران بعد إطلاق 21 صاروخاً على السفارة الأميركية في بغداد في 20 كانون الأول / ديسمبر الماضي، وهو أكبر هجوم على المجمع الدبلوماسي المترامي الأطراف في العقد الماضي.

وقال المسؤول الأميركي الكبير إن القيادة الأميركية ترى أيضاً "احتمال وقوع هجمات أخرى أكثر تعقيداً" ضد الأميركيين في العراق. وأضاف: "أعتقد أنه من المحتمل أن تتعرض السفارة الأميركية في بغداد للهجوم مرة أخرى بطريقة ما".

وحذر المسؤول الأميركي قائلاً: "نحن نرى التخطيط لهجمات معقدة، وخاصة في العراق، تتطلب مساعدة إيرانية حتى يتم إنجازها. ومن غير الواضح بالنسبة لنا، ما إذا كان الأمر يتعلق بالتخطيط للطوارئ، أو ما إذا كانت خطة تتقدم لأنه تم منح الموافقة وهم يحاولون فقط وضع كل الأجزاء في مكانها الصحيح وتنفيذها".

وقال المسؤول نفسه إنه بينما توجد مجموعة من الهجمات المحتملة ضد الأميركيين في الشرق الأوسط، فإن "الأكثر إثارة للقلق هو داخل العراق". وأضاف: "نرى كمية لا بأس بها من الاسلحة التقليدية المتطورة من مختلف الأنواع التي تتدفق عبر الحدود الى العراق. إن التهديدات حقيقية جداً".

وعندما طُلب منه شرح أنواع "الهجمات المعقدة" التي يمكن أن تخطط لها إيران، قال المسؤول الأميركي إنها قد تكون عبر صواريخ باليستية قصيرة المدى أو "طائرات مسيّرة"، وصواريخ "كروز" و"مروحيات صغيرة مسيرة" quad copters شبيهة بما تم استخدامه في الهجوم على منشآت "أرامكو" السعودية لمعالجة النفط العام الماضي. وأضاف أن "حجم هذا التخطيط وتعقيد الهجمات التي تم تصورها هما شيء لفت انتباهنا بالتأكيد".

وفي تغريدة له قبل يومين من عيد الميلاد، عرض ترامب صوراً لما قال إنها ثلاثة صواريخ لم تنطلق في هجوم على السفارة الأميركية في بغداد وقال إنها من إيران. وقال ترامب: "بعض النصائح الصحية الودية لإيران: إذا قتل أميركي فسأحمل إيران المسؤولية. فكروا في الأمر".

ومنذ الهجوم الصاروخي الأسبوع الماضي على السفارة الأميركية في بغداد، قام مسؤولون عراقيون بعدد من الاعتقالات. وقال المسؤول الأميركي: "العراقيون يتقدمون لتعطيل الهجمات المستقبلية ضد الأميركيين".

وقال المسؤول نفسه إن كل الخطط العسكرية الأميركية ضد إيران "دفاعية" بطبيعتها، كإجراء احترازي في حالة قيام إيران بأي هجمات جديدة ضد المصالح الأميركية. وأضاف أنه لم يتم التخطيط لهجمات هجومية، وأنه تم إرسال رسائل تحذير إلى إيران عبر وسطاء داخل العراق.

وفي الشهر الماضي، قُتل عالم إيراني بالرصاص بما قيل إنه رشاش يتم التحكم فيه عن بعد. وألقى مسؤولون في طهران باللوم على "إسرائيل" في الاغتيال. وحذر المسؤول الأميركي أنه بالنظر إلى العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، "هناك احتمال أن نكون عالقين في المنتصف".

وفي ليلة رأس السنة الميلادية العام الماضي، هاجمت حشود السفارة الأميركية في بغداد. ولم يصب أي من الأميركيين، لكن قوة رد فعل سريعة من مشاة البحرية الأميركية نقلت جواً من الكويت لتعزيز الأمن بعد أن تضرر محيط السفارة في الاضطرابات.

وبعد أيام، في 3 كانون الثاني / يناير، قتلت طائرة أميركية من دون طيار كانت تحلق فوق مطار بغداد الدولي قائد "قوة القدس" الإيرانية اللواء قاسم سليماني إلى جانب زعيم "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس.

وقال مسؤولون عسكريون أميركيون كبار إن سليماني مسؤول عن قتل مئات من القوات الأميركية خلال حرب العراق. وقالوا إن سليماني مسؤول أيضاً عن سلسلة من الهجمات الصاروخية على القواعد الأميركية والسفارة في العراق.

وفي الأسبوع الماضي، دخلت غواصة الصواريخ الموجهة "يو إس إس جورجيا" المسلحة بما يصل إلى 154 صاروخاً من صواريخ "توماهوك"، وفقاً للأسطول الخامس للبحرية. وكان هذا أول إعلان علني عن غواصة تعمل بصواريخ موجهة تعبر مضيق هرمز قبالة سواحل إيران إلى الخليج منذ ثماني سنوات. ورافقت الغواصة الطرادان "بورت رويال" و"فلبين سي"، المسلحتان أيضاً بعشرات صواريخ "كروز" لكل منهما. كما تقوم المدمرة "جون بول جونز" بدوريات في الخليج.

وقال المسؤول العسكري الأميركي الكبير إن حاملة الطائرات "يو.إس.إس نيميتز" موجودة حالياً قبالة سواحل الصومال في المحيط الهندي، لكنها قد تتجه شمالاً إلى بحر العرب لشن هجمات من عشرات طائرات "إف -18 سوبر هورنتس"، إذا لزم الأمر. وفي الشهر الماضي، وصل سرب من المقاتلات الأميركية من طراز "إف- 16" من ألمانيا إلى قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة.

وقال المسؤول إن الهدف من رحلات القاذفات، فضلاً عن القوة النارية الأميركية المتزايدة في الخليج في الأيام الأخيرة، هو ردع إيران لغرض "إرسال إشارة واضحة لهم بأنه إذا قرروا اتخاذ إجراء ضد قواتنا، فلدينا القدرة على الرد".