• اخر تحديث : 2024-05-15 19:58
news-details
تقارير

"حماس" تضع معادلة جديدة لـ "إسرائيل"


نشر المركز "اليروشالمي" للشؤون العامة والدولة، تقريراً للإعلامي الإسرائيلي يوني بن مناحم تحت عنوان "حماس تضع معادلة جديدة لإسرائيل". وفيما يلي نص التقرير المنقول إلى العربية:

منظمة "حماس" تنتهج سياسة "السير على حافة الهاوية" وتُنتج معادلاتٍ جديدة على الأرض انطلاقاً من فرضية أن "إسرائيل" لا تريد حرباً جديدة على حدود القطاع يجب على "إسرائيل" الإصرار على مواقفها، وانكفاءها الأخير في كل ما يرتبط بالسجناء الأسرى الأمنيين وخرق الهدوء على حدود القطاع هو خطاً يُفسر على أنه ضعف ويشجّع "حماس" على زيادة الإرهاب.

الأحداث الأخيرة على حدود قطاع غزة، التي خرقت الهدوء النسبي السائد منذ انتهاء عملية "حارس الأسوار"، يجب أن تشعل "الضوء الأحمر" لدى صناع القرار والاستعداد لإمكانية جولة قتال جديدة في القريب، رغم التقدير الحالي في المؤسسة الأمنية بأن حماس معنية بإعادة إعمار القطاع ولن تنبري إلى معركة عسكرية إضافية في الشتاء.

الطريق المسدودة في موضوع صفقة تبادل الأسرى هي عامل مهم في نشوء التوتر الأخير، وكذلك إنجاز العائق الأرضي بطول 65 كلم المحيط بقطاع غزة، وحركة حماس تخشى أنها تخسر أوراقاً استراتيجية مهمة في صراعها ضد "إسرائيل"، مثل مفاجأتها والتسلل إلى أراضيها عبر أنفاق، الأمر الذي يقلّص قدرتها على خطف جنود ومدنيين "إسرائيل" من أجل فرض صفقة تبادل على "إسرائيل" تضطرها لأن تُطلق غصباً عنها سراح مخربين قتلة من السجون الإسرائيلية.

 إعلان النوايا الأخير من زعيم حماس إسماعيل هنية، الذي دعا عملياً عناصر حماس إلى خطف إسرائيليين في كل مكان، يدل على أن "حماس" صبرها ينفذ في ظل الجمود في المحادثات حول صفقة تبادل أسرى، وهي تبحث عن سبيل لكسر الجمود بواسطة هجمات، وهجوم خطف إسرائيليين يُعتبر "هجوماً استراتيجياً" يمكن من ناحية حماس إمالة الكفة لصالحها بصورة مهمة وإذلال الحكومة الجديدة في "إسرائيل".

من الآن يتفاخرون في "حماس" بأنهم نجحوا في أن يفرضوا على حكومة بينيت – غانتس – لابيد ان ترد بأقل صورة ممكنة، فقط من أجل رفع العتب، على إطلاق قذيفتين صاروخيتين نحو منطقة غوش دان في نهاية الأسبوع الماضي، وبمعجزة سقطتا في البحر.

صواريخ "سام-7"، اضطرت "إسرائيل" إلى تقليص هجماتها

كما تتفاخر منظمة "حماس" بأنها لأول مرة، منذ انتهاء الحرب الأخيرة في القطاع، أطلقت صواريخ مضادة للطائرات نحو مروحيات الجيش الإسرائيلي. الحديث عن صواريخ كتف من نوع "سام-7"، وأنها أنتجت سابقة اضطرت "إسرائيل" في إطارها إلى تقليص حجم غاراتها الجوية في القطاع خشية إسقاط مقاتلي حماس لمروحياتها.

مصادر في "حماس" تزعم أن الأحداث الأخيرة على حدود القطاع هي "جس نبض" للحكومة الجديدة في "إسرائيل" ومحاولة لتحدّي رئيس الحكومة بينيت، الذي انتقد بشدة مسلكية حكومة نتنياهو في كل ما يرتبط بـ "حماس" في قطاع غزة وإطلاق قذائف صاروخية منه نحو وسط "إسرائيل".

الحكومة الإسرائيلية الجديدة لم تُحسن إلى الآن معالجة قضية السجناء الأمنيين. منظمتا "حماس" و "الجهاد الإسلامي" نجحتا في استغلال هذا الموضوع لأهدافهما وتحويله إلى صاعق يهدد بانفجار صواريخ من القطاع وانتفاضة في مناطق الضفة.

"إسرائيل" اضطرت للانكفاء في كل ما يتعلق بسياسة مصلحة السجون تجاه السجناء الأمنيين، وكل العقوبات التي اعتُمدت بحق سجناء "الجهاد الإسلامي" بعد هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع أُلغيت. كما انكفأت مصلحة السجون قبل حوالي أسبوعين عن كافة الإجراءات ضد سجناء "حماس" في سجن نفحا بعد عقوبات بحق سجينات فلسطينيات وبعد طعن سجّان إسرائيلي من قبل سجين أمني من "حماس".

الحكومة الإسرائيلية الجديدة انكفأت في أعقاب الضغط الذي مارسته "حماس" و "الجهاد الإسلامي" في موضوع إضراب السجين الإداري هشام أبو هواش عن الطعام، الذي استمر 4 أشهر، ووافق على تعليقه و"إسرائيل" وافقت على إطلاق سراحه في 26 شباط/فبراير من دون تمديد اعتقاله.

الفضل في التسوية مُنح لرئيس السلطة محمود عباس ولرئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، اللذان أنجزا التسوية مع سلطات الأمن الإسرائيلية، لكن من الواضح أنه لولا الضغط والتهديدات من حماس والجهاد الإسلامي، "إسرائيل" لم تكن لتنكفئ.

إسماعيل هنية تحدث في 3 كانون الثاني/يناير مع أمين عام الجهاد الإسلامي زياد نخالة، والاثنان نسّقا أنشطة زيادة الضغط على حكومة إسرائيل لإطلاق سراح أبو هواش، وكذلك بحثا الرد المحتمل في حال وفاته نتيجة تدهور وضعه الصحي من جراء الإضراب عن الطعام.

في موازاة ذلك، عقد مسؤولون في الذراع العسكرية لحماس اجتماعات مع نظرائهم في الجهاد الإسلامي من أجل إعداد إمكانيات رد عسكري.

"حماس" تحاول توسيع المعادلة التي وضعتها

في الخلاصة، يمكن القول أنه بعد الاجتماع بين وزير الأمن بيني غانتس ورئيس السلطة محمود عباس، الذي تناول من بين جملة أمور توثيق التنسيق الأمني ضد حماس في مناطق الضفة، ينبري إسماعيل هنية ويتحدّى مرة أخرى "إسرائيل"، ويهدد بخطف إسرائيليين إضافيين.

"حماس" تحاول توسيع المعادلة التي وضعتها في الحرب الأخيرة، والتي تربط بين الهدوء على حدود القطاع وبين الوضع في القدس الشرقية (معادلة "غزة – القدس") لكي تشمل أيضاً وضع السجناء الأمنيين وبذلك تزيح أكثر فأكثر جانباً منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية، اللتان تزعمان أنهما الممثلتان الشرعيتان للشعب الفلسطيني.

"إسرائيل" أمام تحدٍ كبير هو كسر المعادلات التي تضعها المنظمة الفلسطينية التي تدير سياسة "السير على حافة الهاوية" وتحاول ابتزازها انطلاقاً من فرضية انها معنية بالحفاظ على التهدئة بكلٍ ثمن ولا تريد الآن حرباً جديدة في قطاع غزة.

لذلك، يجب على حكومة "إسرائيل" أن "تُبدي تصميمًا وعدم الانكفاء. الإذعان للقواعد الجديدة لحماس لغاية الآن، من أجل الحفاظ على هدوءٍ أمني، يُفسر على أنه ضعف وفقط سيشجع حماس على زيادة الضغط وابتزاز المزيد من التنازلات".