• اخر تحديث : 2024-04-24 13:38
news-details
مقالات عربية

قناة السويس VS قناة بن غوريون


مع جنوح السفينة إيفير غيفين في قناة السويس والتسبب بإغلاقها وإحداث إزداحام بحري وذعر تجاري عالمي، وخاصة عند شركات الشحن وشركات التأمين وشركات التجارة العالمية، عاد الحديث عن قناة بديله من خليج العقبة إلى ميناء عسقلان تحت إسم قناة بن غوريون، وهو مخطط قديم منذ ما قبل حرب ١٩٦٧ التي إغلقت بسببها القناة حتى عام ١٩٧٥، وفي المخطط لقناة بن غوريون أنها تسهل حركة السفن بشكل أكبر من قناة السويس بوجود خطين معاكسين منفصلين لحركة السفن إضافة إلى العمق والإتساع.
 
 

لكن المهم في مثل هذه القنوات الملاحية لا يعود إلى المخطط الهندسي والإنشاء إنما يعود إلى العامل الأمني والإستقرار، لذلك فلو أن العامل الأمني والإستقرار متوفران لإنشاء مثل هذه القناة لدى دولة الإحتلال لكان هذا المشروع أنجز ومنذ سنوات كشربة ماء، ومع تعاظم التهديد الأمني لدولة الإحتلال في السنوات الأخيرة بشكل أكبر مما كان سابقا فإن مثل هذا المشروع يعد من ترهات الأحلام، فكيف سيزيد الكيان الصهيوني من نقاط تهديد استراتيجية تقع تحت نار أعدائه، وستذهب عشرات المليارات هباءا منثورا، فقناة بن غوريون سيكون مدخلها على البحر المتوسط تقع شمال قطاع غزة أي تحت أسنان المقاومة الفلسطينية على أقل الإحتمالات، وقناة بن غوريون ستعطي المقاومة في قطاع غزة قوة استراتيجية في تهديد الكيان الصهيوني وإقتصاده لم تمتلكها سابقا، فإن كانت قناة السويس بحاجة لسفينة ضخمة تجنح في وسطها لإقفالها فقناة بن غوريون هي بحاجة لصاروخين من أصغر الأحجام لإقفالها، ويعود الفخر في عمق الموضوع إلى محور المقاومة وقوته المتصاعدة وصواريخه الفاعلة قبل إنطلاقها في حماية الأمن الإستراتيجي الإقتصادي العربي، فالوقائع على الأرض تختلف عن حسابات الأعداء فلو دمر مرفأ بيروت لتعويم مرفأ حيفا، فإن حيفا تحت النار، ولو أغلقت قناة السويس لتعويم قناة بن غوريون، فإن بن غوريون في قبره تحت النار.