• اخر تحديث : 2024-11-15 12:27
news-details
تقارير

عقب هجمات مطار كابل.. بدائل كلها سيئة أمام بايدن


وفقا لبيانات وزارة الدفاع الأميركية، تُعدّ هجمات أمس في محيط مطار كابل والتي أسفرت عن مقتل 13 من عناصر قوات مشاة البحرية (المارينز)، الأخطر ضد القوات الأميركية منذ سقوط مروحية يوم 5 أغسطس/آب 2011، مما يجعل هذه الهجمات الأكثر دموية خلال العقد الأخير.

وصدمت أنباء هجمات مطار كابل وسقوط قتلى بين القوات الأميركية العاصمة واشنطن، ولم يقتصر توجيه الانتقادات للرئيس جو بايدن على الجانب الجمهوري، إذ هاجم الكثير من الديمقراطيين سوء تخطيط بايدن وإدارته لعملية الانسحاب من أفغانستان.

ومع رصد ردود أفعال كبار أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فمن غير المرجح أن تغير هجمات يوم الأربعاء في محيط مطار كابل أي رأي بشأن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان. ويفسر كل طرف من أنصار الانسحاب والمعارضين له، ما جرى لتعزير مواقفه السابقة، في وقت تراجعت فيه قيمة الأصوات والآراء المعتدلة.

وأصبح السؤال الأكثر ترددا بين المراقبين الأميركيين يتعلق بالخيارات المتاحة للرئيس بايدن بعد هجمات مطار كابل، وإذا ما كان يتوجب عليه تغيير إستراتيجيته لإتمام الانسحاب بحلول 31 أغسطس/آب الجاري.

خيارات بايدن كلها سيئة

اعتبر ديفيد ماك السفير السابق ومساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأدنى والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي، أن "كل خيارات بايدن سيئة، لكن التمسك بإستراتيجيته للخروج في الأيام القليلة القادمة هو الأقل سوءا، فهناك احتمالات بألا يستطيع بعض الأميركيين الوصول إلى المطار، إما لصعوبة ذلك لوجيستيا، أو لأنهم يختارون عدم المحاولة".

واضاف أنه "سيتعين على الولايات المتحدة استخدام الدبلوماسية والحوافز الاقتصادية والتهديد بفرض عقوبات لإخراجهم في نهاية المطاف. وباستثناء القلة القليلة نسبيا التي سترغب حقا في البقاء من الأميركيين، سيكون هناك أعداد أكبر بكثير من حلفائنا الأفغان، وهذه مأساة ضخمة، ولكن لا مفر منها".

وعلى الرغم من غضب الرأي العام الأميركي من فوضى عملية الاجلاء وسوء التخطيط لها ووقوع ضحايا في الهجمات، أشار ماك إلى أنه "من المفارقة ومن المرجح أن يدعم الرأي العام الأميركي تصميم الرئيس بايدن على المغادرة في أقرب وقت ممكن، فالغالبية العظمى من الأميركيين على استعداد لتقبل بعض الخسائر من أجل أن تنتهي هذه الحرب".

وتابع "كنت في لبنان عندما قرر ريغان سحب مشاة البحرية الأميركية، وفعل ذلك فجأة. معظم أصدقائنا اللبنانيين والجالية اللبنانية الأميركية الكبيرة شعروا بالتخلي عنهم. كان سفيرنا يعتقد أن هذا أمر لا يمكن تصوره، ولكن في النهاية لم يدفع ريغان أي ثمن سياسي محلي كبير، وفي وقت لاحق من ذلك العام، انتُخب لولاية ثانية. لقد قرأ ريغان بذكاء رغبات الرأي العام الأميركي حول هذه المسألة بشكل صحيح، وأعتقد أن بايدن يفعل الشيء نفسه".

وتوقع ماك أن تستكمل القوات الأميركية مهامها قبل انتهاء الموعد المقرر نهاية الشهر الجاري، وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن "من المحتمل أن يُكمل الأميركيون انسحابهم يوم 31 أغسطس/آب، حتى إن بدا الأمر وكأنه سيستغرق بضعة أيام أخرى فقط".

وقال "أعتقد أن هناك طرقا يمكننا من خلالها حمل طالبان على الموافقة، فالحركة وبعد كل شيء سوف تتخلص من القوات الأميركية في النهاية، ولقد قبلوا التمديد من الموعد الأول الذي كان مقررا له 1 مايو/أيار وأصبح 1 سبتمبر/أيلول، ومن مصلحتها الحفاظ على بعض الروابط مع الولايات المتحدة، فهي تريد الشرعية والمساعدة الاقتصادية والاستخباراتية التي يمكن أن نقدمها لهم في مواجهتها مع تنظيم داعش-خراسان (تنظيم الدولة الإسلامية)".

علينا الانتقام ولو من طالبان

دعا المسؤول الاستخباراتي السابق والباحث حاليا بمعهد الشرق الأوسط تشارلز دان، إدارة بايدن للانتقام ردا على الهجمات، وقال "يمكن لبايدن أن ينتقم من طالبان، حتى لو لم تنفذ هي الهجوم، فطالبان تدعي أنها مسؤولة عن أمن العاصمة كابل. ويمكن أيضا لبايدن أن يوسع المحيط الأمني للمطار بصورة كبيرة من خلال ضخّ المزيد من القوات الإضافية".

واعتبر دان أن "ما حدث الأربعاء سيطارد بايدن لفترة طويلة، وإذا استعاد الجمهوريون أحد مجلسي الكونغرس أو كليهما في انتخابات العام القادم، فسنشهد تحقيقات على غرار تحقيقات حادثة بنغازي، لكنها ستكون على نطاق أوسع".

ورأى دان أنه يمكن "أن تُسرع الولايات المتحدة في الخروج بحلول يوم 31 من الشهر، ما لم يضغط الحلفاء أو الرأي العام على الرئيس بايدن للقيام بخلاف ذلك. من ناحية ثانية، يتطلب تمديد موعد الانسحاب خطة إستراتيجية محكمة، ولا يبدو أن إدارة بايدن مهيئة لذلك في الوقت الراهن".

ونصح دان الإدارة الأميركية بعدم "الارتجاف أمام رفض طالبان لوجود قواتنا هناك لما بعد 31 أغسطس/آب إذا كان ذلك ضروريا"، وأضاف "علينا تذكير طالبان بأنه مع انعدام المصالح الأميركية في أفغانستان بعد انسحابنا منها، فإنه يمكن للولايات المتحدة أن تختار لعب دور المفسد لحكومتها الجديدة، كما أن علينا تذكيرهم بما تضمه ترسانتنا من أسلحة ذات قوة تدميرية فائقة".

استمرار التهديداتفي الوقت ذاته، توقع قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي أن تستمر هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، مستبعدا أن تكون حركة طالبان متورطة في تفجيري مطار كابل اللذين تبنى التنظيم أحدهما.

وقال ماكينزي إن البنتاغون "لا يقدم لطالبان كل المعلومات التي لديه بل بعضها فقط لمنع وقوع هجمات"، مشيرا إلى أن بعض الهجمات أحبطت، وأن تقاسم المعلومات مع طالبان هدفه تسهيل قيامها بعمليات التفتيش الكافية.

من جانبه، غرد ريك غولدبيرغ الخبير بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمسؤول السابق بالكونغرس، يقول "إذا كان هناك أي شخص لا يزال يشك في ما إذا كانت أفغانستان ستصبح مرة أخرى ملاذا للإرهابيين من كل العالم إذا انسحبت الولايات المتحدة منها وسمحت لكابل بالسقوط، لديك اليوم إجابة، وسيزداد هذا التهديد وسيستنزف مواردنا لسنوات قادمة".