يواجه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب عددا متزايدا من الدعوات لعزله من منصبه قبل انقضاء الأيام القليلة المتبقية من ولايته بموجب التعديل الـ25 في الدستور الأميركي بعد تحريضه أنصاره على العنف واقتحامهم مبنى الكابيتول في واشنطن.
وقال النائب الجمهوري آدم كينزينغر من إلينوي بعد الفوضى التي حدثت الأربعاء الماضي في واشنطن، "حان الوقت لاستحضار التعديل الخامس والعشرين وإنهاء هذا الكابوس". وأضاف "الرئيس غير مؤهل. الرئيس مريض".
ولأن متطلبات إجراءات العزل والأيام التي تستغرقها قد تتعدى الأيام المتبقية لترامب في منصبه، فإن وصمة سابقة لمحاولة العزل لعدم الأهلية ستظل لصيقة به وبتاريخه.
ولم يتم التذرع من قبل بالمادة الـ25، المادة المتصلة بالعزل للأسباب المتعلقة بترامب، وكانت المناقشات حولها في الغالب تتمحور حول أن الرئيس أصبح مريضا جسديا أو عقليا، حيث تحدد الأحكام الخاصة بنقل السلطة من رئيس أميركي يتوفّى أو يستقيل أو يُعزل من منصبه أو يكون لأسباب أخرى تجعله غير قادر على أداء واجباته، واستُخدم التعديل فقط في حالة رؤساء خضعوا لعملية جراحية بهدف نقل السلطة مؤقتا إلى نوابهم.
البداية
وبدأ المشرعون الأميركيون النظر في مسألة نقل السلطة من الرئيس في أواخر خمسينيات القرن الماضي لدى اعتلال صحة الرئيس دوايت دي أيزنهاور، وبات الأمر أكثر إلحاحا بعد اغتيال الرئيس جون كينيدي عام 1963. ووافق الكونغرس على التعديل الـ25 عام 1965، وصادقت عليه بعد ذلك بعامين ثلاثة أرباع الولايات الأميركية الـ50 كما هو مطلوب.
ويتناول القسم الثالث من التعديل الـ25 نقل السلطات الرئاسية إلى نائب الرئيس عندما يعلن الرئيس أنّه غير قادر على تحمّل أعباء منصبه.
أما القسم الرابع من التعديل فيتناول موقفا يقرر فيه نائب الرئيس وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء أن الرئيس لم يعد قادرا على أداء واجباته. ولم يسبق أن تمت الاستعانة بهذا القسم، حيث يقوم نائب الرئيس وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء بإبلاغ قادة مجلسي الشيوخ والنواب أن الرئيس غير قادر على أداء واجباته وأن نائب الرئيس سيصبح رئيسا بالنيابة.
الحالات السابقة
استخدم القسم الثالث من التعديل 3 مرات. الأولى في يوليو/تموز 1985 عندما خضع الرئيس رونالد ريغان لعملية جراحية تحت التخدير العام لإزالة ورم سرطاني من أمعائه الغليظة، ويومها عُيّن نائب الرئيس جورج بوش الأب رئيسا بالوكالة لثماني ساعات بينما خضع ريغان للعملية الجراحية.
وسبق لإدارة ريغان أن صاغت 3 رسائل من أجل سحب السلطة منه بعد إطلاق النار عليه عام 1981 وإصابته بجروح خطيرة، لكن هذه الرسائل لم توقع ولم يتم إرسالها إلى الكونغرس.
أما المرة الثانية لاستخدام التعديل الـ25 فحدثت عندما نقل الرئيس جورج دبليو بوش السلطة مؤقتا إلى نائبه ديك تشيني في يونيو/حزيران 2002. في حين كانت المرة الثالثة مع بوش الابن أيضا في يوليو/تموز 2007 أثناء خضوعه لعملية فحص روتيني بمنظار للقولون تحت التخدير.
وإلى جانب الحالات الثلاث السابقة، كانت هناك حالة رابعة لكنها موضع خلاف، حيث ادعى أندرو مكابي النائب السابق لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) أن رود روزنشتاين نائب وزير العدل الأميركي السابق أثار إمكانية استحضار القسم الرابع ضد ترامب بعد أن أقال الأخير فجأة مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي في مايو/أيار 2017. لكن روزنشتاين نفى ذلك.
السيناريو
بموجب القسم الثالث، فإن الرئيس يبلغ الرئيس الذي سيتولى السلطة مؤقتا، أو الرئيس الآني لمجلس الشيوخ -وهو حاليا الجمهوري تشاك غراسلي- ورئيس مجلس النواب، وهي حاليًا الديمقراطية نانسي بيلوسي، خطيا أنه غير قادر على أداء مهام منصبه وأنه سينقل السلطة مؤقتا إلى نائب الرئيس.
وإذا اعترض الرئيس على وصفه بأنه غير قادر على القيام بمهامه، يناط مصيره بالكونغرس الذي يتعين عليه التصويت بأغلبية الثلثين في كلا مجلسي النواب والشيوخ لإعلان أن الرئيس غير أهل للبقاء في منصبه.
وحاليا، يقود زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي المناشدات الموجّهة لمايك بنس نائب الرئيس لاستخدام هذا التعديل في الأيام الأخيرة من ولاية ترامب التي تنتهي يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري.