• اخر تحديث : 2024-11-23 11:50
news-details
تقارير

"إنترسبت": كيف فشل الجيش الأميركي في منع تفشي التطرف اليميني بين عناصره؟


قال موقع "ذا إنترسبت" الاميركي  إن الجيش الأميركي يعاني منذ عقود من مشكلة مستمرة ومميتة، تتمثل في اعتناق بعض العناصر، التي تخدم في صفوفه، وجنود سبق أن التحقوا بالخدمة العسكرية فيه الفكرَ اليميني المتطرف.

وكشف الموقع -في تحقيق مطول أعدته الصحفية الاستقصائية ميليسا ديل بوسكي، وتناول فشل الجيش الأميركي في التعاطي مع انتشار فكر تفوق العرق الأبيض في صفوفه- عن أن الجماعات اليمينية المتطرفة تعمل بشكل ممنهج على تجنيد عناصر الجيش، وتشجيع أفرادها على الانضمام للخدمة العسكرية.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية قد أدلى بتصريح للصحفيين بعيد اقتحام الغوغاء الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني الماضي، قال فيه "نحن نعلم أن بعض الجماعات (المتطرفة) تحاول بنشاط تجنيد أفرادنا (أفراد جيشنا) لخدمة قضيتها، أو تقوم بتشجيع عناصرها على الانضمام للجيش (بهدف) اكتساب المهارات والخبرات، كما يعتقدون أن حقيقة كونهم يستطيعون القول إن لديهم عناصر عسكرية سابقة تتفق مع تطرفهم وآرائهم المتطرفة العنيفة يضفي الشرعية على قضيتهم".

كما تعهد لويد أوستن، وزير الدفاع الجديد في إدارة جو بايدن، بتطهير الجيش من العنصريين والمتطرفين، وذلك بعد أن تبين أن عشرات المتهمين في اقتحام مبنى الكونغرس لديهم خلفيات عسكرية.

وعلق موقع إنترسبت بأن أوستن، الذي يعد أول وزير دفاع أسود بالولايات المتحدة، سيتعين عليه أولا التعامل مع الثقافة العسكرية المترسخة في الجيش الأميركي التي تتجاهل المشكلة منذ أمد بعيد.

تساهل

وساق التحقيق العديد من الأمثلة والأحداث، التي تكشف عن حجم إهمال القادة العسكريين بالجيش الأميركي التدقيق في خلفيات المجندين الجدد في وحداتهم، فبالرغم من أن بعضهم ينشرون فكر الجماعات، التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض، عبر الإنترنت أثناء التجنيد وبعد الالتحاق بالجيش، فإن ذلك لم يثر قلق القادة، ولم يمنع من تجنيدهم.

وتقول لوسيا بروكس، المسؤولة بمركز "ساوثرن بوفرتي لو" (Southern Poverty Law) وهو مؤسسة أميركية غير ربحية، إنها ومجموعات أخرى مارسوا ضغوطا على مدى عقود من الزمن على وزارة الدفاع لاتخاذ إجراءات أساسية من شأنها الكشف عن المتعصبين البيض أثناء التجنيد، كالبحث في قواعد البيانات، والوشم الذي يضعونه، والتدقيق في حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.

وتضيف "إنهم لن يطبقوا إجراءات تدقيق صارمة، فعلى سبيل المثال إن البحث في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يكشف الكثير كما رأينا مؤخرا".

وبروكس تشير بذلك إلى قيام مكتب التحقيقات الفدرالي بالتدقيق في حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للآلاف من عناصر الحرس الوطني الأميركي، الذين يقومون بحراسة مبنى الكابيتول خلال تنصيب الرئيس جو بايدن.

وقد ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" (Associated Press) أن 12 شخصا على الأقل من عناصر الحرس محل التدقيق أعيدوا إلى بيوتهم بسبب مخاوف أمنية، حيث تبين أنهم قاموا بنشر آراء متطرفة عبر الإنترنت، بعضها حول تنصيب بايدن، وثبت أن لبعضهم صلات بمليشيات يمينية.

حجم المشكل

ويشير التحقيق إلى أن أحد التحديات البارزة التي تواجه المسؤولين بوزارة الدفاع، هي أنهم لا يعرفون حجم تفشي الفكر اليميني المتطرف في صفوف الجيش.

وكان وزير الدفاع أوستن قد دعا في مطلع فبراير/شباط المنصرم إلى إجراء يطبق على كافة وحدات الجيش، يلزم القادة العسكريين بتخصيص يوم للتحدث مع وحداتهم حول التطرف.

وصرح جون كيربي، المتحدث باسم البنتاغون، للصحفيين بعيد الإعلان بأن أحد التحديات، التي جلعت وزير الدفاع يتخذ هذا الإجراء، هي أن وزارة الدفاع لا تعرف مدى اتساع وعمق مشكلة تفشي التطرف اليمني في صفوف الجيش.

الخطر الأبيض

ويشير التحقيق إلى أن معضلة انتشار التطرف بين عناصر الجيش تتفاقم، فقد كشف استطلاع أجرته صحيفة "مليتري تايمز" (Military Times) الأميركية، على مدى 4 سنوات للوقوف على آراء عناصر الجيش حول ما إذا كانوا قد شاهدوا شخصيا حالات يتبنى أصحابها أيديولوجية عنصرية وأفكار تفوق العرق الأبيض في الجيش، عن أن 57% ممن شملهم الاستطلاع من الأقليات أجابوا بنعم.

وهو رقم مرتفع مقارنة بـ42% الذين أجابوا بنعم عام 2017، عندما أجري الاستطلاع لأول مرة.

ووفقا للاستطلاع، فإن "عناصر الجيش الذين شملتهم الدراسة صنفوا القومية البيضاء على أنها تشكل تهديدا للأمن القومي يضاهي ذاك الذي يشكله تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وأكثر إثارة للقلق من الخطر الذي تشكله كوريا الشمالية أو أفغانستان أو العراق".