• اخر تحديث : 2024-04-26 21:42
news-details
مقالات عربية

مع بداية العام ٢٠٢١ والذي افتتحته السعودية بإعلانها عن انتكاسة اقتصادية من الصعب معالجتها في ظل ما أوقعتها فيه أمريكا من عدوان غير مبرر على اليمن أنفقت عليه المليارات وبذات الوقت جعل عصب اقتصادها من النفط السعودي عرضة لضربات الجيش اليمني ما جعلها تخسر خسارة فادحة من عائداته، بتسعين مليار ريال دخلت الخزينة السعودية العام الجديد كعجز في ميزانيتها داعية شعبها إلى العيش بتقشف كأحد الحلول لمعالجة هذه الأزمة.

هكذا بدا الوضع مربكاً على محمد بن سلمان الذي لا يزال مُصراً على الاستمرار في حربه عله يحقق نصراً يداوي به جرح مملكته ويرضي به شعبه الذي كان هو من دفع ثمن هذه الحرب،لم يستوعب الأمير المغرور وعلى مدى ست سنوات من عمر هذه الحرب أن فريسته التي يحاول الانقضاض عليها ولازال يُمني نفسه بالنصر ليست بالفريسة السهلة إنما هي اليمن التي لم تكن يوماً سهلة المنال لأي غازي أو محتل وخرج منها يجر أذيال خيبته وهزيمته!!

اليمن اليوم وبعد ست سنوات من الحرب العسكرية التي دمرت كل ماله علاقة بالحياة واغتالت الآلاف من الأرواح بغاراتها الإجرامية، أضف إلى الجرائم اليومية التي ترتكبها دول العدوان باغتيال الآلاف من اليمنيين عن طريق الحرب الاقتصادية والحصار المفروض بحراً وبراً وجوًا، ومنع وصول الدواء والغذاء والمشتقات النفطية ، فسياسية التجويع والحصار الممنهج واختلاق الأزمات هي وسائل أخرى اتخذتها دول العدوان لقتل عدد أكبر من الشعب اليمني دون خسارة مال أو سلاح ولا منفذين أمام مرئ ومسمع من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية .

وبالرغم من الخذلان العالمي لها وعلى عكس السعودية افتتحت اليمن العام ٢٠٢١ بإعلان القوات المسلحة اليمنية انتصارات وانجازات عظيمة ما بين عسكرية وأمنية ،أهمها استعادة الجوف وصولاً إلى أبواب مدينة مأرب والقضاء على وكر الدواعش في قيفة ، ومنها عمليات رادعة إلى العمق السعودي بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة يمنية الصنع منها مالم يكشف عنه حتى اللحظة ، كان أبرز هذه العمليات استهداف شركة أرامكو في جده، وتمكنت قوات الدفاع الجوي من إعاقة الطيران الحربي المعادي من تنفيذ مهام عدائية في الجبهات وأدت إلى عدم قدرة طيران العدو على الدخول في الأجواء اليمنية ومضاعفة عمليات إجبار الطيران الحربي المعادي على المغادرة وإصابة طائرات حربية معادية بأعطال فنية مختلفة في ذات الوقت الذي عجزت عنه أحدث المنظومات الدفاعية في المملكة من اعتراض الصواريخ اليمنية والطيران المسير ما يعني عظمة ما وصل إليه اليمنيون من تقنية في مجال التصنيع العسكري فاق بكثير صناعات الدول الكبرى .

وأمام هذه الانتصارات العظيمة للشعب اليمني ارتفع الصراخ السعودي والبكاء واستجداء المجتمع الدولي لإيقاف الضربات اليمنية بحجة إنها تستهدف منابع الطاقة العالمية ،وبدوره المجتمع الدولي والعالم وكالعادة لم يقصر معها تنديدا بالضربات التي تستهدف أماكن استرزاقهم والتي منها يدفع لهم ثمن صمتهم وتغاضيه عن كل تلك الجرائم التي ترتكب في حق اليمنيين الذين استطاعوا بصمودهم أن يحولوا المحنة التي تخر منها اعظم القوى الى منحة كسرت كل قوي وارعبته واستطاعوا ان يصنعوا من رماد تلك الحرائق وادخنتها انتصارات رممت كل الجروح التي خلفها العدوان وعززت من صموده وتحديه في مواصلة المواجهة وعدم الرضوخ لكل المشاريع الاستعمارية لدول العدوان ،ما جعل الإدارة الأمريكية المنتهية الصلاحية تلجأ إلى تصنيف اليمنيين كجماعة إرهابية في ساعات ترامب الأخيرة !!

ونعلم جميعاً أن هذه هي سياسة أمريكا ضد كل من يخالفها الرأي أو يستنكر سياستها فلابد من أن تطاله عقوباتها ويصنف بالإرهابي والمجرم، فكيف بمن رفضوا تواجدها في أرضهم وصرخوا بالموت لها وافشلوا كل مخططاتها الاستعمارية؟؟

كيف بالذين كسروا هيبتها وهيبة ما سوقته للسعودية من أسلحة أمريكية الصنع وكل الدعم اللوجستي والحربي وبدت كل قوتها تلك واهية ضعيفة أمام بأسه وصموده، !!

كيف وهي ترى الدولة التي بسببها امتلأت الخزينة الأمريكية بالمليارات تنهار وأصبحت دولة مديونة بعد أن كانت هي الدولة الأثرى التي تعتمد عليها أمريكا في تحقيق مآربها في الشرق الأوسط وبدون خسائر ؟

بالمقابل لم يزد اليمنيين هذا القرار بتصنيفهم ارهابيين إلا ايماناً بأحقية قضيتهم وأنهم في المسار الصحيح الذي رسمه لهم الشهيد القائد “حسين بدر الدين الحوثي” في العام ٢٠٠٢ فساروا عليه واستطاعوا إنقاذ انفسهم وأرضهم من هيمنة أمريكا ، و ما هذا القرار إلا مصداقاً لقوله تعالى (ترهبون به عدو الله وعدوكم )، وليس الارهاب الذي تعنيه أمريكا وحلفائها.