كشفت صحيفة "يديعوت احرنوت" الإسرائيلية عن بعض أهداف اللقاء الثلاثي الذي عقد في مصر، وجمع بين كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، وولي عهد الإمارات محمد بن زايد.
ووصفت "يديعوت أحرونوت" في تقرير أعده مراسلها السياسي ايتمار آيخنر، القمة الثلاثية بـ"التاريخية"، وقالت إنها "شكلت اختراقا لعلاقات إسرائيل مع الدول العربية، وإنها استهدفت العمل ضد إيران".
ونوهت إلى أن "الزعماء الثلاثة بحثوا في التعاون المشترك، وأساسا في المجال الأمني، وركزوا على إمكانية خلق حلف دفاع إقليمي في وجه تهديدات المُسيرات والصواريخ الإيرانية، والتعاون ضد الحرس الثوري الإيراني، وكذا في أعمال مشتركة ضد تهديدات أخرى".
وذكرت الصحيفة أن "رؤية بينيت، هي دفاع إقليمي جوي، بما في ذلك استخدام منظومات الليزر لتدمير الصواريخ؛ وهذه أداة حديثة يطورها اليوم جهاز الأمن الإسرائيلي"، زاعمة أن "استخدام مثل هذه الوسيلة، سيقلل بشكل دراماتيكي الكلفة في تدمير الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، وهو العمل الذي تقوم به اليوم منظومة "القبة الحديدية".
وأفادت بأن من بين القضايا التي تم البحث فيها بـ"توسع" هي "السباق الإيراني النووي، وذلك على خلفية محاولات الغرب التوصل لاتفاق مع إيران"، منوهة إلى أن "بينيت يفضل خلق حلف إقليمي يتصدى لإيران على كل المستويات".
وأضافت: "عرض الزعماء الثلاثة مواقفهم بالنسبة للتصدي للحرس الثوري، على خلفية نية الولايات المتحدة إزالته من قائمة منظمات الإرهاب، علما بأن تل أبيب تعارض هذه الخطوة"، مبينة أنه "تم طرح الموضوع الفلسطيني في اللقاء أيضا، في سياق الخطوات الاقتصادية التي اتخذتها إسرائيل في الضفة وفي قطاع غزة".
ولفتت إلى أن "الزعماء الثلاثة، تحدثوا عن إمكانية تصعيد أمني مع حلول شهر رمضان، إضافة لبحث زيارة زعيم النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات مؤخرا"".
وأشارت "يديعوت" إلى أن "إمكانية عودة سوريا لجامعة الدول العربية، هو حدث دراماتيكي على مستوى إقليمي، وأمريكا لا ترغب بهذه الخطوة، وإسرائيل لم تعرب حتى الآن عن موقف قاطع؛ لأن تقارب الأسد مع الإمارات ومصر كفيل بأن يؤدي إلى إخراج القوات الايرانية من سوريا، حيث إن التواجد الإيراني في سوريا يقلق إسرائيل".
وتابعت: "جرى أيضا بحث الحرب في أوكرانيا التي تؤثر في الاقتصاد الدولي وارتفاع سعر القمح، وأطلع بينيت القمة على جهود الوساطة التي يقوم بها، ومصر قلقة جدا؛ لأن القمح عنصر أساسي لديها"، منوهة إلى أن "القمة عقدت على خلفية تدشين الطيران المباشر من تل أبيب إلى شرم الشيخ، من أجل هدف استراتيجي، حيث سيجتذب إليه سياحة واسعة من الخليج، علما بأن مصر التي تفقد السياح من روسيا وأوكرانيا في هذه المنطقة، سيكون للتواجد الإسرائيلي نوع من الأوكسجين الاقتصادي لها".
ولفتت الصحيفة إلى أن "وفدا مصريا كبيرا زار إسرائيل مؤخرا، وقريبا سيسافر في زيارة مماثلة وفد إسرائيلي برئاسة وزيرة الاقتصاد أورنا بربيباي، بهدف تعزيز العلاقات في هذا المجال".
وأشادت بـ"الأجواء الودية والاستضافة الحارة من جانب السيسي، الذي قام في القمة بمرافقة بينيت حتى طائرته"، موضحة أنه "خطط للقمة أن تبقى في السر، ولهذا مكتب بينيت لم يضم مصورا إليها، وفي نهاية الأمر فقد تقرر الحديث عن اللقاء، وحرص قصر الرئاسة في مصر على توثيق اللقاء".