• اخر تحديث : 2024-11-22 10:05
news-details
تقارير

"الغارديان": بايدن يلوح بسيفه في وجه بوتين والهدف تخويف تشي


قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه في وقت بات فيه أكثر وضوحا أن الحديث الصاخب عن حرب شاملة ووشيكة في أوكرانيا أمر قد يكون مبالغا فيه، تدرك الولايات المتحدة جيدا أن المحور الصيني الروسي الناشئ هو "التهديد الحقيقي" للأمن ولمصالحها في أماكن عدة من العالم مثل تايوان وكازاخستان وليبيا وسوريا وغيرها.

وذكرت الصحيفة، في تقرير بعنوان "بايدن يلوح بسيفه في وجه بوتين والهدف تخويف تشي" لمحررها للشؤون الدولية سيمون تيسدال، أنه على الرغم من كون الحشد العسكري الذي يوجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الحدود الأوكرانية أمر حقيقي فإن الشكوك تتزايد بأن التهديد الفعلي في مقابل التهديد الافتراضي لهجوم تقليدي روسي واسع النطاق على أوكرانيا أسيئت قراءته أو تفسيره أو المبالغة في تقدير خطورته عمدا.

وأضافت أن هذا الرأي يتبنّاه جزئيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي طالب الأسبوع الماضي نظيره الأميركي جو بايدن بالتوقف عن الإيحاء بأن الغزو الروسي بات "وشيكا"، مؤكدا أن الحديث الأميركي الجامح عن الحرب يضرّ ببلده ويثير الذعر في أوساط مواطنيه.

وقد بدأت التحذيرات من خطوة الغزو في أواخر يناير/كانون الثاني الماضي حينما أكد مسؤولون بالمخابرات البريطانية -دون الكشف عن هويتهم- أن هذا التحرك العسكري المزعوم قد يكون "على بعد أسبوعين إلى 3 أسابيع" مرددين بذلك صدى تنبؤات الولايات المتحدة المثيرة للقلق التي ذهبت إلى أن صراعا مسلحا قد يتفجر "في أي وقت".

وتؤكد الصحيفة صحة أن الرئيس الأميركي يدعم بقوة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يكرس المصالح الأميركية في أوروبا، وأن غريزته أيضا بوصفه أحد قدامى المحاربين في فترة الحرب الباردة هي دعم الديمقراطية والحرية في البلدان التي تهددها موسكو ومنها أوكرانيا، لكن التوجه العام والمستعجل لسياسته الخارجية يركز على منطقة المحيطين الهندي والهادي، وعلى وجه التحديد على أكبر منافس لأميركا: الصين، وليس على أوروبا.

وإدارته التي لا ترغب في خوض صراع مسلح بتايوان وتعلم جيدا أنها حرب قد لا تكسبها بالضرورة تدرك أن أي علامة ضعف في مواجهة بوتين بشأن أوكرانيا يمكن قراءتها من جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ على أنها تشير إلى ضعف قاتل بشأن تايوان.

بهذا المعنى -تضيف الصحيفة- تعتبر أوكرانيا مناوشة مبكرة في ما قد يعدّه المؤرخون يوما ما "حرب 100 عام جديدة" على جبهات عدة، منها كازاخستان التي نشر فيها بوتين أخيرًا قوات بمباركة بكين، ومناطق صراع أخرى محتملة أو فعلية مثل جمهوريات البلطيق وبيلاروسيا وليبيا وسوريا وميانمار والحدود الهندية وإقليم شينجيانغ وبحر جنوب الصين.

تحالف أوثق

لذلك تتجه كل من الصين وروسيا في الوقت الحالي نحو تحالف أوثق من أي وقت مضى، إذ يشترك قادتهما في أيديولوجية السلطوية والقومية وما بعد الشيوعية نفسها، كما أن كلاهما ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها بطلة نظام عالمي ديمقراطي محكوم بالقواعد يجب هدمه ويعدّانها في مرحلة تدهور نهائي.

وترى غارديان أن ميلاد هذا المحور الصيني الروسي الذي تم التفكير به في تعارض مع الديمقراطيات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة هو التطور الإستراتيجي الأكثر أهمية على مستوى العالم منذ انهيار الاتحاد السوفياتي قبل 30 عاما، وسيحدد ملامح العهد القادم.

لذلك فإن الخوف مما قد تفعله الصين -تختم الصحيفة- يساعد على تفسير استجابة بايدن المحمومة وأحيانًا المبالغ فيها إزاء حصار أوكرانيا، إذ يرى من المهم إيصال رسالة للرئيس بوتين بأن "البلطجة" أسلوب لا ينفع، لكن الأزمة الأوكرانية تتجاوز هذا الإطار الأوروبي المحدود وتعبّر في الواقع عن شكل العالم المخيف والمضطرب والمتنازع عليه الذي ينتظرنا جميعا.