• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
تقارير

"واشنطن بوست": العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لا تزال بعيدة المنال


قالت صحيفة "واشنطن بوست"  الأميركية في تقرير لها إنه بعد نحو عام من بدء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، لا تزال العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني بعيدة المنال إذ أن هناك مجموعة جديدة من الشخصيات في الوفد الإيراني في محادثات فيينا تقود مفاوضات صعبة.

فقد استؤنفت المحادثات في فيينا الأسبوع الماضي بعد توقف دام خمسة أشهر في أعقاب انتخاب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حزيران / يونيو الماضي، لتتأجل يوم الجمعة. ويتوقع المفاوضون أن يبدأوا المحادثات مجدداً هذا الأسبوع.

ورأت الصحيفة أنه بدا أن الطرفين كانا على وشك التوصل إلى اتفاق في حزيران /يونيو، قبل أن يؤدي انتخاب رئيسي إلى توقف المحادثات وخفض توقعات الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق. واستبدل الإيرانيون مسؤولين أكثر اعتدالاً كانوا معروفين جداً لإدارة بايدن. وبعد خمسة أشهر، يبدو أن العديد من العوامل تتراكم ضد إمكانية التقدم.

وكما في الجولات السابقة من المفاوضات الهادفة إلى إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الامتثال للاتفاق النووي – الذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2018 - لم يلتقِ مفاوضو البلدين الرئيسيين وجهاً لوجه إذ يخيّم دبلوماسيونهم في فنادق مختلفة بينما يطلع الأوروبيون الأميركيين على مجرى المحادثات.

وتعهد بايدن في حملته الانتخابية إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. لكن تخفيف العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب لم يأتِ بالسرعة التي كان يأملها الإيرانيون.

ومع استئناف المفاوضات  وصفت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض جين ساكي العودة إلى الاتفاق بأنها "أفضل خيار متاح لدينا". لكن حتى الآن، كانت المحادثات صعبة بسبب انعدام الثقة.

وقال رئيسي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي إن "إرسال فريق شامل للمفاوضات يظهر الإرادة الجادة لإيران في هذه المفاوضات". لكن كبير مفاوضيه، علي باقري كني، الذي وصف الاتفاق النووي ذات مرة بأنه "طفل مريض"، قال إن كل شيء تم التفاوض عليه خلال الجولات الست من المحادثات بين نيسان / أبريل وحزيران / يونيو الماضيين كان مفتوحاً للنقاش.

وبعد أيام عدة، قدمت إيران للقوى الأوروبية مسودات منقحة بشأن رفع العقوبات والالتزامات النووية. ووضع باقري كني مجموعة من "المطالب المتطرفة"، بما في ذلك الإلغاء الفوري لجميع العقوبات المفروضة على إيران في عهد ترامب وضمان عدم انسحاب أي إدارة مستقبلية من الصفقة مرة أخرى، بحسب الصحيفة.

وقال باقري كني لموقع ميدل إيست آي البريطاني، إن الكرة "في ملعب أميركا".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة "لا ترغب في رفع العقوبات المتعلقة بحروب إيران بالوكالة في المنطقة وغيرها من القضايا".

وأضافت أنه "من المستحيل أن يتعهد بايدن بأن الإدارة المستقبلية لن تلغي أي اتفاق". وقد حذر دبلوماسيون أوروبيون من أنه ما لم تغير طهران مسارها بسرعة، فإن المفاوضات تتجه نحو الانهيار.

وإذا لم تؤدِ المحادثات في فيينا إلى أي اتفاق، فقد قال المسؤولون الأميركيون إنهم سينظرون في خيارات أخرى. ويمكن أن تتضمن الخطة ب المحتملة زيادة في العقوبات - بما في ذلك استهداف مبيعات النفط إلى الصين – أو اتفاق مؤقت على نطاق أصغر، وعمليات سرية لتخريب برنامج إيران النووي أو العمل العسكري.

ونفى باقري كني التلميحات بأن إيران ستنظر في اتفاق مؤقت أو اتفاق أوسع نطاقاً ليحل محل اتفاق 2015.

إن العقوبات الأميركية واسعة بالفعل لدرجة أن التهديد بالمزيد يفقد ميزته, وبحسب استطلاع للرأي العام أجرته جامعة ماريلاند في آب / أغسطس وأيلول / سبتمبر الماضيين، فإن ثلاثة من كل خمسة إيرانيين يعتقدون أن الولايات المتحدة قد فرضت بالفعل عقوبات على إيران إلى أقصى درجة ممكنة.

وقال بهنام بن طالبلو، باحث بارز يركز حول إيران في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن "الفريق الذي يتولى القيادة اليوم في إيران هم من المتشددين المتطرفين الذين يشعرون براحة أكبر مع التصعيد وتقييمهم بأنه يمكنهم تجاوز أي مسار ضغط محتمل لـلخطة ب من قبل إدارة بايدن".

ونقلت الصحيفة عن محللة سياسية أميركية قوله إن التنازلات الأميركية لحكومة رئيسي قد تشجعها على المطالبة بالمزيد، بينما تكلف بايدن سياسياً. وقالت إنها ترى أن التراجع عن بعض العقوبات غير النووية هو أفضل فرصة للتوصل إلى اتفاق.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا انهارت المحادثات، سيزداد خطر التصعيد العسكري. وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في "مجموعة الأزمات الدولية"، "إن الضربات الأميركية على أهداف نووية إيرانية يمكن أن تعيق البرنامج النووي مؤقتاً، لكنها تمنح طهران فوزاً في العلاقات العامة في الداخل. وقد يؤدي دعم الولايات المتحدة لأي عمل عسكري إسرائيلي إلى تورط الولايات المتحدة في صراع أوسع يشمل وكلاء إيران في العراق وسوريا وأماكن أخرى".

ففي أعقاب الانسحاب الأميركي من أفغانستان، لم يعد لدى الجمهور الأميركي رغبة كبيرة في المشاركة العسكرية. ومن شأن الصراع مع إيران أن يصرف الانتباه عن أولوية إدارة بايدن في المنافسة مع الصين.

وقال فايز: "هذا هو السيناريو الأسوأ لإدارة بايدن، لأنه إذا كان لديك إيران على وشك التسلح النووي وكان لديك تصعيد كبير في العراق وسوريا، وهناك أميركيون يموتون في تلك المسارح، ينتهي بك الأمر في وضع يوجد فيه ممر من الفوضى يمتد على طول الطريق من حدود أفغانستان إلى حدود إسرائيل".