• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
المقترحات الاعلامية

مقترحات للتعامل مع عملية إعصار اليمن الثانية في الخطاب الإعلامي


للمرة الأولى منذ بدء الحرب على اليمن يقوم الجيش اليمني واللجان الشعبية بجملة من الإستهدافات الحيوية غير المسبوقة داخل الإمارات بعدما اقتصرت على إستهدافات تحذيرية نجحت في انسحاب ولو شكلي من قبل الإمارات والإمساك عن التدخل المباشر داخل اليمن. إذ استهدفت عملية "إعصار اليمن" الأولى في 17 كانون الثاني/يناير الحالي مواقع حساسة في العمق الإماراتي، وهي صهاريج بترولية في منطقة مصفح "آيكاد 3" قرب خزانات أدنوك، والإنشاءات الجديدة في مطار أبو ظبي الدولي.

كانت المرّة الأولى التي يُوجّه قائد "أنصار الله" السيد عبد الملك الحوثي في العام 2017 إلى الإمارات تهديدًا بالقصف الصاروخي، وتحذيرًا للشّركات الغربيّة بأنّ "عليها أن تَنظر لدولة الإمارات كبلدٍ غير آمنٍ بَعد اليوم". وبعد سلسلة من التطورات وعودة الإمارات إلى الاستهداف المباشر حان الوقت لتنفيذ هذا التهديد.

وقد نفذت القوات المسلّحة اليمنية عملية "إعصار اليمن الثانية" باستهداف العُمقيْن السعودي والإماراتي رداً على تصعيد العدوان وجرائمه بحق الشعب اليمني.

وأكَّد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أنَّه جرى استهداف قاعدة الظفرة الجوية وأهدافاً حساسةً أخرى في العاصمة الاماراتية أبو ظبي بعددٍ كبيرٍ من صواريخ ذو الفقار الباليستية، واستُهدفت مواقع حيوية وهامة في دبي بعدد كبير من الطائرات المسيرة نوع "صماد 3".

وأوضح أنَّ القوات المسلحة دكَّت عدداً من القواعد العسكرية في العمق السعودي في منطقة شرورة ومناطق أخرى بعدد كبير من الطائرات المسيرة نوع "صماد 1" و"قاصف 2K"، مُبيّناً أنَّه جرى استهداف مواقع حيوية وحساسة في جيزان وعسير بعددٍ كبيرٍ من الصواريخ الباليستية.

وعليه أعدت الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين مقترحات إعلامية لتسليط الضوء على التحول في الحرب مع الإمارات في الخطاب الإعلامي، وفق الآتي:

 أولًا: الإشارة إلى إن التحول في التعامل اليمني مع التدخل الاماراتي سببه تحولات استراتيجية رئيسة هي:

- تطور انتشار الجيش اليمني واللجان الشعبية في الجغرافيا اليمنية.

- تطور القدرات اليمنية الصاروخية كمًا ونوعًا، وكذلك على صعيد المسيرات، بما يسمح باستهداف السعودية والإمارات معاً.

- الاقتراب من الحسم والنصر النهائي للحرب، ما يحتم تحقيق التوازن في التصدي لكل دول العدوان.

- عودة الإمارات إلى الحرب، وضرورة ردعها مجدداً لمنعها من التدخل في الميدان اليمني. إذ تشير التقارير الإعلامية إلى أن الإمارات شاركت بقوة في الاعتداءات الأخيرة على الشعب اليمني، وغير مسبوقة أثناء عدوان السنوات السبع؛ فقد سجلت ما يزيد عن خمسين غارة جوية، وأحيانًا تسعين يوميًا.

ثانيًا: الإضاءة على نجاح الجيش اليمني سابقًا في إخراج الإمارات من الحرب ـ ولو رسميًا وشكليًاـ من خلال مجموعة إستهدافات لمفاعل براكة النووي في أبو ظبي ومطار أبو ظبي عدة مرات، ثم توقفت هذه الإستهدفات بعد تغيير وصفه عضو المجلس السياسي لأنصار الله محمد البخيتي بالملموس في موقف أبو ظبي السياسي والعسكري من الحرب في اليمن، الأمر الذي يؤكد جدوى الاستهداف الذي يقوم به اليمن اليوم، وتأثيره على دور الإمارات في اليمن.

ثالثًا: الإشارة الى أنّ عدم تعرض اليمن للإمارات بزخم يوازي استهداف السعودية طيلة الفترة الماضية لا يعني أن الحوثيين كانوا متغافلين عن دور الإمارات الأساسي في الحرب على اليمن، إنما المسألة هي مسألة توزيع تكتيكي واستراتيجي للمعركة، والحكمة منها عدم المواجهة بشكل مباشر مرة واحدة مع الجميع. وعدم التصعيد في السابق لا يعني سقوط حقهم في الدفاع عن نفسها عندما تتوفر العناصر الاستراتيجية. 

رابعًا: التركيز على أن الإمارات حاولت تقديم نفسها كلاعب جيوسياسي منافس للسعودية في المنطقة، والمسألة لم تعد أن السعودية تتحكم بدول الخليج وتفرض عليهم قراراتها، وعليه يتم توجيه الضربات، ويكون العداء المواجه والمباشر للدولة التي اتخذت قراراً مستقلاً بالانخراط في الحرب..

خامسًا: تأكيد أنّ الإمارات أدت أدوار تخريبية معلنة قبل أن تنسحب، وحتى عندما انسحبت عرف الجميع أن الإمارات لا تزال في اليمن وبزخم تخريبي أكبر. ثم عادت بقوة إلى الحرب بقرار مستقل له علاقة بمصالحها..

سادسًا: الإشارة الى أنّ دخول الإمارات الرسمي إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني عامل إضافي لإظهار وتأكيد العداء مع هذا النظام، ودافع إضافي لاستهداف نقاط الثقل الإماراتية.

سابعًا: الإشارة إلى الحسابات الإماراتية الخاطئة وفهمها المحدود لعملية اتخاذ القرار اليمني، فاستمرار العلاقات الإيرانية الإماراتية بين البلدين يعني أن القرار الحوثي قرار مستقل غير متأثر بتوازن العلاقات الإيرانية مع دول المنطقة. خاصة وأن مسألة حصر النزاعات بين اللاعبين الجيوستراتجيين هي مسألة شائعة في العلاقات الدولية، وتتم إدارة العلاقات بسياسات منفصلة عن بعضها..

ثامنًا: ضرورة مواجهة الخطاب الإعلامي المعادي حول مسألة مصدر الصواريخ اليمنية بأنها ليست صناعة يمنية، ويمكن ذلك من خلال توجيه النظر إلى التالي:

- بغض النظر عن المصدر الصناعي للأسلحة التي يستخدمها الجيش اليمني، فإن النقطة المركزية هي جرأة القرار اليمني.

- 7 سنوات من الحصار المطبق على اليمن لم تمنع دخول الأسلحة، الأمر الذي يعلن الفشل الذريع للتحالف.

- الإشارة إلى أن أسلحة التحالف ليست أسلحة خليجية الصنع.