أورد موقع "عربي 21" أنه في خضم تطورات الأزمة السودانية الأخيرة بعد الانقلاب الذي نفذه الجيش، عاد إسم "إسرائيل" ليظهر مجددًا، لا سيما مع تواتر الأنباء عن زيارة وفد أمني إسرائيلي، يقوده ضباط كبار من جهاز الموساد، الذي قيل إنه قام بزيارة سرية إلى الخرطوم، عقب إعلان الجيش السوداني فرض سيطرته على البلاد.
المراسل السياسي لموقع "ويللا" الإسرائيلي باراك رافيد، والمعروف بعلاقاته الوثيقة مع دوائر صنع القرار في تل أبيب، كشف في تقرير أن "المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين اجتمعوا مع نظرائهم السودانيين، بغرض التعرف إلى طبيعة الأحداث السائدة، والخروج بصورة واضحة عما تشهده البلاد التي اتفقت قبل أشهر على تطبيع العلاقات مع تل أبيب".
وأضاف أنه "في حين حظيت أحداث السودان بإدانات دولية، لكن تل أبيب بقيت ملتزمة الصمت، مما يشير إلى أنها راضية عنها، وربما تكون داعمة لها".
يذكر أن المسؤول السوداني الذي التقى بوفد الموساد الإسرائيلي هو محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي"، وهو قائد قوات الدعم السريع، كما يشغل منصب نائب اللواء عبد الفتاح البرهان، الذي قاد الأحداث الأخيرة في السودان.
وأكثر من ذلك، فقد كشف ذات الموقع الإخباري الإسرائيلي أن حميدتي قام بزيارة إسرائيل مع وفد عسكري سوداني، قبل عدة أسابيع من استيلاء الجيش على السلطة في السودان، وخلال زيارته تلك عقد لقاء مع عدد من كبار ضباط "مجلس الأمن القومي"، فضلًا عن مسؤولين إضافيين يعملون في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، من دون الكشف عن ماهية المباحثات التي أجراها الوفد السوداني الرفيع في تل أبيب.
تجدر الإشارة إلى أن انقلاب الجيش السوداني ترك تأثيره السلبي على مستقبل اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، عقب إعلان المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس عن الحاجة لإعادة تقييم تلك الاتفاقية بعد الأحداث السودانية الأخيرة.
وفي وقت لاحق، جاء مفاجئا أن يطلب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين من "إسرائيل" عبر اتصاله بوزير حربها بيني غانتس تشجيع الجيش السوداني على إنهاء الانقلاب، في ضوء ما وصفتها واشنطن بالعلاقات الوثيقة بين البرهان وتل أبيب التي لم تصدر موقفًا يدين أحداث السودان، بل بقيت صامتة.
بدوره، كشف إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير أن "المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان سيزور "إسرائيل" بعد أيام لإجراء محادثات بشأن السودان، وتشير هذه التطورات إلى أن إسرائيل باتت تؤدي دورًا مفصليًّا بشأن الأحداث السودانية، وليست على الهامش، كما توقعت بعض الأوساط".
وفي حين رحبت العديد من العواصم الإقليمية والدولية بالبيان الرباعي حول السودان، ودعت لإعادة الحكومة المدنية هناك، وقد تم صياغته من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، لكن مصر امتنعت عن التوقيع عليه، بالتزامن مع أحاديث عن زيارة البرهان إليها قبل تطورات السودان الأخيرة، في حين أن إسرائيل رفضت الإشارة إلى البيان، مما يعني أنها ليست متوافقة مع حلفائها الإقليميين والدوليين عن محتواه، وأنها قد تكون راضية عن أحداث السودان الجارية.