كتبت شيلا ديوان مراسلة ومحررة صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية في قضايا العدالة الجنائية والشرطة والسجون، أن الشرطة الأميركية تعاملت بتمييز صارخ بين الهجوم على "الكابيتول هيل" من قبل "المتطرفين" البيض الليلة الماضية، والاحتجاجات على مقتل جورج فلويد.
وقالت في تقرير بالصحيفة إن المتظاهرين السلميين في ساحة لافاييت ضد مقتل فلويد في مايو/أيار الماضي، قوبلوا فجأة بقنابل يدوية ورذاذ كيميائي، وأُبعدوا من قبل رجال الشرطة بمعدات مكافحة الشغب لتمهيد الطريق أمام الرئيس دونالد ترامب ليقف أمام كنيسة سانت جون.
وتضيف الصحيفة: خلال تلك الاحتجاجات، تعهد ترامب "بالسيطرة" على المتظاهرين، واصفا إياهم بـ"المتطرفين" و"المخربين"، بينما قام رجال الأمن بإطلاق الغاز المدمع واجتياح الحشود بشاحنات لا تحمل أية علامات.
وهدد ترامب في ذلك الوقت بأن أي شخص يخترق السياج الأمني خارج البيت الأبيض سيواجه "أفظع الكلاب والأسلحة المشؤومة التي لم أر مثلها على الإطلاق".
أما الليلة الماضية، حين اقتحمت مجموعة من أنصار ترامب المخرّبة والخارجة عن القانون مبنى الكابيتول وعطلت فرز أصوات الهيئة الانتخابية، فقد كانت اللهجة والاستجابة الأولية لتطبيق القانون مختلفة بشكل لافت للنظر.
أحد مقاطع الفيديو أظهر ضباط شرطة الكابيتول وهم يحركون جانبا الحواجز، ويتراجعون مع تدفق الحشود من خلالها.
وداخل المبنى، ناشد ضابط رجلا يرتدي حقيبة ظهر خضراء، قائلا "أنتم يا رفاق بحاجة فقط للخروج"، وعندما سُئل عن سبب عدم طردهم للمتظاهرين، قال الضابط: "علينا فقط أن ندعهم يفعلون ما يريدون الآن".
وتبع ذلك سيل من التعليقات، حيث أشار كثيرون إلى أن الغوغاء ظهروا إلى حد كبير من البيض، كما أشارت هذه التعليقات إلى أنهم كانوا سيُعاملون بقسوة أكبر لو كانوا من السود أو كانوا يحتجّون على العنصرية.
ووصفت إيفانكا ترامب المشاغبين البيض بـ"الوطنيين الأميركيين"، بينما حثتهم على وقف العنف في تغريدة حذفتها لاحقا. وقال شقيقها دونالد ترامب الابن: "هذا خطأ ولا يمثلنا، لا تبدأ في التصرف مثل الطرف الآخر".
وفي مقطع فيديو آخر نُشر بعد ساعات من بدء الهجوم على مبنى الكابيتول، كرر ترامب الادعاء "الكاذب" بأن الانتخابات قد سُرقت، مضيفا "لكن عليكم العودة إلى المنازل الآن، نحن نحبكم".