• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
تقارير

كيف تقاربت قطر وتركيا


"لقد دفعتهما الأيديولوجيا والاقتصاد والجيران الغاضبون إلى التقارب"، بهذه العبارة استهلت مجلة "ذي إيكونوميست" الاميركية تقريرًا حول العلاقة التركية القطرية؛ ومما ورد فيه:

عندما تنظر تركيا إلى منطقتها ترى وجوهًا غاضبة، فالعديد من الدول العربية يعتبر اسلامية رئيسها رجب طيب أردوغان تهديدًا. الاتحاد الأوروبي غير راضٍ عن تركيا لإثارة خلاف حول حقوق التنقيب في البحر الأبيض المتوسط. وفرضت أميركا ـ حليف الناتو ولها قوات عسكرية في تركيا ـ عقوبات عليها لشرائها نظام دفاع جوي من روسيا. مع ذلك، فإن تركيا لا تتعامل بشكل جيد مع روسيا التي قصفت حلفاءها في ليبيا وسوريا.

التحالف مع قطر، واحد من أكثر العلاقات التي نسجها أردوغان استقرارًا منذ وصوله إلى السلطة؛ وتركيا لديها قطر لديها على الأقل قطر التي زرعت بذور صداقتهما أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما تدفق المقاولون الأتراك إلى الدوحة للمساعدة في طفرة البناء. منذ ذلك الحين، تقارب البلدان بدفع من الإيديولوجيا والأعمال والعزلة. وتعتمد تركيا التي تعاني من ضائقة مالية على قطر للحصول على الدعم المالي، في حين أن قطر الصغيرة والغنية تعتمد على تركيا في الحماية.

أغضب البلدان الديكتاتوريين العرب قبل عقد عندما وقفا مع ثورات الربيع العربي. وعندما انحرف المسار ضد الإسلاميين، وجد عدد منهم الملجأ في تركيا وقطر. وقطعت السعودية والبحرين والإمارات ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة في العام 2017 بسبب دعمها للجماعات الإسلامية مثل حماس والإخوان المسلمين، وطلبت الدول الأربع منها إغلاق القاعدة العسكرية التركية.

وبدلًا من ذلك، عمّقت قطر علاقاتها مع تركيا التي أرسلت قوات وأغذية إلى الإمارة الخليجية. واكتمل بناء القاعدة العسكرية في العام 2019، ويمكنها استقبال 5000 جندي تركي، كما اعتبرها أردوغان "رمزًا للإخوة"، وأرسلت أنقرة أسلحة إلى قطر ونظّمت معها مناورات عسكرية مشتركة.

بدورها دعمت قطر التدخل التركي في سوريا وليبيا. وأكثر من هذا، فقد ضخّت قطر لتركيا أموالاً، ففي العام 2018 تعهدت باستثمار 15 مليار دولار في الاقتصاد التركي، ووافقت على تبادل العملة بقيمة 3 مليارات مع المصرف المركزي التركي. وزادت قطر التبادل إلى 15 مليار دولار مع تراجع الاحتياطي من الدولارات.

 وفي تشرين الثاني/ نوفمبر عندما كانت تركيا تواجه أزمة عملة، وافقت قطر على شراء 10 في المئة من أسهم السوق المالي، و42 في المئة من مركز تسوق يعاني من مشاكل مالية. ووعدت بالاستثمار في ميناء إسطنبول. وتصل قيمة الاستثمارات القطرية إلى مليارات الدولارات، فقد أصبحت قطر ثالث مستثمر أجنبي في تركيا.

وتساءل البعض إن كانت علاقات تركيا وقطر ستفقد أهميتها بعد المصالحة التي جرت مع الجيران في الخليج. ولا تزال الأجواء باردة لكننا في الخليج، لكن علاقات تركيا مع هذه الدول لم تتحسن، فأنقرة تتهم الإمارات بدعم محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان في العام 2016. فيما تدعم الإمارات وتركيا طرفي النزاع في ليبيا. وتراجعت علاقات أنقرة مع السعودية بعد قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في العام 2018، وعرضت قطر الوساطة بين البلدين.

إن الظروف التي دفعت قطر وتركيا للتعاون معاً لم تتغير بشكل أساسي وستظل العلاقة قوية. ويرى غالب دالاي من معهد بروكينغز في الدوحة أن التحالف "واحد من أكثر العلاقات التي نسجها أردوغان استقرارًا منذ وصوله إلى السلطة".