• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58

على الرغم من أن موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية المقبلة المقرر في تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلا أن المعارضة التركية في حالة استنفار وتباحث على مدار الساعة للتوصل إلى ائتلاف انتخابي على ضوء الأنباء التي تتردد منذ بداية العام 2020 في أنقرة بأن النظام التركي سوف يسعى إلى انتخابات برلمانية مبكرة هي الثالثة بعد انتخابات 2015 و2018، وانتخابات رئاسية مبكرة هي الثانية بعد انتخابات 2018، وذلك على ضوء الانشقاقات الداخلية وانهيار الليرة التركية.

والحياة الحزبية التركية تضم الحزب الدائم، ألا وهو الحزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك في حقبة الحزب الواحد، وإلى جانبه هناك تجارب حزبية وصلت إلى القمة وأزاحت حزب الشعب إلى المرتبة الثانية والثالثة في بعض الانتخابات، ولكنها لم تكن تجارب دائمة بل مرتبطة بشخص أو فكر أو مد إقليمي أو مشروع قومي قبل أن يخبو رجالاته ويستمر حزب الشعب ليصبح أقدم الأحزاب التركية على الساحة.

ومع ذلك، يدرك الجمهوريون وأركان المعارضة التركية كافة حقيقة أن حزب الشعب غير قادر منفردًا على إزاحة حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيس الدولة رجب طيب أردوغان، وأن الامر يتطلب تحالفًا عريضًا يضم أطياف الحياة الحزبية التركية كافة، على أن تكون زعامة الائتلاف للزعامة التاريخية للأحزاب التركية، وتحديدًا حزب الشعب الجمهوري.

وفي ما يلي أهم الأحزاب التركية وموقعها من الموالاة والمعارضة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة متى عقدت:

1ـ حزب الوطن في 1000 يوم: مؤسسه ورئيسه هو محرم إينجه، حل ثانيًا في انتخابات الرئاسة عام 2018 بعد أردوغان، ويحظى بشعبية كبيرة داخل الأوساط الجمهورية التركية.

ويتردد في أنقرة أن انفصاله عن حزب الشعب قد أتى بمكيدة من نظام أردوغان من أجل تقسيم الحزب، ومع ذلك يؤكد إينجه أنه لا يمانع الائتلاف مع الحزب في الانتخابات المقبلة. ويمثل إينجه اليمين داخل حزب الشعب بعد أن سيطر يسار الوسط على الحزب منذ تولي رئاسته كمال كليتشدار أوغلو في أيار\ مايو 2010 لليوم.

 2ـ حزب التجديد: مؤسسه ورئيسه قنصل تركيا الأسبق في الموصل العراقية أوزتورك يلماظ، وكان يشغل منصب نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، لكن كما الحال مع محرم إينجه فإن توجه الحزب إلى يسار الوسط جعل يلماظ القومي اليميني يقرر تشكيل حزب يمثل اليمين الجمهوري، بالإضافة إلى أن الحزب قد قام بفصله في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 بعد أن طالب برفع الأذان باللغة التركية، وليس العربية.

  3ـ حزب الخير: أسسته، وترأسته ميرال أكشينا، ذات الشعبية الكبيرة بين التيار الإسلامي، بدأت مع حزب الطريق القويم الذي شارك في وزارة نجم الدين أربكان، إذ اختارها أربكان لمنصب وزيرة الداخلية ما بين عامي 1996 و1997، في محاولة لطمأنة المجتمع الدولي باختيار امرأة لوزارة الداخلية وامرأة ثانية لوزارة الخارجية.

وكانت أكشينار من مؤسسي حزب العدالة والتنمية جنبًا إلى جنب مع عبد الله جول وأروغان، ولكنها اختلفت مع أردوغان على وجه التحديد، وانضمت إلى حزب الحركة القومية، وهو حزب يمثل اليمين القومي التركي المتطرف، ومع ذلك لا يختلف أيدولوجيًا مع الإسلام السياسي التركي على ضوء حقيقة أن القومية التركية والإسلام العثماني وجهان لعملة واحدة، حيث دخل الحزب برئاسة ألب أرسلان توركش في الوزارات الائتلافية خلال سبعينيات القرن العشرين مع أحزاب أربكان في وزارتي سليمان دميريل.

وعلى ضوء شعبيتها داخل التيارين الإسلامي والقومي المتطرف، أسست حزب الخير عام 2017، ويطلق عليها أنصارها من الإسلاميين والقوميين لقب المرأة الذئب.

 4ـ حزب الشعوب التركية الديمقراطي: تأسس عام 2012 وأصبح من اهم الأحزاب المعارضة والصاعدة في تركيا، ينادي بدولة متعددة القوميات، وإعطاء كرد تركيا كامل حقوق المواطنة، تعرض الحزب وقادته للتنكيل والتوقيف، بل والفصل من عضوية البرلمان علي يد حزب أردوغان. ويحاول الإعلام التركي دائمًا ربطه بحزب العمال الكردستاني المحظور.

 5ـ لحزب الديمقراطي: أسسته الكوادر الباقية من حزب الطريق القويم، ينتمي إلى اليمين القومي التركي.

  6ـ الحزب الوطني التركي: على الرغم من أن الحزب ينتمي إلى يسار القومية التركية، إلا أنه دعم حزب أردوغان في انتخابات 2018، وينوي تكرار التجربة في الانتخابات المقبلة، الحزب ضد توجه تركيا إلى أمريكا وحلف الناتو، وداعم لتوجه أنقرة إلى الصين وروسيا، تأسس عام 1992 تحت اسم حزب العمال الأتراك، ويمثل قمة الاختراق الإسلامي لليسار.

 7 ـ حزب تركيا المستقلة: ينتمي إلى اليمين القومي، متأثر بفكر كمال أتاتورك، أسسه حيدر باش في 25 سبتمبر 2001، شارك في الائتلاف الانتخابي للقوي المدنية في انتخابات برلمان 2018 وينوي قادته تكرار التجربة.

  8ـ حزب اليسار الديمقراطي: من أعرق الأحزاب التركية، ويدخل في ائتلافات دائمة مع حزب الشعب الجمهوري على ضوء التقارب اليساري بين الحزبين في السنوات العشر الأخيرة.

  9ـ حزب السعادة: حزب أربكان الأخير، يرأسه تمل كاراملا أوغلو، وعلى ضوء الخلاف بين نهج أربكان وأفكار أردوغان فإن الحزب دخل في ائتلاف القوي المدنية في انتخابات 2018 وينوي تكرار التجربة في الانتخابات المقبلة.

  10ـ حزب الرفاه الجديد: يعود اسمه إلى حزب الرفاه أبرز أحزاب الراحل أربكان، أسسه ابنه فاتح أربكان بدعم من أردوغان لتقسيم حزب السعادة، من المقرر أن يدخل الانتخابات بشكل منفرد أو العمل مع حزب أردوغان.

  11ـ حزب الدعوة الحرة: تأسس عام 2012 على يد منشقين عن حزب الله الكردي، وكلاهما حركة سنية سلفية نشطة بين الأكراد، وتعمل ضد حزب العمال الكردستاني باعتبارهم شيوعيين كفار يجب محاربتهم في جنوب شرق الأناضول. دعم الحزب قوائم أردوغان في انتخابات 2018 وينوي تكرار التجربة في الانتخابات المقبلة.

  12ـ حزب العسكريين المدنيين: تأسس عام 2015 بدعم من نظام أردوغان، أسسه صغار ضباط الجيش الذين خرجوا من الخدمة العسكرية لأسباب مختلفة، دعم الحزب نظام أردوغان في الانتخابات الأخيرة.

  13ـ حزب الاتحاد الكبير: ينتمي إلى اليمين القومي، تأسس عام 1993، على اتصال مع منظمة الذئاب الرمادية التي استخدمها أردوغان في سوريا وفى قمع انقلاب تموز\يوليو 2016.

   14ـ حزب الحركة القومية التركية: أهم الأحزاب القومية المتطرفة في تركيا، يرأسه دولت بهجلي، وهو نائب رئيس الوزراء ما بين عامي 1999 و2002. وفى تزاوج بين القومية التركية والإسلام العثماني، تحالف الأخير مع أردوغان في انتخابات 2018 وينوي تكرار التجربة في الانتخابات المقبلة.

 15ـ حزب المستقبل: لـ أحمد داود أوغلو، المنشق عن نظام أردوغان وحزبه.

   16ـ حزب الديمقراطية والتقدم: لـ علي باباجان، المنشق عن نظام أردوغان وحزبه.

ائتلاف المعارضة الكبير

وإذا كان الائتلاف الحكومي سوف يتألف من حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان وحزب الحركة القومية التركية، فإن ائتلاف المعارضة سوف يضم حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير وحزب السعادة وحزب اليسار الديموقراطي، ولكن الجديد هذه المرة هو المفاوضات الجارية مع حزبي أحمد داود اوغلو وعلى باباجان والرئيس التركي السابق عبد الله جول من أجل تأسيس أكبر ائتلاف حزبي معارض في تاريخ تركيا.

ومما لا شك فيه أن انضمام الأحزاب المنشقة عن حزب أردوغان، وبثقل داود أوغلو منظر العثمانيين الجدد إلى ائتلاف المعارضة، سوف يشكل سحبًا هائلًا من رصيد أردوغان وحزبه من الأقاليم التركية، كما أن الائتلاف يسعى إلى التحالف مع الأحزاب الجمهورية وعلى رأسهم حزبي الوطن والتجديد على ضوء تمثيلهم لليمين القومي الكمالي.

أبرز المرشحين الرئاسيين

رغم أسماء زعماء الأحزاب سالفة الذكر، إلا أن استطلاعات الراي تشير تزايد فرص منصور يافاش عمدة أنقرة في منافسة أردوغان على ضوء هزيمته لمرشح أردوغان في الانتخابات المحلية العاصفة عام 2019، كذا عمدة إسطنبول أكرم إمام اوغلو، وكلاهما عضو في حزب الشعب الجمهوري. ولا يشترط أن يرشح الحزب رئيسه للانتخابات الرئاسية، حيث يختار الحزب مرشحًا للرئاسة بغض النظر عن شخصية رئيس الحزب.