ما يزال النظام الدولي يعيش في مرحلة خطيرة تشهد تحولات كبيرة على مستوى التحالفات والمصالح وموازين القوى في المنطقة والعالم، إذ تستمر الصين في الصعود بقوة نحو منافسة الولايات المتحدة على التأثير في القرار الدولي من خلال استثمار قوتها الاقتصادية الهائلة، وتسعى روسيا للحفاظ على مصالحها الحيوية وتعزيز حضورها في أوراسيا؛ عبر توظيف مقدراتها من الغذاء والطاقة، ومن جانب آخر تريد كذلك القوى الإقليمية الفاعلة الاستفادة من التصدعات التي تصيب المنظومة الدولية لحجز مواقع متقدمة في النظام الدولي الجديد المرتقب.
لقد أظهرت الأزمة العالمية المتمثلة في الغزو الروسي لأوكرانيا، حجم العجز الأوروبي أمام الحاجة الماسة للغاز الطبيعي الذي يعتبر شريان الحياة لأوروبا والعالم، إذ تواجه روسيا -المورّد الأهم للغاز الطبيعي لأوروبا- اتهامات باستخدام ملف الغاز للضغط على أوروبا لتقديم تنازلات متعلقة بالأزمة الأوكرانية، حيث تسعى موسكو للحصول على ضمانات أمنية مرتبطة بمنع انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، والحفاظ على حيادها ومنع تسليحها كون ذلك يهدد الأمن القومي الروسي، وهو ما ترفض الولايات المتحدة وأوروبا ضمانه لبوتين حتى هذه اللحظة.
للاطلاع على التقرير كاملا يمكن الضغط على الرابط