ان تغير المناخ الدولي واخفاقات امريكا وهزائمها وتقلبات الاحداث في منطقة الشرق الاوسط وظهور اقطاب قوية ندا لها مثل الصين وروسيا وجمهورية إيران الاسلامية غير معادلة الصراع.
اما بروز الصين كأخطبوط اقتصادي بديلا عن الحروب والهيمنة العسكرية اعطى رسالة واضحة لأمريكا بأهمية الاقتصاد العالمي وتأثيره رغم انها تمتلك اقتصادا قويا.
اسلوب الحصار واستخدام الورقة الاقتصادية لإذلال الشعوب من قبل امريكا لن تجدي نفعا امام وقوف جمهورية إيران الاسلامية حينما كسرت الحصار عن فنزويلا وكذلك عن لبنان وتجاوزت الخطوط الحمر التي فرضتها امريكا كورقة ضاغطة للتغيير السياسي في الدول المناهضة للسياسة الامريكية.
ان الادارة الامريكية فشلت في فرض عقوبات لاإنسانية على إيران والصين وروسيا وتركيا وفنزويلا وقطع المساعدات عن الفلسطينيين، لان العالم أيقن ان تعدد الاقطاب فيه سيمنحه توازنا من اجل ارساء قيم الانسانية والتنمية والبناء والاستثمار والتعاون المثمر بين البلدان بعيدا عن الغطرسة الامريكية.
من المؤكد ان الكيان الصهيوني يتطلع لدور أكبر في منطقة الشرق الاوسط بوجود ومساعدة امريكا للضغوط القصوى على إيران ولبنان وبالذات المقاومة الا انه غير قادرة على مواجهة المواقف الصلبة لإيران المساند لمقاومة لبنان ضد التحديات والاستفزازات الصهيونية ومحاولة اركاعه او جره لحرب مفتوحة واما تصريحات السيد نصرالله الذي اعتبر الناقلة الايرانية ارض لبنانية فقد شكل نقطة تحدي وربما مواجهة يخشاها الكيان الصهيوني.
وبإعلان السيد حسن نصر الله ساد الصمت والقبول بالأمر الواقع من قبل امريكا التي تدعي مساعدة لبنان وهي تسعى لحصاره وتعقيد مشهده السياسي من خلال التدخل بالشأن الداخلي، واما الحكومة الصهيونية فأخذت جانب الصمت مجنبة نفسها الصدام الخاسر مع لبنان.
الواقع سيتغير لصالح الشعوب عموما، وستنتصر ارادة الدول التي ترفض الهيمنة والغطرسة الامريكية وحكم القطب الواحد.
الشراكات الاقتصادية الدولية والمواقف السياسية الموحدة للدول وتقوية اقتصاد الداخل كفيلة بتضعيف القرارات الامريكية مستقبلا وتغيير التحكم في العالم وحل ازماته بعيدا عن الصراعات الدولية والازمات التي تختلقها امريكا في العالم .