• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
تقارير

أهداف السعودية بالقصف الوحشي للمدن اليمنية


كثفت السعودية، في الأيام الأخيرة، غاراتها الجوية على اليمن، وتغطي الهجمات التي تحدث أمام أعين المراقبين الدوليين الجرائم السعودية المستمرة بحق المدنيين اليمنيين في مناطق متفرقة في محافظات مأرب وصنعاء والجوف وصعدة.

الانتقام من المدنيين لهزيمة الحرب

ما لا شك فيه أن الانتصارات والنجاحات العسكرية التي حققتها جماعة أنصارالله في الأشهر الأخيرة على مختلف الجبهات في القتال ضد المعتدين والمرتزقة التابعين لهم لعبت دورًا مهمًا في إثارة غضب السعوديين، مما أجبر الرياض على القيام بردود فعل مجنونة ووحشية ضد المدنيين اليمنيين بقصف المدن. من جهة، وعلى الرغم من اعتماد كل الحيل السياسية واستخدام كل القوة العسكرية لمنع أنصار الله من التقدم نحو محافظة نفط خير مأرب، إلا أن حصار المدينة قد اكتمل والسعوديون وقوات حكومة المنصور هادي المستقيلة والهاربة على وشك قبول هزيمة كبرى في الحرب، الأمر الذي قد يجعل ساحة المعركة أكثر صعوبة للغزاة. في غضون ذلك، أضافت انتصارات أنصارالله العسكرية في محافظات الجوف والحجة والضفة الشرقية، إلى فشل التحالف السعودي وفشل خططه السياسية والعسكرية للمستقبل. على وجه الخصوص، فإن التحرير الكامل لمحافظة الجوف، والذي يبدو أنه تحقق بالكامل من خلال العمليات العسكرية الأخيرة، سيوجه ضربة قاضية للتحالف لأن أي جماعة تهيمن على الجوف تسيطر على المعركة الحالية في اليمن، خاصة في اليمن. محافظات عمران الخمس الحيوية، وتسيطر على غرب الجوف، وصنعاء في الجنوب الغربي، ومأرب جنوبا، وحضرموت شرقا، وصعدة شمال الجوف. للجوف حدود طويلة مع المملكة العربية السعودية، مما دفع الرياض في النهاية إلى الدخول في "مشاورات سلام" مع صنعاء للحفاظ على بئر الشيبة النفطي في الربع الخالي آمنًا من ضربات الصواريخ أو الطائرات بدون طيار. من ناحية أخرى، وربما الأهم من ذلك، أصبحت الهجمات البرية والجوية التي يشنها اليمنيون من حين لآخر على الأراضي السعودية كابوسًا حرم السعوديين من النوم الجيد ليلاً. في الأيام الأخيرة، أعاد اليمنيون إطلاق عملياتهم داخل المملكة العربية السعودية في محافظة جازان، مما كشف عجز الرياض العسكري عن الدفاع عن حدودها والحفاظ على سلامتها الإقليمية مع استمرار الحرب.

الخوف من التفاوض بأيدي خالية

المدن السعودية والمراكز الاستراتيجية معرضة لخطر الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية؛ لذلك، فإن حكام الرياض، في ظل الأوضاع الراهنة والتطورات الميدانية، لا يملكون القوة لفرض شروطهم الخاصة. الشروط التي ترفضها صنعاء وتصر عليها الرياض، لكن لا يبدو أن الوقت في صالح المملكة العربية السعودية. في الواقع، مع تصاعد الضغط الأجنبي على المملكة العربية السعودية لإنهاء الحرب، إلى جانب الجمود في الخطط العسكرية، يجد السعوديون أنفسهم مجبرين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. بطبيعة الحال، في المفاوضات، سيكون لمن له اليد العليا في الحرب قدرة أكبر على المناورة لفرض شروطه على الجانب الآخر. لكن ظروف الحرب كما هي الآن ليست مواتية على الإطلاق للسعوديين، والرياض تحاول جاهدة تغيير ظروف الحرب من خلال شن ضربات جوية عمياء واسعة النطاق.

استراتيجية الأرض المحروقة

منذ أن غزا التحالف الذي تقوده السعودية اليمن الفقير في عام 2015، كان تدمير البنية التحتية الاقتصادية لليمن هدفًا رئيسيًا للعمليات العسكرية السعودية، حيث ادعى البنك الدولي أن البنية التحتية اليمنية تضررت نتيجة للحرب في أوائل يونيو، وتشير إحصاءات تقديرية الى أن الاضرار تبلغ 8.5 مليار دولار. كان الهدف الرئيسي للمملكة العربية السعودية في بداية الحرب اليمنية هو منع ظهور يمن قوي في شبه الجزيرة بحيث يستمر السعوديون في السيطرة على البلاد، ولهذا كانت استراتيجية "الأرض المحروقة" من أهم الاستراتيجيات السعودية عبى اليمن. الآن، مع تطور هزيمة تحالف العدوان السعودي الأمريكي في حرب اليمن، أعاد التحالف المعتدي، بعيداً عن أخلاق وقواعد الحرب والصراع، تفعيل سياسة "الأرض المحروقة" وضرب المناطق السكنية في صنعاء. تسبب عدوان مقاتلات تحالف العدوان السعودي الأمريكي على المناطق السكنية في صنعاء بإلحاق أضرار جسيمة بمنازل المواطنين اليمنيين وتدمير عدد من الطرق والجسور، فضلاً عن إلحاق أضرار بمواقع حساسة مثل المستشفيات.

في الواقع، يسعى النظام السعودي إلى ترك أكبر قدر ممكن من الأزمة الاقتصادية الكبرى لحكومة أنصارالله في صنعاء بعد الحرب، من أجل تهيئة الظروف لأزمة سياسية وإضعاف الشرعية جماعة أنصارالله عند الشعب اليمني.