قال الضابط السابق في مكتب التحقيقات الفدرالية ريتشارد شويبرل إن "براود بويز" نسخة منقحة من جماعة "كو كلوكس كلان" اليمينية المتطرفة، التي تلاقت مع الإدارة الأميركية الحالية المغذية لمثل هذه السلوكات.
وأضاف شويبرل في حديث تلفزيوني، أن ما شهدته العاصمة واشنطن اول أمس من اقتحام لمبنى الكونغرس، كان خير دليل على أن هذه الجماعات بدأت تشكل خطرا على الأمن القومي للبلاد.
وتابع أن الرئيس دونالد ترامب استفاد من الجماعة نظرا لأعدادها الكبيرة، خصوصا بعد فشله في الانتخابات ورؤيته إمكانية استخدامهم للانقلاب على نتيجتها. ومن خلال متابعة ما قاموا به يرى الجميع أنهم لا يملكون رؤية واضحة، فقد شعروا بعد اقتحامهم الكونغرس أنهم دخلوا إلى المجهول.
وأشار الضابط السابق إلى أن نشاط الجماعات اليمينية وجماعات تفوق العرق الأبيض ارتفع خلال السنوات الأربع الماضية، وقد تم رصد وجود أسلحة ونوع من القنابل في أماكن الاحتجاج، وتسعى الأجهزة الأمنية لمعرفة مصدرها، لأنه في حال إثبات امتلاكهم لهذه الأسلحة فهذا يعني انتهاجهم للعنف، وهو أمر خطير.
وأوضح أن هذه الجماعات تخضع لمراقبة الأجهزة الأمنية والوكالات الفدرالية المختلفة في البلاد، ولا يمكن إيقافها أثناء ممارسة حقوقها السياسية.
وكان ترامب قد خاطب أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكونغرس ودعاهم للعودة إلى بيوتهم، لكنه شدد على أنه يشعر بما يشعرون به وأنه يحبهم. وكانت جماعات يمينية متطرفة في مقدمتها "براود بويز" (الأولاد الفخورون) قد قادت المظاهرات التي شابها عنف دموي وفوضى.
من جهتها، قالت إليزابيث أنكر أستاذة الدراسات الأميركية في جامعة جورج واشنطن إن جماعة براود بويز تشكلت بعد انتخاب ترامب عام 2016، وتستقي مبادئها من الحركات اليمينية المتطرفة ومناصري تفوق العرق الأبيض.
وأضافت أن الجماعة تناهض الأقليات، وتدين باليهودية، وهي ضد الإسلام، كما أن لها مبادئ ذكورية، وهم يرون في المساواة بين الذكور والإناث أمرا غير منصف، كما أنهم يحظون بدعم بعض الأحزاب، وبجزء من الحزب الجمهوري، وعلى رأس داعميهم ترامب.
وتابعت أن الأجندة السياسية لبراود بويز غير واضحة، ووصفتها بالمربكة، كما أن لهم آراء حادة يسعون لتعزيزها، مثل أن الذكورية البيضاء هي التي تقود الولايات المتحدة. وذكرت أن ما قاموا به أمس من اقتحام لمبنى الكونغرس شكل خطورة كبيرة لمحاولتهم إيقاف العملية الديمقراطية، بالإضافة لعرقلة احتجاجات "حياة السود مهمة" الصيف الماضي.
وأشارت إلى وجود نوع من الامتعاض لدى عموم الشعب الأميركي بسبب تعامل الشرطة الذي لم يرتق إلى مستوى الحدث، مقارنة بتعاملها مع الاحتجاجات التابعة لحركة "حياة السود مهمة"، حين تم استخدام الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص الحي في بعض الحالات.
يذكر أن أول علاقة بين ترامب و"براود بويز" ظهرت خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة، حيث طلب ترامب منهم حينها التراجع والتأهب.
وتُصنَّف الحركة منظمة يمينية متطرفة، وهي حركة ذكورية ممنوعة على النساء، وتعرّف نفسها بأنها تضم المؤمنين بالشوفينية الغربية، وتقول إنها جمعية أخوية تضم الرجال الذين يرفضون الاعتذار عن دورهم في خلق العالم الحديث.
وقد تأسست الجماعة عام 2016 على يد غيفن ماكيناس الذي يملك سجلا من التصريحات المعادية للأقليات الدينية والعرقية، ومنهم المسلم.