تنبع الأهمية الجيوسياسية لإفريقيا من خلال موقعها الاستراتيجي الذي يعتبر ممرًّا مهمًّا في طرق المواصلات العالمية، وسيطرتها على أهم الأذرع المائية من وجهة الملاحة الدولية، وبما تملكه من ثروات وموارد طبيعية، سيما منطقة شرق إفريقيا التي يتداخل فيها القرن الإفريقي مع منطقة البحيرات العظمي وحوض النيل، لكن بسبب نقص الإمكانيات المادية والفنية والتكنولوجية والكوادر البشرية للدول الإفريقية وتنامي أطماع الدول العظمى، وتقاطع مصالحها ونفوذها، تعاني المنطقة من استقطاب حادٍّ متعدد الأطراف، وتحول الإقليم إلى مسرح لحالة من الصراع الدولي المحموم لأكثر من قرنين من الزمن، وحديثًا تصادم النفوذ الأميركي والأوروبي والإسرائيلي، وتنامي واستفحال النفوذ الصيني والروسي، كما أننا لا نغفل الوجود والنفوذ التركي الذي كان له وجود تاريخي في المنطقة إبَّان الدولة العثمانية في القرن قبل الماضي، فهو أيضًا زحف للمنطقة بحثًا عن مصالح ونفوذ جديد له فيها.