• اخر تحديث : 2024-12-27 15:17
news-details
تقارير

6 يناير.. الأميركيون يحبسون أنفاسهم.. 11 سؤالا وجوابا


لن يكون يوم السادس من يناير/كانون الثاني كغيره من الأيام السابقة على تنصيب رئيس جديد للولايات المتحدة في العشرين من الشهر الجاري.

ففي هذا اليوم يجتمع الكونغرس بمجلسيه -النواب والشيوخ- لفرز نتائج تصويت أعضاء المجمع الانتخابي، والتصديق عليها.

ويترأس نائب الرئيس مايك بنس العملية بصفته رئيسا لمجلس الشيوخ ويُعلن النتائج، ويصبح المرشح الذي يحصل على ما لا يقل عن 270 صوتا من أصل 538 صوتا انتخابيا هو الرئيس المقبل.

وقد أظهر تصويت أعضاء المجمع الانتخابي بالولايات الـ50 إضافة للعاصمة واشنطن، فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بـ306 أصوات، مقابل حصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب على 232 صوتا.

وتاريخيا مثّلت خطوة عد الأصوات والتصديق عليها في الجلسة المشتركة لمجلسي الكونغرس عملا روتينيا رمزيا لتقنين نتائج يقبل بها المرشحان وحزباهما، لكن وبسبب استمرار رفض الرئيس ترامب الاعتراف بالهزيمة وادعائه سرقة الانتخابات وتزويرها، سيكون السادس من يناير/كانون الثاني (غدا) ليس كغيره من الأيام في التاريخ الأميركي الممتد لما يقرب من 240 عاما.

وفي هذا التقرير نعرض في سؤال وجواب لكل ما يحيط بيوم السادس من يناير.

ما أهمية هذه الخطوة التي يقدم عليها الكونغرس في السادس من يناير؟

تنبع أهمية خطوة الكونغرس انها الخطوة الأخيرة المتبقية قبل تنصيب الرئيس الجديد في العشرين من الشهر الجاري، ومنذ إجراء الانتخابات في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مرت الانتخابات الرئاسية بـ5 مراحل أساسية قبل الوصول لخطوة فرز أصوات أعضاء المجمع الانتخابي وتصديق مجلسي الكونغرس عليها.

ما الذي سيحدث بالتفصيل في هذا اليوم؟

يترأس نائب الرئيس، مايك بنس، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، جلسة مشتركة للكونغرس، حيث يتم فتح مظاريف أرسلتها كل ولاية على حدة يتضمن نتيجة تصويتها في الانتخابات الرئاسية.

ويمكن أن يتم تأجيل هذه الخطوة من أجل فتح المجال للنقاش لمدة ساعتين فقط، حال رفض عضوين على الأقل أحدهما من مجلس النواب والآخر من مجلس الشيوخ لهذه النتائج.

وتتم عملية العد والفرز في شفافية كاملة وأمام جميع الأعضاء بما لا يترك مساحة لأي أعمال تزوير أو لعب في نتائج التصويت.

وما الذي يعطي هذا اليوم أهمية خاصة؟

تقليديا كانت خطوة تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات إجراء شكليا لا يحظى بأهمية واسعة ولم يهتم الإعلام به كثيرا. لكن توافر 3 عوامل أضفت المزيد من الأهمية والإثارة على هذا اليوم.

أولا: ما يقوم به الرئيس ترامب من جهود لم تتوقف منذ انتهاء انتخابات 2020 لتغيير النتائج، ودعوته وتهديده لأعضاء الحزب بضرورة رفض التصديق على النتائج.

ثانيا: مثل موقف ما يقرب من 150 نائبا و12 سيناتورا من أعضاء الحزب الجمهوري الرافض للتصديق على الانتخابات وإعلانهم محاولة عرقلة تلك الخطوة سابقة أضافت المزيد من الإثارة على هذا اليوم.

ثالثا: دعوة الرئيس ترامب لأنصاره بالقدوم إلى العاصمة واشنطن والتظاهر والتعبير عن دعمهم له ولادعاءاته بسرقة الانتخابات منه وتزويرها.

هل يمكن للرئيس ترامب أن يتمسك بالاستمرار في الحكم عقب تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات؟

لا يمكن لترامب ذلك حيث إن منصب الرئيس هو منصب مؤقت ينتهي في تمام الساعة 12:01 ظُهر يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري، ولا يمكن دستوريا أن يبقى ترامب أي دقيقة واحدة رئيسا بعد ذلك الوقت.

وتطرق الدستور من خلال التعديل (20) إلى هذه النقطة، إذ نص على أنه "تنتهي فترة ولاية الرئيس ونائب الرئيس ظهرا في اليوم 20 يناير/كانون الثاني".

وعلى مدار الشهرين الماضيين لم يدخر ترامب أي جهد في محاولات أمام القضاء الأميركي لتغيير النتائج، ولكن جهده باء بالفشل حتى أمام المحاكم التي يترأسها قضاة اختارهم بنفسه سواء في المحاكم الفدرالية أو المحكمة الدستورية العليا.

وكان ترامب قد قال في حديث مع عناصر من القوات الأميركية في الخارج بمناسبة عيد الشكر في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إنه إذا صوّت المجمع الانتخابي لبايدن فسيكون ذلك خطأ، "وسأترك حينها البيت الأبيض"، لكنه كرر أنه سيكون من الصعب الإقرار بالهزيمة.

ما الذي يمكن لأعضاء الكونغرس من الجمهوريين المعترضين القيام به؟

أعلن أكثر من 160 مشرعا جمهوريا أنهم سيعارضون إقرار نتائج الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز جو بايدن، عندما يلتئم الكونغرس بمجلسيه يوم الأربعاء 6 يناير/كانون الثاني من أجل التصديق النهائي على النتائج.

وطالب بيان صدر عنهم أن "يُعيّن الكونغرس فورا لجنة انتخابية تكون لها صلاحيات كاملة للتحقيق وتقصي الحقائق، لتقوم بإجراء تدقيق طارئ في ظرف 10 أيام بشأن نتائج الانتخابات في الولايات المتنازع عليها".

كما طالب البيان بعقد "جلسة تشريعية خاصة للقيام بتغيير أصوات الولايات في المجمع الانتخابي إذا اقتضى الأمر". ويدرك هؤلاء الأعضاء المحتجون انعدام فرص نجاحهم.

ويستشهد هؤلاء الأعضاء بسابقة تعود إلى عام 1877 عندما تم تشكيل لجنة ثنائية من الحزبين للتحقيق بعد أن أعلن الحزبان فوزهما في 3 ولايات.

لكن وعلى عكس انتخابات 1877، لم تعرف انتخابات 2020 أي نزاع حزبي على هوية المرشح الفائز في انتخابات أي من الولايات، وحسمت المحاكم مصير الاعتراضات، وتم اعتماد النتائج حتى في الولايات التي يسيطر عليها مجالس تشريعية ذات أغلبية جمهورية، ويحكمها حاكم جمهوري.

هل هناك إجماع بين الجمهوريين على هذه الخطوة؟

لا يوجد اتفاق، فقد بادر زعيم الأغلبية الجمهورية السيناتور ميتش ماكونيل بتهنئة الرئيس المنتخب جو بايدن، ورفض عدد كبير من أعضاء مجلسي الكونغرس هذه الخطوة، وعبّر بعض زعماء الحزب الجمهوري عن ضرورة اعتراف ترامب بالنتائج وطي صفحة انتخابات 2020.

وذكر السيناتور الجمهوري من ولاية أوهايو روب بورتمان أن "سلاسة نقل السلطة هي السمة المميزة لديمقراطيتنا، وعلى الرغم من أنني دعمت الرئيس ترامب، فإن تصويت المجمع الانتخابي أوضح أن جو بايدن هو الآن الرئيس المنتخب".

كذلك عبّر السيناتور الجمهوري من ولاية وايومنغ جون باروزو عن قبوله فوز بايدن، وقال "قمتُ بالتصويت لترامب، لكنني أحترم نتيجة تصويت المجمع الانتخابي".

هل يمكن أن تنجح هذه الخطوة في عرقلة التصديق على فوز بايدن؟

لا يمكن ذلك، إذ يتطلب ذلك تصويت مجلسي الكونغرس معا بالرفض، وعمليا لا يمكن ذلك لتمتع الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب، ورفض الكثير من الجمهوريين في مجلس الشيوخ هذه الخطوة، خاصة في ظل تقارب عدد أعضاء الحزبين في المجلس (حاليا قبل انتخابات ولاية جورجيا 50 جمهوريا مقابل 48 ديمقراطيا).

وقد تكون هناك دراما أو محاولة إظهار وجود معارضة لانتخاب بايدن، لكن من الناحية العملية لن يؤثر ذلك على تنصيب بايدن رئيسا في الـ20 من الشهر الجاري.

وإلى ماذا يهدف الأعضاء الجمهوريون المعترضون؟

هناك السيناتور جوش هاولي والسيناتور تيد كروز ممن عبروا عن طموحات رئاسية لانتخابات عام 2024، ويرى الخبراء أن ما يقومون به الآن هو بداية لإبراز اسميهما كبديل للرئيس ترامب بين قواعده الانتخابية الصلبة.

في الوقت ذاته، يواجه عدد من الأعضاء الآخرين تحديات صعبة عام 2022 في انتخابات التجديد النصفي بالكونغرس، ويخشون من إقدام ترامب على تزكية مرشحين جمهوريين آخرين في انتخابات الحزب التمهيدية.

وما موقف نائب الرئيس مايك بنس من هذه الخطوة؟

يلعب نائب الرئيس دورا شكليا احتفاليا في عملية التصديق على النتائج طبقا لقانون اتحادي صدر عام 1887 يُعرف باسم "قانون العد الانتخابي".

ويرى بعض الخبراء أن لنائب الرئيس مايك بنس طموحات رئاسية، لذلك يلتزم بالوقوف إلى جانب الرئيس ترامب. وعبر بنس عن دعمه لرغبة بعض الأعضاء الجمهوريين في رفض التصديق على نتائج الانتخابات، لكنه لا يستطيع أن يفعل أي شيء أمام رفض مجلس النواب وأغلبية أعضاء مجلس الشيوخ هذه الخطوة.

ورفض قاض فدرالي دعوى قضائية رفعها لوي غوميرت، النائب الجمهوري من ولاية تكساس، ضد نائب الرئيس تطالبه بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية.

ولأن نائب الرئيس هو رئيس مجلس الشيوخ، فإن الأمر سيقع على عاتق بنس في النهاية ليعلن رسميا أن جو بايدن وكامالا هاريس انتصرا في الانتخابات التي يزعم ترامب أنها سرقت.

وما موقف ترامب من تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات وانعدام حظوظه في تغيير النتائج؟

لا يملك ترامب الكثير من الأوراق القانونية الدستورية، إلا أنه دعا أنصاره للتظاهر في وقت اجتماع مجلسي الكونغرس صباح يوم 6 يناير/كانون الثاني في محاولة للضغط على أعضاء الكونغرس لإفشال عملية التصديق.

ويتوقع أن تشهد واشنطن تجمع عشرات الآلاف من أنصار ترامب، وقال ترامب -في تغريدة على منصة تويتر- إن مظاهرة كبيرة ستجري في واشنطن في السادس من الشهر الجاري، بهدف إيقاف سرقة الانتخابات، وقال في تغريدة أخرى، إن كمية هائلة من الأدلة ستقدم في اليوم ذاته، تثبت أنه فاز وبشكل كبير في الانتخابات الأخيرة.

ما موقف معسكر الرئيس المنتخب جو بايدن من هذه التطورات؟

لم يرد معسكر بايدن على الخطوات الأخيرة الصادرة من معسكر الرئيس ترامب، ووصفت جين باسكي المتحدثة باسم بايدن، محاولات بعض الجمهوريين بأنها "غريبة"، وأضافت "أن الشعب الأميركي تحدث بصوت مدوٍّ في هذه الانتخابات وصوّت 81 مليون شخص لجو بايدن وكامالا هاريس".