• اخر تحديث : 2024-07-03 03:33
news-details
تقارير

"ميديابارت": هكذا شنت أميركا وإسرائيل حربا سرية ضد اللاجئين الفلسطينيين


في تحقيق له حول قرار الإدارة الأميركية السابقة وقف المساهمة في تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونوروا)، قال موقع "ميديابارت" الفرنسي إن الهدف كان، بكل بساطة، حرمان الفلسطينيين من أي أمل في العودة إلى أرضهم من خلال زعزعة استقرار، إن لم يكن شل، المؤسسة التي تجسد هذا الحلم.

ونقل ريني باكمان معد هذا التحقيق عن المفوض العام السابق لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بيير كرينبول قوله إن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أخفت في البداية نواياها الحقيقية بشأن الأونروا.

وذكر كرينبول في هذا الصدد أن مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنير قال له عندما استقبله في نوفمبر\تشرين الثاني 2017 بالبيت الأبيض، "إن الأونروا تساهم في كرامة المنطقة واستقرارها"، لكنه لفت إلى أن كوشنير أوضح له أيضًا أن "بعض الناس يتساءلون عما إذا كانت الأونروا جزءًا من المشكلة أم جزءًا من حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني."

لكن هذا الدبلوماسي السويسري المخضرم في الأمم المتحدة أبرز أن الأحداث تسارعت منذ ذلك الحين، إذ أعلن ترامب في 6 ديسمبر 2017 اعترافه بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل ثم أعطى أمره بنقل السفارة الأميركية للقدس ليشفع ذلك بسلسلة من القرارات الأحادية الجانب التي ستزعزع بشكل دائم التوازن الدبلوماسي في المنطقة، على حد تعبير الصحيفة.

ويبدو، تقول لوباريزيان، بأن تلك الخطوات شجعت كوشنير على كشف وجهه الحقيقي بخصوص الأونروا إذ كشفت مجلة فورين بوليسي في إبريل 2019 أنه كتب في رسالة إلكترونية وجهها يوم 18 يناير 2018 للعديد من مستشاري ترامب بمن فيهم ممثل ترامب الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبولت.

يقول كوشنير في رسالته: "من المهم للغاية بذل جهد صادق وجدي لتعطيل الأونروا، إنها تديم الوضع الراهن، وهي غير فعالة ولا تساهم في جهود السلام"، داعيا إلى حلها "من أجل المضي قدمًا."، وفقا لكوشنير، وهو ما يتماهى كليا، كرينبول، مع هدف قديم لليمين الإسرائيلي.

وفي تلك الأثناء يقول كرينبول “تلقيت اتصالا من وزارة الخارجية الأميركية أعلن لي مسؤول من خلاله أن واشنطن قلصت مخصصاتها للأونروا من 365 مليون دولار سنويا إلى 65 مليون دولار فقط، وهو ما مثل، بالنسبة لهذه المؤسسة التي كانت تعاني أصلا من عجز يقدر بــ200 مليون دولار، زلزالا حقيقيا".

ويضيف: "كانت الرسالة واضحة بالنسبة لي، وهي أنه لا شك أن إدارة ترامب قررت تصفية الأونروا، ولا شك أن من خططوا لهذه العملية استهدفوا خنقنا ماديًا لإجبارنا على التوسل إليهم وبالتالي المساومة، وهذا أمر غير مقبول، ولذلك اقترحت على فريقي أن نضع استراتيجية للرد على هذه الخطوة، فقررنا الحد من نفقاتنا، على حساب تسريح مئات العمال، وهو أمر مؤلم ولا يحظى بشعبية، وكذلك الرد على هجوم ترامب في الميدان وذلك من خلال السعي للحصول على المال الضروري".

وهنا يقول كرينبول قررنا أن تتولى إدارة الهجوم المضاد، إحدى أكثر الأصوات التي تحظى بالاحترام إنها المحامية الجزائرية الفرنسية ماريا محمدي البالغة من العمر 49 عامًا، والتي نذرت نفسها للدفاع عن فلسطين حيث قررت، في عام 1997، أن تستقر مع زوجها، وهو مهندس معماري فلسطيني-صربي، وأنشأت معه، في غزة، مركزًا للفنون والحرف، دمره القصف الإسرائيلي في العام التالي، ثم قامت ببناء وإدارة فندق على البحر، وقد انضمت إلى الأونروا في عام 2003 حيث كانت مسؤولة بشكل خاص لمدة أربع سنوات عن جمع التبرعات في دول الخليج.

وبحكم خبرته وما كان لديه من عناوين ثمينة تعرف على أصحابها خلال أدائه لوظيفته،  تحول المفوض العام للأونروا إلى جامع للتبرعات، وقام بمزيد من الرحلات والاجتماعات، من عاصمة إلى أخرى وبفضل جاذبيته وقدرته القتالية وتعبئة مجلس إدارته التنفيذي وخبرة مستشارته ماريا محمدي نجح كرينبول في أقل من عام في إقناع 43 دولة – بما في ذلك فرنسا – وبعض المنظمات بزيادة مساهماتها في ميزانية الوكالة، فدفعت دول الخليج 200 مليون دولار، وساهمت روسيا في هذا التمويل، لأول مرة، مما مكن الأونروا في عام 2018 ، من تغطية عجز قدره 446 مليون دولار، وأنقذت الأنوروا بذلك من إعلان إفلاسها.

لكن الأوساط الأميركية لم تغفر ذلك لكرينبول، فاضطر إلى تقديم استقالته للأمين العام للأمم المتحدة يوم 6 نوفمبر 2019، ليعين قبل فترة وجيزة ممثلا للصليب الأحمر في الصين.