لا يبدو أن مشهد اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب للكونغرس هو آخر أعمال العنف المتوقعة. وعلى الرغم من أن ما حدث يومها طُبع في ذاكرة الأميركيين كمشهد لم تعتد عليه الولايات المتحدة البتة، فإن الكثير من التقارير تشير إلى أن هذا المشهد قد لا يكون الأخير في ظل التهديدات التي تم الكشف عنها في الأيام الماضية.
فقد أصدر العديد من الجهات الأمنية والاستخباراتية الأميركية تقارير عن مخططات لمجموعات مسلحة، تنوي تنفيذ هجمات على مؤسسات ومبان حكومية قبل يوم التنصيب وخلاله، يصل بعضها إلى عمليات اغتيال مسؤولين.
في هذا التقرير نرصد أهم هذه المخططات:
سيناريو (1): استهداف مسؤولين حكوميين وصناعة قنابل وأسلحة
كشفت شبكة "إن بي سي" (NBC) الأميركية أن جماعات يمينية متطرفة تدعو لاستهداف مسؤولين حكوميين يوم تنصيب بايدن، مشيرة إلى أن هذه الجماعات تستخدم رسائل مشفرة وغرف محادثة سرية للتنسيق فيما بينها.
نقلت الشبكة عن رئيس دائرة البحث لدى مركز الأبحاث الدفاعية كريس سامبسون، قوله إن فريقه يتابع هذه الرسائل وقد تم إخطار مكتب التحقيقات الفدرالي بشأنها.
إقبال المتطرفين على تطبيق تلغرام ارتفع في ضوء التضييق عليهم في تويتر وغيره من المنصات بعد أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني، وقد شارك عدد من هؤلاء معلومات حول كيفية صناعة قنابل وأسلحة يدوية.
نشر هؤلاء دليلا خاصا بالجيش الأميركي، ونصائح بشأن إطلاق النار على السياسيين والتحريض على القتال.
سيناريو (2): خطف وقتل
ألقي القبض مؤخرا على الرجلين اللذين تم تصويرهما في دهاليز مبنى مجلس الشيوخ وهما يحملان أربطة بلاستيكية من نوع "سيرفلكس" (serflex)، وهما: إيريك مانتشيل (30 عاما) ولاري بروك (53 عاما).
قالت مجلة نيويوركر إنهما من قدامى المحاربين في سلاح الجو، ويتساءل المحققون عن نواياهما بشأن تلك الأربطة، وإن كانا يعتزمان مثلا احتجاز مسؤولين في الكونغرس رهائن، أو حتى قتلهم.
سيناريو (3): استهداف خاص لنانسي بيلوسي
أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي أنه أوقف في العاصمة الأميركية واشنطن، رجلا من ولاية جورجيا على خلفية مزاعم بتهديده بقتل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي.
بحسب مذكرة التوقيف التي نشرتها محطة "سي بي إس" (CBS)، فإن الرجل يدعى كليفلاند ميريديث، وهو متهم بإرسال رسائل نصية إلى أفراد عائلته وأصدقائه يخبرهم فيها عن نيته بإلحاق الأذى ببيلوسي، وبأنه كان أحضر معه سلاحا وذخائر إلى واشنطن.
وفي إحدى الرسائل التي حصل عليها مكتب إف بي آي (FBI)، يقول ميريديث إنه سيضع رصاصة في رأس بيلوسي.
سيناريو (4): محاصرة الكونغرس والبيت الأبيض
أفاد موقع هافنغتون بوست (Huffington Post) أن شرطة الكونغرس حذرت مشرعين ديمقراطيين من 3 مخططات لمظاهرات ضخمة محتملة خلال الأيام المقبلة، بينما يجري التحضير لمراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن الأسبوع المقبل.
يتضمن أحد المخططات محاصرة مباني الكونغرس والبيت الأبيض والمحكمة العليا، ومن ثم منع الديمقراطيين من دخول الكونغرس، وربما اغتيالهم، من أجل أن يسيطر الجمهوريون على الحكومة.
أبلغت الشرطة النواب الديمقراطيين -في مكالمة خاصة مساء الاثنين- أنها تراقب هذه المخططات التي قد تشكل تهديدا لأعضاء الكونغرس.
وفق المعلومات التي نشرتها "إيه بي سي" (ABC) نقلا عن نشرة لمكتب التحقيقات الفدرالي، فإن هذه المجموعة تخطط للتوجه إلى واشنطن السبت المقبل، وتخطط لتنظيم احتجاجات مسلحة، اعتبارا من السبت أمام مقار المجالس التشريعية في الولايات الخمسين، وحتى يوم التنصيب.
سيناريو (5): ذخيرة مخبأة في الفنادق
بحسب صحيفة ليبراسون (Liberation) الفرنسية، فإن فريق الكوماندوز الذي اقتحم مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، لم يقم بالرحلة إلى واشنطن خالي الوفاض، بل عثر بحوزة عناصره على بنادق هجومية ومسدسات وذخيرة في غرف الفنادق التي ينزلون فيها.
تظهر الاعتقالات ولوائح الاتهام الأولى التي وجهت لهؤلاء المتعصبين مدى استعدادهم لتنفيذ مخططاتهم، مما يبعث على التساؤل عن أهدافهم من اختراق مبنى الكابيتول وكذلك تعطشهم للعنف.
توضح ملامح هؤلاء المهاجمين الأيديولوجيات المختلفة التي ينتمي لها أنصار دونالد ترامب، والتي تتراوح بين الإيمان بالمؤامرة وتفوق البيض وتبجيل الحرية الأميركية.
ماذا ستفعل الشرطة؟
يؤكد مسؤولون أمنيون في الولايات المتحدة أنهم لن يسمحوا بتكرار ما حدث في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، عندما اقتحم الآلاف من أنصار ترامب مبنى الكونغرس أثناء تصويت الكونغرس على نتيجة انتخابات الرئاسة الصادرة عن المجمع الانتخابي الأميركي.
قال تشاد وولف، القائم بأعمال وزير الداخلية الأميركي إنه أصدر تعليماته للخدمة السرية الأميركية لبدء عمليات خاصة يوم الأربعاء المقبل لمراسم تنصيب بايدن، وهو ما يأتي قبل 6 أيام من هذا الحدث المهم.
أشار الوزير الأميركي إلى أن إصدار هذه التعليمات بالتحرك المبكر يأتي "في ضوء الأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي والتطورات التي تظهر في المشهد الأمني".
قال مسؤولون إن حوالي 15 ألف فرد من قوات الحرس الوطني قد يوجدون في الموقع لتأمين حفل التنصيب الرئاسي.
الرجلان كانا مجهزين بشكل كبير، إذ كان مانتشيل يرتدي بنطالا وسترة عسكرية مموهة، تعلوها سترة واقية، كما كان يرتدي داخل مبنى الكابيتول قناعا أسود لا يكشف سوى عينيه، أما بروك فكان يرتدي خوذة عسكرية أثناء الاقتحام.
عثر لدى لوني كوفمان (70 عاما) الذي ما فتئ منذ عام 2014 يدعو للعنف في الشبكات الاجتماعية عبر مجموعة "وطنيون من أجل أميركا"، على بندقية هجومية ومسدسين و11 عبوة من زجاجات المولوتوف.
خلص مكتب الأسلحة النارية والمتفجرات (ATF) إلى أن هذا المزيج المحلي الصنع، كان من الممكن أن يكون له تأثير النابالم، حيث يلتصق بالأشياء والجلد عند الاشتعال.