رغم انعقاد قمة الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين الأخيرة وسط توترات حول أوكرانيا ومعاملة المعارض الروسي أليكسي نافالني والهجمات الإلكترونية الأخيرة على الولايات المتحدة ومزاعم التدخل في الانتخابات الأميركية؛ فإنها تمخضت عن نتائج مهمة، حسب صحيفة "ذا هيل" الأميركية.
ولخص الكاتب بالصحيفة نيال ستانيدج في تقرير له عن هذه القمة تلك النتائج في النقاط الخمس التالية:
أولا- العودة إلى البراغماتية، فكلا الرئيسين -حسب الصحيفة- كانا حذرين في تقييمهما للاجتماع خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقبه، فبايدن شدد على أهمية "الاستقرار الإستراتيجي"، بينما لفت بوتين إلى أنه "ليس من المنطقي محاولة تخويف بعضنا البعض".
ثانيا- شغب الكابيتول أطل برأسه، وكان الموضوع الأكثر إثارة للجدل في هذا المؤتمر الصحفي، وقد أثاره بوتين ردا على سؤال حول حقوق الإنسان في روسيا، في ضوء انتقادات معاملة الكرملين لنافالني. كما أشار بوتين إلى الانتهاكات الأميركية في العراق وأفغانستان وغوانتانامو، وهو ما رد عليه بايدن بالقول إن أي مقارنة لما حدث في أميركا يوم السادس من يناير/كانون الثاني 2021 مع الاحتجاجات المشروعة ستكون مثيرة للسخرية.
ثالثا- بايدن استحق الإشادة لكونه "ليس دونالد ترامب" (الرئيس الأميركي السابق)؛ إذ كانت لبايدن ميزة كبيرة في قمة أمس الأربعاء، وهي الحد الأدنى الذي حدده سلفه ترامب عندما قابل بوتين في هلسنكي عام 2018. فعندما التقى ترامب بوتين في هلسنكي عام 2018، تعرض الرئيس الأميركي لانتقادات واسعة بسبب أدائه "الجبان". وبوجه عام، حصل بايدن على تقييمات إيجابية في هذا اللقاء لأنه ببساطة بقي ضمن المعايير القياسية، وفقا للصحيفة.
رابعا- بدا بوتين في غاية البهجة بهذه القمة، فقد ظهر في مؤتمره الصحفي المطول مرتاحا في الغالب، بل لجأ في بعض الأحيان إلى المزاح، ولئن اشتكى من ازدواجية المعايير الأميركية في قضايا مثل حقوق الإنسان، فإنه حرص على الإشارة إلى أن الأجواء السائدة في اجتماعه مع بايدن كانت بناءة.
خامسا- القضايا المطروحة لم يتم الخوض في تفاصيلها، فالقمة تميزت بجو إيجابي بين الزعيمين، لكن من غير الواضح ما إذا كانت مقدمة لأي تغيير حقيقي.
ويقول الكاتب صحيح أنهما اتفقا قبيل الاجتماع بالفعل على تمديد معاهدة "نيو ستارت" (New START) للحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية، فإن بوتين ذكر أن البلدين اتفقا على عودة سفيريهما قريبًا.
وبعد الاجتماع، أصدر البيت الأبيض بيانًا أشار فيه إلى أن البلدين "سيشرعان معًا في حوار ثنائي متكامل حول الاستقرار الإستراتيجي في المستقبل القريب وسيكون ذلك مدروسًا وقويًا".
غير أن الصحيفة علقت على هذا البيان بقولها إنه غامض، ويمكن التراجع عنه في أي لحظة عند حدوث أي شيء يثير الاحتكاكات، مثل الهجمات الإلكترونية الجديدة.