• اخر تحديث : 2024-05-10 13:04
news-details
مقالات عربية

المظلة الفرنسية لحماية لبنان من الانهيار، هل تشكل طليعة لتسويات أخرى في المنطقة؟!!


في زيارته الحافلة باللقاءات وبنتائجها ودلالاتها السياسية، حقق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما عجزت عنه الطبقة السياسية من كل الاتجاهات، حتى بدا المشهد مشابهاً لمشاهد سابقة شهدها لبنان في السنوات التي كانت سوريا مكلفة بإيجاد التسويات بين مكوناته المتنافرة، جاءت باريس لتلعب الدور ذاته وإن كان غير مطابقاً، إلا أنها وجهت إنذارها الأخير قبل زوال لبنان، كما حذّر وزير خارجيتها.

أوساط سياسية متابعة أكدت أن لبنان دخل مرحلة جديدة بشائرها الأولى بدت بعد انفجار المرفأ الذي أعقبه استقالة حكومة حسان دياب، شكلت الاستقالة نقطة تحول أساسية في المسار السياسي، لأن القوى الداعمة له كانت تدرك جيداً أن لا مساعدات ستصل إلى لبنان في ظل هذه الحكومة، ومن أنه لن يقف على قدميه مجدداً من دون مساعدات خارجية وخصوصاً البنك الدولي.

وتضيف الأوساط أن بعد الاستقالة باتت القوى السياسية اللبنانية أمام خيارات صعبة، إما الاستمرار في التناحر، وإما البحث عن مخرج يرضى عنه الخارج والقوى الأساسية في الداخل، في هذه اللحظة تقول الأوساط وجدت باريس الباحثة عن دور في المنطقة الفرصة السانحة للتدخل، كما أن معظم القوى في الداخل وجدت بالمبادرة الفرنسية خشبة خلاص لوقف الانهيارات الاقتصادية والاجتماعية وحتى الأمنية.

 وتوضح الأوساط أن أي عودة من القوى السياسية للسلوك القديم في مسألة التشكيل سيعني كارثة على كل لبنان وسيدفع الشعب اللبناني بكل فئاته وطوائفه ومذاهبه أثماناً غالية، ولم تستبعد الأوساط أن يتحول لبنان إلى دولة فاشلة تحتاج إلى وصاية مباشرة من الخارج، وهذا أمر ليس مستبعداً في حال من أيَّد الرئيس المكلف مصطفى أديب لم يساعده في تأليف حكومة ترضي الخارج والقوى الداخلية، خصوصاً تلك الحريصة على بقاء لبنان،  وهذا الخيار تؤكد الأوساط وحده القادر على فضح كل من يصطاد في الماء العكر من قوى الداخل الذين باتوا معروفين وأجندتهم واضحة الأهداف في دفع لبنان نحو الانهيار وإشاعة الفتنة بين مكوناته.

وحذرت الأوساط من أن الأجندة التي طرحتها باريس، ولا تعارضها واشنطن وطهران، وحتى الرياض، ومدعومة أوروبياً من عدم تنفيذها، لأن كل بنودها انعكاس لواقع اقتصادي مرير، معتبرة أنه صحيحاً أنها قد تحمل بعض المكاسب لباريس في مشاريع مثل الكهرباء والمرفأ والاتصالات، إلا أنها ستساعد في حال إقرارها لبنان على الوقوف مجدداً، واعتبرت الأوساط أن إسقاط باريس للمواضيع الخلافية مثلا الانتخابات المبكرة وسلاح حزب الله وتغيير النظام يعني أن الرئيس الفرنسي الذي وعد بزيارة لبنان بعد إنهاء مهلة الثلاثة أشهر، حريصاً على وحدة لبنان وبقائه، ومن أن وقوف بلاده إلى جانب اللبنانيين في أزمتهم مسألة لا مناورة فيها ولا أطماع مباشرة، وهي أي باريس ستتابع عن كثب تنفيذ بنود أجندتها.

وفي حال التقاعس أو المراوغة من القوى اللبنانية فإنه سيترجم ما هدد به لجهة فرض عقوبات مالية وغير مالية على الأطراف التي عرقلت إخراج لبنان من محنته، ولم تستبعد المصادر أنَّ ربْط ماكرون مسألة إيجاد تسوية للقضايا الخلافية بتوقيت مناسب حتى يضمن النجاح والوصول إلى اتفاق بشأنها، وذلك بعد أن تكون حكومة مصطفى أديب خلقت مناخات من الثقة بين الفرقاء اللبنانيين، لافتة في هذا السياق إلى أن المبادرة الفرنسية قد تشكل حجم أساس لتسويات أبعد من لبنان، شرط أن تنجح باريس في مساعيها.