• اخر تحديث : 2024-07-03 14:23
news-details
تقارير

المستوطنون يصعدون من جرائمهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية


قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير لها إن المستوطنين الإسرائيليين قد ضاعفوا بشكل كبير من هجماتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة، حيث ارتفعت حوادث العنف بنحو 150 في المائة في العامين الماضيين، وفقاً لبيانات قدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في اجتماع وزارة الأمن الإسرائيلية هذا الشهر.

ووجدت وكالة تابعة للأمم المتحدة بشكل منفصل أن 115 فلسطينياً تعرضوا للضرب أو للهجوم من قبل المستوطنين منذ بداية العام 2021، مما أسفر عن مقتل أربعة فلسطينيين. وتم توثيق أكثر من 300 حادثة تدمير للممتلكات، بما في ذلك قطع أشجار الزيتون وحرقها خلال موسم حصاد الخريف، خلال نفس الفترة الزمنية.

وقالت الصحيفة إن موجة الضرب والحرق المتعمد والتخريب ورشق الحجارة - معظمها في الأماكن التي تقع فيها المزارع والبساتين الفلسطينية بجوار المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها "إسرائيل" في حرب عام 1967 – دفعت بعض قادة الائتلاف الحاكم في "إسرائيل" إلى الدعوة إلى قمع عنف المستوطنين.

وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن الأمن في مناطق الضفة الغربية المحتلة حيث توجد المستوطنات، لكن مقاطع الفيديو التي جمعتها مجموعات حقوق الإنسان الإسرائيلية تظهر أن الجنود لا يفعلون الكثير للتدخل أثناء الأحداث.

وتقول الجماعات الحقوقية إن الجنود من المرجح أن يقوموا باحتجاز الفلسطينيين أكثر من المستوطنين، وفي بعض الحالات ساعدوا المستوطنين في هجماتهم على الفلسطينيين. لكن في حالات أخرى اشتبك المستوطنون مع جنود إسرائيليين.

ويوم الأربعاء الماضي، سلم قادة الأمن الإسرائيلي - مجموعة من أكثر من 300 مسؤول عسكري وأمني واستخباراتي إسرائيلي متقاعد - رسالة إلى أعضاء الكنيست الإسرائيلي، استنكروا فيها عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين باعتباره "تهديداً لسيادة القانون والمكانة الدولية لدولة إسرائيل". وقالوا إن "مجموعات من المستوطنين ترتكب أعمال عنف مميتة ضد الفلسطينيين - معظمهم من القرويين العاجزين - في المناطق الخاضعة لسيطرتنا. هذا غير مقبول تماماً من منظور أخلاقي وإنساني، ويتعارض مع القيم اليهودية لإسرائيل".

وفي تقرير لمراسلة صحيفة "الإندبندنت" الإلكترونية في الشرق الأوسط، بل ترو، بعنوان "المستوطنون الإسرائيليون يصعّدون هجماتهم على الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون مستخدمين المناشير والمجزات والمعاول".

تقول الكاتبة إن المستوطنين الإسرائيليين "دمروا أكثر من 100 شجرة تقع على أرض في الضفة الغربية المحتلة تقوم عائلة سليمان الجعفر بزراعتها منذ أكثر من قرن. اقتُلعت بعض الأشجار تماما، فزرع أفراد الأسرة المزيد بسرعة خوفا من استيلاء المستوطنين على الأرض والادعاء بأنها غير مأهولة".

وقال سليمان لصحيفة الإندبندنت إن "هذه الهجمات غير مسبوقة هذا العام من حيث وتيرة ومستوى العنف"، وأضاف "هناك منظمات مؤيدة للاستيطان تحرض المستوطنين بل وتنقل الناس بالحافلات إلى بعض المناطق".

وشهد موسم الحصاد هذا العام، الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول، تصاعدا في هجمات المستوطنين الإسرائيليين على مزارع الزيتون الفلسطينية، "لكن بدلا من محاولة منع العنف، يقول النشطاء إن إسرائيل تستخدمه كأداة لإبعاد الفلسطينيين عن الزراعة وأراضي المراعي في الضفة الغربية المحتلة"، وفق الكاتبة.

وتشير الكاتبة إلى أن تقارير لإذاعة الجيش الإٍسرائيلي تفيد "أنه كان هناك ارتفاع بنسبة 60 في المئة في الهجمات العنيفة من قبل المستوطنين المتطرفين مقارنة بعام 2020، والتي كانت بالفعل سنة سيئة".

وتلفت الكاتبة إلى أن البيانات التي جمعها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تقول إنه "منذ بداية موسم قطف الزيتون، قام أشخاص معروفون أو يُعتقد أنهم مستوطنون بإتلاف أو سرقة محصول أكثر من 2000 شجرة".

ووفقا للأمم المتحدة، ارتفع عدد حوادث عنف المستوطنين التي أسفرت عن سقوط ضحايا فلسطينيين على أساس سنوي منذ عام 2016.

وتقول الكاتبة إن "المزارعين يواجهون كل عام تهديدات مختلفة من المستوطنين، بما في ذلك التخويف والاعتداءات الجسدية والتدمير واقتلاع وتخريب أشجار الزيتون الخاصة بهم، وسرقة المحاصيل وأدوات الحصاد".

وبحسب بيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد تم تدمير أكثر من 9300 شجرة في الضفة الغربية، بين أغسطس/آب 2020 وأغسطس/آب من هذا العام، توضح الكاتبة.

وتقول الكاتبة إن "جماعات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية اتهمت قوات الأمن الإسرائيلية بتعمد غض الطرف أو تجاهل العنف كجزء من خطة إسرائيل لتأمين المزيد من الأراضي في الضفة الغربية المرغوبة، والتي يرى الفلسطينيون أنها جزء لا يتجزأ من دولتهم المستقبلية".