• اخر تحديث : 2024-07-01 12:23
news-details
تقارير

الانتخابات الفرنسية: ٤ سيناريوهات في سباق الوصول لقصر الاليزيه


بدأ العد التنازلي لسباق الانتخابات الفرنسية، مع بقاء يومين فقط تفصل المتابعون عن النتيجة التي سيخلقها التصويت، يوم الأحد القادم، العاشر من أبريل الجاري، وهو موعد لا ينسى في ظل التحديات التي تواجه الجمهورية الفرنسية، والحروب المحيطة بالقارة الأوروبية، والأزمات التي ضربت التراب الفرنسي، بدءاً من الارهاب، مظاهرات السترات الصفراء. جائحة كورونا، وما تبعها من أزمة اقتصادية، ومؤخراً حرب روسيا على أوكرانيا، وتبعاتها على الجانب الفرنسي، وهو ما دخلت معه الاحزاب السياسية على الخط لتصطاد في الماء العكر، وتستغل هذه الأزمات للوصول الى قصر الاليزيه رغبة في مشي ماراثون الانتخابات الرئاسية.

وعليه تظل هناك سيناريوهات أربعة تطرح نفسها على المشهد السياسي والانتخابي الفرنسي، في ظل ما قاله متابعون عن احتمال وجود مفاجأة، وامتناع أو عزوف الناخبين عن المشاركة، وتعبئة كبيرة لليسار لصالح "جان لوك ميلانشون" وعلى كل حال، نرصد هذه السيناريوهات على النحو التالي:

السيناريو الاول: وهو كما قال مراقبون "حدث غير متوقع يخرج الحملة عن مسارها"، ويرجح أنصار هذا السيناريو، أن الرأي العام الفرنسي أصبح لا يشعر بالأمن، خاصة بعد أن تصدرت قضية الوجه المنتفخ لرجل سبعيني تعرض لهجوم عنيف من قبل اثنين من اللصوص، واحتل الخبر عناوين الصحف قبل أربعة أيام من الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠٢٢، وهو ما يقوله كثيرون أن هذه القضية أصبحت رمزًا لانعدام الأمن، وبالتالي ستؤثر في الانتخابات وتساهم في الانضمام إلى الانتخابات الرئاسية الثانية، وبالتالي تعيد تكرار سيناريو "جان ماري لوبان" و "ليونيل جوسبان" و"جاك شيراك".

ويعتمد أنصار هذا التحليل على اعلان ماكرون نفسه مرشحا للرئاسة في التوقيت الاخير، وهو ما يجعله تحت رحمة خبر أو حادث، كما يستخدم أنصار هذا السيناريو حادث مقتل الشاب اليهودي "جيريمي كوهين" الذي قتل تحت عجلات الترام في منطقة "بوبيني" أثناء محاولته الفرار من المهاجمين له، ما جعل بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية يرى أن دافع الاعتداء عليه هو معاداة السامية.

السيناريو الثاني: وهو الامتناع الشديد عن التصويت يتسبب في تعثر "مارين لوبن "

ويرى أنصار هذا السيناريو أن الرئيس الخالي - المنتهية ولايته - والمرشح الرئاسي "إيمانويل ماكرون" لديه فرصة، هذا لأن لديه جمهور ناخب ليس شديد الحساسية تجاه الامتناع عن التصويت، لذلك يسمح له بالحصول على ثقة نسبية في نتيجة الجولة الأولى. لكن بالنسبة لمرشحة اليمين المتطرف "مارين لوبن"، فإن الوضع مختلف تماماً بحسب وجهة نظر الفقيه الدستوري الفرنسي "بنيامين موريل".

يقول موريل: "إن ناخبي مرشح الجبهة الوطنية - مارين لوبن - هم بالفعل الأكثر ميلاً إلى الامتناع عن التصويت". وللتوضيح يشير إلى النتائج السيئة لحزبها في الانتخابات الإقليمية عام ٢٠٢١، والذي احتل الصدارة فقط في منطقة جنوب باكا في الجولة الأولى، بينما وضعته استطلاعات الرأي في الصدارة في ٦ مناطق من أصل ١٣ منطقة، كانت المرشحة نفسها - مارين لوبن - قد حصلت على (٦٦.٧٢٪).

يقول " موريل: "في الوقت الحالي يعتبر ناخبو "مارين لوبن" من بين أكثر المصوتين تحديدًا، يقول ٨٤٪ إنهم متأكدون من اختيارهم، مقارنة بـ ٧٩٪ لصالح "ايريك زيمور" أو ٧٤٪ للمرشحة "ڤاليري بيكريس"، وفقًا لآخر استطلاع أجرته شركة Elabe .

السيناريو الثالث: إيريك زمور "يحقق المفاجأة"

ورغم أن المذيع المثير للجدل، ومرشح اليمين المتطرف "ايريك زيمور"، يحتل ترتيباً متأخراً في استطلاعات الرأي ويحصل على نسبة ٩٪؜ فقط في استطلاع Elab الأخير، فإن رئيس Reconquête هناك حشداً كبيراً في معسكره ما زال يؤمن به ويعلق عليه آمال كبيرة في الوصول الى قصر الاليزيه.

ويستند أنصار هذا الرأي أن جميع الغرف التي عقد فيها اجتماعاته ممتلية، ولديه متابعين وحشد كبير آخرها ما حدث في ميدان الكونكورد، ويقول أنصاره انه سيصل بقوة لقصر الاليزيه، كما صرح بذلك المنسق الاقليم لحملته "فيليب إيزرايليفيتش ".

وعلى العكس من ذلك يرى القاضي "برونو كوتريس" الباحث في Cevipof أن "إيريك زيمور" بعيد جدًا عن الدور الأول في الجولة الثانية من استطلاعات الرأي لدرجة لا يمكن وصوله إليها، حتى لو كان ناخبيه محشدين.

السيناريو الرابع: حشد الناخبين اليساريين بشكل مفرط لصالح "جان لوك ميلانشون "

ويطرح هذا السيناريو، أن اليسار سوف يتوحد ويقوم بعملية حشد كبيرة لصالح مرشحه "جان لوك ميلانشون"، حيث قدم نفسه خلال الفترة الأخيرة أن التصويت له مفيد، فهو يحصل في استطلاعات الرأي على ١٥.٥٪؜ من نوايا التصويت كما جاء في استطلاع Elab الأخير، وبذلك يحاول اليسار ان يعطي الأمل الكبير ويقدم "فرنسا المتمردة" على أنها في طريقها الى قصر الاليزيه، حيث يدعو "ميلانشون" أنصاره باستمرار للتصويت لبرنامج وليس لصالح شخص كما يقول.