• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
تقارير

انعكاسات العمليات الاستشهادية على الوضع الأمني للكيان الصهيوني


اشتدت العمليات الاستشهادية عشية شهر رمضان المبارك ضد احتلال الكيان الصهيوني في اعماق الاراضي المحتلة.  وعقب عمليات المجاهدين الفلسطينيين في الأيام الأخيرة، تعاني المناطق الصهيونية من حالة من الفوضى الأمنية.

القيام بعدد من العمليات الاستشهادية الجديدة للمجاهدين الفلسطينيين شكل ضغطا كبيرا على الحكومة الصهيونية، وتعهد المسؤولون السياسيون في الكيان ونفتالي بينيت، الغاضبون من عدم قدرة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية على الوقوف أمام موجة العمليات الفلسطينية، بالانتقام، بينما توعد نفتالي بينيت بالرد بقسوة على الهجمات الأخيرة.

 ويأتي هذا بعد مقتل 11 مستوطنًا في ثلاث هجمات منفصلة الأسبوع الماضي. وقد أعلن بينيت، يوم الأربعاء، إجراءات أمنية جديدة وطلب من جميع الإسرائيليين المرخص لهم بالبدء بحمل الأسلحة على خلفية التوتر الكبير هذه الايام في الاراضي المحتلة. كما أفاد القناة الثانية عشر الصهيونية أن 3000 شرطي سيتمركزون في القدس خلال شهر رمضان. مع صدور أوامر جديدة من مجلس الوزراء الأمني الصهيوني، داهم جيش الكيان وقوات الأمن مخيم جنين في الضفة الغربية، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية على خلفية ذلك عن مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل خلال الاشتباكات. وهو إجراء دفع زعيم الجهاد الإسلامي إلى إصدار الأوامر بالاستعداد الكامل لجميع القوات للرد على هجوم مخيم جنين.

حمل فزاعة "داعش" لتغطية الفشل الاستخباري الصهيوني

بعد المفاجأة الكبيرة والهزيمة الاستخباراتية الكبيرة لقوات الكيان الأمنية بالتنبؤ بموجة عمليات المجاهدين الفلسطينيين، وأيضاً نتيجة الفرح الفلسطيني بتلقي الهيمنة الاستخباراتية والأمنية في تل أبيب ضربات خطيرة، تعمدت وسائل الإعلام الغربية والصهيونية وضع الخط الإرهابي في حيثيات الهجمات وربط شهداء المجاهدين الفلسطينيين بداعش. على وجه الخصوص، أفادت وسائل الإعلام الصهيونية عن أن الهجوم الثاني من بين الهجمات الثلاثة الحديثة تم فيها تدريب الفلسطينيين في سوريا، وأعربت وسائل الإعلام التابعة لداعش عن دعمها للهجمات. ونتيجة لذلك، تصف وسائل الإعلام الغربية والصهيونية ذلك بأنه مؤشر على ظهور واضح لبعض الخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي وعمليات تجنيد من قبل هذه المجموعة الإرهابية في الأراضي الفلسطينية.

هذا الخط الدعائي هو خط معروف الأهداف، في حين أن تنظيم داعش، كقوة إرهابية، تم إنشاؤه ودعمه من قبل أجهزة المخابرات الغربية والصهيونية والسعودية لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وخاصة في سوريا والعراق. وكان هذا الخط يتميز عن غيره بأمرين: أولاً، خلال سيرته المشينة، قتل المسلمين فقط وبدأ حربًا دينية لصالح الصهاينة، ولم ينفذ أبدًا أي عملية ضد تل أبيب. ثانيًا، تم نشر وثائق تعاون المجموعة مع الصهاينة وكيفية معاملة القوات التابعة لها لقيادتها في الأراضي المحتلة. لذلك، فإن تغطية الإعلام الغربي والصهيوني لهذه القضية بعنوان داعش هو فقط لغرض إضفاء الشرعية على تكثيف الإجراءات القمعية ضد سكان الضفة الغربية، وحرف القضية عن انتصار المقاومة الفلسطينية.

الوعد بانتفاضة جديدة من الضفة الغربية

لا شك في أن الموجة الأخيرة من الهجمات ستزيد من مخاوف مجلس الوزراء الإسرائيلي بشأن الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية.  في السنوات الأخيرة، ضعف موقف الخطاب التوفيقي للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بفعل تصرفات الدول العربية التي تخون القضية الفلسطينية بتطبيعها مع الكيان الصهيوني. كما أظهرت انعكاسات هذا الوضع على التطورات الداخلية في فلسطين توجه الضفة الغربية العام نحو خطاب المقاومة، بحيث ان حركة فتح والصهاينة، إدراكاً منهم لانتصار حماس المؤكد في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الفلسطينية المقبلة، أرجأوا مراراً وتكراراً الانتخابات العامة تحت ذرائع مختلفة. تتمثل المخاوف الرئيسية للكيان الصهيوني والولايات المتحدة في الضفة الغربية في تشكيل انتفاضة جديدة في المنطقة، والتي يمكن أن تمتد إلى مناطق فلسطينية أخرى في الأراضي المحتلة، وبدعم عسكري من حماس، سيكون مستقبل الكيان غير مؤكدا. الهجوم على مخيم جنين، الذي كان مسرح الهجمات الفلسطينية المسلحة الأخيرة، هو مؤشر واضح على قلق السلطات الإسرائيلية العميق من أن الوضع في المنطقة يمكن أن يخرج عن السيطرة وأن الانتفاضة يمكن أن تبدأ في القريب العاجل.

القنبلة الموقوتة في عمق الاراضي المحتلة

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن منفذ هجوم يوم الثلاثاء هو مقيم غير قانوني في أراضي عام 1948. على الرغم من أن تل أبيب تفرض رقابة شديدة على الأخبار الحقيقية وأوضاع العرب الذين يعيشون في أراضي عام 1948، إلا أن توجه الاحتلال إلى محاربة هذه الفئة من الفلسطينيين أصبح قوياً للغاية في السنوات الأخيرة. ويعكس هذا الفشل سياسة الكيان التي امتدت لعقود من الزمن في تحديد هوية أعداد كبيرة من الأجيال الجديدة من الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة عام 1948 واستيعابها.

في ظل هذه الظروف، يبدو أنه مع تكثيف الإجراءات المناهضة للفلسطينيين في تل أبيب في الأيام المقبلة، هناك احتمال كامل لهجمات من قلب أراضي 1948 المحتلة.