ما بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية واليمن والدول العربية، وتحديدًا السعودية، ومصر والإمارات أوضح اعلام العدو الصهيوني حجم القلق من أي تغيّر في أداء الإدارة الأميركية مع الرئيس المنتخب جو بادين.
وفي هذا السياق نقل موقع "واللا" وموقع I24news الصهيوني عن مسؤولين أمنيين بأن الكيان الغاصب ينوي الطلب من الإدارة الأميركية الجديدة عدم الضغط على السعودية ومصر والإمارات في ملف حقوق الإنسان والحرب المستمرة على اليمن، وقضايا أخرى.
وذكر الموقعان في تقرير نشراه اليوم أن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لم يتحدث مع زعماء السعودية، ومصر والإمارات في إطار جولة المحادثات التي أجراها مع زعماء العالم بعد فوزه بالانتخابات، على الرغم من أن هذه الدول حليفة أساسية لواشنطن في المنطقة.
ولفت التقرير إلى أن الكيان الصهيوني يعتبر علاقاته الأمنية والاستخباراتية مع السعودية، ومصر والإمارات عاملًا رئيسًا في استراتيجية احتواء إيران، ومكونًا مهمًا في الأمن الإقليمي. وذكر أيضًا أن إسرائيل تولي اليمن اهتمامًا خاصًا، لاسيما مع وجود تقديرات صهيونية بأن يبدل بايدن بشكل كبير السياسة الأميركية تجاه اليمن، خصوصًا فيما بتعلق بالدور السعودي في الحرب هناك. لذا تنوي إسرائيل التّأكد من الإدارة الأميركية الجديدة أن تغيير سياساتها لن يؤدي إلى تعميق التأثير الإيراني في اليمن، وأن لا يعرض التعاون الإقليمي بين إسرائيل، والولايات المتحدة والسعودية في مواضيع أخرى للخطر بحسب ما نشر الموقعان نقلًا عن مسؤولين أمنيين صهاينة قالوا أنهم يعتزمون التشديد أمام إدارة بايدن على أنه طرأت تغيرات هامة في المنطقة في السنوات الأخيرة، ونشأ في إطارها تحالف إقليمي نتيجة دفء العلاقات بين إسرائيل ودول عربية. "وتأمل إسرائيل بأن تمنح إدارة بايدن أولوية لتعزيز هذا التحول على اهتمامها بمسألة الحرب في اليمن وانتهاك حقوق الإنسان في السعودية ومصر" وفقًا لموقع "واللا".
وقال مسؤول رفيع في جهاز الأمن الصهيوني "لقد كنا قريبين جدًا من فقدان مصر قبل سنوات، لذلك فإن رسالتنا إلى إدارة بايدن ستكون: مهلًا مهلًا، لقد حدثت تغيرات دراماتيكية، وعليكم ألا تأتوا بمواقف مقررة مسبقًا، ولا تضعفوا العلاقات مع السعودية ومصر والإمارات".
وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت أمس الأربعاء قال المحلل العسكري الصهيوني رون بن يشاي "بعد سنوات ترامب المضطربة، بدأت السياسة الأميركية في العودة إلى نهج أوباما، ويبقى الشاغل الرئيس أمام إسرائيل هو قبول بايدن لمطالب إيران، وتدهور العلاقات مع السعودية والإمارات، وزرع الآمال لدى الفلسطينيين، مما يتطلب من المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية البدء بمحادثات تنسيقية مع نظيرتها الأميركية"؛ لافتًا إلى أن " ترقية بعض مسؤولي إدارة أوباما للمناصب الأكثر نفوذاً بإدارة بايدن يفرض على إسرائيل إجراء تغييرات بسياساتها الداخلية والخارجية، ما دفع بوزير الحرب بيني غانتس إلى إصدار تعليماته إلى المقيمين في مكتبه والجيش بتحديد القضايا الأمنية والاستراتيجية المثيرة للجدل مع الإدارة الجديدة في المقام الأول".
وقال بن يشاي: " ستعمل وزارة الدفاع على صياغة توصيات للطلبات والمقترحات والمطالب ضمن التنسيق والتعاون الأمني مع واشنطن، وهي توصيات متعلقة بالسلوك الإسرائيلي تجاه الإدارة الجديدة، وهذه الأيام تتم مناقشة القضايا الحاسمة بمجلس الوزراء السياسي والأمني برئاسة نتنياهو، وتقوم مؤسسة الدفاع ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية ومجتمع المخابرات بإعداد المواد الأساسية وتقديم توصياتهم، وتحديثها بالحقائق النهائية... ويطالب كبار مسؤولي وزارة الدفاع بإجراء الحوار مع إدارة بايدن في البداية، خاصة بين المؤسستين العسكريتين في تل أبيب وواشنطن، لأن لديهما عدة هيئات ولجان دائمة يجري فيها الحوار الأمني والعسكري والاستخباراتي: التكتيكي والاستراتيجي، وتجتمع هذه اللجان على فترات منتظمة كل بضعة أشهر، وتناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك... وقد استمرت اللجنة المشتركة للقيادتين الأوروبية والأميركية للجيش الإسرائيلي التي تشمل الشرق الأوسط في الاجتماعات التي يجلس فيها مسؤولون كبار من البنتاغون ووزارة الخارجية مع نظرائهم الإسرائيليين، وحان الوقت لتفاهم متبادل عميق بينهما، والاتفاق على الخطوط العريضة للعمل التي لا تعتمد بالضرورة على هوية من يجلسون في البيت الأبيض، أو مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي".
وأشار إلى قناعة الكيان الصهيوني "بأن المواجهة مع إدارة بايدن وجهًا لوجه منذ البداية لن تكون مفيدة، بل إنها قد تضر بمصلحتها، كما حدث في أيام أوباما، ومن أجل عدم الوصول لهذه المواجهة تم إعداد سلسلة مفصلة من المقترحات والنصائح الإسرائيلية سيتم تقديمها للأمريكيين لمساعدتهم على فتح مفاوضات مع طهران، والتأثير على نتائجها إن أمكن، ومن ذلك مطالبة إيران بعدم تطوير وإنتاج صواريخ باليستية".
وذكر أن "ثاني أهم قضية من وجهة نظر المؤسسة الإسرائيلية هي إقناع بايدن بالاستمرار بتقوية وترسيخ المعسكر المناهض لإيران في الشرق الأوسط، ويضم الدول العربية المعتدلة وإسرائيل....