وجدت دراسة استطلعت رأي الناخبين اليهود الأمريكيين تم إجراؤها بعد الصراع بين إسرائيل وغزة أن أقلية كبيرة توافق على بعض أشد الانتقادات الموجهة لإسرائيل، بما في ذلك أنها ترتكب الإبادة الجماعية والفصل العنصري.
من بين المشاركين في الاستطلاع الذي أجري بتكليف من معهد الناخبين اليهود، وهو مجموعة يقودها ديمقراطيون يهود بارزون، وافق 34 في المئة على أن “معاملة إسرائيل للفلسطينيين مماثلة للعنصرية في الولايات المتحدة"، واتفق 25 في المئة مع عبارة "إسرائيل دولة أبرتهايد" ووافق 22 في المئة على أن "إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين".
بين الناخبين الأصغر سنا الذين شملهم الاستطلاع الذي نُشرت نتائجه يوم الثلاثاء، كان الاتفاق مع هذه التصريحات أعلى، رغم أن ذلك لا يزال يمثل رأي الأقلية. ووجد الاستطلاع أن 9 في المئة من الناخبين يوافقون على عبارة "ليس لإسرائيل الحق في الوجود". لكن بين الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما، كانت هذه النسبة 20 في المئة. وافق ثلث الناخبين الشباب على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، وهو موقف يقول حتى محامو حقوق الإنسان الذين ينتقدون إسرائيل إنه متطرف. ووافق أكثر من الثلث على أن إسرائيل دولة أبرتهايد.
تُعتبر هذه النتائج صادمة في الوقت الذي تكافح فيه المنظمات المؤيدة لإسرائيل لبرهنة أن إسرائيل هي عنصر مركزي في الهوية اليهودية وأن الانتقادات ضدها تنحرف عادة باتجاه معاد للسامية. تشير نتائج استطلاع الرأي إلى أن الكثير من اليهود الأمريكيين يتفقون مع تصريحات بعض أشد منتقدي إسرائيل من اليسار التي صدرت خلال الصراع بين غزة وإسرائيل في مايو، بما في ذلك في بعض الحالات من قبل مجموعة من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين الذين انتقدهم زملاؤهم بعد ذلك.
استطلاع الآراء السياسية لليهود الأمريكيين كان واسع النطاق، ووجد تأييدًا واسعًا للرئيس جو بايدن وقلقًا عميقًا بشأن جهود الجمهوريين في ولايتي جورجيا وفلوريدا لتشديد الإجراءات التي تسمح بالتصويت. عندما تعلق الأمر بقياس الانتقادات الموجهة لإسرائيل، سأل الاستطلاع المشاركين أولًا عما إذا كانوا يعتقدون أن كل من العبارات النقدية الأربعة معادية للسامية. ثم سُئل أولئك الذين قالوا إن التصريحات ليست معادية للسامية إذا كانوا يؤيدونها.
من بين العبارات الأربع، في حالة واحدة فقط، وافقت الأغلبية – 67 في المئة – على أن عبارة "ليس لإسرائيل الحق في الوجود" هي عبارة معادية للسامية. بالنسبة للأسئلة الثلاثة الأخرى، عدد الأشخاص الذين لم يعتبروا العبارات معادية للسامية كان أكبر من أولئك الذين رأوا أنها كذلك.
الاستطلاع شمل 800 ناخب، وأجرته GBAO Strategies في الفترة من 28 يونيو إلى 1 يوليو عبر الإنترنت وعبر رسائل نصية
في حين أن نسبة الأشخاص الذين اتفقوا مع العبارات الانتقادية لإسرائيل ممن شاركوا في الاستطلاع كانت أعلى مما وصفه العديد من المؤيدين لإسرائيل، فإن نتيجة واحدة على الأقل تتماشى مع نتائج استطلاع رأي آخر تم إجراؤه مؤخرا. عند سؤالهم عما إذا كانوا يشعرون بالارتباط العاطفي بإسرائيل ، قال 62 في المئة من المشاركين في استطلاع معهد الناخبين اليهود إنهم يشعرون على هذا النحو، وقال 38 في المئة إنهم لا يشعرون بارتباط عاطفي، وهي أرقام تتطابق مع تلك الواردة في دراسة معهد Pew التي شملت 4700 يهوديا أمريكيا ونُشرت نتائجها في مايو.
يعرض الاستطلاع الجديد التحدي الأحدث في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الإسرائيلية الجديدة لإصلاح العلاقات مع الجالية اليهودية الأمريكية التي أصبحت إلى حد ما معزولة عن إسرائيل خلال 12 عامًا كان بنيامين نتنياهو فيها رئيسًا للوزراء. وجدت الاستطلاعات أن اليهود الإسرائيليين والأمريكيين يعرفون القليل عن بعضهم البعض.
إحدى العبارات في الاستطلاع، التي تردد ادعاء الرئيس السابق دونالد ترامب، بأن "اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين هم غير موالين لإسرائيل" تم طرحها على من شملهم الاستطلاع لتقييم ما إذا كانت معاداة للسامية. المنظمات اليهودية الرئيسية اعتبرتها كذلك. ومع ذلك، في حين أن الغالبية العظمى من المشاركين في الاستطلاع (77 في المئة) لم توافق على العبارة، قال 26 في المئة فقط إنهم يعتقدون أنها معادية للسامية.
عند سؤالهم عن حل الدولتين، قال 61 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إنه النتيجة المفضلة لديهم. لكن 19 في المئة قالوا إنهم يفضلون ضم الضفة الغربية في خطوة تحرم الفلسطينيين من حق التصويت في الانتخابات العامة، بينما قال 20 في المئة إنهم يفضلون "إقامة دولة واحدة لا يهودية ولا فلسطينية" تشمل إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة. تخضع غزة حاليا لسيطرة حركة “حماس”.
المشرعون الديمقراطيون الذين انتقدوا إسرائيل أثناء الصراع، بمن فيهم النواب كوري بوش، وإلهان عمر، ورشيدة طليب، أثاروا أيضًا فكرة قطع المساعدات عن إسرائيل. في حين أن الغالبية العظمى من المشاركين في الاستطلاع (71 في المئة) قالوا إنه من "المهم" تقديم المساعدة المالية لإسرائيل، قالت أغلبية أصغر حجمًا (58 في المئة) إنه سيكون من المناسب تقييد المساعدات لإسرائيل حتى لا تتمكن من إنفاق الأموال الأمريكية على المستوطنات. الغالبية (62 في المئة) تؤيد قيام بايدن بعكس سياسة ترامب التي قطع من خلالها المساعدات عن الفلسطينيين.
أظهر الاستطلاع استمرار الدعم بين الناخبين اليهود لبايدن والديمقراطيين، بما يتناسب مع استطلاع أجرته اللجنة اليهودية الأمريكية قبل صراع غزة. في الاستطلاع الأخير، حصل بايدن على 80 في المئة من التأييد، و 74 في المئة الذين اتفقوا مع كيفية "تعامله مع العلاقات مع إسرائيل". وحصل بايدن على تأييد بنسبة 62 في المئة لكيفية تعامله مع الصراع الأخير بين إسرائيل وغزة.
من بين الأرثوذكس الذين صوتوا إلى حد كبير للجمهوريين في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 حصل بايدن على 31 في المئة من التأييد بشكل عام، ولكن بشكل ملحوظ حظي بنسبة أعلى – 44 في المئة – لكيفية تعامله مع العلاقات مع إسرائيل. كما حظي بتأييد 37 في المئة من الأرثوذكس للطريقة التي تعامل بها مع الصراع الأخير.
عند سؤالهم عما إذا كانوا يفضلون ديمقراطيا على جمهوري في التصويت للكونغرس في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، فضل 68 في المئة ديمقراطيا شاملا و21 في المئة فضلوا جمهوريًا.
حصلت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر على 54 في المئة و 52 في المئة تباعًا، وحصل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن مكارثي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل على 10 في المئة.
على الصعيد المحلي، ركز المشاركون في الاستطلاع على قضايا تغير المناخ وحقوق التصويت والوظائف والاقتصاد ووباء كورونا. من اللافت للنظر أن 83 في المئة من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم قلقون بشأن جهود الجمهوريين في جورجيا وفلوريدا لتقييد التصويت، وهي خطوة يقول الديمقراطيون إنها تهدف إلى تثبيط الناخبين من الأقليات. أيد 76 في المئة ممن شملهم الاستطلاع التشريع الفيدرالي المدعوم من الديمقراطيين والذي من شأنه أن يعيق جهود الولاية لتقييد حقوق التصويت، وأيد 62 في المئة إلغاء العرقلة البرلمانية في مجلس الشيوخ للسماح للأغلبية الديمقراطية بتمرير التشريع.
وكان القلق بشأن معاداة السامية في الولايات المتحدة مرتفعا ، بنسبة 90 في المئة، ويرى أكثر من 61 في المئة من الناخبين أن التهديد جاء من اليمين أكثر من أولئك الذين يرون أنه جاء من اليسار (22 في المئة). أما الناخبون الذين شعروا بأن التهديد متساو من الجانبين فبلغت نسبتهم 12 في المئة. بين الأرثوذكس، قال 69 في المئة أن التهديد جاء من اليسار، و10 في المئة من اليمين، و18 في المئة من الجانبين.