نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية تقريرا أعده بن فارمر بعنوان: "جو بايدن ينهي "الحرب الأبدية" الأمريكية - لكن معركة أفغانستان مستمرة".
فبعد أشهر من المداولات مع عدم وجود خيارات جيدة، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن إنهاء أطول حرب خاضتها بلاده وإجراء انسحاب غير مشروط للقوات الأمريكية من أفغانستان في مواجهة حركة طالبان.
ومن المقرر أن تنسحب القوات الأمريكية من أفغانستان قبل الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول، بعد حملة كلفت أمريكا حوالي 2 تريليون دولار وأرواح حوالي 2400 جندي أمريكي.
وينقل التقرير عن مسؤول كبير اطلع على القرار، قوله "لقد عرفنا منذ فترة طويلة أنه لا يوجد حل عسكري للمشاكل التي تعاني منها أفغانستان".
وبوضح الكاتب أن قرار بايدن يفرض انسحاب بقية حلفاء الناتو، الذين ليس لديهم الرغبة ولا الموارد للبقاء بمفردهم.
وبحسب مسؤولي البيت الأبيض فإن بقايا القاعدة في أفغانستان لا تشكل تهديدا للهجوم على أمريكا، وأن أولويات الأمن القومي للولايات المتحدة تمحورت الآن على التنافس مع الصين.
ويشير الكاتب إلى ان طالبان طالما صمدت في وجه كل ما ألقته الولايات المتحدة وحلفاؤها عليهم في العقدين الماضيين بسبب ملاذاتهم في باكستان المجاورة. وقالت الحركة إنها لن تدخل محادثات سلام مع حكومة غني بينما تبقى القوات الأجنبية في البلاد.
وفي مثل هذه الظروف، لا يرى بايدن أن هناك فائدة تذكر من البقاء في أفغانستان على أمل أن يتحسن الوضع.
لكن تقديرات المخابرات الأمريكية تختلف، كما يوضح المقال، فقد قال أحد التقييمات التي سلمت إلى الكونغرس هذا الأسبوع: "ستعاني الحكومة الأفغانية لكبح طالبان إذا سحب التحالف دعمه". لا تزال كابول تواجه انتكاسات في ساحة المعركة، وطالبان واثقة من قدرتها على تحقيق نصر عسكري.
على الرغم من أن الولايات المتحدة ستواصل دفع الأموال للحكومة الأفغانية، في محاولة لتجنب أخطاء التسعينيات، عندما دفع التخلي الدولي البلاد إلى حرب أهلية.
ويخلص التقرير إلى أن بايدن بقراره إعادة القوات إلى الوطن، يكون قادرا على إخبار الناخبين بأنه أنهى حرب أمريكا الأبدية، لكن الأفغان يخشون أن يدخلوا في فصل جديد ربما أكثر قتامة.